القروض وشبح التضخم تُهدد استقرار الأسر المغربية

القروض وشبح التضخم تُهدد استقرار الأسر المغربية
الإثنين 29 شتنبر 2008 - 15:45

لم يكن علي ح . يعلم أنه سيدخل في دوامة من الاقتراض لتلبية متطلبات أسرته خاصة وأن راتبه كان يعتبر كافيا لمواجهة تكاليف الحياة اليومية .



فقد اضطر قبل خمس سنوات إلى الاقتراض من البنك لاقتناء سكن يؤويه وزوجته وطفليه لكن مع دخول الطفلين إلى المدرسة وارتفاع تكاليف ومتطلبات الحياة وفي ظل موجة ارتفاع الأسعار اضطر إلى الاقتراض ثانية منذ عام تقريباً .



ويقول علي الذي يعمل موظفاً حكومياً “في حالة ارتفاع التكاليف أكثر سأجد نفسي مضطراً للبحث عمن يقرضني فالبنك لا يمكن أن يقرضني هذه المرة كما أن زوجتي أخذت هي الأخرى قرضاً من راتبها الهزيل لمساعدتي” .



ويحذر عدد من المحللين من عواقب زيادة القروض المُقدمة من البنوك وشركات التمويل للفئات المتوسطة ومحدودة الدخل في الاعوام الاخيرة تخوفاً من عدم القدرة على السداد خاصة في ظل شبح التضخم الذي بدأ يخيم على المغرب واضطرار البنك المركزي إلى رفع سعر الفائدة .



ورفع بنك المغرب (المركزي) مطلع الاسبوع سعر الفائدة القياسي ربع نقطة مئوية إلى 5 .3 في المائة فيما عزاه إلى مخاوف بشأن التضخم .



وقال البنك ان معدل التضخم السنوي سجل 8 .4 في المائة في أغسطس/اب مقابل 1 .5 في المائة في يوليو تموز و7 .4 في المائة في يونيو/حزيران .



وتفيد تقارير رسمية أن القيمة الاجمالية للقروض الشخصية في المغرب ارتفعت من خمسة مليارات درهم (644 مليون دولار) في العام 1995 إلى 30 مليار درهم في 2007 . وارتفع مستوى التخلف عن أداء مستحقات الديون من 97 .2 مليار درهم في 2004 إلى 2 .4 مليار درهم في 2006 . وينتقد المحللون تشجيع البنوك الكبير لعملائها على الاقتراض دون توعيتهم بالمخاطر في ظل الغياب شبه التام لجمعيات حماية المستهلك في المغرب .



ويقول لحسن الداودي المحلل الاقتصادي والقيادي في حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعارض “احتياطي البنوك كبير جداً ولوضعها كودائع هذا مكلف جداً بالنسبة لها لذلك قامت بعمليات تسويق خطيرة جدا وصلت إلى جميع شرائح المجتمع” .



وأضاف قائلاً ل”رويترز”: “المواطن المغربي العادي يضعف ولا يجد بدا من الاقتراض أمام الحاجة الملحة وغياب التمويل الذاتي” .



ومضى يقول “الاقتراض هنا اضطراري كما أن البنوك استغلت غياب مؤسسات حماية المستهلك في المغرب لذلك وجدت مرتعها الخصب”، وتابع “المستوى الذي وصلت اليه الامور يهدد استقرار المؤسسات البنكية لانه لا يمكن أن تكون الوتيرة تصاعدية إلى ما لا نهاية” .



وقال إن “المواطن العادي وصل إلى حد لا يمكن معه الاقتراض خاصة وأن حوالي 20 في المائة من القروض هي فائدة متحركة ومع دخولنا في منطق التضخم ومنطق الزيادة في نسبة الفائدة فهذا يؤدي إلى تقليص قدرة المقترض عن الاداء لأن الاداءات سترتفع في السنوات المقبلة” .



وأفاد تقرير سابق لبنك المغرب أن القروض الاستهلاكية المقدمة من البنوك ارتفعت بنسبة 43 في المائة بين عامي 2006 و2007 لتصل إلى أكثر من 49 مليار درهم أي بما يعادل 11 في المائة من مجموع القروض المصرفية في حين بلغت قروض شركات القروض الاستهلاكية أكثر من 33 مليار درهم مسجلة زيادة قدرها 17 في المائة .



وكشف التقرير عن استمرار تضخم ديون الاسر بحيث بلغت مديونيتها الناجمة عن قروض الاستهلاك والقروض الخاصة بالسكن ما مجموعه 120 مليار درهم أي 28 في المائة من مجموع القروض المقدمة والتي بلغت 422 مليار درهم . وقال المحلل الاقتصادي ادريس بن “المشكلة في كون الطبقة الوسطى تجد القروض سهلة بينما لاتزيد الاجور” .



وأضاف “المشكل أننا لا نعيش في مجتمع استهلاكي فالاجور تتقوى مع الانتاجية أما المغرب لا يمكن أن يزيد في الاجور في ظل انتاجية منخفضة والا ستحدث الازمة” .



وتتجه الدولة إلى تعزيز دور الطبقة الوسطى لضبط التوازن داخل المجتمع المغربي .



وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد في خطاب في يوليو/تموز الماضي على “ضرورة أن يكون الهدف الاستراتيجي لكافة السياسات العمومية هو توسيع الطبقة الوسطى لتشكل القاعدة العريضة وعماد الاستقرار والقوة المحركة للانتاج والابداع” .



ويقول الداودي “الدخل المتوسط عليه ضغط كبير . . يجب تغيير دخل الطبقة الوسطى” .



وأضاف “الفئات الوسطى (عندما) تدخل في دوامة القروض لا يبقى لها هامش يسمح بالادخار أوالاستهلاك بشكل مريح” .



ويرى الحل في تيسير أدوات التمويل البديل “لأن شريحة كبيرة من المغاربة يمكن أن تدخل في السوق وتزيد من الطلب” . ويقصد بالتمويل البديل المنتجات الاسلامية التي أطلقها المغرب العام الماضي ويرفض تسميتها “بالاسلامية” .



وتقوم هذه الادوات المالية على منتجات الاجارة وعقود المرابحة والمشاركة . لكنها شهدت تعثرا مع انطلاقها بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بالمنتجات التقليدية .



ويواصل الاسلاميون في المعارضة ضغطهم لتطوير خدمات التمويل الاسلامي .



ومما يزيد قلق المحللين الازمة المالية الامريكية الحالية التي يقلل المسؤولون المغاربة من حجم تداعياتها على الاقتصاد المغربي بسبب عدم ارتباط قطاع البنوك المغربي بنظيره الامريكي لكن المحللين يرون أن اندماج الاقتصاد المغربي في العولمة من شأنه أن تكون له تبعات سلبية .



وقال الداودي “لا بد أن يأخذ قانون المالية للعام المقبل بعين الاعتبار الازمة العالمية التي قلل المسؤولون من خطورتها على الاقتصاد المغربي لكنها قد تطاله حيث ممكن ان تعرض قطاعات السياحة والاستثمار والصادرات إلى أضرار” .



وكان عبداللطيف الجواهري والي بنك المغرب قال مطلع الاسبوع ان البنوك المغربية ليست معرضة للخطر بسبب الازمة المالية الامريكية لكنه لم يستبعد تضرر الاقتصاد بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي تثيره الاضطرابات المالية في الخارج .

‫تعليقات الزوار

11
  • أبو هالة
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 15:59

    لنقم بعملية حسابية بسيطة:
    مهندس الدولة من الدرجة الممتازة راتبه الشهري الصافي 10000 درهم يعمل بالرباط و له إبن في المدرسة:
    – الكراء : 2000 درهم.
    – الماء و الكهرباء و التلفون و الأنترنيت و السانديك : 1000 درهم.
    – أقساط السيارة : 1500 درهم.
    – تكاليف السيارة من محروقات و تأمين و إصلاحات و حراس سيارات: 2000 درهم.
    – تكاليف الطفل: 1000 درهم.
    أي ما مجموعه 7500 درهم فهل تظنون أنه بالإمكان العيش في الرباط ب 2500 درهم أي أقل من 100 درهم في اليوم دون أن نحتسب تكاليف التطبيب و السفر لزيارة الأهل و الأحباب و العطلة و عيد الأضحى و رمضان ؟
    هذا يأخدناإلى التساءل عن حال باقي الموظفين الذين يقل راتبهم الشهري بكثير عن 10000 درهم شهريا. كما ياخذنا فكرنا إلى الذين يتجاوز راتبهم الشهري عشرات الملايين من الدراهم.
    إن الحل لتقوية الطبقة الوسطى هو فرض الدولة للعدل و الإنصاف في مجالس السكن و فوائد الفائدة لدى الأبناك و تقوية التعليم و التأمين الصحي.

  • ستاتي عبد لعزيز
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 16:01

    عبداللطيف الجواهري والي ا لبنك يتناقض وكأن لسان حاله يقول :” التجارة الخارجية لا تقام بالعملة الصعبة”!!!…

  • مغربي بالتاكيذ
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 16:03

    كلما اتنمناه من الملك محمد السادس نصره وحفظه بما حفظبه الذكر الحكيم هو ان يتدخل لفائدة شريحة كبيرة من المجتمع المغربي من موظفين مدنيين وعسكريين ورجال الصحة والتعليم والعدل والجنود وضباط الصف والمتقاعدين مدنيين وعسكريين ويهدي لهم اغلى هدية هده السنة نظرا لما تكبدوه من نفقات متعددة == الدخول المدرسي == رمضان == العيد العطلة ويصدر امره السامي المطاع ويعفي كل هده الاصناف التي دكرتها من الفوائد التي تعادل مبلغ الذين الدي يؤديه المقترض ففي مبلغ 10000 يؤدي مبلغ 1150 من اصل الدين ويؤدي 1220ده كمبلغ الفائدة
    والا فان المغاربة المقترضين سيصابون بامراض نفسية وعصبية لا حد لها وسبق لامراة تشارك في ما يسمى بالقرعة ان انتحرت لكونها لم تستطع اداء مبلغ 2000
    ولجلالة الملك واسع النظر ورافة بشعبه

  • assauiry
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 15:47

    نعم الفكرة ، وكم من موظف مقترض يتمنى الحل من جلالته إ سوة بالمبادرة السامية الثي أنعم بها حفظه الله على القوات المساعدة وغيرهم إبان توليه العرش ، باش إعاودوا هذ الموظفين من الأول وجمعوا راسهم ، وخا هي ماشي في مصلحة مؤسسات القرض .اماهداك unknown لاتصدع راسك معاه كيف قلت باقى طايح علك اباه. دعوى ليه :الله اعطيه شى وظيفة في المغرب.

  • مغربي غيور1
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 15:55

    القناعة كنز لا يفنى .القناعة كنز لا يفنى.

  • بالمقلوب
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 15:57

    وألأزمة الإقتصادية العالمية على الأبواب . أبناك أفلست و ستتبعها شركات التأمين في الغرب الرأسمالي بزعامة أمريكا.
    ـ ونحن في المغرب؟
    نحن عندنا الأولياء و الصالحين وما نخافو والو .
    ـ هل من ضمانات للمودعين أموالهم بالأبناك المغربية في المغرب؟
    نحن شعب المعجزات ، لاخوف علينا .
    ـ هل أصيب من أحد فينا بالأوبئة التي ضربت العالم بكامله؟
    كلا وأبدا ؛ جنون البقر! و إنفليونزا الطيور! وداء فقدان المناعة! لم تسجل عندنا ولا حالة واحدة . نحن محصنون .

  • zarzozos
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 15:53

    لم اتمم الييت الشعري لأنه اصبح بعيدا كل البعد عن المتسول فبالأحرى ان يكون رسولا .السبب واضح فكيف يمكن ان يضمن العيش الكريم براتب 3000درهم الشيء الدي يجعله فريسة لقروض الإسثهلاك.

  • عليلو
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 15:49

    هل تعلم اخي القارء انه خلال العقدين الاخيرين اثفل كاهل بعض المئجورين بديون ا ستهلاكية بحيث اصبص بعضهم يتقاضى مئة درهم في اخر الشهر,والباقي من حوالته يقتطع من المنبع SOM
    ادا لم تصدقوني اسالو مدمني القروض,

  • أبو هالة
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 15:51

    إن جميع المعطيات حول الأزمة الخانقة التي يعيشها الموظفون عند مؤسسات الدولة. فيكفي الاطلاع على أرصدة الحسابات البنكية للموظفين للوقوف على حقيقة الأزمة. جل الموظفين في اليوم الثالث تصبح أرصدتهم تحت الصفر.
    إنها وضعية صعبة ليست في صالح الاقتصاد الوطني و في نفس الوقت حين تدهب إلى أي محل تجاري كبير تجد نساء يدفعون عربات ممتلئة بالسلع تفوق قيمته 5000 درهم. من أين لهم بهذه الأموال؟
    الطبقة المتوسطة التي عمادها الموظفون يجب دعمها إنها هي التي تربي الأجيال الصالحة للمستقبل القريب.

  • nora
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 16:05

    قال روزفلت ان سبب الازمة الا قتصادية هو نسبة الفائدة .نصيحة لكل النا س عيشو بالراتب ديالكم شهري ويسهل ليكم الله فيه.ربا رها حرام ويلا تبعتوها معمركم تكونو لباس .عيشو على قدكم او الحاجة لملوصلتوهاش بناقص منها

  • ابو محمد منير
    الإثنين 29 شتنبر 2008 - 16:07

    اتفق مع nora فالسبب الأول و و و انه الربا، ألم يأذن الله للذين يأكلونها و لم ينتهوا بحرب منه و من رسوله، و الله يمحق الربا و يمحق معها آكلها و مؤكلها و كاتبها و الشاهد عليها؛ مشكلتنا أننا ندعي التدين فقط بالصلاة و الصيام؛ و ننسى التدين الحقيقي في الإمتثال لأوامر و نواهي الشرع في ما يخص سلوكاتنا و معاملاتنا، مجتمع يتهافت مواطنوه على الإقتراض من الأبناك الربوية تحت ذراءع كثيرة كالحاجة و هاذاك الشي اللي بغات الوقت و و و و يتناسون أن الله سبحانه هو المدبر الحكيم؛ ثقوا بي يحكمون على أنفسهم بالهلاك فلن نقدر على حرب الله و رسوله

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة