مرحلة ما بعد الباكالوريا تحسم تحقيق مسار ناجح

مرحلة ما بعد الباكالوريا تحسم تحقيق مسار ناجح
الإثنين 1 يوليوز 2019 - 23:17

تعتبر مرحلة ما بعد البكالوريا فترة حاسمة في حياة التلاميذ، الذين تنتابهم أحاسيس القلق والخوف من المستقبل، ويؤرقهم هاجس التوفق في اختيار الدراسات العليا المناسبة التي تمكنهم من تحقيق مسار دراسي ناجح يتلاءم مع مؤهلاتهم وطموحاتهم. وتتحكم في هذا الاختيار عدة معايير، يتعين توفرها قبل الولوج إلى الدراسات العليا والتخصصات المرغوب فيها، وأهمها المعدل الذي حصل عليه التلميذ في امتحانات البكالوريا، والنجاح في اختبارات الولوج لمؤسسات التعليم العالي.

وتختلف رؤية كل تلميذ بخصوص مستقبله الدراسي بين من يتوفر على قناعة ورؤية مسبقة لما ستكون عليه آفاقه المهنية، وبين من لم يحسم بعد في مساره الدراسي الذي يسعى إلى أن يكون متلائما مع التغيرات التي طرأت على سوق الشغل، وحتى يصبح حلم الحصول على عمل بعد سنوات الدراسة قريب التحقق.

وتتعدد الأطراف المتدخلة في عملية اختيار التلميذ للشعبة التي يرغب في مواصلة الدراسة بها، ولاسيما الأسرة التي قد يكون دورها إيجابيا أو سلبيا في بعض الأحيان في توجيه أبنائها نحو تخصصات معينة، والأساتذة الذين تكون لهم دراية تامة بنقاط الضعف والقوة التي يمتلكها التلاميذ ويوجهونهم وفقها.

يقول التلميذ (م. ب)، الحاصل على البكالوريا في العلوم الاقتصادية بميزة حسن، إنه أودع ملف ترشيحه بالعديد من المدارس والمعاهد العليا؛ لكنه لم يحسم بعد في اختياره، حيث يفضل القيام بدراسات عليا في مجال يتلاءم مع متطلبات سوق الشغل، مؤكدا أنه يتعين الإعداد لهذه المرحلة الحاسمة في المسار الدراسي للتلميذ قبل السنة الختامية للبكالوريا حتى يكون قادرا على حسم اختياره.

من جهتها، اعتبرت التلميذة (ا.ب)، الحاصلة على البكالوريا في العلوم التجريبية بميزة مستحسن، أن شغفها منذ سنوات بالأنفوغرافيا قادها إلى الحسم في اختيارها، حيث لم تتردد في التخصص في هذا المجال الذي سيسمح لها بإبراز موهبتها والإبداع، مؤكدة أن التصميم الغرافيكي أضحى من أكثر التخصصات المطلوبة.

وفي إطار الجهود التي تبذلها الوزارة الوصية من أجل مساعدة التلاميذ في مرحلة ما بعد البكالوريا على حسن اختيار الدراسات العليا التي تتناسب مع مؤهلاتهم وتتماشى مع تطلعاتهم، أكد عبد المجيب لمرابط، المسؤول عن الوحدة المركزية للتوجيه المدرسي والمهني بوزارة التربية الوطنية، أن الوزارة تضع رهن إشارة التلاميذ عددا من أطر التوجيه التربوي الذين يتواصلون معهم طيلة السنة الدراسية من أجل مواكبتهم في اختياراتهم وتوضيح مختلف الآفاق لما بعد البكالوريا.

وأضاف المسؤول التربوي، في تصريح صحافي، أن المراكز الجهوية للتوجيه المدرسي والمهني في كل أكاديمية جهوية تنتج مجموعة من الدعائم الإعلامية، التي تتقاسمها مع المؤسسات التعليمية؛ وهي عبارة عن ملصقات ومطويات ودلائل، من أجل إخبار التلاميذ بكل المستجدات في ما يخص التواريخ والشروط بعد إصدار مؤسسات التعليم العالي للمذكرات المنظمة للمباريات.

وفي هذا الصدد، أشار عبد المجيب لمرابط إلى أن الوزارة بصدد وضع اللمسات الأخيرة على بوابة وطنية للتوجيه ستقدم جميع المعطيات الخاصة بآفاق ما بعد البكالوريا، الخاصة بالتعليم العالي والتكوين المهني وكل ما يتعلق بالدراسة بالخارج بما فيها منح التعاون والمساطر المعتمدة وما يخص معادلة الشهادات. وسيقدم الموقع الذي بلغ مراحل جد متقدمة في انتظار العمل به، انطلاقا من الدخول المدرسي المقبل، هذا المحتوى التوجيهي وفق مقاربة جديدة تساعد على الوصول إلى المعلومة بطريقة سهلة.

وعلى صعيد آخر، ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من المبادرات التي يقودها شباب سواء بشكل فردي في العالم الافتراضي على منصات التواصل الاجتماعي كـ”الفايسبوك” و”اليوتوب” أو بشكل جماعي في الواقع على غرار ما تقوم به بعض جمعيات المجتمع المدني التي تقوم بأنشطة خاصة بالتوجيه التربوي. فقد أخذت هذه الجمعيات على عاتقها إعلام وتوجيه ومساعدة الشباب الراغبين في الالتحاق بالكليات والمعاهد والمدارس ومراكز التكوين، بالإضافة إلى كل ما يهم تهييء مستقبلهم الدراسي والمهني داخل المغرب وخارجه، وذلك من خلال تنظيم لقاءات تحسيسية لفائدة أمهات وآباء التلاميذ، ومساعدة التلاميذ على إعداد ملفات ترشيحهم للمباريات، وضمان حصولهم على المعلومة، وتنظيم رحلات لاجتياز المباريات الكتابية أو الشفوية لفائدة المقبولين في مختلف مؤسسات التعليم العالي.

والأكيد أن التوجيه المدرسي، باعتباره وظيفة للمواكبة وتيسير النضج والميول وملكات المتعلمين واختياراتهم التربوية والمهنية، يضطلع بدور حاسم في إنجاح المسار الدراسي للتلاميذ وتمكينهم من بلوغ أهدافهم بخطى ثابتة.

‫تعليقات الزوار

7
  • البركة
    الثلاثاء 2 يوليوز 2019 - 00:44

    ما بعد البكالوريا… الفراغ و العمل (التحوفير) بثمانون درهم لشاب طموح أضاع ثلث حياته في الدراسة! لماذا؟ ليست هناك رؤية واضحة للدولة المغربية في إدماج الشباب الحاصل على شواهد وديبلومات في سوق الشغل ومن منظور آخر إن أردت مستقبل ناجح ضع يدك في جيبك من أجل الإلتحاق بالمعاهد العليا والمدارسس الخاصة حتى تستطيع الوصول إلى ما تطمح اليه!! فلا التكوين المهني يسمن ولا الجامعات تغني من جوع! شخصيا لا أثق في سياسة هاته الدولة وسيحس بذالك من شرب من نفس كأس الخذلان وقلة ذات اليد والسلام"

  • متابع
    الثلاثاء 2 يوليوز 2019 - 02:39

    ما بعد البكالوريا يكتشف التلميذ أنها ورقة بلا قيمة حيث إنه و لا واحدة من المدارس العليا المغربية تعترف بها و كلها تنظم مبارياتها الخاصة حسب هواها. الادهى من ذلك انه يكتشف أنه وقع في فخ تواريخ المباريات حيث كلها تنظم في حيز زمني صغير فيجب عليه الإختيار حسب إمكانياته الجغرافية اولا بحيث لا نتصور أن تلميذا سافر طوال الليل بالحافلة سيحصل على أعلى نقطة و لو كان الأول في البكالوريا الوطنية. ثانيا يجب عليه الإختيار حسب إمكانياته المادية حيث أن كل المباريات مقابل رسوم تدفع مسبقا فتبقى ميزانية الآباء عاملا حاسما في عدد المباريات التي سيجتازها. بصفة عامة يلزم حوالي 10000 ال 15000 درهم لفترة ما بعد البكالوريا.
    لا أتفهم الذين سمحوا لهذه الأنظمة بالتفشي، يجب الانتقاء حسب نقط البكالوريا و الا فهي امتحان شكلي بما أن حتى المدارس الوطنية لا تعترف به

  • واقع حاملي الشهادات مُرّ
    الثلاثاء 2 يوليوز 2019 - 02:45

    للأسف، 5% فقط من حاملي الباكالوريا هم المحظوظون الذين يلجون المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود، والذي يكون لهم مستقبل وظيفي ومهني.
    أما الباقون 95% فيلجون مجبرين لا مخيرين المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح وتكون البطالة تنتظرهم حين تَخَرُّجهم منها.

  • خاوي البلاد
    الثلاثاء 2 يوليوز 2019 - 04:26

    التوظيف لأبناء المحسوبية والزبونية ولابناء مستعمرين المناصب الحكومية. لكن المهم هو الدراسة ومن بعد خوي البلاد وإلا ستضيع طموحاتك. وإن لم تستطع فشغل عقلك للتحرك ولو مقهى متحرك في فصل الشتاء، وعصير البرتقال والليمون في الصيف. دعهم فما يأكلون إلا نارا في بطونهم

  • مابعد الباك...
    الثلاثاء 2 يوليوز 2019 - 05:54

    فترة مابعد الباكالوريا تتحكم فيها بالأساس : 1) الانتقاء الأولي وهو مرتبط بالنتائج المحصل عليها في الباك. 2) اجتياز اختبارات الولوج بنجاح .(هذا عن مؤسسات التعليم العالي ذات المقاعد المحدودة)
    بالنسبة للمؤسسات ذات الولوج المفتوح تبقى رهن إشارة التلاميذ الذين لم يتم انتقاؤهم أو الذين رسبوا في الاختبارات الكتابية.
    لكن السؤال الأهم من هذا وذاك هو مابعد الحصول على الدبلوم…في أغلب الحالات تكون البطالة في انتظار هؤلاء الشباب.

  • طارق 004
    الثلاثاء 2 يوليوز 2019 - 09:32

    مرحلة ما بعد الباكالوريا هي من أصعب المراحل لا سيم أنها تحدد مسار الشخص
    و أنصح اخوتي التلاميذ بعدم اختيار شعبة اختارها اصقائكم ( شي قاضي حاجة و شي لا )
    ولذلك وجب الاستماع من هذا و من ذاك حتى تأخذ فكرة، والاختيار يكون لك بين ما تحب انت و ما تجد نفسك فيه والله يعين الجميع

  • عبد السلام
    الثلاثاء 2 يوليوز 2019 - 23:35

    المسار الناجح ان تكون لك شخصية قادرة على الابداع قبل وبعد الباكالوريا . المشكل كذلك ان معظم الشباب يعلق اماله على الوظيفة العمومية التي اصبحت لاتسمن ولاتغني من جوع مع ازدياد الحاجيات اليومية.هناك اشخاص وصلوا اشياء لن يحققوها مع هذه الدولة البائسة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش