فاطمة .. قصة أمّ عصامية تتوسل بالإيمان لإعالة ابنتها المعاقة‬

فاطمة .. قصة أمّ عصامية تتوسل بالإيمان لإعالة ابنتها المعاقة‬
الأربعاء 22 ماي 2019 - 09:00

‪”لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة”، هي الجملة المُلهمة التي تفوّه بها الموسيقار الشهير بيتهوفن، الذي لم يمنعه الصمم من صنع المستحيل..إنه مثال لأشخاص انتصروا على الإعاقة، لم يقفوا عاجزين أمامها، بل حداهم الأمل لتحقيق طموحاتهم بفضل إرادتهم الاستثنائية التي هزمت المستحيل.

أبصروا الحياة بشكل أفضل لأنهم لم يضعوا خطاً للنهاية..هذه هي حياتهم كما يرونها، صبروا طويلا على شظف العيش وقسوة الحياة، ولم تمنعهم الإعاقة من تحقيق الطموح، ولم تسلب منهم أحلامهم، رغم نظرات العطف التي تلاحقهم في أحايين كثيرة؛ رافضين بذلك مقولة “العقل السليم في الجسم السليم”.

قصص إنسانية لها سحر خاص تبقى عالقة في الذاكرة والوجدان، سيكون القراء الكرام على موعد معها طوال رمضان..”مُتشائلون” بطبعهم، على حد تعبير الأديب الفلسطيني إميل حبيبي، بعدما صاروا قابعين في منطقة وسطى بين التفاؤل والتشاؤم..إنها لحظات بوح يسترجعون فيها الإخفاقات والنجاحات التي واجهت مسارهم.

صرخات من غيظ تتحول إلى شظايا ملتهبة، قلق مشروع لا يعرف سكة التهور..مرارة التضاد بين الآمال المستقبلية وظلها الحزين يكتنف أسرتها، صبر معاناتها طويل وخسائر روحها فادحة، تكاد تشرف على شفا الحيرة، لكن نهضة التماسك سرعان ما تعيدها إلى سكة الطريق الصحيح، رغم أنه طريق صعب، لكنه موسوم بإرادة التغيير والتحدي.

بكل اختصار، هي فاطمة التي تتحدر من مدينة فاس، تعاني الأمرين؛ قسوة العيش وإعاقة ابنتها فدوى التي ازدادت بإعاقة خلقية، ليبدأ معها مشوار طويل من العذاب، لاسيما في ظل الظروف المادية الصعبة للأسرة الصغيرة، التي تتكون من فاطمة وزوجها اللذين أنجبا ثلاثة أبناء، ما فاقم معاناتها.

الطفلة فدوى، البالغة من العمر 15 سنة، لا يمكنها الحركة بأي شكل من الأشكال، نتيجة الإعاقة التي ولدت بها منذ صغرها، فتحولت أمها إلى مساعدة دائمة لها في السرّاء والضراء. لكن الآلام لم تنته هنا فقط، أي في الإعاقة، وإنما بدأت تعاني الطفلة من مضاعفات صحية جديدة حولت حياة الأسرة إلى جحيم لا يطاق.

في هذا الصدد، تقول الأم فاطمة، في حديث لجريدة هسبريس: “ابنتي لا يمكنها الحركة بتاتاً، ما جعلني بمثابة نصفها الجسدي الآخر، لأنني أساعدها في كل شيء”، تتوقف قليلا، قبل أن تستعيد أنفاسها، وتمضي مسترسلة: “مبْقاش فيا الحال..أحمد الله عليها كل يوم”.

تحمل فاطمة قلباً عامرا بإيمان كبير، لم تعد تريد التفكير في القادم، صارت تثق جلّيا في الأفق المشرق، وفي وجود قدرة إلهية من شأنها إخراجها من اليأس الشديد، مُتخذة من تفاؤلها وسيلة لقهر أعدائها، مقاومة بشراسة، لتلملم بذلك جرحا غائرا وتذهب الآلام التي لاحقتها في الماضي.

وتؤكد فاطمة بثقة عالية: “هي إنسان عادي، تحس بكل شيء، مثلنا جميعاً، غير أنها تعاني من مشاكل صحية فقط، ومن ثمة لا فرق بينها والأطفال الآخرين، وهي النقطة التي دفعتني إلى تقاسم قصتها الإنسانية مع مشاهدي وقراء جريدتكم الإلكترونية”.

لكن الوضعية الحالية للطفلة فدوى ليست بالجيدة، بعدما تفاقمت آلامها التي عادت إليها مرة أخرى، لاسيما أن العائلة تفتقر إلى الإمكانيات المالية اللازمة للتطبيب، إذ “تحتاج إلى كرسي آلي متطور باهظ الثمن، لأنها لا تستطيع الحركة”، مثلما جاء على لسان الأم.

وتردف الأم قائلة: “مصاريف العلاج مرتفعة قليلا، لأن ابنتي في حاجة إلى الترويض الطبي بشكل يومي.. لا أعرف ماذا أفعل في بعض الأحيان، إذ وصلت إلى درجة من الاكتئاب والحزن الشديد على أوضاعنا، لكنني في نهاية المطاف تسلحت بالأمل من أجل لملمة الجروح الغائرة، لأعلن بداية صفحة جديدة لعلاج ابنتي مهما كان الثمن”.

لمساعدة الأسرة، يرجى التواصل مع فاطمة، ربة البيت، على الرقم الهاتفي الآتي: 0617990398

‫تعليقات الزوار

6
  • kasmi
    الأربعاء 22 ماي 2019 - 10:56

    الله.اشفي.انشالله..المغرب.مفهش.اعنة.ديل.الصحة

  • Agourram
    الأربعاء 22 ماي 2019 - 10:59

    لماذا المواطن المغربي البسيط يضطر للتسول من اجل حقوقه الأساسية. لمذا يضطر هذا المواطن للاصطفاف من اجل قفه تاتي مره في العام لسد شيء من رمفه. لماذا كل هاته المؤسسات في وطني ان لم تكن في خدمة هذا المواطن و حقض كرامته. لماذا هدر المال العام و المواطن المغربي ينخره الجوع و العطش و الجهل. لماذا لا توجد ميكانيزمات للمراه الارمله و المطلقه و اليتيم و المقعد و العاطل من اجل الحياة في وطن يتسع للجميع. لماذا لا يوجد في و طني شيء من الحياء و شيء من الايمان. لماذا لماذا لماذا…..

  • محمد رودانة
    الأربعاء 22 ماي 2019 - 11:04

    اللهم يا فالق الحب والنوى يا من سمع الياس في ظلمات ثلاث وأجاب دعوة رسول الله في الغار …نسألك بحق هذا الشهر الكريم وهذه الأيام الكريمة ان تمن على هذه الطفلة وعلى مريض بالشفاء الذي هو بيدك وحدك. لايعجزك أي داء بدوائه ولا مرض بعلاجه. انما امرك للشيء ان تقول له كن فيكون.

  • رشيد
    الأربعاء 22 ماي 2019 - 11:28

    اتمنى من الله عز و جل الشفاء لهده الفتاة و الصبر لوالديها

  • عبد الله
    الأربعاء 22 ماي 2019 - 12:05

    الله يكون لها في عونها،و لمثيلاتها من الأمهات والاسر التي ولد بها و كبر ذوو احتياجات خاصة،بفضل تضحية و مثابرة اهلهم في رعايتهم و العناية بهم و مساعدتهم في ما لا يقدرون على القيام به من حاجياتهم الضرورية الا بمساعدةهم،اللهم اعن و أكرم المحسنين يا الله

  • حسن اكادير
    الأربعاء 22 ماي 2019 - 20:34

    الله يجعلها ليك طريق للجنة. وصبرك انت أم معجزة ومثال للأم المسلمة الحقيقية

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52

“أش كاين” تغني للأولمبيين