افتتاح " بارد " لمهرجان " السينما والهجرة " بأكادير

افتتاح " بارد " لمهرجان " السينما والهجرة " بأكادير
الخميس 22 يناير 2009 - 23:01

على الساعة السادسة من مساء يوم أمس الأربعاء ، تبدو حركة الناس عادية كما في باقي الأيام حول سينما “ريالطو” (الصورة) التي ستحتضن حفل افتتاح المهرجان .


كل شيء هنا لا يوحي بوجود مهرجان للسينما . أصحاب المحلات التجارية يختبؤون خلف زجاج محلاتهم التي يختص أغلبها في بيع الملابس الجاهزة والمجوهرات وقطع الصناعة التقليدية ، ويترقبون بعيون متفحصة زبناءهم الذين يتشكلون من السياح الأجانب ، والذين يبدو أنهم أصبحوا نادرين في هذه الأيام الباردة . نفس الهدوء يعرفه “السوق البلدي” المطل على السينما .


في ساحة سينما “ريالطو” ، تنتصب خيمتان تتوسطهما طاولات لا أحد يعرف من سيجلس إليها ، باستثناء منظمي المهرجان . الخيمتان ، سيظهر فيما بعد أنهما تصلحان للاحتماء من لسعات البرد القارس الذي يهب على أكادير من البحر . داود أولاد السيد رفقة سعاد حميدو كانا أول من احتمى من البرد في الخيمة .


وبجانب باب السينما لافتة كبيرة تتضمن البرنامج الكامل للدورة السادسة لمهرجان السينما والهجرة . وبين فينة وأخرى يأتي مواطنون مثنى وفرادى ، يطالعون محتوى البرنامج على اللافتة ، وينصرفون عندما يعلمون أن حفل الافتتاح لن يبدأ إلا على الساعة السابعة والنصف .


من مئذنة “مسجد لبنان” المجاور ، يرتفع صوت أذان صلاة المغرب ، وبعد الأذان يفد على ساحة السينما تسعة من رجال القوات المساعدة . يأخذون أماكنهم على يمين الباب ، وبجانبهم أربعة من رجال الشرقي الضريس . البوليس زعما ، سينضاف إليهم زملاؤهم بلباس مدني ، لكن بعد حضور ضيوف المهرجان .


مع اقتراب الساعة السابعة ، تم إخلاء الساحة الخلفية للسينما من السيارات التي كانت تربض هناك . هنا سينزل الممثلون والمخرجون وضيوف المهرجان من السيارات التي ستقلهم من فندق “ألموكار” حيث تم الحجز لضيوف المهرجان . وكان من الطريف أن إحدى السيارات تعطلت وسط الساحة ، وظل صاحبها يحاول تشغيل محركها لأكثر من خمس دقائق ، قبل أن “يفرجها الله” في الأخير . لحسن الحظ بقيت نصف ساعة على موعد حضور الضيوف .


وقبل الساعة السابعة والنصف بدقائق قليلة ، ظهر أول فوج من ضيوف المهرجان “بقيادة” المخرج داود أولاد السيد ، الذي كان يسير إلى جانب الممثل محمد بنبراهيم وسعاد حميدو ، يليهم الممثل عبد القادر مطاع رفقة الممثل الكوميدي محمد الجم والممثل عزيز موهوب . هؤلاء لن يسيروا على بساط أحمر ، وإنما على زرابي مغربية عادية يظهر أنها لم تحظ بزيارة “لاسبيراتور” منذ مدة . ماشي مشكل ، المهم ما غاديش يتمشاو على الضص .


كل الممثلين والمخرجين المغاربة المعروفين تقريبا كانوا حاضرين . رشيد الوالي ، بشرى إيجورك ، نعيمة إلياس ، حنان الإبراهيمي ، محمد خيي ، حسن بنجلون ، نور الدين الخماري ، عبد الله فركوس ، حميدو بنمسعود ، وحتى الممثل الفكاهي الحسين بنياز … وحضر أيضا الممثل المغربي المقيم في فرنسا ، سعيد التغماوي ، الذي يرأس لجنة تحكيم الدورة السادسة لمهرجان السينما والهجرة .


الهدوء الذي كان يعم ساحة سينما ريالطو تحول إلى لحظات تبادل خلالها ضيوف المهرجان العناق فيما بينهم ، ورسموا القبلات على وجوه بعضهم البعض . هنا النساء والرجال يتصافحون عن طريق الوجه . وبالعلالي من فضلكم ! السينما تعني الحرية .


داود أولاد السيد يتجاذب أطراف الحديث بالفرنسية تحت الخيمة مع الممثلة سعاد حميدو ، ابنة الممثل حميدو بنمسعود . عبد القادر مطاع كوّن رفقة محمد الجم وعزيز موهوب ثلاثيا لا يفترق . رشيد الوالي بابتسامته المعهودة في حديث ضاحك رفقة الممثلة حنان الإبراهيمي وضيوف آخرين . بينما محمد خيي يرد على أجوبة أربعة صحفيين أحاطو به . فيما تلتقط بشرى إيجورك صورا للذكرى مع معجبيها ومعجباتها بابتسامتها العريضة ، ونفس الشيء تفعله نعيمة إلياس. الله شحال زوينين هاد النجوم دياولنا واخا شي وحدين منهم فيهم شوية ديال الزعت !


على الساعة الثامنة سيمتص باب السينما ضيوف المهرجان ، وبعد أن أخذ الجميع أماكنهم ، صعد المنشط الإذاعي منتصر من إذاعة “ميدي 1 ” إلى الخشبة لتقديم فقرات حفل افتتاح المهرجان .


إدريس مبارك ، الذي يرأس “جمعية المبادرة الثقافية” ، التي تنظم المهرجان ، ألقى كلمة مقتضبة بدا من خلالها راضيا على المستوى الذي وصل إليه المهرجان وهو يحتفل هذه السنة بعيد ميلاده السادس .


بعده أخذ الكلمة محمد عامر ، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول ، المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج في حكومة عباس الفاسي . عامر ألقى كلمة مطولة نوعا ما بصوت خفيض ظهر أن الجالسين في المقاعد الخلفية لم يكونوا يسمعون جيدا ما يقوله الوزير ، وارتفع صوت من الخلف ينادي برفع مستوى صوت مكبر الصوت .


الوزير “زف” للحضور نبأ عزم الدولة على خلق “جائزة محمد السادس” لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، في ميدان الفن والبحث العلمي والمشاريع الاجتماعية . إيوا وجدو راسكم آزماكرية ، راه من هنا للقدام ما كاين غير الخير والخمير .


بعد محمد عامر ، تناول الكلمة إدريس اليازمي ، رئيس المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج . اليازمي قبل أن يصعد إلى المنصة تعثر في الدرج وكاد أن يسقط ، قبل أن يلقي كلمته بالفرنسية ، ومن خلف القاعة ارتفع الصوت المنادي برفع مستوى الصوت من جديد ، وقبل أن ينزل السيد اليازمي طلب مقدم الحفل من ضابط الأضواء أن ينير له الطريق حتى لا يتعثر مرة أخرى .


قالها منتصر عندما كان اليازمي ينزل الدرج تحت تصفيقات الحضور .Un ; deux ; trois , et marche …


وكان رابع وآخر من تناول الكلمة هو الممثل المغربي سعيد التغماوي ، الذي يرأس لجنة تحكيم هذه الدورة . هذا الأخير أراد الصعود إلى الخشبة من الدرج الجانبي ، قبل أن يطلب منه مقدم الحفل أن يصعد من “الدرج الرسمي” ، كما فعل الذين سبقوه إلى المنصة .


صوت التغماوي بدوره لم يكن مسموعا بوضوح ، رغم أنه تحدث من ميكروفون محمول ، وارتفعت مرة أخرى أصوات من خلف القاعة تطالب برفع مستوى الصوت . في تلك الأثناء ظهر الانزعاج على وجه منتصر . ربما المكلفون بالأجهزة التقنية لم يراقبوا أجهزة الصوت بما فيه الكفاية قبل انطلاق حفل الافتتاح .


في تمام الساعة الثامنة والنصف ، أي بعد ساعة كاملة من الموعد المحدد أصلا لانطلاق حفل الافتتاح ، ستنطفئ أضواء القاعة فاسحة المجال لضوء الشاشة التي سيفتتحها شريط :


Dernier maquis


وهو من إنتاج جزائري / فرنسي مشترك ، ومن إخراج عمرو زرماش الذي ألقى كلمة مقتضبة قبل بداية عرض فيلمه الذي استغرق مدة ساعة ونصف ، والذي لعب فيه دور البطولة .


الفيلم بدا مملا وانتهى مبهما ، وتميز بكثير من اللقطات المجانية ، رغم أنه استطاع أن ينتزع ضحكات من الجمهور في بعض اللحظات . حسن بنجلون وداود أولاد السيد غادرا القاعة بعد عشر دقائق من بداية الشريط . ربما بان ليهم العربون من الديبار .


انتهى عرض الشريط ، ليغادر الجميع القاعة ، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى استعادت ساحة سينما ريالطو هدوءها ، بعد أن غادرها ضيوف المهرجان ، ليضرب الجميع مواعيد جديدة مع عروض جديدة ، ومع الأنشطة الموازية للمهرجان الذي يستمر إلى غاية يوم السبت 24 يناير الجاري ، حيث موعد حفل الاختتام . الله يوفق .

‫تعليقات الزوار

7
  • moslim+
    الخميس 22 يناير 2009 - 23:09

    رحم الله من عرف قدره
    هده هي المواضيع التي يمكنك تناولها أما السياسة وأمور المقاومة المستعصية عليك أتركها بعيدة عنك لأنك لا تفقه فيها ( حتى وزة) بلييز

  • منير
    الخميس 22 يناير 2009 - 23:11

    مند زمن كان المهرجان يساهم في الاقتصاد و السياحة لكن اليوم اصبح من اجل الفساد .فا لسياحة لم تعد سياحة من اجل التعرف على المغرب فهي اصبحت سياحة جنسية فقط .ولم تعد تقتصر على الفتات فقط بل على بعض الدكور ايضا فاي مهرجان هدا لما يعود يجلب المصائب و ينشر الفساد في بلد مسلم

  • هدهد سليمان
    الخميس 22 يناير 2009 - 23:03

    في الوقت الذي يعلن فيه رؤساء وزراء الدول الغربية عن تداعيات الأزمة الإقتصادية و يدعون شعوبهم للإستعداد لنتائجها الكارثية، و أخطر هذه النتائح إفلاس كثير من الشركات الكبرى و المتوسطة و الصغرى، و بالتالى إرتفاع عدد العاطلين عن العمل بدرجة لم يسبق للغرب الرأسمالي أن عرفها من قبل، في نفس الوقت الذي نجد فيه سادتنا و كباراءنا و المسؤولين السياسين في بلادنا يهتمون بمشاريع وهمية خرفة و ينصبّون على مهراجانات تعتمد بالأساس على تشجيعات خارجية و تمويل داخلي يقتطع من أموال دافعي الضرائب بالمغرب، و كأن لسان حال القوم يقول: (( الباس في ذاك الدوار، حنا ناجين)) .
    أما فيما يتعلق بالتفكير في (خلق جائزة الملك)، فهو لحد الساعة هو مجرد تفكير في جائزة، و ليس مشروعا للإستفادة من الخبرة أو الكفاءآت و المهارات التي حصل عليها أبناء الجاليات المقيمة بالخارج خلال سنين وهم (كنز ثمين) للوطن المغربي و على المدى الطويل. لأن مثل هذا المشروع هو في الحقيقة أخطر الأخطار على النظام القائم في المغرب بكل سلوكياته و قيمه و أخلاقياته.
    أريدك أن تتصور معي المغرب الرسمي الحالي ـ أي المخزن بكل مؤسساته ـ فهو يحاول مسايرة العصر من خلال الإنفتاح على ثقافة و فنون الغرب الرأسمالي و يتناسى جوهر مشكلته الحقيقية، فالمخزن بهدا الشكل يشبه إمرأة عجوزا فاتها الشباب وفاتت هي الشباب بعقود زمنية طويلة، ثم إنها مع ذلك لا زالت تظن و تتوهم أنها في ريعان الشباب، بل تحاول إقناع عقلها الباطني بأنها شابة و جميلة و فاتنة، وهي في نفس الوقت تغطي وجهها كل لحظة بأطنان من مساحيق التجميل و صباغة الشعر و إرتداء ملابس الشابات الصغيرات. لكن أن تسأل هذه السيدة عن سنها فذلك أمر ممنوع، أو أن تسألها عن إزاحة لباسها و التعرية عن بعض مفاتنها….، نعم ستتحايل عليك هذه السيدة وتلتجيئ الى الظلام، أو أن تشترط عليك إغماض عينيك لأن أعذب الحب عندها ما مورس في جنح الظلام ، وهي لذلك السبب تجد الروعة و الرومانسية في الظلام .
    نعم إن أبناء الجاليات المقيمة بالخارج لن يكون عندهم تذوق لا للرومانسية و لا للواقعية في ظلام مخزني حالك السواد.

  • المالكي
    الخميس 22 يناير 2009 - 23:05

    جميع افتتاحات المهرجانات التقافية باكادير تكون افتتاحاتها باردة اللهم ادا استثنينا مهرجان الموسيقى هداكشي اللي كيعرفو شباب اكادير لن تجدهم في دور الشباب ولا فيي اندية ثقافية او اجتماعية ولكن ما اكثرهم في المجموعات الموسيقية دلك ما اريد لاكادير مدينة بلا روح

  • المهرجان التافه
    الخميس 22 يناير 2009 - 23:07

    الأمة الإسلامية تعيش حربا مع الصهاينة اليهود وحلفاءهم، وأنتم ما زلتم تبدرون أموال الشعب في المهرجانات الخاوية، فميزانية المهرجان الضائعة أرسلوها لإخواننا في غزة فهم أكثر حاجة إليها، كلنا مع غزة

  • الملولي
    الخميس 22 يناير 2009 - 23:15

    مافخبارناش واش طاين هادشي ولكن الجحمهور السوسي يحب ثقافته ونحب نجومنا الامازيغ اما أولئك فهم مجرد خشيشات يسعون لإضحاك المغاربة ولكنهم لا يفلحون .. لو ذهبت لن أذهب أضحك على وجه أولئك الممثلين ولن أسعى لإلتقاط الصور معهم والسلام معهم كما يفعل المراكشيين عادة في المهرجان الدولي للفلم.. مع إحتراماتي لبعض الممثلين المقتدرين أمثال محمد الجم وعزيز موهوب والمخرج

  • GANGSTER
    الخميس 22 يناير 2009 - 23:13

    و brgag صحيح مع راسك و MAZGALTI والو حسن كون تبعتيهم لHOTEL تشوف المهرجانات ديال بصح…لمهم خويا راجي لك مني شهادة ISO فتBRGIG
    والعفوووووووووو علنا حنا المغاربة

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة