نار العنوسة ولا جنة الزواج

نار العنوسة ولا جنة الزواج
السبت 10 ماي 2008 - 15:44

“نار العنوسة ولا جنة الزواج” شعار شباب مغاربة أضربوا عن الزواج 

العزوف عن الزواج، ظاهرة أخذت تبرز في المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة بشكل مثير للقلق، إذ أصبح السن المثالي يفوق 28 سنة عند الإناث و35 عند الذكور عكس ما كان عليه الوضع خلال الستينيات من القرن الماضي، حيث كانت الفتيات يتزوجن في المتوسط عند السن 17 والذكور عند 24 سنة. بيد أن الملفت في ظاهرة العزوف عن الزواج، هو أنه في الوقت الذي يشكو فيه الشباب المغربي من ارتفاع نسبة العازفين لأسباب اجتماعية واقتصادية بالخصوص، لم تجد فئة منهم، بالرغم من توفرها على الأهلية الصحية والمادية، ما يغريها في الظفر بالنصف الآخر وتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي.

لماذا ألزم نفسي بميثاق غليظ ومسؤوليات لا تنتهي؟

“أرفض فكرة الزواج من أية امرأة، كيفما كان مستواها الفكري والاجتماعي، وهو موقف لن أتنازل عنه”، بهذه العبارات استهل كمال، شاب في الثلاثينيات من عمره، حديثه لـ”الرأي” عن أسباب عزوفه عن الزواج.

كمال نموذج لشاب قادر على الزواج، وله كل الأهلية الصحية والمادية، لكنه غير راغب في ارتباط شرعي وقانوني” أشتغل مهندسا في شركة خاصة، وهو عمل يدر علي أجرا شهريا يتجاوز 8000 درهم، وأملك شقة جاهزة لا تنقصها إلا الزوجة وسيارة، بيد أني لا أفكر في الزواج“.

ويتابع” لماذا أتزوج إذا كان كل ما أطلبه متوفر، بل وأستطيع أن أوقع أجمل الفتيات لقضاء ليال وردية وأوقات ممتعة دون أية مسؤولية.. أنا كالطائر الحر يكره القيود.. بكل صراحة لست في حاجة إلى امرأة همها في هذه الحياة الكنس والطبخ“.

ويشاركه بالرأي أحمد (31 عاما)، أحد الذين اختاروا الإضراب عن الزواج طوعا، حيث يقول”ليس عندي عقدة من الزواج، لكن هو مبدأ أسير عليه، وسأظل أحافظ عليه”، ويضيف ” لي صديقة تعيش معي في شقة واحدة وأعاشرها معاشرة الأزواج وتقوم بكل واجباتها على أكمل وجه، فلماذا ألزم نفسي بميثاق غليظ ومسؤوليات لا تنتهي؟“.

نار العنوسة ولا جنة الزواج

“نار العنوسة ولا جنة الزواج” مقولة باتت لسان حال حليمة، موظفة ( 27 ربيعا) بعد أن تحول حلمها بالزواج الذي انتظرته طويلا إلى جحيم” زوجي السابق كان يتمتع بكل المؤهلات التي تغري أية فتاة بالارتباط به، فهو شاب متعلم لا يعيبه جمال أو قصور في الإمكانات المادية.. لقد كنت أعتقد أن زواجي به سيكون بمثابة جنة النعيم التي ترنو إليها كل فتاة”. بيد أن النعيم الذي كانت تتوقعه حليمة سرعان ما تحول إلى جحيم، ف”مباشرة بعد عقد القران بدأ يحدثني عن نصيبي في ميراث الوالد وعن ضرورة أن أتنازل له عن راتبي، ولم يهنئ له البال حتى مكنته من توكيل للتصرف في نصيبي. لأكتشف بعد ذلك، وبالصدفة، أنه تصرف فيه بالبيع وبدون علمي”. تصمت لبرهة قبل أن تضيف، شارحة سبب إضرابها عن الزواج بعد تجربة زواج فاشلة” أين هم أبناء الحلال الذين قد تأمن لهم المرأة وتسلمهم نفسها وهي مطمئنة؟ دلني عليهم وحينذاك يمكن لي أن أطلق العزوبية“.

الزواج مسؤولية وواجبات لا طاقة لي بها

إيمان( 30 عاما) عاملة في القطاع الخاص، تقول لـ الرأي” “سبق وأن تقدم لي شاب كفؤ، بيد أني أثارت العنوسة على الزواج حتى أحقق حلمي وحلم الوالد بامتلاك منزل للعائلة، لأني أدرك جيدا أني لن أستطيع التوفيق بين مسؤوليتي الزوجية ومسؤولية أسرتي وحلمها”، وتستدرك قائلة” مسؤوليتي في إعالة أسرة مكونة من ستة أفراد جلهم عاطل عن العمل والتزامي بتسديد أقساط قرض شراء منزل العائلة، هما شغلي الشاغل في هذه الدنيا“.

ويقول أحمد ( 48 سنة)، موظف بالقطاع العام، ” المشكلة ليست في مبلغ المهر ومصاريف حفل الزفاف، بل في متطلبات الحياة التي لا تنتهي، والتي تجعل الشباب يفكرون ألف مرة ومرة قبل أن يقدموا على إكمال النصف الثاني لدينهم”، ويضيف” لا أخفيك أني كنت من أكثر الشباب رغبة في الزواج وتكوين أسرة، لكن تبين لي من تجارب الأصدقاء أن الزواج مسؤولية ومتطلبات وواجبات لا طاقة لي بها، لذلك اخترت العيش حرا وأن أكون مسؤولا عن نفسي فقط“.

وإذا كان بعض الشباب المغربي قد اختار العزوبية هربا من المسؤولية، فإن هناك من يرفض الزواج رغبة في تحقيق طموحه، تقول سعيدة طالبة ماجستير بكلية الحقوق بالرباط” لقد طردت فكرة الزواج من فكري لأنه سيكون عائقا أمام طموحاتي وحلمي في أن أصبح أستاذة جامعية”، وتشير إلى أن الكثير من زميلاتها اضطررن إلى وضع نهاية لمشوارهن الدراسي بسبب المسؤوليات العائلية، في ظل تزايد ضغوط الحياة اليومية، وقسوة الظروف الاقتصادية.

بين العزوبية والحرية

أما أسماء( 29 سنة) ، فترى أن اختيار بعض الفتيات المغربيات، طوعا، العزوف عن الزواج مرده رغبتهن في التحرر من قيود الرجل وسلطته والحفاظ على حريتهن، تقول” إن هم الفتاة المغربية كان في السنوات الماضية هو الستر والعيش مع شريك الحياة تحت سقف واحد بغض النظر عن مستواه الاجتماعي، أما اليوم فإن المرأة سواء كانت من طبقة ميسورة أو متوسطة أو فقيرة أصبحت ترفض الزواج من أي كان، وتضع شروطا ومواصفات خاصة لفارس أحلامها. وفي حال عدم توفيقها في ذلك، فإنها تفضل أن تبقى عازبة ومستقلة بذاتها على أن تضحي بنفسها وبحريتها“.

‫تعليقات الزوار

2
  • أبو أبيس
    السبت 10 ماي 2008 - 15:48

    يجب ان لانخلط بين عدم القدرة على الزواج وبين عدم الرغبة في الزواج
    وعدم الرغبة في الزواج أمر غير طبيعي وهو حالة شادة ، خصوصا إذا ما تعلق الأمر بالمجتمع المغري،وأي حديث عن قناعات شخصية وإلى ما ذالك من التفسيرات هو حديث لا يستند الى ثوابت معقولة يقبلها المنطق وترضى بها الشخصية المغربية التي تجعل من مبدأ إنشاء الأسرة من المسلمات وكل الذين يتحدثون عن عدم الرغبة في الزواج فهم يفضلون الهروب من المسؤولية التي يمكن أن تسند لهم كأباء .
    النفس البشرية طواقة في الاستمرارية على وجهةهذه البسيطة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وبالتالي لو أفترضنا جدلا أن كل البشر أصبحوا بقدرة قاد لايرغبون في الزواج فإن ماتبقى من عمر البشرية لن يتعدى مئة سنة على أبعد تقدير .
    أما بخصوص عدم القدرة على الزواج فأظن أن ألأمر يتعلق بتشخيص هذه القدرة التى غالبا ماتكون مادية وبالتالي إذاما اتجهنا نحو معالجتها فمنحنى الرغبة في الزواج سيتجه نحو الأعلى بدون شك.

  • الجناتي محمد
    السبت 10 ماي 2008 - 15:46

    الزواج نعمة واللي هرب للزواج هرب للطاعة

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج