صحافي فرنسي يقتفي أثر مهاجرين أفارقة بالمغرب

نشر موقع راديو فرنسا الدولي ”France inter” الروبورتاج الذي طُرد معدُّه، سيباستيان سابيرون، صحافي فرنسي، من المغرب.

واستشهد المقال بحالة مهاجر قاطن بالمغرب جرى إيقافه وتكبيل يديه ورميه في حافلة مع مهاجرين آخرين، ونقله إلى مدينة تيزنيت التي تقع في بوابة الصحراء المغربية وتبعد بـ800 كيلومتر عن طنجة.

وذكر المهاجر، في تصريح لكاتب المادة الصحافية، أنّه تُرك في الطريق السيّار بمكان بعيد عن مدينة تيزنيت بأربعة كيلومترات تحت حرارة الشمس.

كما تحدّث عن معاناته الكبيرة وإحساسه بالجوع دون أن تكون عنده أموال، إضافة إلى رفض شركات الحافلات بيع تذكرة له أو إعطائها إياه خيار شراء تذكرة بثلاثة أضعاف ثمنها الأصلي؛ وهو ما اضطره إلى التسول وطلب أمه أن ترسل إليه نقودا حتى يستقل حافلة وسيارات أجرة غير شرعية، ليصل بعد ثلاثة أسابيع مرة أخرى إلى شمال المغرب.

وذكّر الموقع بأن المغرب ينقّل، منذ أسابيع، المهاجرين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء إلى جنوب ووسط المغرب؛ بينما يقوم هؤلاء “المرشّحون للنفي” بكل ما في يستطيعُونَهُ في سبيل العودة إلى شمال البلاد.

وزاد أن المهاجرين من الكاميرون يفضّلون العيش بمدينة طنجة، وينامون بشكل مضطرب تحت الأنقاض في بعض المدن خوفا من إيقافهم، ليستيقظوا في الفجر من أجل الانتقال إلى الغابة حتى يتجنبوا غارات الشرطة التي تحدث بشكل يومي تقريبا منذ شهر يوليوز.

ووضّح الروبورتاج أنه جرى ترحيل، منذ شهر يوليوز، أزيد من 5000 مهاجر بالقوة، تعبيرا من المغرب عن “نيته في مكافحة شبكات مافيا التهريب كوسيلة للضغط على الاتحاد الأوروبي”. كما استشهد بتصريحات فرع الناظور للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي انتقد فيها الاعتقالات العشوائية والتنقيل المؤذي للمهاجرين.

وورد في هذا الروبورتاج أيضا تصريحٌ لناشط حقوقي مغربي وصف فيه الترحيلات التي واجهها المهاجرون بكونها غير قانونية وغير إنسانية وغير قابلة للتبرير، مرجعا سبب لعب المغرب دور الدركي في الرغبة في الحصول على قطعة من كعكة السياسة الأمنية الأوروبية.

وترى بعض جمعيات المجتمع المدني في هذه الحملة المغربية، حسب المادة نفسها، جوابا عن برنامج 55 مليون أورو التي خصصها الاتحاد الأوروبي للمغرب وتونس في يوليوز الماضي من أجل حماية الحدود الأوروبية.

وأكّد الروبورتاج، في ختامه، أن كل المهاجرين الذين التقى معهم الصحافي، بالرغم من تعرضهم لمرة أو أكثر للترحيل من الشمال؛ غير أن هذا لم يثن أيا منهم عن محاولة قطع المتوسط من أجل تحقيق الحلم الأوروبي.