"فضيحة" المنشطات ترمي بمستقبل الرياضة الروسية إلى المجهول

"فضيحة" المنشطات ترمي بمستقبل الرياضة الروسية إلى المجهول
الإثنين 23 دجنبر 2019 - 05:00

عادت قضية تعاطي المنشطات، التي هزت عرش رياضة روسيا خلال الشهرين الأخيرين من السنة التي نودعها، لتصبح مجددا تحت المجهر، وهي إشكالية متكررة تضع مستقبل رياضة البلاد على كف عفريت.

وقررت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) بالإجماع، في 9 دجنبر 2019، فرض عقوبة صارمة على روسيا، بعد توصيات من لجنة مراجعة الامتثال التابعة لـ(وادا)، تقضي بمنع الدب الروسي من المشاركة في الملتقيات الرياضية الدولية لمدة أربع سنوات مقبلة.

ووفقا لهذا القرار، لن تكون روسيا قادرة على المشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية المقبلة (2020 و2022) وفي كأس العالم لكرة القدم المقبل في عام 2022، ولن تستضيف أو تكون مرشحة لتنظيم الأحداث الرياضية العالمية، بالإضافة إلى أن المسيرين والمدربين الرياضين لم يعد بإمكانهم حضور المسابقات أو المشاركة في الاتحادات الدولية.

ويعود أصل هذه العقوبات إلى إجراء أطلقته اللجنة التنفيذية لـ”وادا” بمنع الاتحاد الروسي لألعاب القوى من المشاركة في المنافسات الدولية منذ عام 2015 في أعقاب اكتشاف هذه “الفضيحة” في روسيا في الفترة ما بين 2012 و2015، وعدم امتثال الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا) لقانون (مكافحة المنشطات الدولي)، في أعقاب التلاعب في نتائج اختبارات المواد المنشطة للرياضيين الروس من مختبر موسكو لمكافحة المنشطات.

وتسبب هذا القرار في زلزال لأعلى هرم في الدولة الروسية، كما يتضح من تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أكد أن هذا القرار “له دوافع سياسية ويتعارض مع الميثاق الأولمبي”، أو بالنسبة إلى رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، الذي انتقد “الهستيريا المناهضة لروسيا”، مع الاعتراف “بمشاكل تعاطي المنشطات الخطيرة في الرياضة الروسية”.

كما أدان العديد من المسؤولين على الرياضة “شدة” عقوبة (وادا)، مطالبين برد فعل لمنع الرياضة الروسية من الانهيار. كما دعا يوري غانوس، مدير عام (روسادا )، إلى “تعيين مسؤولين روس جدد للرياضة والذين يجب أن يثق بهم الرياضيون”، أو ميخائيل ديرياريف، رئيس لجنة مجلس الدوما للثقافة البدنية والرياضة والسياحة والشباب، الذي دعا إلى “معاقبة جميع المسؤولين الذين انتهكوا مصالح الرياضيين الروس “.

ويبقى لردود الأفعال هذه ما يبررها، حيث ما زالت العقوبات المفروضة على روسيا بعد الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي عام 2014 بالنسبة إلى روسيا عالقة بالأذهان، وتوالى ذلك إجبار روسيا على المشاركة في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو في عام 2016 وبوينغ شانغ في عام 2018 دون رفع العلم وعزف النشيد الوطني.

وفي خضم هذه المشاكل، تمكنت روسيا من تنظيم بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم وصفت بالناجحة والتاريخية، وأشاد بها جميع المسؤولين الرياضيين في العالم لجودة البنية التحتية والتنظيم المحكم؛ وهو ما جعل الكثير يتوقع بأن روسيا قادرة على استضافة التظاهرات الرياضية العالمية الكبرى الأخرى، مثل أولمبياد 2032.

لكن هذه العقوبات أصبحت بمثابة صوت الموت وكبح جماح أحد عمالقة الرياضة العالمية، الذي اعتاد على احتلال قمة سبورة الميداليات في الألعاب الأولمبية الصيفية و الشتوية، وحرمان العديد من الرياضيين من رؤية علمهم يرفرف وعزف نشيدهم الوطني، وربما للمرة الأخيرة في حياتهم الرياضية، كماريا لاسيتسكين، البطلة العالمية في الوثب العالي، التي أكدت أنها “حرمت من العلم” الروسي منذ عام 2015 “ومع فرض عقوبات (وادا)، فإنها لن تراه مرة أخرى حتى عام 2024، وهو” الجزء الرئيسي من مسيرتها الرياضية”.

ومع ذلك، فإن لموسكو الحق في الاستئناف أمام هيئة التحكيم للرياضي (كاس)، ومقرها لوزان، عن طريق الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا)، التي ستجتمع نهاية السنة التي نودعها؛ في حين أن دراسة القضية من المتوقع أن تأخذ ثلاثة الى أربعة أشهر إضافية.

ويبقى الأمل ضعيفا، لكن لا ينبغي أن يخفي حاجة روسيا إلى الاستثمار في مشروع كبير لتنظيف العالم الرياضي على جميع المستويات، من أجل استعادة البلاد لمكانتها بين الأمم واستشراف المستقبل.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

4
  • معلق
    الإثنين 23 دجنبر 2019 - 07:23

    لهذا السبب كان المنتخب الروسي يطير في رقعة الملعب بدون عياء !!!!!¡!!!!!!!¡!

  • مواطن
    الإثنين 23 دجنبر 2019 - 08:44

    منذ قديم الزمان وهم يحصدون الجوائز بالمنشطات كلهم هاكذا .لا يحبون الا انفسهم ويريدون ان يظهروا دائما هم الاقوياء في كل المجالات ولو بالكذب والغش.هذه هي حياتهم كلها غدر ومكر وخداع وكذب.حتى نزولهم على سطح القمر وغزو الفضاء كلها خزعبلات كانوا يضحكون بها على العالم.

  • khalid
    الإثنين 23 دجنبر 2019 - 09:50

    الصراع الامريكي الروسي تحت الطاولة!
    ا كبر محتكرين للميداليات في الالعاب الاولمبية، و م ا و روسيا ثم الصين!
    العم سام يتخلص من منافسه المباشر!

  • أحمد
    الإثنين 23 دجنبر 2019 - 10:01

    كان للرياضة قيمة عندما كانت للهواة و عندما تسلط عليها اصحاب الشكاير اصبحت بيع وشراء
    ليعلم هاذا الجيل أننا كنا نتابع كأس العالم و كل الأحداث الرياضية مجانا حتى اتى الجيعانين
    من الطبيعي أمام المال فالإنسان ضعيف البعض يستعمل منشطات لتوفير لقمة العيش و البعض يقرصن القنوات لأنه مافحالوش باش يخلص

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب