"معركة موازية" .. الأمن يتصدى للشائعات والخروقات في زمن الطوارئ

"معركة موازية" .. الأمن يتصدى للشائعات والخروقات في زمن الطوارئ
الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 08:00

منذ الإعلان عن تفعيل حالة الطوارئ الصحية بالمغرب، أوقفت مصالح الأمن عددا من مروجي الأخبار الزائفة وخارقي حالة الطوارئ، إضافة إلى عدد من المتورطين في جرائم مختلفة.

مصادر الجريدة الإلكترونية هسبريس كشفت أن المعدل اليومي للتوقيفات بلغ 560 شخصا تقريبًا؛ 95 في المائة منهم بسبب خرق إجراءات حالة الطوارئ، والبقية تتوزع بين جرائم مختلفة.

المديرية العامة للأمن الوطني كشفت، في بلاغ لها، أن تدخلاتها لفرض حالة الطوارئ الصحية أسفرت عن توقيف وضبط 8530 شخصا، إما بسبب عدم التوفر على وثيقة الخروج الاستثنائي وخرق إجراءات الطوارئ الصحية، أو استعمال وثيقة مزورة للخروج الاستثنائي، أو امتهان النقل السري لنقل أشخاص بطريقة غير مشروعة، علاوة على تحضير وبيع مواد طبية وشبه طبية مضرة بالصحة العامة، وكذا التجمهر والامتناع عن تنفيذ أشغال أمرت بها السلطة العامة.

عدد من المتتبعين تساءلوا عن الجدوى من تعطيل عجلة الاقتصاد وتوقيف المؤسسات والدراسة وإغلاق الحدود إذا كان الأمن سيوقف يوميا 560 شخصا بالشارع العام، والذين يمكن اعتبارهم ناقلين للوباء ومساهمين في انتشاره في الأسرة والمجتمع.

وما فتئ عدد كبير من المغاربة يطالبون بالالتزام بالحجر الصحي والمساهمة في المجهود المبذول من طرف الدولة بمؤسساتها لتجاوز المحنة التي يعيشها العالم عموما والمغرب بشكل خاص، مطالبين بالحزم في التصدي لكل من يعرض حياة المواطنين للخطر بتجاهله للقانون ولتوجيهات المصالح الصحية في البلاد.

العمليات الأمنية المفعلة لمكافحة نشر الأخبار الزائفة بواسطة الأنظمة المعلوماتية، والتي تباشرها المصالح التقنية المكلفة باليقظة المعلوماتية، مكنت من توقيف 82 شخصا، للاشتباه في تورطهم في نشر وتداول محتويات رقمية تتضمن أخبارا زائفة حول مؤشرات وباء كورونا المستجد، أو تتضمن خرقا لحقوق الأشخاص المصابين بالوباء، أو التحريض على عدم الامتثال لتدابير الوقاية التي اعتمدتها السلطات العمومية، أو نشر وتقاسم محتويات عنيفة تحرض على الكراهية والتمييز، أو تستهدف الاعتبار الشخصي للأطر الطبية والتمريضية.

الدكتور إحسان الحافيظي، باحث في السياسيات الأمنية، يرى أن الأجهزة الأمنية تخوض معركة موازية ضد الأخبار الزائفة بتزامن مع الاحترازات التي تباشرها في مواجهة الوباء، لأن الحرب ضد الأخبار الكاذبة هي جزء من استراتيجية أمنية لتحصين المجتمع، معتبرا أن الأرقام المعلنة بشأن الأشخاص الموقوفين تسائل المجتمع أكثر من أي جهة أخرى، وتسائل مستويات الوعي والمواطنة المساهمة في حفظ النظام العام.

وسجل الحافيظي، في تصريح لهسبريس، أن تزايد أعداد الموقوفين على خلفية نشر هذه الأخبار يجد تفسيره في نقطتين؛ أولهما أن عمليات النشر تشي بخلل في العملية التواصلية للدولة التي سبقت التعاطي مع انتشار الوباء؛ ذلك أن عنصر المفاجأة لم يمهل السلطات الوصية لإعداد استراتيجية تواصلية قادرة على النفاذ إلى عمق فئات اجتماعية واسعة وجدت نفسها في قلب العملية التواصلية لمؤسسات الدولة بعد أن ظلت لسنوات خارجها.

أما المسألة الثانية التي تفسر تزايد أعداد الموقوفين بسبب نشر أخبار زائفة، حسب الباحث في السياسات الأمنية، فـ”تكمن في غياب الوعي الكافي داخل فئات من المجتمع التي تنظر بعين الريبة إلى كل ما هو رسمي، ولا أخص هنا المؤسسة الأمنية”، موضحًا أن “هذا الأمر ينطبق على قطاعات مثل الإعلام والصحة في ظل غياب الأدوار المنوطة بهيئات الوساطة والأحزاب السياسية، مع مبادرات محدودة بإجراءات الوقاية الرسمية التي أنجزتها هيئات المجتمع المدني”.

“جهاز الأمن بات مطالبا إلى جانب تأمين الحماية اللازمة ومحاربة الظواهر الجانحة التي تُصاحب عادة هذه الوضعيات المتأزمة داخل المجتمعات عموما، بالعمل على ترسيخ قيم التضامن والتفاعل الإيجابي مع سياسات الدولة في مجال الوقاية من الوباء”، يقول الحافيظي الذي شدد على أن “هذا الأمر يتطلب تطويع المجتمع عبر إجراءات الحد من نشر الأخبار الزائفة لما لها من آثار مباشرة عن حالة الأمن والاستقرار الذي تنشده الدولة في هذه المرحلة”.

في المقابل، شكلت تجربة التواصل الأمني واحدة من سمات المرحلة الراهنة، يورد الحافيظي الذي أكد أن “الملاحظ هو أن هناك جهدا كبيرا على هذا المستوى بإدراك مسبق بما يحققه هذا الفعل التواصلي من تعزيز الثقة في الدولة وقدرتها على التكيف مع الأحداث التي تمر بها”، مشيرا إلى أن التواصل بهذا المعنى لا يهدف إلى استعراض الحصيلة فقط، بل محاربة الأخطار الناجمة عن تسميم الجو العام داخل المجتمع في هذه الظرفية.

وسجل الباحث ذاته في هذا الصدد أن “الأمر لا يتعلق بمواجهة تقليدية مع إعلام تقليدي، بل بتفاعل سريع وناجع مع وسائل تواصل غير تقليدية”، منبهًا إلى أن “هذه الآليات أفرزها ظهور المجتمع الشبكي الذي لا يكتفي بتلقي المعلومة فقط (متلقي سلبي)، بل يتفاعل معها ويعيد إنتاجها بسوء نية في بعض الأحيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وكانت العمليات الأمنية المفعلة لمكافحة نشر الأخبار الزائفة بواسطة الأنظمة المعلوماتية، والتي تباشرها المصالح التقنية المكلفة باليقظة المعلوماتية، مكنت من توقيف 82 شخصا، للاشتباه في تورطهم في نشر وتداول محتويات رقمية تتضمن أخبارا زائفة حول مؤشرات وباء كورونا المستجد، أو تتضمن خرقا لحقوق الأشخاص المصابين بالوباء، أو التحريض على عدم الامتثال لتدابير الوقاية التي اعتمدتها السلطات العمومية، أو نشر وتقاسم محتويات عنيفة تحرض على الكراهية والتمييز، أو تستهدف الاعتبار الشخصي للأطر الطبية والتمريضية.

‫تعليقات الزوار

14
  • متتبع!!
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 08:19

    تحية من الأعماق لكل رجال العسكر والدرك الملكي والشرطة والقوات المساعدة على تفانيهم في هذه الظروف الصعبة.. كان الله معكم "ولن يثركم أعمالكم"!

  • محمد
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 08:22

    السلام عليكم، شكرا للجميع على المجهودات، ومن هذا المنبر نطلب مستشفى من العيار التقيل. بعين عودة، للتخفيف الضغط على مستشفيات الرباط، وشكرا

  • موآطن خارج الوطن
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 08:33

    لا أفهم كل واحد وصل إلى المستشفى فى حالة حرجة يموت على التو كطبيبة الدار البيضاء اين هي معدات العناية المركزة؟ زيادة على هدا يقولون عدد المصابين ولا يدكرون هل هناك منهم من في العناية المركزة ادا كانت موجودة حيث في فرنسا يعتمدون على العدد لمراقبة تطور المرض الله يحفظ إخواننا من شر الفيروس ونفاق العبد

  • Bakr
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 08:39

    Il faut faire ça si non le confinement est inutile

  • ميمون
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 08:45

    أين هو التوزيع الجغرافي للاصابات

    لماذا توقف الموقع عن اعطاء المعلومات عن التوزيع الجغرافي

    نريد اشراكنا في المعلومة

    نريد معرفة المدن الموبوءة

    الاحياء الاكثر وباءا

    هته المعلومة مفيدة في الحيطة والحذر

  • Mounir usa
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 08:49

    الى مديرية الأمن العام . لمادا طوال السنين التي مضت كنتم لا تقومون بعملكم . لمادا اليوم أصبحتم موجودون في كل مكان . و تقتشون كل شيء . أين كنتم من قبل إنها الموت البعض يخاف على نفسه من الموت و يعرف أن كورونا لا تفرق بين الغني و الفقير و لا بين النسب . حينما كانت الفوضى في البلاد الكريساج و النهب تلصرقة وووو كنتم لا تحركون ساكنا في المناطق الشعبية أما الآن فالمسالة تمس الكل .
    إن الله يمهل ولا يهمل.

  • مصيدة حقوق الإنسان !
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 08:53

    يجب عدم التساهل مع الخارجين عن القانون ، ﻻنهم سبب الرئيسي لنقل العدوى !! خاصة في اﻻحياء الشعبية واﻻسواق العشوائية ، وهذه اﻻخيرة اكبر مصيبة !! حتى في حالة وجود حﻻﻻت مرضية بين سكان المجاورين ﻻسواق العشوائية ! كيف يمكن نقل المرضى ؟ يجب تحرير الطرقات العامة ؟ قبل فوات الوقت…

  • سليم
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 09:05

    تحية لرجال الأمن الذين يسهرون على مواجهة الشائعات المغرضة والمتسببة في زرع الهلع بين المواطنين،ويتصدون لها بكل حزم.إنكم ترسخون المعنى الحقيقي للحرية المسؤولة. إن توفير الأمن النفسي ليس أقل أهمية من توفير الأمن الصحي.بل هما متلازمان ولا ينفصلان.شكرا، شكرا…

  • احمد حمادي
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 09:17

    كان على السيد الدكتور ان يستعمل كلمة حماية المجتمع باجراءات….بدل استعمال كلمة تطويع المجتمع
    فالمتقف حينما يخاطب المجتمع يختار عباراته بدقة متناهية تميزه

  • إلى المعلق 9
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 10:09

    التطويع لفظ صائب؛ خصوصا مع أشخاص لا يرهبهم. السجن ولا الغرامات. إذن فالحل هو الصرامة بالعقاب البدني، لأن هؤلاء الذين يخرقون حالة الطوارىء الصحية سينقلون لنا الوباء. وما سيرهبهم ويطوعهم هو ااردع بالعصا. وهذا مطلوب شرعا وقانونا….شكرا

  • مغترب1
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 10:14

    كن كانوا كيديرو خدمتهم شحال هادي كن دابا المغرب داير إجراءات خفيفة بحال هولندا والسويد فين كانوا هاد السلطات مني كان كيتنهاب المال العام في التعليم والصحة حادكين غير في قمع الشعب وانزال العسكر للشوارع باش اكبروا جيل آخر خواف وكموني إلا بغا ايحاربو الشائعات عليهم اوقفوا بت بعض الاداعات كميدراديو كل صباح ينشرون مغالطات دون التأكد من صحة الأخبار.

  • Nour
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 13:07

    إلى صاحب التعليق رقم ٦ منير من امريكا لقد أصبت كبد الحقيقة بارك الله فيك العام كامل الأشرار من سكآرى و لصوص و قطاع الطرق يرهبون المواطنين حتى ظهر كورونا عاد ظهر الأمن ؟؟!!!

  • العكاري
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 13:21

    الإشاعات من جهة الدولة عن الإعانات بين ما قيل وما هو جاري في الميدان تعرض لعدة خروقات أو تلاعبات من بينها الرقم 1212 أما التصريحات التي أدلى بها كل وزير وعلى رأسهم العثماني قبل إعلان أول إصابة 2 مارس وما بعدها و كورونا قد غزت الصين ووصلت لأوروبا أواخر يناير ولحد الآن أين المسؤولين من وزراء برلمانيون مستشارين نواب أعضاء المجالس المحلية القروية أو الحضرية

  • nabil
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 16:31

    Corona facilite le travail des policier,on peux arrêter qui on veux et le condamner facilement sous prétexte qu il nuit à la securité publique en propageant des fausses nouvelles en plus il est facile de trouver qui on veux puisque tous le monde est confiné chez lui….mais le maroc est un état de droit ,on a pas recour a ces méthodes!!!

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة