"رؤى".. جمعية تفتحُ أبواب العلم والمعرفة أمام المكفوفين

"رؤى".. جمعية تفتحُ أبواب العلم والمعرفة أمام المكفوفين
الأربعاء 5 نونبر 2014 - 04:00

من فِكْرةٍ صغيرةٍ نبَعتْ منْ هَمِّ مُساعدة مَنْ لم ينعم بنعمة البصر في سبْر أغوار العلم والمعرفة، من خلال القراءة، ابْتدأ الحُلْمُ وتدحرج، وبدأ يكبر، إلى أنْ صارَ جمعية اختارَ لها مؤسّسوها من الأسماء “رُؤى”، أُعْلن عن ميلادها يوم 29 مارسَ الماضي.

الجمعية استطاعتْ، من خلال تضافر جهود أعضائها، توفيرَ فضاءٍ لضعاف البصر والمكفوفين، داخل بناية المكتبة الوطنية في الرباط، من أجْلِ الولوج إلى المعرفة والقراءة، والتعلّم، سواء من خلال القراءة التقليدية، أو الولوج إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة.

مساء اليوم وقعت الجمعية، من خلال رئيسها، مع كلّ من المكتبة الوطنية ووزارة الاتصال، اتفاقية شراكة ستُمكّن ذوي القصور البصري والمكفوفين من الاستفادَة من فضاء المكتبة الوطنية، ومن التجهيزات الحديثة التي تتوفّر عليها، فضلا عن الكتب.

وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة اعتبرَ توقيع الاتفاقية “لحظة استثنائية”، وأضاف أنّ الاهتمام الذي تحظى به فئة المكفوفين، من أجل تمكينهم من حقّ الولوج إلى المعرفة يأتي في إطار انخراط المغرب في “الحرب العالمية ضدّ عطش القراءة”.

وبشّر وزير الاتصال المكفوفين وضعافِ البصر بخطواتٍ تباشرها الوزارة، في إطار مشروع التلفزة الرقمية، من أجل تمكين هذه الفئة المجتمعية من خدمة وصْف الموادّ البصرية المبثوثة على القنوات التلفزية، من خلال إعمال تقنية الوصْف البصري.

وأكّد الخلفي في هذا الصدد أنّ خدمة الوصف البصري الخاصّة بالمكفوفين ستنطلق ابتداء من نهاية سنة 2015، موضحا أنّ دفاتر التحمّلات الموقعة بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركات الانتاج تُلزمها (الشركات) بتقديم هذه الخدمة ضمن إنتاجاتها.

واستطرد الوزير أنّ المغرب يولي أهمّية كبرى لحقّ ولوج فئة المكفوفين وضعاف البصر إلى المعرفة والتعلّم، مشيرا في هذا الصدد إلى المعاهدة الدّولية حول حقوق الملكية الفكرية على المؤلّفات الموجّهة إلى هذه الشريحة، والتي وقعتْ بمدينة مراكش.

وقال الخلفي إنّ المعاهدة التي استغرق النقاش بشأنها عشرة أيام من المفاوضات، وكانت ثاني معاهدة في تاريخ المغرب، ستُمكّن من استيراد المؤلفات والمنشورات الموجّهة إلى فئة المكفوفين دون أداء حقوق الملكية الفكرية الباهظة الثمن.

من ناحيته قال محمد الدكالي، نائي رئيس “جمعية رؤى”، إنّ توقيع اتفاقية الشراكة بين الجمعية وكلّ من وزارة الاتصال والمكتبة الوطنية “كان بمثابة فتح باب كبير أمام فئات واسعة من المجتمع المغربي للولوج إلى العلم والمعرفة، سواء عن طريق الوسائط التقليدية أو الحديثة.

وأضاف الدكالي أنّ الفكرة بدأتْ تتبلور منذ سنة 1993، “من أجل تأسيس جمعية لا تهتمّ بكلّ شيء، بل بالقراءة فقط، من أجْل تمكين من لم تسعفه أحواله الذاتية أو الجسدية من حقّ الولوج إلى المعرفة والعلم”، لافتا إلى أنّ المبادرة لقيت دعما كبيرا من طرف الحكومة والمسؤولين.

وشدّد الدكالي على أنّ التطور الهائل الذي شهده العالم خلال العشرين سنة الأخيرةفي مجال التقنية يُعتبر أكثر إفادة لفئة المكفوفين وضعاف البصر، مشدّدا على أنّ الانفتاح على وسائط التعلّم الحديثة، مع ما تتيحه من إمكانيات هائلة للتعلم لا يعني التخلّي عن القراءة التقليدية.

وقال إدريس خروز، مدير المكتبة الوطنية إنّ اتفاقية الشراكة الموقّعة بين الجمعية والمكتبة الوطنية “جاءت لهيْلكة مجال حاولنا الانخراط فيه منذ سنة 2005، ولم ننجح فيه”، موضحا أنّ المكتبة الوطنية، وعلى الرغم من توفّرها على التجهيزات، إلّا أنها كانت تعوزها دراية ومعرفة متخصّصة في هذا المجال.

وأوضح خروز أنّ الانتقال من القراءة بواسطة طريقة “برايل” إلى الاستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة ليس مشكل تقنيات، بل عْلما ومعرفةً، لافتا إلى أنّ “جمعية رؤى” جاءتْ لتسدّ هذا النقص؛ واعتبر المتحدّث أنّ المشروع سيوسّع من مجال خدمات المكتبة الوطنية المُقدّمة للمغاربة.

في السياق ذاته، قال أحمد رضا الشامي، النائب البرلماني ووزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة السابق، إنّ المشروع الذي جاءت به “جمعية رؤى”يعتبر قيمة مضافة ستفيد فئات واسعة من المجتمع المغربي، وأضاف “الدّولة التي لا تهتمّ بذوي الاحتياجات الخاصّة دولة غيرُ محترمة”.

وقال الشامي إنّ الفكرة انطلقتْ من كون ضعاف البصر في المغرب كبير، وضمان ولوجهم إلى المعلومة يعتبر حقّا من الحقوق الأساسية للإنسان، وأضاف أنّ التحدّي الأوّل الذي كان مطروحا أمام الجمعية هو العثور على فضاء مناسب للاشتغال، وهو ما تأتّي من خلال الشراكة مع المكتبة الوطنية.

واستطردَ أحمد رضا الشامي أنّ الجمعية ستعمل على تكوين المكوّنين الذين سيسهرون على تأطير المستفيدين، من أجل تمكينهم من تملّك مهارات التحكّم في التقنيات الحديثة، لافتا إلى أنّ أعضاء الجمعية يفكّرون في خلق فروع لها في مدن أخرى، مستقبلا.

من ناحيته قال وزير التربية الوطنية السابق إسماعيل العلوي إنّ الولوج إلى المعرفة والعلم يعتبر حقّا أساسيا من الحقوق المكفولة لجميع المواطنين، بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأضاف أنّ إعمال المساواة في هذا المجال هو تفعيل لما جاء به الدستور.

وأضاف العلوي أنّ تجربة “جمعية رؤى” ستطوّر أحوال ذوي القصور البصري والمكفوفين، وتُنمّي مداركهم العلمية والمعرفية، بهدف من الارتقاء في ميدان المعرفة والعلم حتّى يُساهموا في تنمية البلاد.

‫تعليقات الزوار

1
  • فا طمة كحيم
    الخميس 20 نونبر 2014 - 16:11

    فكرة تاسيس الجمعية جاءت بمثابة فرصة قصد ادماج ذوي الاحتياجات في الحياة اليومية ونتمنى ان تعمم الفكرة على صعيد مدن المغرب لا تقتصر على جهة الرباط فقط

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة