سواحل المتوسط تجذب "حراكة" مغاربة لبلوغ "الحلم الأوروبي"

سواحل المتوسط تجذب "حراكة" مغاربة لبلوغ "الحلم الأوروبي"
الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 00:00

رغم تحذيرات الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود من ارتفاع أعداد المهاجرين المغاربة بطرق سرية، ما زالت طريق “الفردوس الأوروبي” تَجذب العديد من “الحراكة” المغاربة الذين يأملون في الوصول إلى إيطاليا وإسبانيا أو غيرهما من بلدان القارة العجوز.

ففي الوقت الذي تناسلتْ فيه محاولات الإنقاذ قبالة السواحل الاسبانية، من المرتقب أن تتحوَّل السواحل المغربية إلى “محطات” مُغرية ينطلق منها المهاجرون لبلوغ الضفة الأخرى، خاصة مع اقتراب عطلة الصيف.

وتحاول السلطات الاسبانية، بمعية منظمات حقوقية دولية، صدَّ قوارب المهاجرين قبل وصولها إلى المياه الاسبانية. وقد تمكنت فرق الإنقاذ البحري، أول أمس، من إنقاذ أكثر من 230 مهاجرا خلال عمليات مختلفة قبالة سواحل جنوب البلاد، تم خلالها أيضا اعتراض ستة قوارب.

وقبل أسبوع، تمكنت السلطات الإسبانية من إنقاذ 101 شخصا كانوا على متن ثلاثة قوارب بالقرب من جزيرة “البوران”، جنوب غربي البحر الأبيض المتوسط، كما أنقذت القوات البحرية قاربا صغيرا كان يقل 46 شخصا من منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، كانوا في طريقهم إلى شواطئ مدينة قادس الإسبانية.

ويتابع الأوروبيون بقلق كبير توافد قوارب الهجرة على دول الاتحاد الأوروبي، خاصة إسبانيا وإيطاليا. وقد دعت المفوضية الأوروبية إلى الزيادة في الموازنة الأوروبية المخصصة لأزمة المهاجرين بنحو ثلاث مرات، إضافة إلى تأمين الحدود الخارجية للاتحاد.

وتريد المفوضية رصد 34,9 مليار يورو لمواجهة تحديات موجات الهجرة، في الفترة من 2021 إلى 2027، تخصص أكثر من ستين في المئة من هذه الأموال (21,3 مليار يورو) لحماية الحدود.

وفي هذا السياق، قال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الانسان: “سجلنا ارتفاعا في عدد المهاجرين المغاربة منذ الأسابيع الأولى للسنة الحالية؛ وذلك نتيجة الاحتجاجات التي تعرِفها بعض المناطق بشمال المغرب وفي مدينة جرادة، وهو ما يدْفع الشباب الذي يكْتوي بنيران البطالة وانسداد الأفق إلى ركُوب البحر والبحث عن فرص عمل خارج بلدهم”، مضيفا أن “الأمر لم يَعُد مقتصراً على الشباب، وإنما أصبح المراهقون أيضاً يزاحمون المرشحين للهجرة على ركوب البحر”.

وأبرز بنعيسى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المهاجرين المغاربة يتصيَّدون الفرص من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى، خاصةً مع اقتراب فصل الصيف الذي يشهد رواجاً على مستوى نقل المهاجرين عبر قوارب الصيد؛ إذ يمتد شريط تنقل هؤلاء من ساحل الناظور إلى العرائش مروراً بثغري سبتة ومليلية”، مورداً أن “تكديس الهاجرين المغاربة دخل قوارب الموت تسبب في حدوث فواجع، كان آخرها غرق العشرات من المرشحين الذين حاولوا العبور إلى التراب الإسباني”.

وأمام تشديد السلطات الأوروبية إجراءاتها لمنع تدفق المهاجرين، خاصة أولئك الذين ينْطلقون من الأراضي الليبية، أكد بنعيسى أن المرشحين للهجرة “لم يعد لديهم من خيار آخر سوى الانطلاق من السواحل المغربية بهدف الوصول إلى أوروبا”.

ودعا بنعيسى إلى تجاوز المقاربة الأمنية المعتمدة لحل هذه الظاهرة التي باتت تؤرِق بال الأوروبيين، وطالب الحكومة المغربية، بالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي والوكالة الأوروبية، بالعمل على مراقبة الحدود من خلال توفير بدائل اقتصادية واجتماعية للشباب، مؤكدًا في هذا الصدد أن “عدد طالبي اللجوء في دول الاتحاد ارتفع مقارنة بالسنوات الماضية بسبب الحراك الاجتماعي الذي شهدته منطقة الريف ومدينة جرادة”.

‫تعليقات الزوار

9
  • حنان
    الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 00:13

    مايقع نتيجة طبيعية للظروف المزرية التي أصبح يعيشها المواطن في غياب أي رادع لناهبي أموال الدولة والمتسلطين عليها.جزء من الشعب اختار الانتحار والآخر فضل الهجرة رغم خطورتها وماتبقى من الشعب ينتظر فرجا من الله.

  • abde italia
    الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 00:15

    الحلم الأوروبى أو كما سموه الفردوس معل الشباب العربى أن يخود خطوة ناجحة فى حياتو لم يحلام بى أوهم فريغة الآن فى أوروبا كم من وحيد عليق بدون عمل

  • ghanem
    الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 00:21

    هي وسيلة ضغط من المغرب و رسالة للحكومة الاسبانية الجديدة.. لكن المشكل هو انه بمجرد تحزار و شكر السلطات المغربية ستعود الامور لمجاريها و سيتم ضبط القوارب.. نريد من اوروبا الملايير ديال اليورو و حل مشكل الصحراء لوقف الزحف!! يجب الضغط عليهم لانهم يعتبرون المغرب اهم جادارمي لي حابس عليهوم الصهد ديال افريقيا..

  • المسيح الدجال
    الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 00:32

    هنالك عامل آخر لازدياد عدد الحراكة المغاربة نحو اسبانيا هو عزم حكومة بيدرو سانشيز الرئيس الاسباني الجديد تسوية اوضاع المهاجرين

  • عمر من ألمانيا
    الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 00:41

    يجب على الحراكة استغلال مباراة إسبانيا وايران للوصول للضفة الأخرى. لكن في البحر يلزمهم اخد اللباس الواقي من الغرق. الحريق يليق بالبطاليين الفقراء فقط اما من ظروفه لا بأس بها فسيندم حين لا ينفع الندم حتى ولو وصل الضفة الأخرى.

  • Said Amazigh
    الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 04:29

    نعم فالرءيس الجديد فتح ابواب الهجرة وفتح النضام الصحي لكل مواطني العالم والمهاجرين الغير نضاميين ، وازال الاشواك من سبتت ومليلية

    كما سيزيد من الضرايب لتغطية خطته في زيادة
    المشكل المغاربة معرضون للترحيل لان المغرب وقع على معاهدات مالم تفعله دول افريقية
    مرحبا بكم اسبانيا للجميع والحدر من البحر
    لما يريد مهاجر نضامي جلب زوجته يديقونه المرارة جراء الاجراءات القانونية وفي تناقض يسهلون الهجرة الغير الشرعية.

  • Amir
    الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 06:34

    ولماذا لأ تتجهو نحو الدول الاسلاميه حيث توجد العداله الاسلاميه المشهورة. واحترام حقوق الإنسان التي ينص عليها الاسلام. وحيث توجد البيئه الجيده للمرأه. وحيث يوجد الامن المطلق.
    ولا الحمد لله على نعمه الإسلام مجرد شعار؟

  • علال
    الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 09:24

    من قلب إيطاليا المهاجرين الأفريقا
    نقمة على الشعب الإيطالي اكتر
    منصف منهم مجرمون يتبولون في
    فى وسط اشاريع ويرمو من نفداة
    الحفلات قنينة الخمر مرحبا بالمهاجرين الدين هم
    في أمس الحاجة للعمال طبعا الشعب الايطالي
    شعب طيب وهد شي معروف

  • إبن الرداد
    الثلاثاء 19 يونيو 2018 - 10:19

    هل رأيتم شعب يفر من بلده؟ لكن لماذا؟
    ونحن في دولة تستوطن الأفارقة وتترشح كل مرة لكأس العالم وتنظم "موازين" وقريبا ستطلق"قطار السريع"، أم أن دولتهم وفرت كل شيء وهم لا يحبون إلا المغامرات…فكر وحلل

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 1

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز