مروحيات وزارة الصحة.. "شجرة النقل الجوي" لا تخفي "غابة الخلل"

مروحيات وزارة الصحة.. "شجرة النقل الجوي" لا تخفي "غابة الخلل"
الخميس 22 غشت 2019 - 21:01

شكل القطاع الصحي بالمغرب ولا يزال نقطة سوداء تلطخ سمعة المملكة داخل المحافل الدولية، بشهادة الجميع؛ وذلك بالرغم من حرص الوزارة الوصية على تفعيل خدمة جديدة (SAMU) لنقل المرضى على متن مروحيات وسيارات إسعاف مجهزة بلوجيستيك الدعم والمواكبة، وطاقم متخصص في طب المستعجلات والكوارث.

وبين بلاغات وزارة الصحة المشيدة بتدخلات أطرها والواقع المعيش بمستشفيات المملكة ضاعت أرواح بشرية ووصلت أخرى متأخرة إلى مراكز العلاج؛ وذلك في ظل غياب إستراتيجية واضحة تقنن عمل “الحكماء” وملائكة الرحمة” وجعلها مرتبطة بقانون واضح يحدد مهام كل فئة على حدة داخل المؤسسات الصحية.

تؤشر الأرقام على الدوام، وفي معظم المراكز الاستشفائية بمختلف جهات المملكة، على انحطاط مستوى الخدمات الطبية في المغرب، ويعكس ذلك سوء الرعاية الصحية، والنزول بها أحيانا إلى مستوى اللاإنسانية؛ وهو الشيء الذي يمكن لمسه من خلال غرف النزلاء والمرضى، ومخازن الأدوية وغرف العمليات ومرافق النظافة؛ هذا فضلا عن انتشار ثقافة “باك صاحبي”، وارتباطها بكل الخدمات التي يحتاج إليها المريض؛ من أغطية وأدوية.. وتفقد ومراقبة للمؤشرات الديناموية للمريض، وغير ذلك من الخدمات “العليلة” التي تقدمها الأطر الطبية والتمريضية التي تشتغل في ظروف صعبة وبعيدا عن توصيات المنظمة العالمية للصحة بحكم الخصاص.

تدني الخدمات الصحية بالمغرب تؤكده التقارير الدولية آخرها قائمة تصنيف الرعاية الصحية، الذي وضعه موقع “نيمبيو” والذي يقدم توضيحات حول ظروف ومتطلبات العيش في كل بقاع العالم، حيث صنف المغرب بالمؤخرة ومتذيلا للترتيب الدولي.

وبالرغم من المساعي الحثيثة من أجل تطوير المنظومة الصحية في المغرب وتعزيز هياكلها وتوسيع خدماتها ما زالت محط انتقادات واسعة؛ فيما يخص مخرجاتها، ونوعية الخدمات المقدمة إلى عموم المواطنين؛ سواء على مستوى التجهيز أو الموارد البشرية التي تنادي بالتكوين والتكوين المستمر لتجويد العرض الصحي.

وإذا كان القطاع الصحي، من وجهة نظر اليونيسكو” UNESCO” ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ، أحد أبرز المعايير الدولية في تقدم أو تخلف أي بلد في العالم، إلى جانب القضاء، والتعليم، والدخل الفردي .. فإن شريحة واسعة من المواطنين المغاربة ما زالت تجد عسرا في الولوج إلى التطبيب لأسباب جغرافية طبيعية وأخرى بشرية تدبيرية محضة.

ما زال المغاربة يعانون الأمرين من آفة تأخر الإسعافات الأولية؛ الممكن تقديمها مباشرة في نقط وأماكن وقوع حوادث السير، وقد يمر على هذه الأخيرة ساعة أو ساعتان قبل أن تلتحق بمكان الواقعة سيارة “إسعاف” مهترئة تغيب عنها أبسط وسائل وأجهزة الإسعافات، اللهم سائق لا حول له ولا قوة.

“ورغم تفعيل الوزارة الوصية على القطاع خدمة النقل الجوي لتعويض مهام “لابيلانص” ربحا للوقت، فإنه فليس من العسير لمس غير قليل من القصور في تنزيل إستراتيجية وأهداف هذه الرؤية التي رأت النور في عهد الوزير السابق الحسين الوردي”، تقول فاطمة الحساني، عضوة بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة.

وأشارت المنتخبة ذاتها إلى حوادث سير مميتة شهدتها طرقات المملكة أودت بحياة العشرات؛ غير أن أعداد الوفيات لم تستنفر مصالح وزارة الدكالي للتحليق وإنقاذ الجرحى والمعطوبين الذين وجدوا أنفسهم يصارعون الموت بين الطرقات في إنتظار رحمة قد تأتي وقد لا تبرز بالمرة.

ووصفت الحساني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، صفقة المروحيات بـ”الترف” والمفتقدة للرؤية الإستراتيجية. كما قالت عنها إنها لا تتناسب مع الوضع الحرج الذي تعيشه مؤسسات العلاج العليلة، مؤكدة في هذا السياق على أنها مجرد “بورباكاندا” سياسية مرتبطة بمرحلة تدبير الوزير السابق الذي أراد ترك بصمة خاصة به وهدر للمال العام، في الوقت الذي تعاني المستشفيات المغربية من خصاص مهول في الأدوات الطبية والأدوية الصيدلانية التي يتحمل عبئها المواطن البسيط.

وأكدت المتحدثة ذاتها ضمن التصريح نفسه أن الغريب في الأمر هو أن كل وزير يشتغل بإستراتيجية وأجندات خاصة به دون أن يضمن استمرارية المشاريع التي باشرها سلفه.

وفي الوقت الذي تتلقى مصلحة طب المستعجلات والكوارث بجهة طنجة تطوان الحسيمة حوالي 10000 مكالمة في سنة، في إطار التنسيق بين المراكز الاستشفائية وتتكلف بنقل أزيد من 350 مريض في حالة حرجة، فإن الهليكوبتر لا يمكنها التحليق في ظروف جوية سيئة، كما يستحيل قيامها بتدخلات ليلية بسبب غياب تراخيص من لدن المكتب الوطني للمطارات، ولأن الأجهزة الإلكترونية على متن هذه المركبة لن تمكنها من الطيران في الظلام؛ وهي المعطيات التي تبين بجلاء أن صفقة النقل الجوي أخذت أكثر من حقها و”طارت” بملايين الدراهم قبل أن تختفي عن الأنظار، دون سابق إنذار.. فهل يا ترى ستعود هذه المروحيات إلى التحليق فوق سماء المملكة؟ وحده الوزير أنس الدكالي يملك الجواب.

‫تعليقات الزوار

15
  • عبدالله
    الخميس 22 غشت 2019 - 21:35

    المروحيات وسيارات الإسعاف المجهزة بطاقم من الأطباء من نصيب الأجانب اما أبناء الشعب يكفيهم دراجة ثلاثية العجلات هذا أن كانت مسالك اما أن لم تكن طريق فهناك الحمير والبغال

  • AZiZ
    الخميس 22 غشت 2019 - 21:40

    يقول المثل المغرييي لعكار على لخنونة بقات غير فطيارة . ناس ولات عندها الطيارة شيء عادي وحق من حقوقها ونتوما فرعتونا راسنا بالوش الخاوي انا فنضري المتواضع باش قطاع الصحة يزيد لقدام فالمغرب خاص التصرفيق والركل لكاك المديرين وروؤاساء المصالح ديال الصبيطارات حيتاش هوما الاولين المسؤولين على ديك المؤسسات الاستشفاءية

  • علي وتنغير يتألم ويتأسف
    الخميس 22 غشت 2019 - 21:44

    يقول المثل البكاء وراء الميية خصارت فعلا معانات الموطن المغربي البسيط لم تنتهي في الوقت الراهن ذالك ان الوزارة الوصية على القطاع توجه الرجل الى الامام وتؤخرها اربع خطوات الى الوراء المطلوب اعادت النظر حول توزيع المالية العمومية على القطاعات اعطاء الاولوية للدفاع الوطني اولا تم التعليم والصحة والمشارع التي توفر الشغل للطبقة الكادحة ولكم واسع النظر

  • Mosi
    الخميس 22 غشت 2019 - 21:45

    الخلل يكمن في العنصر البشري…واقصد به الاطباء و الممرضين…اظن جازما أن المغرب هو البلد الوحيد الذي تشعر فيه بالغثيان و الانقباض عند زيارتك للطبيب…بدل الشعور بالإرتياح و الارتخاء…
    الأطباء عندنا الله يستر لا يبتسمون في وجهك حتى..بل يرمقونك بنظرات باهتة و يستقبلونك بلا مبالاة و لو كنت تتقطع من الألم فهم يمرون بجوارك كأنك خرقة ملقاة على الارض…
    لا إحساس آدمي و لا تعامل انساني…
    لا يستحيون من أن يدفعوك الى الدهاب للمصحات الخاصة التي لا تكون الا مشارعهم الخاصة…
    النظام الصحي في الوطن كارثي..حيت فيه اابيع و الشراء في صحة المواطن…المواطن هو بمثابة فرصة لكسب المال بالنسبة للأطباء..وكلما ازدادت امراض المواطن ازدادت مداخيل الاطباء..لذلك ربما يتعمدون عدم تشخيص مرضك بل و يصفوا لك ادوية لا هلاقة لها بمرضك اصلا…
    مستشفياتنا العمومية هي الوحيدة في العالم التي يدخل لها المريض و هو بين الحياة و الموت فالداخل لها مفقود و الخارج منها مولود..وعنذ خروجك من المستشفى تتلقفك جموع المعارف ب الحمد لله على سلامتك….كأنك كنت في الحرب.

  • عبدالله
    الخميس 22 غشت 2019 - 21:57

    والله ثم والله ما هي لا بتجهيزات ولا هي بالطاءرات انما غاب وانحط الضمير عند من يسمون ملاءكة الرحمان في الماضي اما الان فقلوبهم كالحجر ….

  • مغربي مقهور
    الخميس 22 غشت 2019 - 21:58

    الإصلاح يبتدا من النحت وليس من الفوق، فكيف يتم استخدام مروحيات و سيارات إسعاف بدون وجود اصلا مستشفيات. دون وجود دواء و حتى اذا كان موجودا ثمنه باهظ. دون وجود أطباء اكفاء، أو هذفهم المال، انا حقا نعاني من هدا القطاع والمسؤولين و لا هم في هذا العالم. همهم جمع الأموال ولي بغى يموت يموت

  • مواطن
    الخميس 22 غشت 2019 - 22:01

    ليس لدي انتماء حزبي ولا أعلم إلى أي حزب ينتمي الوزير السابق الوردي، لكن هاته المروحيات وبعض التخفيضات في الأدوية هي من حقبته الوزارية، وي عهده شهدت وزارة الصحية بعض الدينامية لكن الآن والله لا أعلم حتى اسم الوزير، مشاكل مع طلبة الطب، وآخر المشاكل انقطاع في دواء الغدة الدرقية خلال شهر.

  • مهاجر
    الخميس 22 غشت 2019 - 22:06

    لإصلاح الجذري في الصحة لا مفر منه وإلا ستكون صحة المواطن في خطر:
    في بعض دول الغرب، لا تشارك الحكومة في تنفيذ الرعاية الصحية. مقدمو الرعاية الصحية الخاصة (المتخصصون في الرعاية الصحية الفردية ومؤسسات الرعاية الصحية) مسؤولون عن هذا. ومع ذلك ، فإن الحكومة لا تزال مسؤولة عن إمكانية الوصول ، والقدرة على تحمل التكاليف وجودة الرعاية.

  • حيران
    الخميس 22 غشت 2019 - 22:48

    هناك بعض المرضى بالمغرب لمعرفة نتائج التحاليل لا بد من اخذ عيناتهم و ترسل الى فرنسا و هناك يقومون بتحاليلها. ما معنى هذا الهراء ؟؟؟؟!!!!!!!! هل المغرب سقط الى الحضيض و الانحطاط الى هذه الدرجة؟؟؟ مع العلم ان هناك دكاترة و اطباء من المستوى الرفيع يعملون في فرنسا. انا دائما اقول ان فرنسا هى السبب الرئيسى فى فقدان المغاربة للبوصلة….

  • cognito
    الخميس 22 غشت 2019 - 22:56

    المسؤولون في المغرب يدهبون لأوروبا للإستشفاء
    أبناؤهم يدرسون في أوروبا و أمريكا
    لهم جوازات و جنسيات أجنبية
    يشرعون قوانين لا تسري عليهم لأنهم فوق القوانين
    لا يعيشون معنا في المغرب

    نحن فقط للحلب و النهب و كأننا بغال ورثنا الإبن عن الأب

  • مغربي
    الخميس 22 غشت 2019 - 23:28

    كيف يعقل المزانية المرصودة للصحة %90 منها مخصص لاجر الموطفين وبغيتو يبنو مستشفى في المستوى

  • ممرض مواطن
    الخميس 22 غشت 2019 - 23:56

    ضعف المرافق الإستشفائية المجهزة و خصوصا مستشفيات القرب بالمناطق المعزولة جغرافيا حيت عدد التحويلات الصحية مرتفع يودي تمنها ممرض التخدير الدي اصبح حلا ترقيعيا لكل الفشل الصحي ،و تاريخ يشهد بضحاياه ممرض التخدير محمد ازيرار رحمه الله ،قطاع هش يودي تمنه المواطن و ممرضي التخدير
    قطاع حيوي لايحتاج الى هيليكبترات قدر مايحتاج الى تنظيم و مسؤولية الوزارة الوصية
    ماشي ليجا سيفط معاه بناج نتهناو

  • مواطن مغربي
    الجمعة 23 غشت 2019 - 02:02

    الكل يجادل بما ليس له به علم السوائل هو من له الحق في نقاش هده المواضع ؛الجواب هم اهل الاختصاص بمعنى ليس لكل من هب ودب الحق في النقد اقترحول علينا حلول واقتراحات . هناك خدمة لا ينكرها أحد سواء على مستوى النقل البري و الجوي ولكن نأمل من حكومتنا المزيد من المراقبة و التضحية في سبيل المواطن المغربي وسكرا

  • هاجر
    الجمعة 23 غشت 2019 - 02:13

    لا وصف للمشافي سوى أنها مقبرة
    كأنك تعيش في سنوات مضت وربما كانت أحسن … منذ دخولك من باب المستشفى " لا استقبال لا توجيه لا مواسة لا شيء …"
    الحالة يرثى لها و لا من يسمع أنين المرضى ويرأف بهم و لا من يسمع الأطر الصحية و احتياجاتها … إلى متى سيبقى هذا الوضع
    هناك كفاءات تريد تطوير الخدمة الصحية لكنها تصطدم بواقع مرير يحتم عليه العمل وفق الشروط المتوفرة .
    يكفي أن التقنيات في مقررات التكوين اللتي تدرس تقنيات لبلدان متقدمة وللأسف الواقع مغربي
    تذهل عينك لما وصلت إليه بلدان في هذا المجال وتذهل من هول حال الصحة بالمغرب

  • ح س
    الجمعة 23 غشت 2019 - 02:16

    المنظمة العالمية للصحة رتبت المنظومة الصحية بالمغرب في الدرجة 29 قبل كندا فنلندا سنة 2018 .
    Numbeo ترتب المغرب في الدرجة الاخيرة من بين 89 دولة في ما يخص الرعاية الصحية حسب استقراءات الرأي لدى 120 شخص فقط مما يضع نتائج دراستها موضع استفهام لابتعادها عن الضوابط العلمية ، الدراسة تبين أن المغاربة غير راضين عن طريقة استقبالهم بالمؤسسات العمومية وكذلك في ما يتعلق بالانتظارية للاستفادة من الكشوفات الطبية وكذا التسعيرة .
    جنوب أفريقيا احتلت المرتبة 49 على رأس دول القارة .
    التقدم الذي حققه المغرب في سنة 2018 في ترتيبه العالمي في ما يخص مؤشر الرفاه يعود بالاساس إلى النتائج الذي حققها قطاع الصحة في محاربة الأمراض الفتاكة وتدني معدل الوفيات لدى الأمهات الحوامل والاطفال وكذلك الزيادة في أمل الحياة .
    مع توسيع مجال الحريات العامة والحق في الصحة التي احدثها دستور 2011 اصبحت مطالب الوافدين على المؤسسات العمومية أكثر إلحاحا وهذا حق مشروع حتى حد التحرش بالمهنيين وهنا تصرف غير مقبول وذلك للاستفادة مجانا من خدمات صحية اضحت اكثر تكلفة نظرا لتقدم العلوم الطبية كونهم فقراء مما يطرح مشكل التمويل .

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 1

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 1

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 2

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 20

حملة ضد العربات المجرورة