أطباء يطالبون المصابين بداء السكري بعدم الصيام

أطباء يطالبون المصابين بداء السكري بعدم الصيام
الأربعاء 18 غشت 2010 - 16:59

صيام المصابين بداء السكري … مجازفة لا تستقيم مع مقاصد الشريعة والمعطيات الطبية



مع حلول شهر رمضان المبارك، بما يجسده بالنسبة للمسلمين من فضائل تميزه عن باقي شهور السنة، ولما له من جزيل الثواب والفوائد المتعددة على صحة الأبدان والنفوس، يطرح التساؤل من جديد حول كيفية تعامل الأشخاص المصابين بداء السكري مع فريضة الصيام خلال هذا الشهر الفضيل، اعتبارا لما قد يخلفه من تداعيات متفاوتة الخطورة على صحة المصابين بهذا المرض المزمن، لا سيما الأشخاص المسنين والمرضى في حالة متقدمة.



وتتمثل الأخطار التي قد تتهدد حياة المصابين بهذا الداء جراء الصيام، في تسببه في مجموعة من الأمراض المستعصية على العلاج، من قبيل ارتفاع الضغط الدموي والإصابة بأمراض القلب والشرايين والقصور الكلوي واعتلال شبكية العين، فضلا عن منح السكري فرصة مواتية للتفاقم والاستفحال على حساب صحة المصاب، مما يتعارض مع مقاصد الدين الإسلامي التي تدعو الى الحفاظ على الصحة وتجنب التهلكة المحرمة شرعا.



ولعل الرغبة في صيام هذا الشهر المبارك تحذو المصابين بهذا الداء كما هو الشأن بالنسبة لكافة المسلمين عبر أرجاء المعمور، اعتبارا لكونه أحد أركان الإسلام الخمسة التي تستوجب التوبة والمغفرة وخير الجزاء، إلا أن المجازفة بالنفس وتعريضها للهلاك لا يستقيم مع مقاصد الشريعة السمحة، مصداقا لقوله تعالى في محكم قوله “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”، وقوله كذلك ” ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر“.



وتتزايد مخاطر داء السكري على صحة المصاب، عندما لا يمتثل لحمية ملائمة تتيح له المحافظة على نسبة سكر مستقرة في الدم، ومن ثم فإن مجازفته بالصوم دون استشارة ذوي الاختصاص، قد يعرض حياته لأخطار تتفاوت حسب نوعية كل حالة.



معطيات علمية وطبية تفيد بضرورة عدم صيام الأشخاص المصابين بداء السكري في وضعية غير مستقرة



يتم تحديد درجة خطورة داء السكري، الذي يصيب أزيد من 5ر2 مليون شخص في المغرب، استنادا على مجموعة من المعطيات التي تتمثل، على الخصوص، في كمية الأنسولين التي ينتجها الجسم ونوعية التعقيدات المرضية المصاحبة للداء وكذا سن المصاب وبنيته الجسدية.



وفي هذا السياق، تقول الأخصائية في أمراض الغدد والسكري، هند الزراد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المرضى بداء السكري من النوع الأول، يتعذر عليهم الصيام، نظرا لاعتمادهم الكامل على حقن الأنسولين مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، نتيجة عدم إنتاج الجسم لهذه المادة بشكل كلي.



وأوضحت الزراد، أن صيام المرضى المصابين بالنوع الأول لداء السكري يعرض حياتهم للعديد من الأخطار، المتمثلة خصوصا في التعرض للفشل الكلوي الحاد والغيبوبة وارتفاع نسبة السكر في الدم المصحوب بالأسيتون، مشيرة إلى أن الصيام ممكن بالنسبة للمرضى الذين لا يعتمدون سوى على حقنة أنسولين واحدة في اليوم، شريطة اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لا سيما المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم.



من جهة أخرى، أكدت الأخصائية أن الصنف الثاني لداء السكري، الذي لا يحتاج المصاب به لحقن الأنسولين، والذي يعتمد في علاجه على اتباع حمية غذائية انتقائية ومتوازنة، يسمح للمريض بالصيام، غير أن الإفراط في تناول السكريات والدهنيات على حساب الخضروات وبعض أنواع الفواكه والأسماك، لا يتيح تفادي تبعات المرض.



وفي نفس الإطار، أبرز الأخصائي في أمراض القلب والشرايين، عبد الحكيم مرزوق، في تصريح مماثل، أن الصوم يستعصي مع الإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة غير المستقرة من قبيل السكري، مؤكدا على إمكانية صيام المرضى ذوي الحالات المستقرة، شريطة المواضبة على تناول الأدوية في حينها وعيادة الدكتور المختص بكيفية منتظمة.



وأضاف مرزوق أن تساهل المريض في التعامل مع داء السكري، من خلال الصيام بكيفية ارتجالية وغير مدروسة، خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين والنساء الحوامل والمرضى في حالة متقدمة، يتيح فرصة مواتية لاستفحال المرض، وبالتالي الإخلال بمستويات السكر في الدم التي يحافظ عليها المصاب طيلة شهور السنة.



وأمام مجموع هذه المعطيات الملموسة، تتضح خطورة الصيام بالنسبة للمصابين بهذا الداء في درجة متقدمة، كما تتبين درجة الحرص التي يتعين التحلي بها من طرف المصابين في درجة معتدلة عند صيامهم خلال شهر رمضان المبارك، علما أن الدين الإسلامي الحنيف أباح إتيان الرخصة الشرعية المتاحة بالنسبة للمرضى المزمنين بداء السكري والعمل بالبديل الشرعي، تجنبا للأذى والتهلكة المحرمة شرعا.



صيام المصابين بداء السكري في درجة متقدمة تتعارض مع مقاصد الدين الاسلامي



لقد أجمعت مصادر التشريع على تمكين المرضى المصابين بداء السكري في حالة غير مستقرة، من الترخيص الشرعي التي يتيح لهم الإفطار دون حرج، اعتبارا لمقاصد الدين الإسلامي الحنيف التي تفيد بوجوب توفر القدرة والاستطاعة البدنية لأداء هذه الفريضة، استنادا لقوله تعالى في كتابه العزيز ” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت“.



وفي هذا السياق، أكد عضو المجلس العلمي المحلي بالرباط، العربي الموذن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الدين الإسلامي الحنيف أباح طبقا لمختلف مصادر التشريع وإجماع علماء الأمة، على إتيان الرخصة المتاحة بالنسبة للمرضى في حالة متقدمة بداء السكري، والعمل بالبديل الشرعي تجنبا للأذى والتهلكة المحرمة شرعا.



وأوضح الموذن، أن المشرع أتاح للمصاب بداء السكري الذي تبث عدم قدرته على صيام الشهر الفضيل، أن يعتمد الرخصة الشرعية التي تتمثل في إطعام مسكين عن كل يوم يفطره المصاب، امتثالا لقوله تعالى ” وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين”، مشيرا إلى أن هذا العمل يتيح تعزيز قيم التكافل والتآزر الاجتماعي.



وأضاف الموذن أن المصاب قد يخالف المنهاج السليم في حالة إصراره على الصيام، وهو يدرك تمام الإدراك أن من شأن هذه المجازفة الإضرار بصحته ومن ثم تعريض حياته للخطر، معتبرا في ذات السياق، أن إفطار المريض في مثل هذه الحالة لا يعتبر إخلالا بثوابت الدين ومساسا بقواعده.



وعلى الرغم من تشديد الدين الإسلامي الحنيف على حظر صيام الأشخاص المصابين بداء السكري في حالة غير مستقرة، إلا أن البعض منهم يجازف بالصيام امتثالا لرغبته في أداء هذه الفريضة، وعملا منه على تجنب ظنون وملاحظات محيطه الاجتماعي، انطلاقا من اعتقاده أن إفطاره المشروع في رمضان يأثر سلبا على سمعته وينتقص من مكانته.



وعلى ضوء جميع هذه المعطيات، لا يسع المريض بداء السكري في درجة متقدمة إلا الامتثال لتشريعات الدين الإسلامي السمحة والخضوع للحقائق العلمية والطبية، بغية الحفاظ على صحة مستقرة وتجنب التداعيات الخطيرة لهذا المرض المزمن.

‫تعليقات الزوار

8
  • خليجي فحل
    الأربعاء 18 غشت 2010 - 17:13

    لا يجب الصيام المرضى معدورون اما بعض البغال فانهم يجاهزون بالافطار

  • بومليك
    الأربعاء 18 غشت 2010 - 17:03

    المرجو والمطلوب من وزارة الصحة ومندوبيتها بتارودانت ان
    تشفق لحالة ازكون المحجوب بدوار إحلوشن الدي يعيش بين الموت والحياة بسبب الإهمال المغرض من طرف المسؤولين عن تحاقن الدم بمستشفى المختار السوسي بتارودانت الدين رفضوا مند مدة علاجه.ولاسباب غير مقنعة
    فالمسكين عندما يتصل بهم يرفضون إستقباله.فيتجه إلى اكادير بمصارف باهضة ليس قي إستطاعته.فبدلا من ان يقوم باربع عمليات لتحاقن الدم في الشهر يقوم بعماليتين .
    رغم الاتصالات التي قامت بها جمعيتنا مع مدير المستشفى وكدالك مع وزارة الصحةعبر الهاتف الاخضر الدين اخبرونا انهم سيتصلون بنا وهدا لم يقع
    حتى الان
    وبهده المناسبة اطلب من جلالة الملك اعزه الله ان يتدخل قي هده المشكلة لاجل حياة سليمة لهدا المواطن الفقير.
    فإن اخبار شائعة بتارودانت يقنعون بهاالمواطنين المصابون بهدا المرض ان تحاقن الدم مازال لم يشتغل قي إنتضار تدشينه من طرف جلالتكم.
    اعز الله امركم

  • مواطن
    الأربعاء 18 غشت 2010 - 17:07

    السلام عليكم
    لا يخفى على أحد أن أكثر من ربع المغاربة مصابين بهدا الداء خصوصا لدى الفئة المسنة ، ولازال عددهم يتزايد ، عندي أخ يعمل في مختبر للتحليلات الطبية ودائما ما يحكي معنا بأن أكثر المواطنين الدين يلجون المختبر لنحليل دمائهم يكون عندهم هدا الداء ، فكل يوم تكتشف حالات جديدة ، والدتي الله يطول فعمرها ولجميع المسلمين مصابة بداء السكري مند أكثر من 17 سنة تقريبا ، والحمد لله هي مصرة على صيام شهر رمضان ، و كدلك الستة من شوال ،رغم أقوال الأطباء الدين يطلبون منها الشرب إن أحست بالعطش ،
    والله يشفي جميع مرضى المسلمين ،اللهم آمين

  • امازيغية اصيلة
    الأربعاء 18 غشت 2010 - 17:01

    لقد رخص الله جل و علا لعباده الافطار في حالتين و هما المرض او السفر و مرض السكري احدى هذه الامراض المزمنة و تختلف حدتها حسب نوع السكري diabète insulinodépendant او diabète non insulinodépendant حيث يكون المصاب بالسكري من النوع الاول مضطرا الى استعمال حقن الانسولين كي تقوم بتخفيض نسبة الكليكوز في الدم و بالتالي فهو يحتاج الى الافطار خاصة اذا كان يستعمل حقنتين في اليوم و طبعا مع احترام مواعيد الحقن و نوعية الانسولين المستعمل لانه انواع rapide, lente, semi lente
    اما السكري من النوع الثاني الذي لا يعتمد على حقن الانسولين و يكتفي بالاقراص المخفضة لمعدل السكري او اتباع حمية غذائية خاصة فيمكن لهم ان يصوموا باطمئنان طبعا مع مراعاة اختبار معدل السكري بالدم قبل الصوم و بعده عن طريق الحقن الوريدي او عن طريق dextro التي تعتمد على اخذ عينة من الدم الشعيري لتعطي النسبة في الحين
    اللهم اشف مرضى المسلمين

  • Maghribi
    الأربعاء 18 غشت 2010 - 17:15

    اللهم اشفي جميع مرضى المسلمين، آمين

  • ahmed
    الأربعاء 18 غشت 2010 - 17:11

    ستة وخمسين في المائة من المغاربة لديهم أمراض مزمنة ، إذا كان نصف المجتمع مجبر لأسباب صحية على الأكل ، فلماذا لا يتم إلغاءه بصفة نهائية تفاديا لمضاعفات المرض على الشخص المريض وتجنبا للشلل الذي يصيب الإقتصاد في هذا الشهر

  • حسن الروداني
    الأربعاء 18 غشت 2010 - 17:09

    الى صاحب التعليق رقم 2
    اقول لك بان مركز تصفية الدم و ليس تحاقن الدم قد افتتح قبل الشهر الفاضل بحوالي اسبوعين ، و ان المستفديين قد تم تسجيلهم مند فترة
    ما عليكم الا الالحاح على الدكتور بوراس جمال او كل الدكتةر و اخير مصطفى او المندوب الاقليمي د.الصافي او الدكتور العظم، ليتم انجاز تلقي تصفية الدم للمريض و الله نسال ان يعفو عن الجميع
    للافادة يرجى ان ينشر التعليق ولكم نصيبكم من الاجر

  • بومليك
    الأربعاء 18 غشت 2010 - 17:05

    نعم سيدي العزيز لقد قمنابماطلبته منا مند مدة مصحوبابعائلة المريض لدى الدكتور بوراس والدكتور الصافي بزيارات مباشرة وعبر الهاتف لكن دون نتيجة حتئ الان
    واطلب إن كان ممكناان تبعث لي بهاتفك التقال لكي ابعث لك بالمريض جزاك الله خيرا.
    اماتسجيله فقد سلمنا رسالة التسجيل من وزارة الصحة بالرباط
    إلى السيد عبد القدر بمندوبية الصحة بتارودانت من يدي ليده
    ومازلتا ننتضر تحت كابوس الموت
    بسبب ضعف اليد.
    اعانك الله ياسيدي واشكركم جزيل الشكر على إنسانيتكم

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 10

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير