"القروض المدرسية".. وسيلة جديدة لمواجهة تكاليف الدخول المدرسي

"القروض المدرسية".. وسيلة جديدة لمواجهة تكاليف الدخول المدرسي
الأحد 9 شتنبر 2012 - 23:44

الدخول المدرسي وشيك. وإذا كان التلميذ سعيدا بذلك٬ فإن الأسر أقل سعادة والسبب راجع للنفقات المترتبة عن هذه المناسبة٬ والتي تثقل كاهل الأسر وتضطرها إلى اللجوء أكثر فأكثر ل”القروض المدرسية”.

وتشكل هذه الصيغة٬ التي طرحتها شركات القروض في السوق٬ وسيلة جديدة للأسر التي مازالت لم تستكمل بعد٬ سداد أقساط القروض المرتبطة بنفقات العطلة الصيفية وشهر رمضان٬ والتي يتوجب عليها بعد أسابيع مواجهة استحقاق جديد أكثر كلفة٬ ألا وهو الدخول المدرسي والنفقات المترتبة عنه (لوازم مدرسية٬ دروس الدعم٬ نقل…).

وأرخت الأزمة المالية بظلالها٬ أيضا٬ على أسعار اللوازم المدرسية٬ التي لم تعد في متناول الأسر٬ لاسيما تلك التي راهنت على التعليم الخاص٬ والتي يلزمها أن تتدبر نفقات دراسية شهرية يتراوح معدلها ما بين 500 و 2500 درهم٬ حسب المؤسسات٬ أخذا بعين الاعتبار الزيادات المقررة في بداية كل سنة٬ والتي يمكن أن تصل إلى 200 درهم شهريا عن كل طفل.

وأمام “تقلبات السوق المدرسي”٬ فإن الأسر لا تملك٬ في الواقع٬ أي خيار.

“لقد تفاجأنا هذه السنة بزيادة في واجبات التمدرس٬ التي انتقلت من 1500 إلى 1700 درهم شهريا لكل طفل. ورغم الاحتجاجات ودعوة أولياء التلاميذ إلى الاجتماع ٬ لم نستطع التأثير قيد أنملة على مديرة المدرسة التي أصرت على موقفها٬ فهل كان لنا٬ حقيقة٬ خيار”٬ يتساءل أب لثلاثة تلاميذ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.

وانضافت إلى لائحة واجبات التمدرس أثمنة اللوزام المدرسية٬ وخاصة المقررات المدرسية٬ التي صارت مكلفة أيضا٬ ولم تعد الأسر قادرة على شرائها٬ فأصبحت تلجأ إلى الكتب المستعملة.

في السابق٬ كان الإخوة يدرسون في الكتب ذاتها٬ غير أن هذا الأمر لم يعد ممكنا٬ من جهة٬ لأن المقررات تتغير باستمرار٬ ومن جهة ثانية أصبحت بعض التمارين التطبيقية تنجز في الكتاب نفسه٬ وهو ما يجعله غير قابل للاستعمال مرة ثانية٬ يتأسف آباء وأولياء التلاميذ.

واشتكت أم لتلميذين في طور التعليم الثانوي الإعدادي من أنه “عندما يتوجب علينا اقتناء كتب جديدة كل سنة٬ بلوائح لوازم تزداد طولا٬ وتتم مطالبتنا بأن تكون هذه اللوازم تحمل علامات تجارية معروفة وتتوفر فيها معايير محددة٬ فإن هذا الأمر يتعذر تحمله”.

في المعدل٬ يكلف مقرر التعليم الأولي ما بين 80 و 100 درهم في القطاع العام٬ وما بين 400 و 700 درهم بالنسبة للقطاع الخاص.

في أيامنا٬ يقول رب أسرة٬ “توفرت لنا إمكانية (كراء) الكتب المدرسية على مستوى المؤسسات. كان ذلك عمليا وملائما للجميع٬ غير أن هذه الممارسة لم تعد ممكنة اليوم٬ ولاسيما على مستوى المؤسسات الخاصة٬ التي ذهبت إلى حد بيعك الكتب المدرسية بأثمنة مكلفة”.

ولوضع حد لهذه الممارسات٬ وجهت وزارة التربية الوطنية دورية لمديري هذه المدارس (الخاصة) تطالبهم فيها بوضع حد ل”بيع الكتب واللوازم المدرسية التي تبقى وظيفة حصرية للمكتبات”.

كما تم اتخاذ تدابير جديدة على مستوى المدارس العمومية من أجل التخفيف من هذا العبء٬ حيث يستفيد تلاميذ سلك التعليم الأساسي٬ منذ 2009٬ من عملية مليون محفظة مدرسية. أما التعليم الثانوي٬ فقد كان موضوع مذكرة وزارية وجهت٬ بتاريخ 24 يونيو 2009٬ لمسؤولي الأكاديميات الجهوية والإعداديات تحثهم على مراعاة الوضعية المالية والظروف الاجتماعية للأطفال أثناء صياغة لائحة اللوازم المدرسية.

وشددت الدورية على أن تكلفة هذه اللوازم لا ينبغي أن تشكل٬ بأي حال من الأحوال٬ مصدر إزعاج للأسر أو تكون سببا في توقف التلاميذ عن الدراسة.

وإذا تم التوصل إلى حلول على مستوى القطاع العام٬ فإن النفقات الناجمة عن التعليم في القطاع الخاص لا تزال تؤرق مضجع الأسر٬ لأنها تمس٬ بجدية٬ بدخلهم٬ وكثيرون لا يستطيعون تحمل نفقات من هذا القبيل٬ ولذلك يبحثون عن سبل أخرى٬ ومن ضمنها القرض البنكي.

وجاء منتوج “الدخول المدرسي” لتوسيع لائحة عروض القروض الموسمية (الأعياد والعطلة الصيفية)٬ كما كثر مقدمو هذه الخدمات في السوق.

ومنذ بضع سنوات٬ أصبح تمويل الدخول المدرسي يشغل مكانة متميزة لدى معظم شركات القروض٬ والنتيجة أن ثلاثة مغاربة من أصل أربعة باتوا مدينين.

وقال رب أسرة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: “أنا أب لطفلين٬ والدخول المدرسي يكلفني 11 ألف درهم. ليس لي خيار عدا اللجوء للاقتراض وتأجيل مشاريع أخرى”.

وأوضح مسؤول شركة للقروض أن شركته انتهزت٬ على غرار باقي مقدمي خدمات القروض٬ هذه المناسبة لإطلاق حملة تواصلية تمحورت حول موضوع “الدخول المدرسي” (الملصقات والصحف).

وأشار المسؤول إلى أن المنتوجات المقترحة هي عبارة عن تمويلات اعتيادية لقروض شخصية للاستهلاك٬ بعرض تخفيضي لتمويل بقيمة 50 ألف درهم موزعة على أقساط لمدة 60 شهرا بمعدل فائدة يساوي 9,90 في المائة٬ مبرزا أن شركات القروض تبذل بهذه المناسبة مجهودا تجاريا خاصا على مستوى معدلات الفائدة التي انخفضت بنقطة إلى نقطتين.

ومنذ بضع سنوات٬ أطلق مقدمو هذه الخدمات صيغا تسمح بتمويل مختلف واجبات الدخول المدرسي٬ حيث تقترح عروضا يتراوح معدلها ما بين 5 آلاف و 50 ألف درهم تسدد على أقساط في مدة أدناها 6 أشهر وأقصاها 15 شهرا.

وباحتدام المنافسة بين شركات القروض لعرض هذا المنتوج الواعد٬ تنوع هذه الشركات من عروضها وتضاعف “الامتيازات”٬ مقترحة معدلات فائدة “تفضيلية” فضلا عن مجانية الواجبات المتعلقة بملف القرض.

لقد بات الدخول المدرسي٬ بالنسبة للعديد من الأسر٬ مرادفا للعيش على وقع الألم. لقد أصبح يشكل شبحا حقيقيا بالنسبة للآباء٬ الذين أضحوا مطالبين أكثر فأكثر بصرف مبالغ هامة لمواجهة نفقات تتزايد باستمرار٬ ولم يعودوا قادرين على التحكم فيها٬ لكنهم مجبرون على سدادها مخافة الدخول في الدوامة المفرغة للديون.

‫تعليقات الزوار

12
  • صنطيحة السياسة
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 03:07

    أولا = عندما كانت أبناك أمريكا وأوروبا تفلس الواحدة تلو الأخرى ،ظهر على التلفاز المغربي بعض "المتسنطحين" يقولون أن الأبناك المغربية بعيدة عن الأزمة لأن لديها تدبير محكم ،
    ولم يوضح للناس أن أبناكنا لا تخسر لأنها تعتمد على مدخول القروض المضمونة وليس كأمريكا التي أبناكها تغامر في شتى أنواع الإستثمارات …

    ثانيا = التعليم الخصوصي فأصبح مشروع تجاري قائم بداته ،
    في حينا قامت بعض الفتيات لم يحصلن على الباكالوريا بافتتاح حضانة للأطفال ب200درهم للشهر فقط ومع دلك يحققن أرباحا تفوق مدخول الموظف …
    ثالثا = كيف يعقل أن بعض الكتب تطبع في السعودية … أليست لنا امكانيات لهدا الغرض .. أم أن الكل أصبح يريد الربح السريع والمريح دون استثمار ..

  • لمهيولي
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 08:43

    هذا عن سكان المدن فماذا عن القرويين الذين يكون أبناؤهم ملزمين بمتابعة دروسهم بالإعداديات والثانويات والتي لاتوجد بالقرى؛ فإضافة إلى اللوازم المدرسية يكون الآباء مضطرين إلى كراء غرف لأبنائهم هذا لمن له القدرة والاستطاعة بينما يفضل تلميذات قرويات الإقامة مع أسرة من المعارف مقابل الخدمة في البيت بعد العودة من المدرسة. الحضريون تمنحهم الأبناك وشركات القروض مايتطلبونه من أموال ليتابع الأبناء دراستهم أما القرويون فالفقراء منهم يرضخون للأمر الواقع عندما يعجزون عن سداد نفقات التدريس ليفصلوا أبناءهم عن الدراسة حتى ولو كانوا نجباء ولهم الرغبة في التعلم.

  • ouarzaziya de paris
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 08:57

    bjr, frachement pour l'instant j'ai pas vu de changement dans mon cher pays le maroc, j'entend tjr que bla bla et rien qui s'avance, pourquoi vous pensez pas de donner une prime a tte les familles pour la rentre scolaire , car vraiment tous est cher et les parents allah yahsane laawane pas trop les moyens . en france chaque rentree scolaire les gents ont presque 300e pourquoi pas nous au maroc?
    allez voir les regions oublies: ouarzazate; zagora, tinghir, errachidiya…, et pourtant c'est des gents qui etudient super bien

  • يوسف
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 10:59

    الربا ولات عندنا عادية، داخلة ف كل مجالات الحياة : السكن، العطل، وسائل النقل، الدراسة و قريبا التجميل و حواييج اخرى ..
    المغربي انسان مسلم، يصلي و يصوم، ما يشرب خمر، ما يزني، ما يسرق، و لكن الربا هانية ماشي مشكل، يتعامل بها و ينصح الناس بيها، واش جهلا منو بأنها أشدّ من الخمر و الزنى و السرقة، و لا عارف و داير عين ميكة ..
    الأولاد لي يقراو و يبداو حياتهوم بالربا ماعرفت واش يطفروه (حرب من الله) ..
    الله يهدينا ..

  • meghrassen
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 14:32

    في الوقت الدي يشتكي فيه الآباء و أولياء الأمور من غلاء التكلفة المدرسية جائت المؤسسات التعليمية و خصوصا الإعدادي و الثانوي لتثقل كاهل التلاميذ بتأدية ثمن اللوازم المدرسية عوض اقتنائها من المكتبات كما كان معهود في السابق لتصبع عملية التجارة المدرسية واضحة للعيان دون تدخل أي من الجهات المعنية لوقف هدا الفساد لتنضاف اربعون درهما أخرى زيادة على التأمين المدرسي و كدا جمعية آباء و أولياء التلاميذ فعن أي دورية يتكلم صاحب المقال كل شيء مباح في هدا البلد النهب و السرقة بالعلالي انشري يا هسبريس

  • معقول
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 15:41

    كفاكم تغليطا و استغلالا سموا الأشياء بمسمياتها :

    "القروض الربوية المدرسية"

    يعني غادي تقريو ولادكم بالحرام.

    شرح الواضحات من المفضحات و الفاهم يفهم

  • مسلمة إلى النخاع
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 15:57

    السلام عليكم

    ما بني على باطل فهو باطل فلا يجب علينا كمسلمين غض النظر عن مسألة أن الربى حرام وأنه يدخل صاحبه في حرب مع الله ورسوله …
    فكيف يبنى عليه مستفبل أطفال أبرياء ربما يلامون أولياء أمورهم في الدنيا قبل يوم الحساب
    وللتصحيح 9.90 ليست فائدة وإنما مراباة على الأصح فلنسمي الأمور بمسمياتها وكفى من المصطلحات التجميلية الخدااااااااااعة وهي في الحقيقة مستنقع وحل إن غصت فيه فترحم على نفسك إن لم يتغمدك الله برحمته …
    أخيرا يسر الله للجمبع وهدانا لمل يحبه ويرضاه وحفظ أمتنا من المال الحرام
    إضافة -لا ننسى أن المدرسة العامة يممكن أن تخرج طبيب ومهندس ووو المال الحلال بركة و لا نعلم ما هي تباعيات هذه القروض الربوية على هذه الاسر المسكينة-
    نسأل الله السلامة و العافية وأن يحفظ الله ذرية الأم الإسلامية جمعاء و اتقوا الله في أهلكم فإننا محاسبوت و إن طال الأمد…فعتبروا يا ألولي الألباب
    وأفيقوا قبل أن يأتي يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

  • abdessamad
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 16:57

    التمدرس بقروض ربوية, لا حول و لا قوة الا بالله, ما دخل الربا في امة الا زادها دمارا, اللهم نسالك اللطف

  • chaybani hater from sahara
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 17:14

    i am glad that i live in Finland because the education doesn't cost anything
    i hope that my chidren success well and for all morroccon chindren

  • ا لشكوى لله
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 19:27

    ا لشكوى لله
    شعب يعيش ليشكي ولا يشكي لكي يعيش ولما بادر البعض ليخلصه من الشكوى اشتكى منهم شعب الشكوى وسماهم 20 فيفي ثم عاد ليعيش حياة الشكوى في حلقة مغلقة.عيد الاضحى على الابواب وتستمر الشكوى في انتظار المهدي المنتظر

  • marocain79
    الإثنين 10 شتنبر 2012 - 19:36

    لن يشك أحد في دعم الشركات المقرضة للمنابر الإعلامية المهللة و الممجدة لما تقدمه هذه الشركات من خدمات ربوية و حلول للأزمات المالية لأبناء الشعب والمواطن المثقل و المقهور الذي يتلهف لفك الحصار الخانق المالي المضروب عليه بأخذ القروض الممحوقة لأنه يجهل قول الله عز وجل:"يمحق الله الربى و يربي الصدقات و الله لايحب كل كفار أثيم" وفي نظري ليس إلا تجسيدا لسياسة الإستعباد و الإستبداد حتى يظل المقترض مغلغلا لا ينفك يسدد قرضا حتى يدخل في دوامة آخر و تبقى هذه المنابر التي تتطفل لتنال حصتها في كل تهليلة و تشهير و تشجيع على التهلكة للذي لا يعلم بالتحريم و الذي يعلم و يتجاهل مقاصد تحريم الله عز و جل للربى و في كل المناسبات للأعياد " اللهم اغننا بحلالك عن حرامك"

  • إدريس جاية
    الأربعاء 12 شتنبر 2012 - 02:45

    \ إلى متى يبقى المواطن يعيش الرعب من الدخول المدرسي,رعبا يسكن أضلاعه ويلخبط وجدانه,ويجعله لا يقوم,( إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ){البقرة : 175 } , جيوب خاوية وطلبات وافية وإلزامات إضافية ولا رحيم إلا الله عز وجل,وعروض تناديك وفي ليل الحزن تواسيك وتفتح لك بابا ظاهره فيه الرحمة,وباطنه من قبله العذاب_ربا_ مغلظة الحرمة جالبة للمقت ومؤذنة بحرب مع الله ورسوله.وبلدنا مليئ بالبحور وخيراتها والغابات وثمارها والمعادن وجودتها,ومليئة بالمفترسين المتمرسين الذين تبرأ منهم _لكراد والجراد_فلا السلاليون أخذوا حقوقهم ولا الهلاليون طلع بدرهم. وخلاصة القول,لعل الموزنبيقي وهو يدخل إبنه للدراسة لا يجد عشر معاناتنا ألا فعاشت الموزنبيق وعاش الفريق الذي زنبقنا .

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين