المعاق المغربي ... معاناة يومية مع الحافلات وغياب الولوجيات

المعاق المغربي ... معاناة يومية مع الحافلات وغياب الولوجيات
الأربعاء 5 يونيو 2013 - 20:30

تبلغ نسبة الأشخاص المعاقين في المغرب 5,3 في المائة أي أن مليون و نصف من المواطنين المغاربة يعانون من الإعاقة حسب الأرقام الرسمية وحسب المنظمة العالمية للصحة فإن 10 في المائة هي نسبة معاقي المغرب.

ويُعرّف المشرع المغربي، المعاق خاصة في القانون رقم 07.92 المتعلق” بالرعاية الاجتماعية للأشخاص المعاقين “في المادة 2 من الباب الأول “هو كل شخص يوجد في حالة عجز أو عرقلة دائمة أو عارضة ناتجة عن نقص أو عدم قدرة تمنعه من أداء وظائفه الحياتية لا فرق بين من ولد معاقا ومن عرضت له إعاقة بعد ذلك”.

ولئن كانت الإعاقة أنواعا فإن المعاناة والألم تجمعها جميعا خاصة إذا اقترنت بالفقر و الهشاشة و الحرمان من التعليم التي تعاني منها هذه الفئات فتزيد من تعميق آلامها و تزيد العبء على أسرها أو من يقوم برعايتها.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور عبد الإله هيلالي أستاذ علم النفس المرضي الإكلينيكي أن التنقل هاجس أساسي عند المعاق المغربي خاصة في المدينة غير أن الحافلة بشكلها الحالي لا تعير أي اهتمام لهذه الفئة، مضيفا أنها مهيأة للناس الأسوياء وبالتالي فصاحب الكرسي المتحرك يستعصي عليه الولوج للحافلة مما يشعره بالتظلم و الدونية و يتعمق هذا الشعور أكثر فأكثر عندما يرمقه الآخرون بنظرة الشفقة فالناس-حسب المعاق– لا تتفهم وضعه و إنما تنقص من قيمته الاجتماعية .

واعتبر الدكتور هيلالي، وهو أستاذ علم النفس العام بجامعة المولى إسماعيل والخبير الوطني في علم الضحية الإكلينيكي، أنه ينبغي للمجتمع يؤدي ما عليه و “ألا نقف مكتوفي الأيدي وعلى الحافلة المغربية أن تدمج في منظومتها مستهلكا أساسيا ألا وهو فنة المواطنين المعاقين، مقترحا جملة من الإجراءات و التدابير التي يمكن أن تجعل الولوجيات سهلة ميسرة للمعاق خاصة المعاق الحركي و منها اعتماد الطريقة الإلكترونية لنقل المعاق من الشارع إلى الحافلة أما بالنسبة للمكفوفين فيمكن خلق آليات للتحسس توضع على هوامش الحافلة بطريقة براي للتحسس ومعرفة الحافلة و معرفة المقعد المخصص للمعاق من خلال الكتابات .

كما يمكن خلق مراكز للتربية على الإدماج بالنسبة لذوي الإعاقات الحركية و إنشاء ورشات للدعم المعرفي و خلق الذكاءات الاندماجية .

ويشير هيلالي، أن النسبة تحدد المواطنة في البلدان الديموقراطية و أن نسبة 5.3 في المائة تستدعي خلق فضاءات خاصة بهذه الفئة ولم لا ولوجيات خاصة و حدائق خاصة بالمعاقين.

يذكر أن الإعاقات تتنوع و تختلف درجتها فهناك الإعاقة الحركية أو القصور الحركي و تمثل حسب البحث الوطني للإعاقة سنة2004، باعتباره آخر بحث أنجز في الموضوع، 51,9 في المائة في حين يمثل القصور البصري نسبة 28,8 في المائة ثم النوع الاستقلابي (النطق، الذهني، السمعي) بنسبة 28,8 في المائة.

وتتعدد أسباب الإعاقة، حسب المعطيات الرسمية، وتأتي على رأسها الأمراض المكتسبة بعد الولادة بنسبة 38,4 في المائة ,وحوادث الشغل بنسبة 24,4 في المائة ثم ظروف الحمل و الولادة بنسبة 22,8 في المائة في حين لا تمثل الأمراض الناجمة عن الشيخوخة سوى 14,4 في المائة.

وبالنسبة القوانين المؤطرة لهذه الفئة فلا يوجد تشريع قانوني متكامل في مجال الإعاقة باستثناء الظهائر الشريفة و القرارات الوزارية الصادرة عن الوزير الأول على الرغم من أن المغرب كان من البلدان السباقة إلى المصادقة على الاتفاقية الدولية للمعاق.

ورغم أن قانون 03-10 المتعلق بولوجيات النقل ينص في مادته 13 على أنه “تؤخذ بعين الاعتبار وضعية الأشخاص المعاقين خاصة ذوي الكراسي المتحركة و مستعملي المعدات في مختلف المحطات و لا سيما وضع صفوف للصعود و بحواجز للحماية مع إلزامية توفير مقاعد خاصة بنسب متفاوتة داخل وسائل النقل الحضرية و الرابطة بين المدن و كذلك بالنسبة للقطارات” فإن تفعيله على أرض الواقع بات ضربا من المحال بعد مرور عشر سنوات على خروحه إلى حيز الوجود.

ومع تشعب المشاكل التي تعاني منها هذه الفئة، وعلى رأسها الأنشطة اليومية ثم التنقل ثم التواصل، ومع تنامي نسبة المعاقين كل سنة، فإن نسبة كبيرة من طاقات هذا البلد و مقدراته البشرية تتبدد، حسب قول الدكتور هيلالي..

ودعا هيلالي مؤسسات الدولة بأن تضع في استراتيجياتها الاندماج المعنوي للمعاقين سواء الاندماج في التعليم أو في المرافق الرياضية أو في الولوجيات التي يجب أن تكون آمنة.

‫تعليقات الزوار

5
  • أبو أيوب
    الخميس 6 يونيو 2013 - 01:52

    في أوربا وفي العالم الغربي بصفة عامة، يحتل الشخص المعاق حجر الزاوية من الاهتمامات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية للسياسة العامة لحكومات هذه الدول. بل قد يصل الشخص المعاق في هذه البلدان إلى حد القداسة. وأول حق يجب استصداره هو حق الشخص المعاق . حتى أن الشخص السليم يغار من الشخص المعاق نظرا للحقوق والامتيازات التي توفرها له دولته.
    فعلى سبيل المثال فقط،لو قدر لصاحب سيارة أن اوقفها في الخانة المخصصة لألية الشخص المعاق بإحدى مواقف السيارات، تلزمه الدولة بأداء غرامة قدرها 1500 درهما.
    اما عندنا في المغرب، فآخر شخص قد تفكر فيه الحكومة أو السلطات ، وقد لا تفكر فيه بالمرة، هو الشخص المعاق. فيكفي أن نذكر قضية الولوجيات التي تنعدم في الأغلبية الساحقة من الإدارات والمؤسسات والمباني والعمارات.

  • محمد
    الخميس 6 يونيو 2013 - 13:26

    الصورة المرافقة للمقال خير دليل على ضياع الحقوق.
    فيها يظهر مغربي من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو يعاني الوصول الى الرصيف بينما تقبع فوق الرصيف سيارة !!!!!!!!!!!!!!!
    هذا هو حال هذا الشعب يطالب بالحقوق وهو اول من يخرق القانون.

  • madi
    الخميس 6 يونيو 2013 - 14:59

    وأود أن أناشد حكومة السيد بنكيران لمنح راتب دائم لإخواننا ذوي الاحتياجات الخاصة. أيضا دعوة لمهندسي بلادنا، pensez de mettre les accès handicapé

  • mohssine
    الخميس 6 يونيو 2013 - 20:31

    ahlan,
    c,est normal, et c,est ses phrases toujour seulment du parol pas otre chse, ce doctor seulment parle ne se rien de nous, je lui di qui nous laise tranqil, nous avons notrs Dieu qui n0us va aider, salam

  • brahim
    الخميس 6 يونيو 2013 - 23:53

    أناشد حكومة السيد بنكيران لمنح راتب دائم لإخواننا ذوي الاحتياجات الخاصة. ، pensez de mettre les accès handicapé

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 1

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس

صوت وصورة
المغرب وبلجيكا والحرب على غزة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:45

المغرب وبلجيكا والحرب على غزة

صوت وصورة
بلجيكا تدعم الحكم الذاتي بالصحراء
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:20 4

بلجيكا تدعم الحكم الذاتي بالصحراء