هذه نصائح للتعامل مع "أطفال التوحد" لمواجهة "الحجر الصحي"

هذه نصائح للتعامل مع "أطفال التوحد" لمواجهة "الحجر الصحي"
الخميس 2 أبريل 2020 - 04:15

في ظل الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم، وفي خضم الحرب الدائرة في المحاولة للحد من انتشار جائحة “كورونا”، يطل علينا الثاني من أبريل، ليذكرنا في زخم الأخبار الكئيبة والمقلقة باليوم العالمي للتوحد، يوم تعودنا فيه أن نمد جسر التواصل مع هذه الفئة الخاصة من المجتمع، نتشارك فيه مع الأسر المعنية ما توصلت إليه آخر الأبحاث العلمية والنظريات في مجال التوحد، مشيدين بدورهم والتزامهم الكبير تجاه أطفالهم، عائلات رفعت سقف التحدي عاليا، يحذوها الأمل أن تقدم كل ما هو إيجابي يساعدهم في رحلة التأهيل وإعادة الإدماج، وإيماننا الراسخ بأنهم حجر الأساس في أي برنامج تأهيلي وتدريبي. كذلك هو يوم شكر، وعرفان، واحتفاء بالمجتمع المدني، المنابر الإعلامية، والجمعيات المتخصصة، تقديرا لمجهوداتهم الجبارة، في إيصال صوتنا وتسليط الضوء على اضطراب التوحد.

على مستوى الأبحاث والدراسات العلمية، وحسب منظمة الصحة العالمية OMS، يمكن القول بأنه ليس هناك جديد أكثر مما ذكرناه في المقالات السابقة. وبما أن الظرفية الراهنة قد ألزمت الأسر بمجموعة من المتغيرات، وجدت لزاما أن أتحدث عن تأثير هذه المتغيرات على حياتنا اليومية، وكيف من الممكن أن نستفيد منها قدر الإمكان، حتى لا تأثر سلبا على البرنامج التأهيلي المعد مسبقا لطفل التوحد.

الروتين الثابت، أحد أهم الصفات التي يتميز بها طفل التوحد، مقيد ببرنامج محدد سلفا، لا يميل إلى التغيير في الظروف العادية، يأخذ وقتا أطول للتكيف مع كل ما هو جديد، يجد نفسه فجأة وبدون مقدمات حبيس جدران المنزل؛ وهو ما يؤثر سلبا على سلوكياته اليومية، وتعود نوبات البكاء والقلق، كتعبير منه على رفضه التأقلم مع هذا الوضع الذي فرضه الحجر الصحي، وضع لم نستسغه، وتمرد عليه الكثيرون مع أنه يصب في مصلحة الجميع، فما بالك بالنسبة لأشخاص يعيشون وفقا لنظام معين، يضمن لهم سلاسة التأقلم والاندماج مع محيطهم اليومي.

لم يكن أبداً في الحسبان أن نستيقظ يوما، لنجد أنفسنا رهينة الحجر المنزلي الإجباري، التوقف عن العمل، الجلوس في البيت، إغلاق المدارس، دور الحضانة، النشاطات الفيزيائية والفنية، مراكز التأهيل والخروج إلا للضرورة القصوى.

ظرفية تثير الكثير من التساؤلات وجب تبسيطها وإيصالها بطريقة تناسب القدرة الإدراكية لطفلك، فمن المؤكد أن الطفل قد انتبه إلى وجود شيء غير طبيعي يستوجب معه أخذ مجموعة من التدابير والاحتياطات.

يحتاج طفلك، سيدتي، إلى مساعدته على فهم وتفسير وضع الطوارئ الذي نعيشه؛ فالتحدث معه يطمئنه، ويساعد في التخفيف من نوبات القلق لديه، كذلك فرصة للاستماع إليه وتشجيعه على مشاركة أفكاره والتعبير عن مشاعره؛ وذلك عبر منبهات بصرية، فيديوهات، رسومات يدوية، تطبيقات رقمية، سيناريوهات اجتماعية… إلخ

* التعريف بفيروس “كورونا” الجديد، أعراضه، وطرق الوقاية منه، باستعمال كلمات مبسطة، دون إثارة ذعر طفلك.

* متابعة المستجدات حول العالم.

* استخدام عادات النظافة الشخصية الجيدة، الأكل الصحي، وشرب الماء.

* ضرورة الالتزام بالحجر المنزلي الإجباري، لتوقف انتشار الوباء.

* جعل الحجر المنزلي وقتا عائليا مفيدا للطفل، بالمشاركة في عدة أنشطة ممتعة، نقترح منها:

ـ القراءة، الرسم، التلوين، الصباغة

– تعليم المهارات الحياتية، تنظيف، ترتيب، تنظيم

– تزيين البيت وتعطيره

– المساعدة في الطبخ وترتيب طاولة الطعام

– مشاهدة أفلام، برامج وثائقية خاصة مواضيع تشد اهتمام الطفل

– زيارة رقمية لمتاحف، ومآثر تاريخية

– فتح نقاشات دينية، ثقافية وتاريخية

– إعطاء الطفل حرية في اللعب، النشاط الفوضوي من ركض، قفز، تسلق هي أمتع الأوقات عند الأطفال

– مشاركة الطفل في اللعب، إما ألعاب كلاسيكية أو إلكترونية

– تمارين التنفس والتمدد العضلي

– حمام فقاعات الصابون للاسترخاء

– …إلخ

أما بالنسبة للأنشطة التعليمية داخل البيت، فليس من السهل إدماجها في روتين الطفل؛ وذلك لمجموعة من العوامل، أهمها أن طفلك يدرك تماما أن المدرسة هي المكان المناسب لأي نشاط دراسي، ما يسبب فتورا ومللا عند الطفل، قد يتحول في أي لحظة إلى نوبات قلق ورفض، حاولي تقديم الأشياء في إطار ترفيهي وترغيبي، كتحدي الحروف الأبجدية أو الرياضيات…

(كونك تملك عائلة، يعني أنك جزء من شيء رائع للغاية، يعني أنك ستحب وتحب لبقية حياتك)

(Being a Family means you are a part of something very wonderful. It means you will love and be loved for the rest of your life)

مثل إنجليزي يحضرني وأنا أخط كلمات هذا المقال.

كم تذمرنا من كثرة المشاغل وضغط الحياة اليومية التي تحرمنا من قضاء وقت أطول مع عائلتنا وأطفالنا، كم اشتكينا من ضيق الوقت ومن التعب والإرهاق، وتمنينا لو كنا نملك فرصا أكثر للجلوس مع فلذات أكبادنا، نلاعبهم ونفهمهم ونسبر أغوارهم. أن نكون أقرب لهم وأن نكون ملاذهم.

رب ضارة نافعة، فلن تكون هناك فرصة مناسبة أكثر من هذه حتى نقضي ساعات أطول مع أحبتنا

# نبقاو في الدار و#نبقاو أقرب لولادنا

نتمنى الصحة والسلامة للجميع!

*أخصائية علاج طبيعي، تركيز توحد و عضوة اتحاد المعالجين بكندا.

‫تعليقات الزوار

16
  • الاستاذ
    الخميس 2 أبريل 2020 - 04:35

    مجرد تصحيح للمقولة باللغة الإنجليزية قلتم Being a family… والأصح هو Having a family.

  • aziz
    الخميس 2 أبريل 2020 - 05:00

    ما يعانيه الأسر هو التشخيص، وما يحتاجه الأسر هو من يرسم لهم خريطة الطريق للتعامل مع اطفالهم، لأن من يُنَظِّرُون يكونون بعييد كل البعد عن ما تعايشه الأسر المغربية ، فالاطفال التوحد يون لهم خصوصياتهم ولهم سماتهم تميزهم عن الأطفال سواء في كندا او فرنسا … او غيرها من الدول الأخرى وبالتالي فبمجرد الاكتفاء بنقل تلك التجارب وتطبقها هنا فهذا في حد ذاته إعاقة،يجب أن تدخل الأسرة في عملية التأهيل ونراعي المستوى التعليمي للأم او الاب وتبسيط المعلومة مع مراعات المستوى التعليمي للاسرة لكي تكون على دراية بطريقة التعامل مع الطفل في مختلف الحالات، وكل طارئ وبالتالي النتيجة الايجابية…

  • ابراهيم، أب لطفل توحدي
    الخميس 2 أبريل 2020 - 05:04

    تحباتي لجريدتكم المحترمة و للأخت الإخصائية على هذا الطرح الراقي، و الإلتفاتة إلى أطفالنا في هذه الظروف العصيبة، فهي قمة الإنسانية

  • Almohajira
    الخميس 2 أبريل 2020 - 05:11

    لقد و ضعت بدك على الجرح. الحجر المنزلي فعلا صعب على هؤلاء الاطفال فبسببه اوقفت الترويض السلوكي لابني خوفا من العدوى و لا أعلم متى يمكنه استئناف ذلك. كانت تلك الحصص بالنسبة لي تعني الكثير خصوصا إني أدرس لابني بالبيت منذ أكثر من السنة بعدما جربت عدة مدارس خاصة و عمومية و أدركت ان لا أحد سيساعد إبني غيري و لله الحمد. فعلا لقد تحسن مستواه الدراسي كثيرا عندما أصبحت معلمته و أمه و كل شئ بالنسبة له. لازال هناك بعض المشاكل السلوكية إن شاء سيتجاوزها بإذن الله. نحتاج الصبر الكثير كامهات و آباء لهؤلاء الاطفال. فاللهم اعنا على تربيتهم تربية حسنة ترضيك يا رب. تحية كبيرة لكل ام لطفل توحدي و قبلة كبيرة في جبينها لأني أدرك جيدا حجم التضحيات التي تقدمها. ادعوا لابني بالشفاء ولكل هؤلاء الاطفال فإن الله قادر على شفائهم بإذنه تعالى.

  • مسلم الراقي
    الخميس 2 أبريل 2020 - 07:15

    عندي أخ معه توحد، 14 سنة من المعاناة و كل تغيير في الروتين يخرجه عن صوابه، كل الأمور التي نراها سهلة و بديهية يعتبرها تحدي و تأخذ منه وقتا طويلا، بالمقابل أنه ذكي جدا، ذاكرة خارقة مشاء الله!
    نصائح رائعة خاصة الصباغة و الرسم هو وقت الابداع و التركيز عند أخي
    تقبلوا مروري، شكرا

  • وفاء
    الخميس 2 أبريل 2020 - 09:26

    صحيح إنها فرصة للم شمل الاسرة واسترجاع الدفء والحميمية لبيوتنا ولكن طفل التوحد بطباعه الخاصة وحركيته المفرطة وتساؤلاته المقلقة تجعل تخوفه من الوضع الجديد يتزايد بحدة واقناعه بان مانعيشه هو ظرف طارئ ومرحلي وستعود الأمور إلى ما كانت عليه بل وأفضل مسألة صعبة ومعقدة وهو الذي يريد جوابا صريحا وسريعا لكل ما يدور حوله كان الله في عون اسر أطفال التوحد واتم الله الامور على خير قلوبنا معكم

  • عبد العزيز
    الخميس 2 أبريل 2020 - 09:55

    أتساءل هل هذه الفئة لا تحتاج إلى مساعدة في هذه الظروف الصعبة !!
    ماذا أعدت الدولة لهذه الفئة غير الاهمال !!
    تحية لكل الأسر التي تعاني في صمت

  • mknasi
    الخميس 2 أبريل 2020 - 11:03

    اطفال التوحد مكيحس بيهوم غير واليديهم ما فاءدة اليوم العالمي ان لم تساعد الدولة هذه الفءة في الاندماج في الحياة الحمل كل الحمل يتحمله الوالدين فقط. لدى باركة من الشعارات والتحليلات.

  • محمد
    الخميس 2 أبريل 2020 - 11:20

    الأشخاص المصابين بالتوحد، يجب تمكينهم من شهادة طبية تخول لهم إمكانية الخروج للشارع مرفوقين باحد ذويهم، مع الإلتزام بكل الاحتياطات الوقائية، دون ان يتعرضوا للتوقيف من طرف السلطات، كما هو الحال في اسبانيا و بلدان اخرى.

  • صرخة أم توحدي مريضة بالسكري
    الخميس 2 أبريل 2020 - 11:24

    لا أخفي عليكم إخوتي معاناتنا الكبيرة مع طفلنا التوحدي ليل نهار في المنزل،مع الجيران،في الشارع،عند الاختصاصيين والتشخيص، ومع كل هذا تم رفضه من جميع مؤسسات الإدماج التربوية التابعة للدولة والخصوصية حيث يستوجب أن يكون مصحوبا بالمرافقة وتأدية مصاريف التنقل الخ…
    من هذا المنبر لا يسعنا إلا أن نحيي المجهودات الجبارة
    والقرارات الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده تجاه هذا الوباء والتعبئة الشاملة من طرف كل مكونات المجتمع المدني والعسكري التي ما فتئ يشهد لها العالم بالنجاح الباهر، راجيا من جلالته بالتدخل شخصيا والتفاتتة الشريفة لهذه الشريحة البريئة من المجتمع، ونحن جنود مجندون وراء جلالته.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • ام توحدي
    الخميس 2 أبريل 2020 - 12:06

    اهم شي هو ترتيب الوقت واشغال الطفل وعدم ترك وقت فراغ لكي لا يدخل الطفل في عالمه الخاص.. وتغير النشاطات كل نصف ساعة كاقصى مدة.. والتكلم مع الطفل كتييرا ..

  • محمد الفيلسوف
    الخميس 2 أبريل 2020 - 16:26

    للصراحة الحجر الصحي علمنا و حسينا ما تعانيه أسر أطفال التوحد في الإنعزال مع أطفالهم… الله يكون في العون، نصائح مفيدة لأنشطة رائعة و يمكن تطبيقها مع كل الأطفال
    المقال مفيد، و حبيت المثل الموجود في الخاتمة، الأسرة هي السعادة حقا
    نتمى الصحة للجميع

  • السجبماسي
    الخميس 2 أبريل 2020 - 18:55

    ان وضع الطفل التوحدي. في الظروف الراهنة
    يختلف حسب الحالة و درجة الاضطراب .وما إذا كان خاضعا لتاهيل و تدريب معين
    واجب الأسرة في هذا الوضع هو ان تصل في علاقة مع اهل الاختصاص من خلال الانترنيت و تمكين الطفل من علاقات افتراضية مع الاطفال
    لاخىاه من الروتين الذي قد يعيده الى انتكاسة

  • مليكة العمري
    الخميس 2 أبريل 2020 - 23:21

    ابني توحدي، بعد اغلاق أبواب الجمعية المكلفةًبه، أجد نفسي عاجزة عن عمل روتين يناسبه، نوبات الغضب و الصراخ كل يوم… على الأقل هذا المقال كمواساة لي و لكثير من الأمهات لنعلم أننا نعاني جميعا،
    شكرا

  • Mahmmoud Kabir Casa
    الجمعة 3 أبريل 2020 - 17:30

    الله يلطف بنا من هذه الكارثة العالمية، و يرحمنا برحمته!
    شكرا للأخت الأخصائية دنيا زيدالخيير على التركيز لأطفال التوحد، هذه الفئة المقصات من إهتمامات حكومتنا، حاليا كل الجمعيات و المراكز مقفولة و لا نجد من ينظم معنا روتين صحي لأبناءنا، يعانون من تداخل الأحداث و ليس لدينا طريق لتوصيل المعلومات و و و….
    الله يرفع عنا البلاء، شكرا لجريدة هسبريس لسماع أصواتنا

  • محسن غزال
    الأحد 5 أبريل 2020 - 04:02

    الله يلطف بنا من هاذ الأزمة، أنا أب طفل توحدي، بماذا ستساعدنا الحكومة في ظل ما نعيشه، على الأقل أخصائيين عبر الأنترنيت لتزويدنا بمعلومات و اقتراحات… نعم نشكر كاتبة المقال على المجهود رغم أنها بكندا تتقاسم معنا بعض النصائح، لكن أجدها تعليمات (كيليميني) نريد أحد ولد الشعب، يعرف حالة المغاربة ، و يعيش ظروفهم.
    تقبلوا مروري

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب