676 متبرعا بالأعضاء خلال 20 سنة بالبيضاء

676 متبرعا بالأعضاء خلال 20 سنة بالبيضاء
الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 03:08

كشفت البروفيسور أمال بورقية رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلي (كلي)، أن أعداد المتبرعين بالأعضاء في ظرف عشرين سنة، على مستوى الدار البيضاء، محدد في أقل من 700 شخصا. وأوضحت في تصريح صحافي، بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء وزرعها، أن ما مجموعه 676 من الأشخاص، سجلوا أنفسهم كمتبرعين بالأعضاء على مستوى الدار البيضاء، منذ سنة 2000 وحتى سنة 2019.

وحسب البروفيسور بورقية، فإنه جرى، منذ بداية القرن الحالي، فتح أول سجل خاص بالمتبرعين على مستوى الدار البيضاء، وذلك وفق الضوابط القانونية، فكانت النتيجة تسجيل 476 شخصا لأنفسهم كمتبرعين بهذا السجل حتى سنة 2018، وذلك بطريقة طوعية من أجل المساهمة في إنقاذ حياة الآخرين.

وحسب البروفيسور بورقية، فإنه جرى، في سنة 2018، فتح سجل ثاني على مستوى الدار البيضاء، فكانت النتيجة تسجيل 200 من المتبرعين حتى الوقت الراهن، لافتة إلى أن العدد الإجمالي للمتبرعين محليا وحتى وطنيا ” ضعيف ومتواضع جدا ” ولا يساهم في الاستجابة لمختلف الحاجيات المتعلقة بنقل وزرع الأعضاء، مما يجعل العديد من المرضى يبقون في صفوف الانتظار.

ولهذا السبب تحديدا، تضيف بورقية، نظمت الجمعية يوم الجمعة الماضية بالدار البيضاء، عملية جماعية لتسجيل المتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة، من خلال حملة تحسيسية وتوعوية، أسفرت عن تسجيل 27 شخصا لأنفسهم كمتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة، مشيرة إلى أن من بين المسجلين يوجد مجموعة من الشباب ونساء ورجال الإعلام.

وبعد أن لفتت إلى أن الجمعية برمجت مستقبلا عمليات مماثلة على مستوى الدار البيضاء، قالت إن تخليد اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء على المستوى الوطني، هو مناسبة لإثارة الانتباه لأهمية التبرع بالأعضاء، ودق ناقوس الخطر بشأن التأخير الملحوظ الذي يعرفه المغرب في مجال التبرع بالأعضاء، مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة التضامن والتآزر من أجل إنقاذ حياة العديد من المرضى.

وأكدت أنه في كل يوم، هناك رجال ونساء وأطفال يموتون في غياب نقل وزراعة عضو في الوقت المناسب، مغادرين هذا العالم لأن الحظ لم يحالفهم في الحصول على عضو قد يكون سببا في إنقاذ حياتهم.

وبناء عليه، فإن جمعية (كلي)، كما قالت البروفيسور بورقية، تعمل على التحسيس والتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء منذ سنين خلت.

وأوضحت أنه فضلا عن حملات التحسيس والتوعية التي تقوم بها جمعية ( كلي)، فإن الجديد هذه السنة، هو مساهمة الجمعية في إنتاج فيلم ” قلب كريم ” إخراج عبد الحي العراقي الذي يطرح موضوع التبرع بالأعضاء، ويشكل مرحلة مهمة في التحسيس بأهمية التبرع وزراعة الأعضاء بين عموم الناس.

ويحكي الفيلم قصة الطبيب الشاب كريم، الذي تعرض لحادث سير خطير تسبب له في موت دماغي أدى به إلى الرقود في السرير بجسد شبه ميت، وستكتشف عائلته فيما بعد أن كريم قد ترك وثيقة يعلن فيها عن تبرعه بأعضائه بعد الوفاة.

وشارك في بطولة هذا الفيلم التلفزيوني كل من نجاة الوافي، وسناء العلوي، وعزيز الضهيور، ومحمد الشوبي، ومحمد الحسوني، ونور الدين بكر، وتلة من نجوم الدراما المغربية.

وعن أسباب تقاعس الناس عن التبرع بالأعضاء، أوضحت أن السبب يعزى إلى ” غياب ثقافة التبرع في المجتمع “، وقلة التواصل اللازم مع الناس، وشح المعلومات حول أهمية التبرع بالأعضاء.

وفي سياق متصل دعت البروفيسور بورقية إلى تغيير القانون المتعلق بالتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وأخذها وزرعها، بشكل يجعل هذه العملية سلسة، وذلك في إطار مبدأ ” كلنا متبرعون إلا من سجل نفسه ضمن سجل الرفض”.

وبهذه المناسبة، فإن الجمعية دعت كل مكونات المجتمع لمباشرة حوار وطني تشارك فيه كل فعاليات المجتمع، من أجل التفكير في استراتيجية مستقبلية لتشجيع المواطنين على ممارسة ثقافة التبرع بالأعضاء من أجل إنقاذ حياة.

ويعتبر المغرب من الدول العربية السباقة في مجال تقنين التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية، وذلك من خلال سن قانون 98-16 الصادر سنة 1999 والمتعلق بتنظيم التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية.

وأدخلت الحكومة بعد ذلك تعديلات على القانون المذكور، اتسمت بالصرامة والحسم في كل ما من شأنه التلاعب بالأعضاء البشرية من خلال الإجراءات المتبعة، التي يتحمل فيها المشرفون على العملية مسؤولية كبرى للحيلولة دون محاولة الاتجار في الأعضاء.

ورغم التطور الملحوظ الذي شهدته جراحات زراعة الأعضاء والأنسجة بالمغرب، إلا أنه لا يتلاءم مع عدد الأحياء الذين يرقدون بالمستشفيات، في انتظار من يهبهم الحياة.

وشهد العام 2010 إجراء أول عملية لزرع الأعضاء في المغرب، من مانحين توفوا دماغيا بموافقة عائلاتهم، وذلك بالمركز الاستشفائي الجامعي بالدار البيضاء.

‫تعليقات الزوار

6
  • Mohamed
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 06:10

    التبرع بالأعضاء ليست سياسة مدنية و إنما لأغراض عسكرية… لكون الحاجة لاعظاء بشرية الجنود المصابين بأمس الحاجة.. فنفس الشي بالمانيا.. لكن إعلاميا يظهرونها على إنها خدمة مدنية جيدة لمن تبرع أو سيتبرع باعضائه.

  • محبة لأولادها
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 08:37

    رقم مخجل بالنسبة للمؤمنين من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا و من قتلها كأنما قتل الناس جميعا

  • person
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 10:33

    تخاف تحط سميتك من المتبرعين ..يدبروا ليك ف شي موته بزربة ..ماتعارف شي واحد من التماسيح و لا العفاريت خاصاه شي كلوة ..من جيهتي انا و الله حتى نتبرع ب كلشي الى كان للفقراء و المعوزين ..لكن نحن في بلادي الجميلة . //-

  • ملاحظ
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 10:58

    تخاف يتطور الأمر من بعد وفاتك من تبرع إلى بيع و شراء.

  • هشام
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 12:23

    ليست قلة التواصل والوعي هو السبب، بل السبب هو إنعدام الثقة في هذا البلد الكل فاسد إلا القلة، تتبرع في سبيل الله، لتجد حسناتك في ميزان حساب بنكي لتجار الأعضاء، هم لا يعتبرون الحي فما بالك بالميت، هناك من سيسب لك أجدادك عندما سيسقط المشراط من يده أثناء إزالة العضو الذي تبرعت به.

  • حالمة بالتبرع
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 19:50

    بصراحة عبرت كثيييرا عن رغبتي في التبرع بالأعضاء بعد وفاتي.. لكن اسرتي ترفض الأمر مطلقا و لا تنتهي محاولاتي بإقناعهم على خير في أغلب الأحيان.

    لا أفهم! اللهم فالدود ولا فبنادم؟؟؟؟؟؟

    الجزء من القانون المنظم الذي ارجو أن يتغير يوما هو أخذ أعضاء المتبرع دون الحاجة إلى موافقة العائلة..

    فقبل كل شيء.. هذا خياري.. تلك كانت حياتي.. و هذا موتي.. فالأحرى أن أفعل بجسدي، الذي منحني خالقي إياه، ما أريد (فيما يرضيه تعالى طبعا..) سواء حية او ميتة.

    تلك صدقة جارية.. و حياة جديدة تمنح لشخص لا أعرف حتى من سيكون و لن يعرف هو نفسه ممن حصل عليها.

    ليت عائلتي تقتنع!

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات