ربط حزب النهج الديمقراطي “حلم الأغلبية الساحقة من الشباب المغربي بفرصة لمغادرة أرضه، بأي وسيلة ومهما كان الثمن حتى ولو كان هو الموت غرقا”، بنوع آخر من الهجرة “بدأت منذ يوم رحيله من دواره أو قريته أو مدينته الصغيرة إلى إحدى المدن الكبرى”.
ورأى الحزب الماركسي اللينينيّ، في افتتاحية جريدته الأسبوعية، أن ما أسماه بـ”إجبار الشباب خاصة وجماهير الكادحين على الهجرة الداخلية أو الخارجية” هو ثمرة سياسات واختيارات منهجية موضوعَة عن قصد وترجع جذورها إلى العقود الأولى من التغلغل الاستعماري للمغرب؛ حيث “خططت السلطات الاستعمارية للاستيلاء على أجود الأراضي المغربية، وتمليكها للمعمِّرين من أجل إقامة مزارعهم الفلاحية الرأسمالية، وضمان تزويد السوق الأوروبية بالمنتجات الزراعية من حبوب وخضر وقطان ولحوم وألبان وصوف، ومن من أجل نهب المعادن”.
ومكّنت هذه السياسة، حسب المصدر نفسه، من تجريد الفلاحين من حق الملكية وتحويلهم إلى جيش احتياطي من اليد العاملة وُضِع تحت تصرف الصناعات الكبيرة والمتوسطة بأوروبا أو كجنود تساق في صف الجيوش الاستعمارية، وهي السياسية التي رسمت ملامح المغرب بشكل نهائي، وقسمته إلى قسمين: “مغرب غير نافع” و”مغرب نافع”.
هذه السياسة، حسب افتتاحية الجريدة، بعدما استقرّت عليها سلطات الحماية عوّضَتها أجهزة دولة المخزن الحالية؛ وهو ما شكّل الدوافع الأولى التي تولَّدت عنها الهجرة الحديثة، وكل التطورات اللاحقة التي زادت من تفاقم شروط العيش، مع تناوب سنوات طويلة من الجفاف والتصحر وعجز الدولة عن وضع سياسة تنموية حقيقية عبر تعبئة المياه السطحية أو الجوفية حتى تستقر الساكنة في بلداتها.
واستشهدت افتتاحية النهج الديمقراطي بالصورة التي تُظهر مركبا مطاطيّا يحمل عشرات الشباب المغاربة الذين تتقاذفهم أمواج البحر وتتوسَّطُهم عائلة صغيرة تحمل بين ذراعيها رضيعا لم يتجاوز عمره سنة؛ مستنتجة أن الهجرة أصبحت بالمغرب “عملية مركبة، تبدأ بالهجرة والاقتلاع من العائلة ومسقط الرأس، واللجوء إلى التّيه والضياع بين أحياء وشوارع المدن الكبرى مع ما يعنيه ذلك من بطالة وجوع وتشرد والاضطرار إلى الاشتغال إذا كانت الفرصة سانحة، في شروط العبودية والمهانة، ثم بعدما يتأكد الشباب من أن جُلَّ الأبواب موصدة، يحل اليأس والإحباط محلّ الأمل والأحلام التي كانوا يحملونها طيلة أيام الدراسة والتكوين؛ فيجدون أنفسهم مدفوعين إلى البحث عن مخرج من دوامة البطالة والفقر واليأس، ويرون أمامهم اختيارا وحيدا هو “ركوب مخاطر الهجرة إلى الخارج لتبدأ رحلة المغامرة والخطر”.
ورأى النهج الديمقراطي في الثقل الذي أضحت تحتلُّه الهجرة ومسّها مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية “أحد العناوين الكبرى لفشل الاختيارات التي اعتمدتها الكتلة الطبقية السائدة منذ السنوات الأولى من الاستقلال الشكلي”، مضيفة أنه “أمام تفاقم الأزمة الاقتصادية وغياب أي إرادة حقيقية لتطبيق سياسات تنموية توفر الشغل المنتج؛ أصبحت الهجرة بالنسبة للعديد من الشباب الأمل الوحيد المتبقي أمامه حتى ولو كانت سرابا، وهو ما جعلها معطى بنيويا تولدت عنه حقائق اجتماعية يعكسها عَدَدُ المهاجرين المغاربة عبر العالم، ولا يمكن تجاهله في أي سياسة أو برنامج سياسي لكل القوى المعنية بمستقبل بلادنا”.
واستحضر المصدر نفسه “الأزمة البنيوية للرأسمالية” في الثمانينيات التي ستصبح معها الهجرة خاضعة للكثير من القيود، ومكوّنا من مكونات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي التي يُفاوض عبرها ويفرض شروطه على أنظمة الدول التابعة، مضيفا أنه “في إطار تشديد القيود على الهجرة، ستظهر سوق الاتجار في البشر ومافيات متخصصة في تنظيم الهجرة؛ التي هي المستفيد الأكبر اليوم من بؤس وعطالة شباب المغرب، وتستنزف الكثير من العائلات المضطرة إلى تمويل تهجير أبنائها رغم أخطار الغرق بحرا”.
كما انتقد النهج الديمقراطي المفارقة التي تفضح طبيعة الدول الإمبريالية التي في الوقت الذي أوصدت فيه الباب أمام هجرة السواعد المعطلة، شجّعت هجرة العقول والكفاءات العلمية والتقنية، واصفة هذا بـ”الخطة الميكيافلية والخبيثة، التي جوهرها هو استغلال كل التضحيات التي تحملتها الدول والشعوب في تكوين هذه النخب العلمية والطاقات التي بدونها لا يوجد مجال لأي تطور حضاري أو اقتصادي، من أجل استنزافها والإمعان في إبقائها في التخلف والتبعية”.
فعلا فشل سياسه الدوله لكن بدون ان ننسى مسؤوليته الاباء والامهات الذي ينجبون الاطفال بالجمله دون التفكير في سبل اطعامهم وتربيتهم على الشكل المطلوب. ٠مما ادى الى ما نحن عليه الان من جهل واميه وتخلف.
التحليل الملموس للواقع الملموس … تحية نضالية للنهج و مناضليه من هذا المنبر
في الاءمس القريب ،كانت الهجرة ترتبيط إلا بالشباب، اليوم تغلغلت في كل الفيءات العمرية من الطفل إلى البعض المتقدمين في العمر ، هل من معين من هده الاءفة