يبدو أن الاستراتيجية التي وضعها وزير الصحة، الحسين الوردي، منذ أن أسندت إليه حقيبة الصحة سنة 2012، قد بدأت تؤتي ثمارها، خاصة في أحد مجالات هذا القطاع التي عانت من التهميش لمدة طويلة، ويتعلق الأمر بالصحة النفسية؛ إذ قال أحد الخبراء في هذا المجال إنّ ما حقّقه المغرب منذ سنة 2012 إلى الآن إيجابي جدا.
صاحب هذه الشهادة هو البروفيسور عمر بطاس، رئيس مصلحة الصحة النفسية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء. هذا الأخير قال إنّ هناك أملا كبيرا في الرقيّ بالطب النفسي في المغرب إلى مستويات أفضل مستقبلا، لوجود إرادة سياسية من طرف الوزارة الوصية على القطاع.
وفي محاضرة بعنوان “إعادة التأهيل النفسي الاجتماعي في مجال الصحة النفسية”، ألقاها في إطار الأنشطة التي تنظمها جمعية “صلة”، في إطار تخليد اليوم العالمي للصحة النفسية، اعتبر بطاس أنّ ما أنجزه المغرب في مجال الصحة النفسية “إيجابي جدا”، مضيفا: “هناك تحوّل وتفاؤل بمستقبل أفضل، فحين تكون هناك إرادة سياسية فالأمل يظلّ قائما”.
“الصحة النفسية في المغرب عانت من نوع من التهميش والنسيان، ولكن ابتداء من سنة 2012، هناك اهتمام من طرف الوزارة الوصية على قطاع الصحة بهذا المجال”، يقول بطاس، مضيفا أن هذه الفترة شهدت فتح عدة أوراش، سواء على الصعيد التشريعي أو أوراش ميدانية، ومنها تدشين مستشفى للأمراض العقلية مكان ما كان يُعرف بـ”بويا عمر”.
وبالرغم من المجهودات المبذولة لتحسين جودة الصحة النفسية في المغرب، فإنّ هناك مجموعة من الإكراهات لا تزال قائمة، ذكر منها البروفيسور بطاس النقص الحاصل في الأطر والموارد البشرية، وكذا الخصاص في البنية التحتية التي تواكب المريض؛ إذ لا يكفي، حسب قوله، بناء مؤسسات الإيواء والاستشفاء فقط، بل يجب التفكير في مرحلة ما بعد الاستشفاء، وخروج المريض من المستشفى.
وقال في هذا الإطار إن ثمّة حاجة ماسة إلى إنشاء مراكز التأهيل النفسي والاجتماعي التي يعاني المغرب خصاصا فيها؛ إذ إنّ تجربة المغرب في إنشاء هذه المراكز حديثة، حيث انطلقت ببناء مركز في الدار البيضاء وآخر في مدينة سلا، لكنّه أبدى تفاؤلا بشأن تجاوز هذا التحدي، بقوله: “الوزارة أخذت هذا الموضوع بعين الاعتبار، والمؤشرات التي نراها الآن تدل على أننا ربما سنخرج من هذه الوضعية التي يمكن اعتبارها شاذة، نظرا لهذا النقص الحاصل في الصحة النفسية”.
من جهة أخرى، قال رئيس مصلحة الصحة النفسية بالمستشفى الجامعي ابن رشد إن نظرة المغاربة إلى الطب النفسي عرفت تحولا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بعد سنة 2000، بعدما كان المرض النفسي طابوها كبيرا إلى غاية سنوات التسعينات من القرن الماضي.
ولم يقدم بطاس جوابا دقيقا حول سبب “الصُّلح” الحاصل بين المغاربة والطب النفسي، في غياب دراسة علمية، مكتفيا بطرح مجموعة من الاحتمالات التي دفعت إلى انتشار الوعي بأهمية الطب النفسي في المغرب، وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها؛ إذ أضحى النقاش حول الصحة النفسية حاضرا بقوة، وقال: “اليوم أصبح المغاربة يقصدون بسهولة الأطباء النفسانيين من أجل أخذ الاستشارات، بينما كانت النسبة في الثمانيات والتسعينات قليلة جدا”.
لم أكن أعلم عن حقيقة الوضع المأساوي الذي تعيشه الصحة النفسية إلا خلال هذه السنة، ونظرا لطارئ مرضي ألم بأحد أفراد الأسرة، لم نجد من الصحة النفسية في المستشفيات العمومية سوى النزر القليل من الاهتمام، والباقي كوابيس من الانتظار وإعادة الانتظار بالساعات الطوال، نظرا للنقص الهائل الحاصل في الأطر والمرافق أيضا، والملاذ سيكون المصحات الخاصة التي تعوض هذا النقص الخطير، فرغم تلك الأثمنة والمعاناة التي يسلكها المريض للاستشفاء، فيبقى بصيص الأمل معلقا على دكاترة الطب النفسي الخاص.
إننا نؤدي من ضرائبنا لكي لا نجد المرضى النفسانيون يتجولن بالشوارع، مع وجود إمكانية شفاء هؤلاء؛ فإننا نتحصر بقوة للمشهد، نقول إن المدينة امتلأت بالمعتوهين والمرضى، ولا نفكر أن ستة أشهر من العلاج كافية لتحويل هذا المعتوه إلى رب أسرة مسؤول ومساهم في بناء الوطن كغيره من الأسوياء.
المشكلة المطرحة في المستشفيات العمومية، أنها تستقبل مرضى من النوع المدمن على المخدرات، وهؤلاء يساهمون في تأزيم الوضع أكثر.
وتحية لأطر الصحة النفسية فهؤلاء يستحقون التحية والتقدير,
المغاربة تصالحوا مع الطب النفسي. يعني أنهم تصالحوا مع السي العثماني ومن دابا والقدام غادي يفهموه ويقدروه وباقيش يعارضوه. هاذي خبار زينة!!!!!!
كنت صحة سلام حتى مرضت فادا بي احاصر من طرف عائلتي شنو كليتي شنو شربتي هدا سحور هدا منعرف شنو لم تجد من مناص الى الطب النفسي انا الان الحمد للله بصحة جيدة من بعد عرفت بلي شحال من مريض خاصو العلاج يمشي بيننا …
بلا بلا بلا. الصحة عموما في المغرب تقريبا صفر. وبالمقارنة مع 20 سنة مضت فهي أكثر من واقل من واحد. كل ما نسمعه عن الأمراض "المميزة" كالسيدا و السرطان و الأمراض النفسية … فهو فقط للاستهلاك المناسباتي. اما الحقيقة والواقع فإن المغاربة مازالوا يعانون من امراض و عوارض بسيطة، مثل تعفُّن جرح او وفاة داخل قاعة العمليات بسبب البكتيرتا مثل المينانجيت المعشِّشة داخل نظام التهوية. مازال المغاربة يتفاعلون بواقعية مع مفهوم الرانديفو الأزلي. الصحة ليست هي بضع المصحات الخاصة، الصحة ليست إحصائيات حول السيدا او سرطان القولون… الصحة هي تلك الوسائل التى تمكن الإنسان من جودة الحياة وليس الحياة…!