كيف ترسخ الأسر المغربية قيم رمضان في وجدان أطفالها؟

كيف ترسخ الأسر المغربية قيم رمضان في وجدان أطفالها؟
الجمعة 26 يونيو 2015 - 12:05

يبقى الأطفال من أكثر منتظري قدوم شهر رمضان الأبرك، متشوقين للتحلق حول مائدة الإفطار ومصرين على الاستيقاظ لتناول وجبة السحور، مع محاولات شجاعة ودؤوبة لصوم أول يوم ولو عن طريق جمع أنصاف أيام.

فرحة طفولية يواكبها حرص أسر مغربية على الاحتفال بمقدم الشهر الكريم والاستعداد له رفقة الأبناء ومحاولة تقريب أجواء الصيام والعبادة إلى وجدانهم وتلقينهم عادات مغربية عريقة تعلن عن حلول شهر مختلف وقيم وعادات جديدة. مقابل غياب أي توجيه أو اهتمام من طرف أسر أخرى تأخذ منها متطلبات المطبخ والجلوس أمام التلفاز معظم وقتها.

محاولات إيجابية

من جهتها تعتبر سارة أم لطفلين، في حديثها مع هسبريس، أن استعدادها رفقة أبنائها للاحتفال بشهر رمضان يبدأ قبل قدوم الشهر الكريم، عن طريق إعداد تهنئات بقدوم رمضان وتوزيعها على أفراد العائلة، إلى جانب تزيين البيت حتى يستشعروا التغيير خلال الشهر، فضلا على الاشتغال على رسومات ومبادرات تتماشى والقيم الرمضانية وتزرع خصال التضامن داخلهم.

أما إشراق، أم لطفلتين، فقالت إن ابنتها البالغة من العمر ست سنوات تصر على مرافقة والدها إلى المسجد، وتحرص على ارتداء الحجاب والجلباب، وأضافت أن ابنتيها تحملان مصاحف صغيرة خاصة بهما وتجلسان بجانبها كلما بادرت إلى قراءة القرآن، مؤكدة حرصها على تعليم ابنتيها أهمية القرآن في حياة المسلم، حيث لا تتوانى إشراق على إلاشتراك رفقة ابنتيها في إنجاز أعمال يدوية لتزيين طاولة الإفطار حتى تظهر بصورة مبهجة.

القدوة .. ممارسة لا خُطب

الدكتور أحمد أوزي، المتخصص في سيكولوجية الطفولة والمراهقة وعلم النفس المعرفي، أكد في تصريح لجريدة هسبريس، أن الآباء كثيرا ما يضيعون أوقاتهم في توجيه النصح والإرشاد لأبنائهم، والحال أن القدوة تعتبر أحسن معلم ومربي بالنسبة للأطفال، على اعتبار أنهم يتأثرون بما يشاهدون أكثر مما يتأثرون بما يقال لهم وفق توجيهات كبار المربين على الصعيد العالمي.

وأكد الدكتور أوزي، أن شهر رمضان الأبرك يعتبر فرصة هامة بالنسبة للأبوين وغيرهما من أفراد الأسرة ليقدموا لأبنائهم نماذج من السلوك الحي سواء تجاه أنفسهم أو تجاه الآخرين. موضحا أنه من الأولى إعداد أطباق رمضانية وتقديمها للمحتاجين عوض الحديث عن التضامن وفضل الصدقات وغيرها من الأعمال التقربية.

وأوضح المتخصص في علم النفس التربوي، أن شهر رمضام هو شهر الفضائل والقيم الدينية والخلقية النبيلة، وهو فرصة مواتية يمكن للأسرة من خلالها تمرير العديد من القيم المتعلقة بالسلوك الديني والأخلاقي والمدني، حيث يمارس الآباء يوميا القيم المطلوبة تجاه الآخرين من أفراد المجتمع كقيم التضامن والإخاء وبقية القيم الأخرى التي يحث عليها ديننا الحنيف. يقول أوزي لهسبريس.

الأسرة.. ضياع وسط الترفيه

من جهته، يرى الدكتور عمر بنحماد أن للأسرة دورا أساسيا في ترسيخ القيم الايجابية لأبنائها خلال شهر رمضان ومنها تعظيم الصيام. من خلال ترسيخه وتدريب الأبناء عليه. متابعا أن لكل إنسان ذكريات عن يوم صيامه الأول، مستطردا ” كما تدرب الأسر أبناءها على الصيام وجب أن تنخرط في تقريب أبعاده ومقاصده”.

بالمقابل، اعتبر أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية في تصريح لجريدة هسبريس، أن فاقد الشيء لا يعطيه، منتقدا بعض الأسر المغربية التي تقتطع وقتا كبيرا من أيام رمضان لإعداد وجبات متنوعة، ثم تخصيص ما تبقى من الوقت للتلفاز وبرامجها، فلا يتبقى للطاعات إلا الجزء اليسير. يقول بنحماد لجريدة هسبريس.

ويرى بنحماد أن الأسر اليوم لا تؤدي دورها الدعوي التربوي على الوجه الأكمل، منتقدا ما اعتبره ” ظاهرة غريبة” تتمثل في نصب خيام للاحتفال بالأطفال والفتيات خاصة مع ما يصاحب ذلك من صخب يتزامن مع صلاة التراويح ويستمر بعدها.

‫تعليقات الزوار

7
  • عاجل
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 12:16

    المشكلة في النظام الذي يهدم كل ما تبنيه الاسر المغربية المسلمة ، وذلك باستحواذ النظام على وسائل الاعلام التي تزرع الفساد والرذيلة في نفوس وعقول المغاربة.

  • abdou
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 13:05

    السؤال الموجع والحارق :هو كيف تزرع الأسرمشاتل الارهاب والتطرف وكيف لها أن تحميهم من أن يصبحوا دواعش المستقبل؟

  • يوسف
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 13:38

    الحمد،لله كين الاعلام البديل. كينين برامج زوين من بينها "بالقران اهتدية" "ومحياي" "خواطر"

  • Zooom
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 13:39

    صورة فوتوغرافية أكثر من معبرة و رائعة.
    شكــــــــــــــــــــــــــــــرا للمصور.
    ………………………….

  • ياسر
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 14:00

    (إنا وجدنا أباءنا لها عابدين)

    قديما قيل :التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.

    يقول الملحد أبو العلاء المعري :

    عاشوا، كما عاشَ آباءٌ لهم سَلَفوا، وأورثُوا الدّينَ تقليداً، كما وَجَدُوا
    فما يُراعونَ ما قالوا، وما سمعوا؛ ولا يُبالونَ، من غيٍّ، لمن سجدوا

    و يقول أيضا:

    وينشأ ناشئ الفتيان منا ..على ما كان عوده أبوه
    وما دان الفتى بحجى .. ولكن يعوده التدين أقربوه

    و يقول أيضا:
    بو العلاء المعري، شيخ اللادينية يقول:
    الدين كذب ورياء ، حب الكسب أوجده وطلب النفع أبقى عليه وسلطان التقليد مكن له من النفوس ، ويكفيك لتطرحه ما تجد بين الأديان من تباين وفيها من مذاهب ، و في اعتناقها من تقليد ولدى أهلها من نفاق وفي قرارة العقل من إنكار.

    باختصار لا احد يختار دينه ،الاطفال الصغار لسوا أحرار و هم يسعون لنيل رضى الكبار و يتصرفون وفق أهواء الكبار ،دعوهم ليتمتعوا بطفولتهم.

    أنشري يا هسبرس ان كنتي مع حرية الرأي منذ زمن لم تنشري مشاركاتي.

  • جسار
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 14:10

    السؤال الكبير
    ماذا تقدم وسائل الاعلام العمومية من اضافة لهذا الشهر الكريم اعطيني داري(صاكي)
    للاسف كل ما يحاول الاباء فعله تهدمه التلفزة بوصلة اشهارية او فيلم مدبلج

  • مغربي
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 14:44

    بخصوص الصورة، أتساءل هل الإسلام لا يتحقق إلا. بارتداء الزي الوهابي السعودي؟ أليس. الجلباب المغربي زيا إسلاميا. والله انه لغزو فكري و ثقافي. لماذا نقلدهم ولدينا علماء و فقهاء سبقوا أولئك. المشاركة بقرون. اقراوا التاريخ والعوامل على ما ألفه المغاربة في شتى الميادين.لماذا كل هذه الصور النمطية؟؟؟

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة