مّي رحمة .. سبعينية تتجرع عذاب الحياة داخل "كهف بدائي" بوزان

مّي رحمة .. سبعينية تتجرع عذاب الحياة داخل "كهف بدائي" بوزان
الإثنين 20 ماي 2019 - 14:00

في فضاء تلفّه الغرابة وتهجره حياة التمدّن، وسط “حي القشريين” بمدينة وزان، تقطن “مّي رحمة” بعدما استقر بها المقام بهذه البقعة الأرضية في شمال المملكة، وأعياها التنقل ونال منها المرض والكبر وأخذا منها الكثير، حتى قدرتها على الحديث بشكل مسترسل.

حكاية هذه السبعينية لا تختلف عن باقي القصص التي تنطق بلسان حال سكان الفضاءات غير اللائقة بصون كرامة البشر. المرض المزمن من جهة، وتنكّر الأقارب من جهة أخرى، فرضا على مي رحمة أن تعيش محنة حقيقيَة، في انتظار رحمة قد تأتي أو لا تأتي.

فصول يومية من المعاناة تتركها أقدام مي رحمة داخل “مسكنها” بحي القشريين لعلها تخلصها من عذابات “سيزيفية” أرهقت كاهلها وهي في أرذل العمر، في مشهد يلخص آلام هذه السبعينية وتنضاف إلى الوحدانية وسط كهف يضيق بما يحتويه من رزم وأوان منزلية على قلتها وقنينة غاز صغيرة، في غياب لمصابيح تنير عتمة المكان والحياة.

وسط غرفة وحيدة تنعدم فيها الشروط الأساسية وتغيب عنها مقومات المنزل تقطن السيدة وحيدة بفضاء سقفه من بلاستيك وُضِع بعشوائية زاد المظهر قتامة، وأكوام من الرمل تزاحم تحركاتها داخل الحيز الجغرافي الضيق في حر الصيف وبرد الشتاء، كل المظاهر هنا توحي بالفقر المدقع وتعود بالزائر إلى عصور غابرة.

غير بعيد عن مقر الدائرة الأمنية الثانية للشرطة بحي القشريين، تقضي مي رحمة خريف عمرها في مكان لا يصلح للعيش الآدمي، يؤكد بالملموس أن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، التي يقودها عبد الأحد الفاسي الفهري، عاجزة على مواجهة الهشاشة الاجتماعية، خاصة ما يدخل ضمن مجالها ونفوذها، بل وتسهم في أحايين كثيرة في تعميق آلام المواطنين بـ”لا مبالاتها” لهذه الشريحة المجتمعية، دون مراعاة الجانب الإنساني.

“أقطن بهذا المكان منذ أزيد من عشر سنوات في ظروف مزرية، بدون كهرباء وبدون مكان مخصص للطهي، في هذه الغرفة أبيت وآكل بعد وفاة زوجي”، تقول مي رحمة التي لم يمنحها الله ذرية في تسجيل لجريدة هسبريس الإلكترونية يبث بالصوت والصورة.

أن تسمع ليس كأن ترى وحتى إن رأيت قد لا تتوفق كثيرا في وصف حجم معاناة سيدة في عقدها السابع وسط خربة موحشة، بقسمات جامدة وتجاعيد رسمت أخاديد على محياها، تواصل السيدة مصارعتها للحياة. تقول: “لا معيل لي ولا أتوفر على بطاقة المساعدة الطبية راميد، ولا أي شيء”.

قصة هذه السيدة لا تقف عند هذا الحد، بل تعدته إلى حد حرمانها من قفة رمضان رغم الفاقة والحاجة ووضعها الاجتماعي المعدم. هي لا تطلب شيئا خارجا عن الاستطاعة، ولا ترغب في مناصب، أو أي شيء من هذا القبيل، فقط ترغب في قليل من الاهتمام بغية رفع الضرر الذي طالها والاستفادة من التضامن، الشعبي أو الرسمي، للظفر بسقف يحميها من قساوة الجو صيفا وشتاء. وإلى ذلك الحين، تمضي السيدة لياليها الموحشة تذوق سياط الذل والمهانة في الألفية الثالثة.

‫تعليقات الزوار

28
  • تأبط فكرة
    الإثنين 20 ماي 2019 - 14:23

    خلاصة و نتيجة 70 عام من التنمية بعد 70 عام على "الإستقلال" …. و القادم أسوأ كما تدل على ذلك كل المؤشرات !
    #صامدون_مقاطعون و على العهد باقون

  • ريفي تطواني حر
    الإثنين 20 ماي 2019 - 14:27

    لا حول ولا قوة إلا بالله ما للأغنياء هذا البلد ألا يتذوقون أو يحسون بالفقراء وخصوصا لهم الحق في ثروات بلدهم أم الفقراء بالنسبة لكم مخصصون للتجنيد فقط ؟؟

  • مساعدة
    الإثنين 20 ماي 2019 - 14:27

    لكل من يستطيع من أبناء هذا الوطن المرجوا مساعدتها.

  • عابر سبيل
    الإثنين 20 ماي 2019 - 14:27

    يا ربي تشوف من حالها يا ربي و ترزقها الخير..
    حالة والله تدمع العين لها .
    "لا حول ولا قوة إلا بالله"

  • رشيد من ال و م أ
    الإثنين 20 ماي 2019 - 14:30

    لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم…كيف نستطيع الاتصال بكم يا هسبريس؟ أنا مستعد للتكفل بهذه المرأة ان شاء الله بدفع مصاريف شقة تتوفر فيها شروط الانسانية. لديكم عنوان بريدي الالتكروني…المرجو الاتصال بي و شكرا. جزاكم الله خيرا.

  • MAROC77
    الإثنين 20 ماي 2019 - 14:39

    دولة الاستنزاف البشري أما التنمية قهي لطبقة معينة.
    في بالدي الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا.

  • الصحراوي إبن تافيبلالت
    الإثنين 20 ماي 2019 - 14:46

    لك الله يا أمي رحمة ، فلا دولة ولا جكومة ولا سلطة ولا شعب حقيقيين ..الأسلام لم يبق بالمغرب منذ زمن قريب ، الأ سلام بدا بعيدا من المغاربة بعد القمر عن الأرض ..وبهذا نرى الغالبية من المواطنين المغاربة ومن الشباب يرغبون اللجوء إلى الدول الأوروبية التي يوجد بها في الحقيقة التعليمات الأسلامية ، بدلا من الدول المسلمة والعربية ..الله ، الله ، بدأ اتلأسلام غريبا وسيبقى غريبا وينصره الغرباء ، من قاوموا الاستعمار وأخرجوه من أرض المغرب هم اليوم في عدتد الموتى من بقى منهم على قيدج الحياة ، لا كرامة ولا ..ولا ..ولا ..ولا …من المقاومين الذين لازالوا على قيد الحياة يرفعون أكف أيديهم إلى الله ليأخذ لهم الحق فيمن يسمون بالحكومات والمتسيسين من الخونة والفجار والفساد ..الله إنك أنت الحق فأخذ الحق من الظالمين والفاسدين .وارحم عبادك المخاصين برحمتك يا أرحم الراحمين يارب العالمين .

  • مغربي غيور
    الإثنين 20 ماي 2019 - 14:47

    لا حول ولا قوة إلا بالله
    هذا هو جزاء أمي التي ولدت وسهرت و ربت وتعبت ووجهت سواء من قريب أم من بعيد ….
    هذه أمنا جميعا فهيا نتسابق إلى الجنة الموجودة تحت قدميها
    كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

  • أبو ريناد
    الإثنين 20 ماي 2019 - 14:53

    إلى السيد رشيد من و م أ أقول لك شكرا من هذا المنبر على كلامك الطيب في حق هاته المسكينة اللهم ياربي دير ليها تاويل ديال الخير

  • مررت من هنا
    الإثنين 20 ماي 2019 - 15:13

    عذرا . بالنسبة لها هو ليس كهف عذاب الحياة إنما هو كغف الحقيقة (علمت أن كل ما قدمته للوطن لم ينفعها عندما كبرت في السن

  • شمالي سبيلية
    الإثنين 20 ماي 2019 - 15:16

    أتعجب لهذا المجتمع المتناحر الذي لا يبادر لمساعدة ضعفاء ويبدر جهده وحياته من أجل جمع أوراق نقدية وتكديسها في الأبناك لكي يفوز بقفز في سجن يسمونه سكن الإقتصادي أو عبادة الجدران أو يذهب عمرة وثلاجة أخوه فارغة إفتحوا عقولكم ياعبيد زرقلاف و القرفية و اعلموا أن من رحمة من في الأرض يرحمه من في السماء ،
    كما يجب علينا أن نتحرر و نحيي مشاعرنا وإنسانيتنا
    كبشر لكي نساعد أمثال هذه الجدة ،

  • قاسم
    الإثنين 20 ماي 2019 - 15:18

    شكرا السي رشيد من و.م ا هكذا يكون الرجال يخص التضامن لاننتظر من الدولة ان تحل كل المشاكل والمثال خونا
    رشيد الله يكثر من امثاله … ارجو من هسبريس ان تقوم بدورها للربط بين هءه السيدة والسي رشيد

  • رشيد من الو م أ
    الإثنين 20 ماي 2019 - 15:20

    السلام عليكم، لقد راسلتكم يا هسبريس على [email protected] و أرجو منكم أن تردوا حتى ننسق بسرعة و نخرج هذه السيدة مما هي فيه بإذن الله. من يشكرني لا يسعني إلا أن أقول لهم بأن المال مال الله و ما نحن إلا مستخلفون فيه. نحن أحوج ما نكون إلى أن تتقبل منا هذه السيدة المساعدة فكلنا ذنوب و خطايا و عسى الله أن يرحمنا عندما نكون نحن كذلك في حفرة هي مصيرنا جميعا. جزاكم الله خيرا

  • zaki
    الإثنين 20 ماي 2019 - 15:27

    السلام عليكم
    منظر مؤلم وعمراه…. وا عمراه ….أين عدالتك الإجتماعية يا عمر.عار أن تعاني مثل هذه السيدة من هذه الحالة .يا أمي رحمة فوضي أمرك لله وحاسبي المسؤولين أمام الله يوم لاينفع مال ولا بنين إلا من أتى الله بقلب سليم .هل انعدمت الإنسانية إلى هذه الدرجة .بالله عليكم أين هي حقوق الحق في السكن و حقوق الإنسان .
    هذه السيدة تستغيث ولا أحد يسمع أنينها . أيها الأغنياء عار عليكم ان تعاني ضعافنا وتفضل عندكم الأموال .

  • hmido
    الإثنين 20 ماي 2019 - 15:29

    والله عار اين هم المسؤولون للبد ان هناك ميزانيه لمواطنين في نفس الحالة بلدنا اصبح ككتاب بغلاف جميل و لكن ما يحصل بالداخل يزداد سوءا و الهوة تكبر بين الفءة الغنية و التي تشكل أقلية و الباقي ينظر لعقارب الساعة تمر و لتدشين يتغير

  • الفارس
    الإثنين 20 ماي 2019 - 15:39

    نطالب باستراج 200 مليون التي منحت لكنيسة روتردام من اجل انقاذ هذه الحالات المعوزة وما أكثرها في المغرب

  • Rachid
    الإثنين 20 ماي 2019 - 15:40

    أنا أود مساعدة هذه السيدة المرجو الاتصال بي عن طريق البريد الإلكتروني لإرسال مبلغ مالي لعل الجهود تتظافر لانتشال هده المرأة من عوز الحاجة إلى رحب المودة و التضامن.

  • Pano
    الإثنين 20 ماي 2019 - 16:04

    العنوان حي القشريين بوزان، و شكرا لمجهوداتك، جازاك الله الف خير

  • oujdi
    الإثنين 20 ماي 2019 - 16:37

    نطلب من جميع الذين يكتبون التعاليق و يعطون الآراء ان يمدوا يد المساعدة

  • Abdel
    الإثنين 20 ماي 2019 - 16:40

    لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    كم من فرد في هذا البلد يحتاج إلى المساعدة وهم كثيرون ومنهم مي رحمةعار على المسؤولين ان يتركوها تعيش في ظروف لا تصلح للعيش الكريم وخصوصا في هذا السن .لكن هناك أناس مثل الاخ رشيد أسأل الله له الجنة وهو خير الجزاء ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا
    الحيوانات في الديار الأوروبية يعتنى بها احسن العناية والإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى يعيش المدلة في هذا المجتمع الذي يعتبر الأولى له ان يعيش في بلد مسلم حياة كريمة والله عار

  • ديهية
    الإثنين 20 ماي 2019 - 16:54

    اي وطن هذا الذي نعيش فيه حيث الفقير يزداد فقرا و يموت في عتمات الحاجة و والفاقة و الغني تراه يزداد غنى بمال الشعب المفقر اي دولة التي ترضى ان يموت فوق ارضها اناس في خريف الغمر جوعا و عطشا و عتمتا عار على كل مسؤول ووصمة ستحاسبون عليها عند من لا يقبل رشوة و لا سلطة.

  • Othmane
    الإثنين 20 ماي 2019 - 17:06

    مدينة وزان، حي القشريين درب الشاوني رقم 45

  • الرحيق المختوم
    الإثنين 20 ماي 2019 - 17:28

    إلى المعلقين كثرة الكلام والثرثرة هنا ليس مكانه. من يريد المساعدة فأجره مضاعف.أرجوكم ونتوسل إليكم إدارة هسبرس أ فتحو لنا خط للمساعدة

  • Abdelilah
    الإثنين 20 ماي 2019 - 19:48

    Assalam alaikom wr wb
    Merci de me contacter par email afin d'aider cette dame bima qassam Allah
    Abdelilah

  • ادريس المغربي وزان
    الإثنين 20 ماي 2019 - 22:57

    نطلب من المجلس البلدي و العمالة و المحسنين و الغيورين على هذه المدينة ، ان يتدخلوا لإنقاذ هذه المرأة العجوز ، ان يوفروا لها بيتا و مساعدات مادية و معنوية لإنقاذ هذه المرأة ،
    و الشكر الجزيل لكل من ساهم إعلاميا و ماديا و معنوا ، و الله لا يضيع أجر المحسنين .

  • مواطن صريح
    الثلاثاء 21 ماي 2019 - 01:49

    والله العضيم ليسئلن كل مسؤل في هده البلاد عن كل نفس جاعت ولم تجد لقمة تسد رمقها وكل نفس لم تجد مسكنا تأوي اليه و كل نفس مرضت ولم تجد دواء لمرضها فل يفعلوا مايحلوا لهم ثم عند ربك تختصمون وعندها سيئل كل من وكلت له رقاب العباد وهم لايضلمون.

  • يونس العاقبي
    الثلاثاء 21 ماي 2019 - 07:48

    لاحول ولاقوة إلا بالله مجتمح لايعرف الرحمة،قلوب البشر أصبحت صماء

  • لمن أراد عنوان المرأة
    الإثنين 27 ماي 2019 - 02:40

    العنوان درب الشاوني رقم 45 قرب مركز الشرطة حي القشريين وزان

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات