الشقق المفروشة تنافس الفنادق في المدن السياحية المغربية

الشقق المفروشة تنافس الفنادق في المدن السياحية المغربية
الإثنين 5 ماي 2008 - 00:50


السلطات المغربية عاجزة عن احتواءها وتخشي من استغلالها من طرف المنظمات الإرهابية والمتطرفة كما فعلت من قبل شبكات الدعارة العالمية المتخصصة في إنتاج الأفلام الإباحية!!


تنامت خلال السنوات الخمس الأخيرة بشكل مقلق ظاهرة انتشار الشقق المفروشة بعدد من المدن والمراكز السياحية المغربية ، لاسيما عند حلول موعد فصل الصيف حيث تتحول معظم المساكن العائلية إلى إقامات وفنادق مصغرة ذات طاقة استيعابية متفاوتة كل واحدة حسب مساحتها الإجمالية. وتفيد التقارير والمعلومات التي نتوفر عليها إلى أن غالبية تلك المساكن التي تتحول عند حلول موسم الصيف إلى شقق ومنازل مفروشة يتم استأجرها من طرف الوافدين على تلك المدن والمراكز السياحية هي في الأصل عبارة عن مساكن عائلية تأوي عدد لا يستهان به من الأفراد، وتتراوح قيمة السومة الكرائية لتلك الشقق والمنازل لليوم الواحد ما بين 250 إلى 600 درهم، ويتحكم في قيمة تلك السومة، الموقع والمساحة الإجمالية للشقة أو المنزل، وغالبية المنازل التي تصل تسعيرة إيجارها إلى 600 درهم لليوم عبارة عن منازل أو شقق تتموقع بالمقربة من الشريط السياحي وبأهم الأحياء والشوارع والمناطق التي تتميز بعدد من الخصائص يبقى أهمها الموقع الاستراتجي من قبيل القرب من الشاطئ ووسائل النقل وتوفر المصالح والمؤسسات الخدماتية بها من قبيل الأبناك والمستشفيات والمحطات الطرقية وغيرها.



فمثلا بأكادير هناك أحياء “تالبورجت” و”الشرف” و”المدينة الجديدة” وشارع الحسن الثاني وغيرها من المناطق الأقرب إلى الشاطئ الأكثر تكلفة، في حين تنخفض كلما توغلنا في عمق المدينة لاسيما بالأحياء الداخلية التي تتواجد في الأطراف لتتقلص إلى ما يفوق النصف عند بلوغنا أحياء “الوفاق” و”أغروض” و”لابيرگولا” و”لاشالي” وغيرها من المناطق المحسوبة بالتتابع على كل من بلدية “بنسرگاو” و”الدشيرة” و”إنزكان”.



“هسبريس” من خلال هذا الملف ستأخذكم في رحلة جد مثيرة لتقربكم أكثر من الظاهرة من خلال الاعتماد على نموذج أگادير الذي زادت فيه استفحالا خلال السنوات الأخيرة بشكل جعل أرباب ومهني الفنادق والإقامات يدقون ناقوس الخطر مع ازدياد حجم الخسائر التي أصبحت تتكبدها تلك المقاولات الفندقية جراء ذلك.



منزل “الحاجّة ” فندق بمواصفات خاصة


لم يكن أحد من سكان الحي الصناعي يتوقع أن يتحول منزل “الحاجّة” المكون من ثلاثة طوابق منفتحة على بعضها البعض بدون وجود عازل يفرقها إلى “فندق” بمواصفات خاصة.



هي التي طالما كانت متشددة في ولوج غير بناتها وأحفادها المنزل إذ كانت ترفض بشكل مطلق أن تستقبل فيه أفراد من عائلتها للمبيت عندها، فما بالكم أن تفتح غرف منزلها لاستقبال أشخاص لا يمتون لها بصلة سوى أنهم زبناء من هواة استأجر الشقق والمنازل المفروشة عوض ولوجهم إلى الفنادق المنتشرة على طول المدينة السياحية.



غير أن إصرار ابنتها على تحويل منزل أمها المتوفر على موقع استراتجي إلى مقاولة تجارية موسمية وغير شرعية كان أقوى، حيث ظلت تتحين الفرص وتتربص في انتظار ما ستحمله الأيام القادمة لتنفيذ مخططها الرامي إلى تحقيق مكاسب مالية طائلة من خلال تحويل المنزل إلى إقامة فندقية ولو على حساب راحة أمها وباقي أخواتها والمقيمين في ذلك المنزل عبر سنوات عدة.



ولم تجد من فرصة أحسن من مرض أمها الذي نال من عافيتها وألزمها الفراش بصفة نهائية، وبدأت بمعية مجموعة من السماسرة على استقطاب وتصيد الوافدين على المدينة طلبا للراحة والاستجمام، حيث تبدأ الحركة السياحة بالمدينة مند مطلع شهر يوليوز لتبلغ الذروة مع حلول شهر غشت.



هذا “إبراهيم” المفتش في قطاع التعليم وزوجته خديجة وأبنائهما الأربعة قدموا من مكناس لقضاء 20 يوما بمدينة أگادير، ولم يكن بمقدورهم أن يواكبوا مصاريف الإقامة في أحد الفنادق المصنفة بالمدينة على اعتبار أن أسرتهم تتكون من ستة أفراد، لذلك فكروا في حل اقتصادي يخفف عنهم عناء صوائر الإقامة من جهة والراحة النفسية من جهة ثانية، وقد دلهم مسير أحد المخادع الهاتفية بالباطوار على تجمع لسماسرة بمقهى نادي رجاء أكادير بشارع مراكش، حيث وجدوا ضالتهم عند أحد السماسرة المسمى “حسن” الذي توجه بهم إلى زنقة فاس هناك قاموا بجولة تفقدية لأهم أركان منزل الحاجة الذي نال إعجابهم نظرا لاتساع مساحته الإجمالية من جهة، وموقعه الاستراتجي من جهة ثانية.



وبعد مفاوضات عسيرة بين الطرفين تم الاتفاق على مبلغ 400 درهم للإقامة في المنزل لليوم الواحد أي ما يعني أن تكلفة إقامة عائلة إبراهيم بمنزل الحاجة لمدة عشرين يوما ستكلفهم مبلغ 8000 درهم!!



مبلغ مالي جد مهم غير خاضع للضرائب سيتم منه خصم مبلغ 1000 درهم لفائدة “حسن” السمسار أي ما يعني أنه قد حصل على مبلغ 50 درهم عن كل ليلة ستقضيها عائلة إبراهيم بمنزل الحاجة، بالإضافة إلى مبلغ قد يصل في أقصى الظروف إلى مبلغ 200 درهم بهدف إسكات بعض أعوان السلطة الذين يسترزقون هم أيضا ويستفيدون من تنامي الظاهرة.



هكذا تسلمت أسرة إبراهيم مفاتيح منزل الحاجة وصعدوا إلى الطابق الثاني وبحكم أن المنزل ذو الطوابق الثلاثة “غير مفصل” ما يجعلها منفتحة على بعضها البعض تم تجميع كل قاطني المنزل في الطابق السفلي رغم كثرتهم واختلاف أجنساهم وفئاتهم العمرية!! كما عمدت صاحبة المخطط على إحضار أولادها للإقامة بنفس الطابق بعد أن حولت منزلها المكون من طبقتين والكائن بحي تلضي إلى إقامة مفتوحة في وجه الراغبين في الاستمتاع بوقتهم بطريقتهم الخاصة.



وهي تقول في هذا الصدد “لو كان بإمكاني لوضعت خياما على طول وبالمحاذاة من الشارع وحولتها إلى إقامات خاصة أقوم بعرضها على كل الوافدين لزيارة المدينة والذين لا يفضلون الإقامة بالفنادق المصنفة لاعتبارات مختلفة”.



هكذا تم اختراق منزل الحاجة الحصن المنيع وتم تحويله إلى إقامة مفتوحة يتردد عليها أفراد من مناطق مختلفة من البلاد وكذلك من الجالية المقيمة بالخارج والذين يفضلون هذا النوع من الإقامات نظرا لانخفاض التكلفة المادية وكذلك لانعدام ضوابط للمراقبة والمحاسبة إذ يجيز استأجر تلك الشقق من طرف هؤلاء القيام بممارسات وسلوكات قد لا تتاح لهم عند ولوج الفنادق المصنفة.



“الحاجّة” الممدة في السرير الفاقدة تماما للقدرة على التكلم خلاف لما كان سابقا أصبح يمر من أمامها عدد من الأشخاص والأفراد من فئات عمرية مختلفة وشرائح اجتماعية متباينة لم تعد تدرك أنها متواجدة بمنزلها إذ صارت تظن أنها متواجدة بالمستشفى، وتارة أخرى في الشاطئ إذ تم طردها من غرفتها وتم وضعها بالمقربة من الحمام حيث بدأت في مشاهدة عدد من الأشخاص وهم يخرجون من هذا الأخير وهم نصف عراة يحملون مجموعة من الأغراض ويتجولون في بهو المنزل في اتجاه الطابق الثاني، ما جعلها تصاب بنوع من الارتباك الذي تجسد من خلال كل تلك النظرات من الحيرة التي كانت بادية على محياها حيث لم تتردد في التعبير عن ذلك من خلال استعمالها لأصبعها مشيرة إلى كل هؤلاء في أكثر من مناسبة.



وإذا كانت “الحاجّة” المغلوبة على أمرها قد استسلمت لضغط بنتها، فإن هناك الكثير من الذين يلجون إلى ذلك تحت ضغط الحاجيات والمستلزمات المادية من قبيل الدخول المدرسي ورمضان وغيرها من المناسبات التي تلي الموسم الصيفي والتي تتطلب مصاريف مادية طائلة تعجز كثير من الأسر عن تغطيها، وبالتالي يجد عدد منهم ضالته في تأجير ركن أو جزء من منزله لفائدة الوافدين على المدينة من مختلف المناطق.



“رشيد” سمسار فوق العادة


لا يمكنك أن تتحدث عن السماسرة بمدينة أكادير دونما التحدث عن أشهرهم على الإطلاق والذي استمد شهرته من كثرة الخدمات التي يقدمها لعشرات الوافدين عليه بشكل يومي، هو الذي تعود الجلوس بأحد مقاهي شارع مراكش بالمدينة يستقبلك بابتسامته العريضة ويطلب منك الجلوس تم يسارع إلى المناداة على النادل ويطلب منك إقتناء مشروبك ولا يتردد هو الآخر في طلب مشروبه رغم أنه كان يجلس في هذا المكان قبل قدومك إليه، لما لا وهو يعلم أنك أنت الذي ستحاسب النادل في نهاية المطاف.



يسارع بمحاصرتك منذ البداية عبر عرض خدماته المتعددة عليك “أشنو حب الخاطر أسيدي دار مفروشة مجهزة تلقى فيها خاطرك هنا ولا وسط المدينة!!”



وما هي إلا دقائق معدودة حتى يقوم بمرافقتك إلى المخدع الهاتفي المقابل للمقهي الذي سبق وأن إلتحقت به فيه، حيث يعمد إلى جلب مذكرته التي تحتوي على العشرات من الأرقام الهاتفية لأصحاب الشقق والمنازل المفروشة المعروضة للإيجار، وبعد ذلك يلمح لك بطريقة ذكية لتزوده ببعض الدراهم ليجري مكالمته الهاتفية المسترسلة “اه معندك زهر مول هاد الدار خدام مغادي يكون غير فالعشية ولكن غادي نتاصلوا بواحد السيدة عندها محال واعر فتلضي” وبعد إجرائه للمكالمة الهاتفية التي يتبين من خلال ملمحه أنها كانت إيجابية يقول لك سوف نتوجه مباشرة لتفقد المنزل إن السيدة في انتظرنا ، ويقول لك لا حاجة لإقتناء سيارة أجرة فمكان تواجد المنزل قريب من هنا. وبعد مسيرة أربعة دقائق يستوقفك على مشارف منزل السيدة، يطرق الباب لتخرج إليك وهي سيدة في الثلاثينات من عمرها ترتدي ملابس أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تثير الناظر إليها وتلهب النار في المحملق فيها.



هذا “رشيد” من مراكش جاء برفقة أربعة من أصدقائه من مدينة مراكش وهو صاحب وكالة لتأجير السيارات الخفيفة دفعتهم حرارة مراكش لولوج مدينة الانبعاث للاستمتاع بخليجها المترامي الأطراف ورماله الذهبية التي تسحر كل من وضع قدماه عليها.



دخل رشيد بمعية أصدقائه إلى المنزل المكون من طبقتين منفتحتين على بعضهما البعض وصعدوا جميعهم إلى الطابق العلوي حيث قاموا بجولة تفقدية انتهت بإبداء الاهتمام عبر التفاوض المباشر مع السيدة الجميلة، ليتم الاتفاق على مبلغ 300 درهم لليوم الواحد تسلم منها السمسار من السيدة مبلغ 50 درهم عن كل يوم سيقضونه بالمنزل المذكور، فيما حصل على مبلغ 200 درهم من رشيد وأصدقائه مقابل الخدمات التي قدمها إليهم من خلال إرشادهم إلى منزل السيدة.



حملوا حقائبهم من السيارة ودخلوا إلى الشقة عبر ولوج الطابق السفلي الذي تتواجد به السيدة بمعية مجموعة من الفتيات الأخريات، تم خرجوا مجددا في اتجاه الشاطئ ليستمتعوا برماله ويداعبوا أمواجه الساحرة التي تخفف على المرء وطأة الحرارة وشدتها.



وعند حلول المساء عاد المراكشيون إلى شقتهم المؤقتة ليفتحوا الباب ويتوجهوا صوب الطابق العلوي ليتفاجؤا بأن هذا الأخير لا يتوفر على حمام للاغتسال فتوجه رشيد عند السيدة ليستشيرها في الأمر لتطلب منه أن يستخدم الحمام السفلي وكانت تلك نقطة الانطلاقة حيث اختلط الحابل بالنابل وانقلبت الأمور رأسا على عقب حيث تبين فيما بعد أن السيدة ومن معها من الفتيات يقدمن خدمات أخرى غير محتسبة ضمن المبلغ الذي تم الاتفاق عليه سابقا، حيث ظل رشيد وأصدقائه زهاء الأسبوع بمنزل السيدة يستفيدون من خدمة الإقامة وأشياء أخرى من قبيل إقامة ليالي حمراء متعاقبة تقوم السيدة بالإشراف والسهر على تنظيمها بشكل احترافي لما لا وهي التي تمتهن تلك الحرفة بعد أن تحولت من مجرد بائعة هوى إلى مسيرة لمنزل يقدم خدمات مختلفة لفائدة السياح العزاب الوافدين على المدينة!!.



دعارة نصف ساعة


خديجة وزوجها يمتلكان منزل بحي الشرف عبارة عن ڤيلا صغيرة قاما منذ سنين بتسليمها لابن أخ زوجها محمد والذي عهدت إليه مسؤولية تأجيرها على مدار فصول السنة، ولتحقيق أرباح إضافية يمكن ادخارها دون علم خاله وزوجته فكر في حلية مناسبة، حيث أصبح بمعية مجموعة من السماسرة النشطين بالمدينة يقوم بتأجيرها للأشخاص الراغبين في قضاء بعض من الوقت بداخلها رفقة بعض بائعات الهوى الذين يزاولن أنشطتهن بمختلف أحياء العاصمة السياحية، ويتم تحديد السومة من طرف محمد حسب الوقت الذي قضاه الزبون داخل الڤيلا المعلومة، وكذلك حسب جنسية المستأجر إن كان أوربيا أو خليجا، ويفضل محمد وسماسرته الزبناء الخليجين على نظرائهم الأوربيين نظرا للعائدات المالية التي يمكن الحصول عليها منهم، بل وقد وجد محمد مداخيل إضافية من خلال التعاقد مع مجموعة من الفتيات اللواتي يشتغلن بالمجال في مقابل الحصول على إتاوات سواء من الفتيات اللواتي يتم المناداة عليهن أو من عند الزبناء الذين يتم تحقيق رغبتهم في الحصول على إحدى الفتيات المغربيات على اختلاف أعمارهن ومدنهم ومظاهرهن الفيزيولوجية، هذه “فدوى” من البيضاء وتلك “نجاة” من مراكش وتتوسطهم “نسرين” من الجديدة، وزعن أرقامهن على محمد وسماسرته لعلهن يحصلن على صيد ثمين يعود بالنفع على كافة الأطراف.



هذا زبون خليجي أحضره سائق سيارة أجرة من الصنف الثاني إلى محمد، الزبون يطلب مكان كي يرتاح فيه رغم أنه من نزلاء أضخم فنادق مدينة الانبعاث إلا أنه لا يحب القيل والقال رغم أن بإمكانه إحضار أي فتاة إلى غرفته دونما معارضة من طرف العاملين بالفندق فيكيفه أن يخرج ورقة مالية لتحقيق ذلك!!.



دقائق معدودة وحضرت سيارة أجرة أخرى وعلى متنها “فدوى” البيضاوية بعد أن تلقت مكالمة هاتفية من محمد يطالبها فيها بضرورة الإسراع إلى الڤيلا المعلومة نظرا لتواجد صيد ثمين، بعد وصولها إلى المكان انسحب بطريقة أوتوماتكية إلى الخارج، في انتظار إتمام فدوى لمهمتها الميدانية، وما هي إلا ساعة واحدة حتى خرجت “فدوى” إلى الخارج لتسلم شريكها محمد مبلغ مالي وقدره 300 درهم فيما احتفظت لنفسها بمبلغ 700 درهم ستسلم منه لصاحب سيارة الأجرة الذي أحضر الخليجي مبلغ 100 درهم، أما محمد فقد تسلم من الخليجي مبلغ 500 درهم سلم منه مبلغ 100 درهم لصاحب سيارة الأجرة الذي أحضر الزبون، وبالتالي سيكون قد حصل محمد على مبلغ 600 درهم مع احتساب المبلغ الذي سلمته إياه فدوى البيضاوية بينما حاز صاحب سيارة الأجرة على مبلغ 200 درهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن محمد ملزما بأداء مبلغ 400 درهم لليوم الواحد لخاله وزوجته نظير تكلفه بالمنزل، ومحمد في حقيقة الأمر يحقق ضعف هذا المبلغ أربعة مرات في اليوم الواحد، لذلك يفضل محمد ألا يخبر خاله وزوجته بأنه ينتهج هذا الأسلوب في تأجير الڤيلا ويكتفي بالقول بأنه يقوم بتأجير الڤيلا بما قدره و500 درهم لليوم الواحد لمجموعة من العائلات التي تفد على العاصمة السياحية للمدينة. ليس خوفا من اعتراض خاله وزوجته بل مخافة أدائه لمبالغ مالية إضافية هو أولى بها في جميع الأحوال على اعتبار المجهودات الكبيرة التي يقوم بها عبر توظيف العشرات من الوسطاء الذين يشتغلون في مجالات مختلفة ومتباينة هذا المهدي سائق “طاكسي” وذاك “جواد” مرشد سياحي بالإضافة إلى “كريم” الذي يشتغل في محل لبيع المنتوجات التقليدية وسط المدينة واللائحة طويلة جدا، تتجدد حسب الظروف والملبسات ووفق إستراتجية جد منظمة.



بل أكثر من ذلك استطاع محمد بفضل التمرس من إقناع عدد من أصحاب الڤيلات والمساكن المجاورة من تسليمه مفاتيحها للقيام بتأجيرها مقابل مبالغ مالية معينة ما أدى إلى مضاعفة مداخليه وعائداته المادية وقد عمل في هذا الصدد على الزيادة في أعداد المتعاونين والمشتغلين معه من الذكور والنساء!! حيث وجد ظلته في عدد من الأشخاص الذين يشتغلون في حرف بسيطة لكن مؤداهم غالبا ما يكون حسنا من قبيل المشرفات على صالونات الحلاقة والذين يمكننه من العثور على العشرات من الفتيات اللواتي يقطن بعدد من الأحياء بالمدينة ويمتهن الدعارة، والذين يتوافدن بشكل يومي على تلك الصالونات المتموقعة أساسا بشارع مراكش و”تيلضي” و”إحشاش” و”حي الموظفين” و”لابيرگولا “و”الداخلة” و”السلام”، حيث غالبا ما تتحول تلك الصالونات إلى نقط انطلاق ومركز تحرك تلك الفتيات نحو وجهتهن من خلال استخدام الهواتف النقالة، وتوفر وسائل النقل عبر الاتفاق المسبق مع عدد من سائقي سيارات الأجرة الذين يشتغلون تحت إمرة هؤلاء الفتيات اللواتي لا يترددن في الاتصال بهم أو العكس، فالمبادرة غالبا ما تأتي من الذي يتمكن من الحصول على صيد ثمين.



و”محمد” وحلفاؤه لا يوفرن فقط للسائح الفتيات بل كل ما يطلبه أو يحتاجه من مخدرات وخمر وشيشة ولوازم أخرى قد لا يتصورها العقل!!



تنامي ظاهرة الإرهاب أقلقت السلطات الأمنية من مخاطر استغلال عناصر إرهابية للشقق المفروشة كما حصل مع شبكات الدعارة العالمية المتخصصة في إنتاج الأفلام الإباحية


عمدت وزارة الداخلية المغربية مع حلول الموسم الصيفي للسنة المنصرمة على إصدار دورية عاجلة تم تعميمها على مختلف مصالح الأمن بالمدن المغربية وتهم إحصاء جميع الشقق المفروشة والبيوت التي يتم كرائها خلال العطلة الصيفية، وتوخي الحيطة والحذر، وتركيز المراقبة على هذه الدور لاحتمال استغلالها من طرف العناصر الإرهابية وتنفيذ مشروعها التخريبي مستغلة أجواء الصيف والعطلة وأماكن الاستجمام٠ هذا وقد علم أن سلطات الأمنوالدرك الملكي وأعوان السلطة تلقوا تعليمات صارمة بموجب هذه الدورية لتتبع عمليات كراء الشقق المفروشة والدور التي تنشط بها عمليات الكراء في فصل الصيف، وأضافت أن التركيز انصب بالخصوص على المدن الأساسية التي تعرف حركة رواج سياحي طيلة الصيف كمدينة مراكش وأكادير والصويرة٠ وبموجب هذه الدورية فرض على المكلفين بالأمن إعطاء إحصاء تقريبي لهذه الدور المكتراة بتلك المدن وبالنقط السياحية في مختلف مناطق المغرب، كما ألزمت السلطات كل مكتر تزويدها ببيانات وافية يومية بصفة فورية عن كل زبون٠ وفي ظل الفوضى التي تعرفها عملية كراء الشقق والدور تسعى الجهات الأمنية من وراء هذه العملية،إلى تفويت الفرصة على العناصر المتطرفة لتنفيذ أي مخطط إرهابي يسعى لزرع البلبلة وزعزعة أمن البلاد، وقد سبقت هذه العملية عمليات إحصاء شاملة بمختلف هذه المدن للدور «المرهونة» والمكتراة، إن بشكل مؤقت أو دائم٠ ويذكر أن عملية كراء الشقق والدور في العطلة الصيفية غير منظمة قانونيا، وتبقى لحد الآن خارج الإحصاء الدقيق وتنتشر بالدور العتيقة بمراكش والجديدة وتطوان والصويرة وبالشواطئ والمناطق والفضاءات السياحية وحتى بالتجزئات الجديدة القريبة من أماكن الاصطياف والاستجمام وفي هذا الإطار ينتظر أن يعرض على البرلمان مشروع قانون سينظم عمليات كراء الشقق المفروشة والدور التي يعمد المواطنون لكرائها لسد الطريق على محاولة لجعلها معسكرات خلفية لتوجيه ضربات أو تنفيذ عمليات إنتحارية قد تكون لها تداعيات خطيرة على جميع المستويات والأصعدة.



وإذا كان الحذر الذي أصبحت وزارة الداخلية تتوخاه من تزايد وتفشي تلك الظاهرة قد أملته ظروف أنية وعاجلة متمثلة في ورود معلومات وتقارير سرية عن وجود احتمالات عدة لتسلل عناصر وصفت بالخطيرة والمبحوث عنها في إطار قضايا تمس أمن الدولة إلى عدد من المراكز والمنتجعات السياحية بالجنوب المغربي لاسيما مراكش وأكادير، وبحكم تشديد الحراسة والمراقبة على نزلاء الإقامات والفنادق المصنفة، قد يجد هؤلاء المبحوث عنهم ضالتهم عند سماسرة وأصحاب الشقق المفروشة الذين لا يباشرون عملية المراقبة بقدر ما ينظرون إلى هامش الربح الذي يمكن تحقيقهم، وغالبا ما يتعمد أرباب تلك المنازل عدم إخبار السلطات بقيامهم بتأجير منازلهم مخافة إعلام مصلحة الضرائب بذلك، لذلك يفضل معظمهم التزام الصمت وعدم التبليغ بذلك،الشيء الذي قد يساعد تلك العناصر الإرهابية على الاختفاء عن أنظار رجال البوليس إلى حين تنفيذهم لمخططاتهم الشيطانية، وإذا كانت السلطات المغربية من خلال تحركاتها قد أدركت أخيرا أن الوقت قد حان للتفكير الجدي في حلول جذرية لاحتواء الظاهرة، وإن كان ذات السلطات قد فشلت من خلال محاولتها السابقة من احتواءها لما كان لها من تداعيات خطيرة أفرزت عدة حوادث جاءت كنتيجة لاستفادة مافيات الدعارة والشبكة الدولية المتخصصة في إخراج الأفلام الإباحية من الواقع الذي يفرض الوضع الراهن، إذ تمكنت من تحويل الشقق والمنازل المكتراة إلى استديوهات مصغرة لإخراج العشرات من الأفلام الإباحية بكل من طنجة والبيضاء ومراكش وأكادير، والتي تم تسويقها فيما بعد بشكل واسع في عدد من البلدان الأوربية والخليجية، والتي حققت من خلالها تلك الشبكات مداخيل مادية جد مهمة، وغالبية تلك الأفلام والأشرطة تظهر فيها فتيات مغربيات من فئات عمرية متفاوتة تم التغرير بهن واستدراجهن إلى تلك الشقق المفروشة التي تم تجهيزها بأحدث تقنيات التصوير، بشكل جعل كثير منهن لا يدركن أنهن يشاركن في إنجاز فيلم إباحي، حيث أن كثير منهن تفاجئن بعد مرور مدة ليست بالهينة بتداول صورهن بشكل واسع من طرف مروجي الأقراص التي تحتوي على مشاهد إباحية ما يجعل غالبيتهن يصبن بصدمة ما بعدها صدمة، خصوصا عندما يكتشفن أنه تم استدراجهن ببضع دراهم لإنجاز شريط حقق لأصحابه الآلاف من الدولارات!!



ويجدن أنفسهن متابعين من لدن السلطات بعد أن لاذ أفراد الشبكة بالفرار إلى بلدان أخرى بعد إتمامهم لمهمتهم التي جاؤوا من أجلها إلى المغرب، حيث يتم تعويضهم بأشخاص آخرين يقومون بنفس العملية مع فتيات أخريات، والفظيع في الأمر أن من جملة ضحايا تلك الشبكات فتيات صغيرات ونساء متزوجات لهن مكانتهن داخل المجتمع، ما يعني أن أسلوب الإغراء لا يقتصر على تسليم النقود للمغرر بهن بل أيضا يشمل الوعد بتوفير فرص الشغل لهن بعدد من البلدان الأوربية إلى غير ذلك من الأمور التي تعجل بسقوط الضحية في شباك أفراد تلك العصابات المنظمة، وعند رجوعنا إلى عدد من الحالات التي تم رصدها بعدد من المدن والمراكز سيتضح بجلاء ما تطرقنا إليه في السابق، ففي قلب أحد أرقى أحياء العاصمة الاقتصادية للمملكة، وغير بعيد عن المركز التجاري (توين سانتر)، قامت العناصر الأمنية بمداهمة إحدى الشقق التي يتم تأجيرها مفروشة والتي تتواجد بالطابق الثاني بأحد العمارات بعد ورود معلومات عن تحويل هذه الأخيرة من طرف مشتبه بهم إلى فضاء خاص بتصوير أفلام إباحية بعد استدراج عدد من الفتيات إلى داخلها، وقد مكنت عملية المداهمة من حجز عدد من الأجهزة والحواسيب المحمولة والمعدات الرقمية المستخدمة في ذلك، كما تم اعتقال عدد من الفتيات تتراوح أعمارهن بين 25 و30 سنة، واللواتي تعودن على التردد على الشقة المذكورة في فترات متباينة، وبعد الاستماع إلى الموقوفات والذي بلغ عددهن الإجمالي ستة صرحن في إطار المحاضر الرسمية المنجزة من طرف الضابطة القضائية على أن النشاط المذكور ليست له أية صلة بالدعارة أو الجنس، ولكن الأمر يتلخص في إعداد إشهار للملابس الداخلية والسباحة وأنهن يسعين للمشاركة في مسابقة لاختيار عارضات أزياء بأوربا. غير أن ممثل النيابة العامة فقد اعتبر خلافا لذلك أن الصور والمحجوزات تغني عن كل تعليق، خصوصا وأنها مليئة بالحركات البذيئة والإيحاءات الجنسية، والنتيجة إدانتهن بعقوبات حبسية تتراوح بين عشرة أشهر وشهرين حبسا مع غرامات مالية في حق الموقوفات بلغت خمسة آلاف درهم لكل واحدة، هذا في الوقت الذي لا يزال الفرنسي مكتري الشقة في حالة فرار والبحث متواصل عنه من قبل السلطات الأمنية.



مراكش الحمراء لم تسلم هي الأخرى من ذلك، ففي إحدى الڤيلات بالطريق المؤدية إلى مركز مولاي ابراهيم كان بعض الوسطاء المغاربة يجلبون عدد كبير من الفتيات لممارسة الدعارة مع عدد من الأجانب، لكن تحت عدسات الكاميرات بغية تصوير مشاهد إباحية ، وقد كان وراء انكشاف هذا الأمر تقدم إحدى الفتيات القاصرات بشكاية لدى الشرطة القضائية بولاية أمن مراكش من أجل التبليغ عن وجود شخص يقطن بالڤيلا المذكورة يقوم بتصوير الأفلام الجنسية هناك حيث كانت برفقته هي وفتاة أخرى قاصر, سبق له تصويرهما عاريتين قبل أن يمارس عليهما الجنس بشكل شاذ.أضافت الفتاة في شكايتها أن المعني بالأمر كان يتردد بين الفينة والأخرى على الملاهي الليلية بحي “گليز” لتحريض العاهرات وخاصة القاصرات منهن واستدراجهن إلى مسكنه لتصوير الأفلام المذكورة تصف الفتاة في شكايتها تفاصيل التهيؤ لليالي الحمراء, إذ بعد جلسات الشيشة وتناول الخمور يتم الانتقال إلى الڤيلا بغية ممارسة الجنس بشكل إباحي وشاذ تحت أضواء العدسات الرقمية التي لا تغفل كبيرة أوصغيرة، صاحب الڤيلا أقر في تصريحاته لرجال الشرطة الذين نصبوا له كمينا قبل اعتقاله، بتحريضه الفتيات على ممارسة الجنس معه، كما اعترف باستقبال بعض الأجانب وجلب المومسات لإحياء ليالي ماجنة وتصوير مشاهد ساخنة يستحي المرء من ذكرها.



حالة أخرى بنفس المدينة تكشف لنا ما تحدثنا عنه بجلاء حيث تم اعتقال أحد الفرنسيين على خلفية رسالة من مجهول تفيد أن هذا الشخص يسخر شقته بحي گليز لتصوير الأفلام الجنسية، إذ بعد انتقال أفراد الشرطة القضائية إلى عين المكان تم اعتقال الشخص المعني وحجز مجموعة من أدوات التصوير والألبسة الداخلية النسائية وكذا أعضاء تناسلية بلاستيكية ومراهم جلدية بالإضافة إلى حاسوبين محمولين، ليتم في الأخير إحالة المحجوزات على المختبر الوطني للشرطة العلمية، والظنين عند الإستماع إليه من قبل الشرطة نفى تعامله مع أية شبكة دولية متخصصة في ترويج وبيع الأشرطة البورنوغرافية أو تحقيق مكاسب مادية من وراء تعاطيه للتصوير, لكن أوضح أن سبب تعاطيه تصوير أفلام الخلاعة هو شغفه بممارسة الجنس على المومسات بكل الطرق الشاذة وبشكل هستيري، وحتى الخادمة لم تسلم بدورها من هوسه حيث اعترف بتحريضه لها على الدعارة عن طريق تصويرها في مشاهد مخلة بالحياء.



أكادير هي الأخرى لم تسلم من تداعيات إستغلال الشقق المفروشة من طرف أعضاء مافيات تصوير الأفلام البورنوغرافية بعد أن تفجرت قضية البلجيكي السرفاتي الذي قام بتصوير أفلام بورنوغرافية مع فتيات مغربيات قبل أن يتوارى عن الأنظار، ويعود إلى بلاده لتقوم المصالح الأمنية بالمدينة باعتقال عدد من الفتيات اللواتي تم ترويج صورهن في أوضاع إباحية مختلفة، وما أعقب ذلك من جدل واسع بخصوص تسليم السلطات البلجيكية المتهم للمغرب بهدف متابعته إلى أن شيء من ذلك لم يحصل حيث ظل الحال على ما هو عليه وتم معاقبة الفتيات دونما التمكن من النيل من المحرض الرئيسي!!



صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال