اعتبر الفرنسي الدولي السابق ليليان تورام أن الدفع بنوع آخر من التربية، أكثر شمولية، هو الترياق الوحيد لمكافحة آفة العنصرية التي تعد ظاهرة أصبحت تلقي بظلالها على ملاعب كرة القدم.
وفي مقابلة مع (إفي) أثناء فعالية في تونس نظمتها مؤسسة “التربية ضد العنصرية”، دعا تورام لاعبي كرة القدم للخروج عن الحياد، والانخراط بشكل أكبر في الكفاح ضد هذه الظاهرة معتبرا أن التزام الحياد هو في الحقيقة شكل من أشكال الدعم لها.
وقبلها، تحدث اللاعب السابق مع مجموعة من الشباب بالمعهد الفرنسي بوسط تونس العاصمة لمساعدتهم على أن يكون لديهم الوعي بمشكلة أكد أنها ليست مرتبطة بطبقة اجتماعية وأنه هو نفسه عانى منها أثناء مسيرته الاحترافية من جانب جماهير الخصوم الذين وجهوا له إهانات ونعتوه بالقرد من المدرجات.
وقال تورام “لم يساورني الشك لحظة. كنت أعلم أنني لست المشكلة، بل هم. يجب مساعدتهم، العنصرية عنف ويجب تقويم المجتمع كي يصبح أقل عنفا”.
وردا على سؤاله حول اللحظة التي قرر فيها أن يصبح ناشطا، أكد الدولي الفرنسي السابق أن المسألة بدأت منذ أن كان طفلا، وقال “وصلت من غوادالوب لباريس حين كان عمري تسع سنوات وفي المدرسة كان بعض الزملاء يعتقدون أن لون بشرتي يجعلني بالضرورة أسوء كشخص، بمعنى أن أصحاب البشرة البيضاء أفضل بالنسبة إليهم. لذلك بدأت أتساءل”.
وتابع “في عام 2008، حين كنت لاعبا بين صفوف برشلونة، دشنت مؤسسة التربية ضد العنصرية لأننا لا نولد عنصريين بل نصبح كذلك”، موضحا “حين نكون أطفالا يقوموا بتصنيفنا: رجل أو امرأة، أبيض أو أسود…تصنيفات ليس لها وجود في الواقع، بل هي اختراع أيديولوجي”.
وعن الدور الذي تلعبه كرة القدم في هذه الحملة للتوعية ضد العنصرية، أبرز تورام أن “كرة القدم هي اللعبة رقم 1 في العالم. هي لعبة مليئة بالعواطف ويجب استغلال ذلك من أجل دفع الناس للتفكير. هل من الطبيعي أن تشهد كرة القدم كل هذا الكم من العنصرية؟ هل من الصدفة أن يكون السود هم المتضررين منها؟”.
وأكد اللاعب السابق أن “الحياد في قضايا مثل هذه ليس له وجود. حين تلتزم الحياد تجاه التمييز الجنسي أو معاداة الأجانب فهذا يعني أنك تدعم هذا الظلم”.
واختتم “أدعو اللاعبين، وليس اللاعبين فحسب، للخروج عن هذا الحياد، يجب التنديد بذلك من أجل التقدم بطريقة أكثر ذكاء”.