بنعزوز .. خبير دولي في الأعصاب يدعو إلى نهضة علميّة بالمغرب

بنعزوز .. خبير دولي في الأعصاب يدعو إلى نهضة علميّة بالمغرب
الأحد 23 دجنبر 2018 - 07:00

قال عبد الحميد بنعزوز، مدير الأبحاث في معهد أمراض الأعصاب بجامعة بوردو، إن قيمة البلد تتمثل في منشوراته وقيمتها العلمية، داعيا الحكومة المغربية إلى تطوير البحث العلمي بالمملكة في محاضرة ألقاها، حول مرض الشلل الرعاش، بدار الثقافة محمد الخمار الكنوني بمدينة القصر الكبير.

وتحدث الطبيب المغربي القاطن بفرنسا عن العمل الناجح الذي قام به مع فريقه البحثي، والذي مكن من تنظيم النورونات بموجات كهربائية “High frequency stimulation”، يكون مصدرها جهاز يزرع تحت الجسم، وهو ما تم استنتاجه بعد تجارب أجريت على الفئران والقردة في البداية، وأثبتت نجاعتها بعدما أُجريت على المرضى بالشلل الرعاش.

هذا العلاج الناجع، الذي استطاع بنسبة 90 بالمائة الحد من العوامل الظاهرة للإصابة بمرض باركنسون، نُقلت تجربته إلى المغرب بعد تدريب امتد سنتين استفاد منه رئيس مصلحة جراحة الدماغ بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، وهو ما دفع بنعزوز إلى التأكيد على أن “للمغرب كفاءات طبية يجب أن يثق بها”.

ووضّح الطبيب المتخصص أن مرض باركنسون عرفه العالم منذ قرون، مشيرا إلى أن العالم جيمس باركنسون هو الذي وصف هذا الشلل الرعاش، الذي يُعقد حياة المريض مع مرور الزمن بعدما تظهر أولى مظاهره، وهي انحناء المريض إلى الأسفل، وعدم قدرته على الوقوف جيدا، إلى أن يصاب مع مرور السنين بإعاقة كبيرة.

سبب المعاناة من المرض ترجع، حسب بنعزوز، إلى كون الخلايا التي تفرز مادة الدوبامين تموت بطريقة تطورية عند المصاب بالشلل الرعاش، فلا يبقى هناك تحكم في أنشطة مجموعة من البُنى في الدماغ، وهو ما دفع الباحثين إلى التفكير في استبدال هذه الخلايا بدواء”l-dopa” ، الذي كان ثورة علاجية، لكن مشكلته تجلت في توقفه عن العمل بعد أربع أو خمس سنوات.

من جهتها، تحدثت ربيعة بوعلي بنعزوز، المتخصصة في أورام الدماغ ومرض باركنسون، ومهندسة البحث في المعهد متعدد التخصصات في العلوم العصبية بجامعة بوردو، عما يرافق الارتعاش وعدم القدرة على الحركة التي تنتج عن مرض باركنسون من اكتئاب وقلق وفقدان الرغبة، إضافة إلى الألم والمشاكل الجنسية ومشاكل البلع، وكذا العياء وفقدان الشم ومشاكل الرؤية في بعض الأحيان.

وعرجت بنعزوز على مجموعة من التفسيرات للألم عبر التاريخ منذ تفسيره بالسحر في الحضارات القديمة، مرورا ببعض القراءات الرومانية والإغريقية التي رأت في الألم والنشوة إحساسين يشعر بهما القلب، وفسرت الألم بتصورات تتجاوز الطبيعة، وصولا إلى التفسيرات الأكثر علمية لأبوقراط وغاليلن، مشيرة إلى أن ابن سينا كان أول من وصف مجموعة من أنواع الألم، في حين أن الغرب كان يرى في هذا الألم عقابا إلهيا وأمرا مرغوبا باستحضار ألم المسيح، قبل نظرية الألم والوصف الفيزيائي له.

وفرقت المتخصصة في أورام الدماغ ومرض باركنسون بين الألم الذي يمكن أن نعده ونحسبه، وبين التألم الذي يمثل تجربة، موضحة أن مجال اشتغالها هو الألم المرضي لا الألم الفيزيولوجي، ومذكرة بوصف جيمس باركنسون منذ سنة 1817 الألم كواحد من مظاهر الإصابة بالشلل الرُّعاش.

وأوضحت بنعزوز أن المصاب بالشلل الرُّعاش يحس بشكل أكبر بالآلام المرضية، وحتى بالحر والبرد مقارنة بغير المصابين به، مضيفة أن التحفيز الدماغي يعمل بشكل جيد في هذا المجال، وليس فقط الأدوية. وزادت مفسرة أن “هناك تقنيات لا تمكن من العلاج، ولكن تعدل من رؤيتنا للألم مثل الصلاة في ثقافتنا. ولكل ثقافة ما يمكنها الاستفادة منه في هذا المجال؛ لأن الألم لا يوجد وحده، بل يدبر بأمرين، هما: الإحساس والإدراك، وإذا اكتأبنا يمكن أن نحس بالألم أكثر”.

وشهدت نهاية الندوة حفلا تكريميا للزوجين الطبيبين المتخصصين، عبد الحميد بنعزوز وربيعة بوعلي بنعزوز، من طرف أبناء وبنات مدينتهما القصر الكبير، التي غادراها منذ أزيد من ثلاثين سنة. فيما قدم لهما محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، هدايا تكريمية صباح يوم السبت بالمدينة نفسها.

‫تعليقات الزوار

11
  • علال كبور
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 07:30

    يجب التذكير ان مخطط تدمير التعليم العمومي جاء أساسا للحيلولة دون تمكين اجيال من النهضة العلمية لقطع الطريق امام تهديد مصالح لوبي السيطرة والتحكم .
    وعليه فلا أمل في ان تكون مساعي ونوايا جدية للنهضة الشاملة على غرار كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة وتركيا .

  • شفيق
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 08:48

    حينما ترى القصر الكبير المدينة الصغيرة الواقعة بين مدينة العرائش وسوق الأربعاء لا تعطيها قيمتها الحقيقية إلا إذا قرأت تاريخها المجيد الذي صنع من طرف أبناءها البررة من علمائها ومثقفيها واطباءها فهنيئا فهنيئا لوطننا الحبيب بهذه النماذج المشرقة المحتدى بها ونطلب من العلي القدير أن يزيد هذه المدينة البهية ضياءا وبهاء ونورا من التقدم والازدهار أمين يارب العالمين وشكرا هسبريس

  • المكلخ
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 09:08

    اقترح للحصول على دكتوراه في الطب ان يصدر الطالب على الاقل بحتين يدخلان ضمن البحت العلمي ومعترف بهما دوليا كما في المجالات الاخرى. لكن المسؤولين يتهربون من دلك حتى لاتتم المعادلة بين دكتوراة الطب ودكتوراة علوم اخرى….

  • NeoSimo
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 09:28

    المعلق علال كبور… ما قلته ليس بعيداً عن الحقيقة ولكن هل على جميع المغاربة أن يعلنوا إنهزامهم أمام لوبي التحكم…؟؟

    الإنسان يستطيع تحقيق المعجزات إذا كانت لديه ثقة في نفسه وقدراته ويستطيع تدمير نفسه ومن حوله إذا إستسلم للسلبية والإنهزامية و أسلوب "رآه هذا غير المغرب"…

  • Maghribi
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 10:12

    طالما يحكم هذا النظام السياسي الحالي بلادنا ، فإننا محكومون بالفشل في جميع المجالات. شكرا لنشر رأيي

  • مروان
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 11:03

    يتوفر المغرب على طاقات شابة مبدعة و مخترعين و كوادر عليا دات كفاءة عالية لكن للاسف بلدنا لا يعير اهتمام لهؤلاء يهتمون بالفن و الغناء كانه من اولويات الحياة ,لهدا نجد اغلب الشباب يحلمون بالهجرة لتطوير مشاريعهم و الحصول على التشجيع و الدعم الكافي نظرا لكون الدول المتقدمة توفر لهم المناخ المناسب لتحقيق اهدافهم , وفقك الله يادكتور

  • رأي
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 11:23

    تكريم في محله
    بادرة طيبة أرجو ان تعمم على كل من يجتهد من أجل تكريس ثقافة الاعتراف والتقدير

  • الزباخ
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 11:24

    لهؤلاء من نحن بأمس الحاجة إليهم. أما ثقافة الهشك بشك لاتنفعنا

  • RALEUR
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 12:06

    قال مسؤول أندونيسي قبل سنوات، إذا أردنا أن نتقدم فعلينا بالإهتمام بالتعليم، وانظروا كيف أصبح اليوم هذا البلد٠ هذا الخبير بدأ من الأخير، النهوض بالعلم، الأولى أن يقول النهوض بالتعليم بما فيه المهني والفلاحي والصناعي، كل ما ينفع الناس في حياتهم اليومية وقبل ذلك نريد لشبابنا ثورة تربوية لأن الأخلاق قد تميعت، فإذا ما تربى الشباب فسيفلح فيجميع المجالات٠ والله إننا لنغار من بعض دول آسيا ونحن أمة كان يضرب بها المثل فاصبحنا في الحضيض، فما السبب؟

  • ملاحظ
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 14:19

    اية نهضة علمية نحن ما زلنا نتخبط مع القفة والزيادة في الاسعار وهزالة الطاقة الشراءية والتطبيب والسكن والبطالة وما زلنا نستمع الى اكاذيب السياسة وما زلنا نعاني من قصور العدالة وما زلنا نستمع الى وعود السياسيين وتملق النقابيين النهضة العلمية بعيدة عن المجتمعات العربية عامة حيث السواد الاعظم منهم ما زال يؤمن بانه لا علم الا علم الشريعة وينصت الى فتاوي مخالفة للعقل والمنطق وان الديموقراطية كفر وان غير المسلم يستباح دمه وعرضه اية نهضة علمية في مجتمعات تعج بشباب عاطل منهم قضى زهرة شبابه في الدراسة ليجد نفسه على الهامش نحن لسنا امة العلم نحن امة تنتج التطرف الديني والفوضى والانحلال الخلقي فانما الامم بالاخلاق ما بقيت فان هي ذهبت اخلاقهم ذهبوا بالاخلاق نبني مجتمعا متماسكا ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب ونبني اقتصادا قويا والمقولة تقول اعطيني اقتصادا قويا اعطيك دولة قوية وبعد ذلك يمكننا ان نتكلم عن النهضة العلمية

  • Habib
    الأحد 23 دجنبر 2018 - 17:47

    الدكتور عبد الحميد والدكتورة ربيعة مفخرة لمدينة القصر الكبير وللمغرب عامة وهما بعملهما هذا يساهمان في مشروع علاجي انساني . نحن بحاجة الى الرفع من مكانة مدرستنا ودعمها اللامشروط من اجل ابراز مواهب وطنية في مختلف المجالات .
    بالتوفيق للثنائي المثالي بنعزوز .
    ابو وداد .

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس