التحرش الجنسي بالفنانات المغربيات

التحرش الجنسي بالفنانات المغربيات
الإثنين 19 نونبر 2007 - 16:35

في الصورة الممثلة ماجدولين الإدريسي في فيلم السمفونية المغربية

التحرش الجنسي بالفنانات في المغرب، يدخل في دائرة المسكوت عنه، ويسكن مناطق الظل، بين الأوساط الفنية، وهي ظاهرة يحاول أهل الفن على اختلاف أجناسهم الفنية إسدال الستار عليها، لأسباب متعددة ومختلفة سنقف على بعضها من خلال هذا الملف، أبرزها التخوف من تصنيف الوسط الفني ضمن الخطوط الحمراء أو المشبوهة، خاصة أن الفن، في أرقى توجهاته الحضارية، يعتبر مرآة حقيقية تعكس الوجه الأصيل للمجتمع، لذلك يرى هؤلاء المتسترون على الخطايا التي تشوه صورته، أن تلميع واجهته أمر ضروري طالما أنه يمثل الوجه الآخر للمجتمع.. رغم الآثار المهولة التي يخلفها هذا النوع من التحرش على الفنانات المغربيات معنويا وجسديا.

ظاهرة التحرش الجنسي تعاني منها غالبية الفنانات المغربيات، على اختلاف المشارب الفنية التي تزاولنها – مسرح – تلفزيون – موسيقى – سينما، تشكيل.. الخ.. وتتعرضن باستمرار للمساومات الرخيصة التي تحط من كرامتهن، وتتطاول على عفتهن، وفوق ذلك يفرض عليهن التكتم عليها، والتحفظ عن الجهر بوقائع هذا السلوك الشاذ الذي يتعرضن له، فهل للأمر ارتباط بالمجتمعات المحافظة التي ترفض مواجهة مشاكلها الجنسية، وتعتبرها ضمن الطابوهات الممنوع تداولها جهرا بين مكوناتها؟ أم أن الظاهرة بحكم حصولها دائما تحت جناح السر وفي طائلة الكتمان، تدخل بشكل تلقائي في دائرة الظل بعيدا عن العلانية والوضوح؟ أم أن هناك دوافع أخرى تدعو إلى سكوت الفنانات المغربيات عن هذا السلوك القبيح الذي يصل حد الإهانة والطعن في صميم كرامتهن؟ أم للفراغ القانوني دخل في الموضوع، حيث يتطلب من الضحية أدلة يصعب الحصول عليها، طالما أن الفعل يحصل بمحض المصادفة بالنسبة للمتضررة، بعيدا عن الأعين؟ هذه بعض الأسئلة وأخرى غيرها سنحاول الإجابة عنها من خلال هذا الملف الذي يرصد وقائع حية لفنانات مغربيات تعرضن للتحرش الجنسي، من طرف مخرجين ومنتجين وتقنيين وزملاء لهم في المهنة، يحكين بلسانهن شهادات ناطقة عما يجري في الكواليس الفنية من تحرشات جنسية وما شابه ذلك.

تقديم

التحرش الجنسي حسب علماء النفس، عمل يصدر عن شخص واع يقصد به إشباع نزعة جنسية، وهو شهوة تقضى بأساليب مختلفة، ومتعددة، وأكثرها ممارسة تلك المرتبطة بالتقارب الجسدي والملامسات التي تحدث الإثارة، وتحرك الغرائز المدسوسة، لإشباع اللذة الجنسية لدى الفاعل (أي المتحرش)؛ والتحرش الصريح يقوم، لما يتقرب الفاعل من ضحيته ويتعدى الحدود المسموح بها في التقارب، أي لما يتجاوز الحدود الفاصلة بين الجسدين على الأقل بـ 40 سنتمرا، بما يعني أن تجاوز هذه المسافة يدخل في باب التحرش الجنسي، طبعا إذا كان الفعل بدون رضا الطرف الآخر، فإنه في هذه الحالة يتحول من عرض إلى فرض، ويصبح بالتالي مجالا للإطاحة أو إضعاف الضحية وإجبارها على القبول بالأمر الواقع، وهذا الفعل يثير لدى الضحية مشاعر التقزز والاشمئزاز، فيدخل الأمر في خانة التحرش الجنسي المباشر، عن سبق إصرار وترصد، وللتحرش أشكال أخرى قد تكون بالكلام فقط، رغم بعد المسافة بين الفاعل وضحيته، كالاستعمال الهاتفي مثلا، فكم من متحرش يمارس هوايته عبر الهاتف، يلاحق من خلاله ضحاياه ويعكر صفو أمزجتهم.

التحرش الجنسي بالفنانات من الناحية النفسية، غالبا ما تحركه هواجس بعيدة عن إرضاء النزوات الشخصية أو الرغبات الجنسية أو الشهوة والبحث عن اللذة، بل تحركه في أغلب الحالات دوافع التسلط والرغبة في إذلال وإهانة الطرف الآخر، خاصة إذا كان هذا الآخر محبوبا لدى الجمهور، ويتعفف عن السقوط بين براثين اللذة الساقطة، ويجتهد للعيش برأس مرفوعة ونفس عزيزة بين زملائه، لذلك تتحرك الرغبات الشيطانية لدى المتحرش بدافع الإذلال والإهانة، وليس رغبة منه في المقام الأول، إرضاء أو إشباع غرائزه وشهواته؛ وارتباطا بالموضوع ربطت “المشعل” اتصالاتها، بمجموعة من الفنانات المغربيات، بغية الوقوف معهن على خلفيات هذه الظاهرة (التحرش الجنسي بالفنانات المغربيات) وتأثيرها السلبي على الحياة الفنية بالبلاد، وآثارها العميقة على معنويات ونفسيات ضحاياها من الفنانات، للأسف وجدنا صعوبات كثيرة في انتزاع اعترافات بعضهن عن وقائع التحرشات الجنسية اللائي تعرضن لها. إذ إن أغلب ضحايا هذا الفعل المريض، امتنعن عن الإجابة عن أسئلتنا التي هي في العمق أسئلة الشارع المغربي، اعتقادا منهن أن في الأمر إساءة لهن ولمستقبلهن الفني، بل منهن من صرحت بأن المجتمع المغربي لا يقبل حتى مجرد الحديث عن التحرش الجنسي، الذي يمارس ضد النساء العاديات فبالأحرى أن يرتبط الأمر بالفنانات، معتبرة أن مجرد التصريح بالاعتداء الجنسي على الفنانة، يدخل في خانة الخطوط الحمراء، ويصنف في إطار علامات قف بالمملكة، بل منهن من فضلت الصمت فقط لأن المخرج الذي تحرش بها جنسيا في مسلسل سابق، استدعاها للعمل معه في مسلسل جديد يصور حاليا بإنتاج من طرف القناة الثانية، هكذا تعددت أسباب الامتناع من فنانة لأخرى، عن الإدلاء بشهادة للتاريخ، ضد ممارسات مشينة تسيء للجسم الفني برمته.

الممثلة أمينة بوسيف : المخرج طلب مني أن أراجع دوري في غرفة نومه

تعرضت للتحرش الجنسي أكثر من مرة، ومورست عليها ضغوطات ما أتى الله بها من سلطان، لكنها قاومت النزوات المريضة، وواصلت مشوارها الفني رغم العراقيل والعقبات، أجبرها مخرج على مضاجعته في غرفته بموقع التصوير، وهددها أمام الممثلين، بصق على وجهها لما رفضت الخضوع لرغباته الجنسية المريضة.

الممثلة “أمينة بوسيف” تروي وقائع تعرضها للتحرش الجنسي لـ “المشعل”.

– كيف تعلقين على ظاهرة التحرش الجنسي بالممثلات؟

ظاهرة التحرش الجنسي بالفنانات في المغرب واقع لا يمكن إخفاؤه، كما لا يمكن أن نحجب الشمس بعين غربال، الكل يعترف في سره أو علانيته أن التحرش بالممثلات حقيقة يعرفها الجميع في إطار جل الأعمال المغربية، فإذا تعفف المخرج والمنتج، يمارسه التقنيون أو الممثلون، لدرجة أن أحد المخرجين أخبرني مؤخرا أنه بصدد تهيئ فيلم قصير حول المخرج الذي يخير الفنانة بين أمرين، إما أن تخضع لنزواته الشيطانية أو يحرمها من المشاركة في المنتوج الفني الذي يشرف عليه (إلى ما مشيتيش معايا ما تلعبيش)، ومن المخرجين من يخير الفنانة بعد الانتهاء من التصوير بين قبولها بالخضوع لرغباته وبين بتر مشاهدها أثناء المونتاج، بما يعني أن الفنانة معرضة للتحرش الجنسي حتى بعد الانتهاء من التصوير؛ هذه الظاهرة للأسف تكبر ككرة الثلج داخل مجالاتنا الفنية المغربية، وعلى الجهات المعنية بالقطاع أن تجتهد لتفتيت هذه الكرة الثلجية الضخمة.

– هذا يعني أن التحرش الجنسي يمارس في كواليس الإنتاجات الفنية؟

لو أني قبلت بالخضوع للكثير من النزوات الطائشة لجيش من المخرجين، لكنت نجمة الشاشة المغربية، لكني فضلت الظل محتفظة بكرامتي، بدل الأضواء المبنية على الإهانة، والحاطة من الشرف.

– هذا يعني أنك تعرضت لتحرشات جنسية؟

أجل، تعرضت لهذا الفعل أكثر من مرة كما أسلفت سابقا، فكم من مخرج طلبني للذهاب معه إلى أماكن لا علاقة لها بفضاءات التصوير، وكم منهم وجه لي الدعوة لقضاء ليلة حمراء في أماكن لا أعرفها بتاتا، ومنهم من حاول استدراجي إلى بيته تحت يافطة استعداده لإخراج فيلم أو مسلسل جديد، بل منهم من استغل (الكاستينغ) للتحرش بالفنانات، عوض التعرف على الوجوه الملائمة لشخصيات الفيلم. وهو ما جعلني احتاط من الذهاب وحدي لاجتياز هذه الاختبارات الأولية للأفلام والمسلسلات، لأن المخرج أو المشرف على (الاختبار) غالبا ما يكون وحده، بما يعني أنك في حضرته، مهدد في كرامتك وشرفك وقد يفعل فيك ما يشاء.

إذن فالممثلات اللائي ترفضن الخضوع لنزوات هؤلاء الشياطين، تندحرن بالعرض البطيء في الساحة الفنية، بينما تمر الأخريات في لمح البصر وهن يسابقن الريح في اتجاه النجومية والشهرة، ليس لأنهن مبدعات، لكنهن قبلن بالتحرش الجنسي وخضعن له. لذلك فأنا أخطو بشكل تدريجي لإيماني بأن الفرصة الحقيقية قادمة لا محالة، أما الدعم الذي يضع رأسي في الوحل أو النجومية التي تبنى على حَطِّ الكرامة فأنا أرفضها بالمرة، والحمد لله أنني قمت مؤخرا بالمشاركة في فيلم مع المخرجة (زكية الطاهري)، وبما أنها أنثى فقد أراحني الله من هول التفكير في إمكانية تعرضي للتحرش الجنسي، على العكس من ذلك فقد مكنتني من أداء دور متميز وعاملتني بما تفرضه أجواء العمل المحترمة. وهي فرصة ممتازة بالنسبة لي، قد تضيف أشياء كثيرة لرصيدي الفني.

– يروج أنك وجدت مضايقات في أحد المسلسلات المغربية التي أنتجتها القناة الثانية من طرف فنان مغربي مشهور بتحرشه الجنسي على الفنانات؟

أجل، تعرضت لتحرش جنسي في أبشع صوره، وقد تألمت كثيرا للوضع المأساوي الذي أصبحت عليه الساحة الفنية مؤخرا، من الميوعة والتسيب والفوضى العارمة التي عمت أركانه، وسأروي لك الأحداث كما وقعت.. دخلت كمشاركة في المسلسل التلفزيوني الذي أنتجته وبثته القناة الثانية وأعادت بثه خلال رمضان هذا العام، وجدت الممثلين حميد النيدر وخديجة جمال وحسن مضياف، حيث ناولني هذا الأخير السيناريو من أجل الحفظ، وفي ذات الليلة فوجئت بالممثل المغربي الكبير، في السن طبعا، وهو المخرج والكاتب والمنتج وكل شيء في المسلسل، يطلب مني أن انتقل إلى غرفة نومه لأحفظ الدور، استغربت في البداية لهذه الدعوة إلا أن الفتاة التي لعبت دور الوسيط، أفهمتني أن السيد المخرج قد مارس نفس الفعل مع أغلب الفنانات المشاركات في المسلسل، أحسست حينها أني فعلا في ورطة، إلا أن الممثلة القديرة خديجة جمال، أمرت الوسيطة بأن تخبره بأني نائمة، وهكذا فعلت الوسيطة، لكن الوحش لم يصدقها وانتقل إلى عين المكان، فلما رآني مغمضة الجفون إلى جانب خديجة جمال، بصق على وجهي وقال وهو يجرني بقوة (أجي تحفظي معايا فبيت النعاس)، وأمام إصراري على عدم الذهاب معه انصرف مهزوما إلى غرفة عملياته، التي ضاجع فيها تحت الضغط، أكثر من فنانة، فما كان من أمري إلا أن انتظرت بزوغ الفجر، وخرجت فيما يشبه المتسللة، فلما أحس السائق بخروجي أراد أن يقلني عبر سيارة (القناة الثانية) فمنعه المخرج من إيصالي إلى المدينة التي كانت تبعد عن منطقة تواجدنا بمسافة طويلة، فجريت كالمرعوبة أبحث عن مخرج من المطب الذي وقعت فيه، فسرت وحدي مسافة طويلة إلى أن وصلت إلى أحد الدواوير المجاورة فساعدتني إحدى العجائز هناك في الركوب على متن سيارة صحبة (خطاف) مع جملة من المسافرين، ورجعت إلى حال سبيلي والحسرة تملؤني.

– بعد هذه الأحداث المرعبة، كيف يمكنك الحديث عن ظاهرة التحرش الجنسي بالفنانات؟

يا أخي، المحك الذي مررت به جعلني أفكر في اعتزال الفن والبحث عن مهنة اقتات منها، لكن مجموعة من الإخوة الفنانين تمكنوا من إقناعي بالعدول عن الفكرة، خاصة وأني أعشق هذا الفن إلى أبعد الحدود، لذلك أقول بأن الممثلات والفنانات المبتدئات عموما، يعانين من هذا المرض الذي اجتاح الجسد الفني برمته، ولا مفر لهن من الصبر، لكني أطلب منهن ألا يخضعن لنزوات بعض المخرجين والمنتجين المرضى بالتحرش على الفنانات، وعليهن أن يفصحن عن كل ممارسة مشينة اعترضت طريقهن، أما السكوت والتزام الصمت فهي أشياء تغذي تنامي هذه الظاهرة بين ظهراني الفنانين، كما أطلب من نقابة المسرحيين والوزارة الوصية أن يفكرا في إيجاد حلول ناجعة لإيقاف هذا الزحف الخطير لظاهرة التحرش الجنسي بالفنانات، هذا لا يعني أن كل المخرجين أشباه الذي تحدثت عنه، على العكس من ذلك هناك مخرجون محترمون ومنتجون طيبون وممثلون شرفاء وممثلات شريفات.

الفنانة المغربية إلهام واعزيز : تعرضت للتحرش الجنسي حتى من طرف ممثلة مغربية

واجهت خلال مسيرتها الفنية أشكالا وألوانا من التحرشات الجنسية، واستطاعت أن تواجه الموقف بشجاعة، وأن تدافع عن شرفها بكل جرأة. رفضت بطولة مسلسل من 30 حلقة، لأنه ارتبط بموافقتها على تلبية النزوات الجنسية للمنتج، فلم تقبل بالمساومة على كرامتها، ومن غرائب ما تعرضت له، في مشوارها الفني، حالة تحرش جنسي من طرف ممثلة مغربية.

الممثلة الشابة (إلهام واعزيز) تروي “للمشعل” تفاصيل حكايتها مع أهل الفن، ممن حاولوا الإساءة إلى شرفها، وتطاولوا بأفعالهم من خلالها على عفة الفنانات المغربيات.
– هل التحرش الجنسي بالفنانات يمارس فعلا في الكواليس الفنية المغربية؟

التحرش الجنسي بالفنانات المغربيات أمر واقع، ومن يقول العكس فإنه يجانب الحقيقة، فممارسة هذا السلوك القبيح، موجودة في الوسط الفني بشكل كبير جدا، ويمكن القول إن تأثيرها السلبي قد مس العديد من الإنتاجات الفنية المغربية. وللتحرش وجهان: فإذا تم التحرش بالفنانة قبل إمضاء عقد العمل، فيما يشبه المساومة وواجهته بالرفض، ينتقل الدور لأخرى، وغالبا ما يسند لشخصية لا علاقة لها بالفن، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على القيمة الفنية للمنتوج من جهة، ويفسح الطريق أمام الدخيلات على الفن لولوجه وتشويه ملامحه، مما يعني أن النزوات الشخصية للمخرجين أو المنتجين تضع علامات قف وإشارات المنع أمام الفنانات في غالب الأحيان. وفي حالة تعرض الفنانة للتحرش بعد توقيع العقد، أي أثناء ممارسة العمل، فإن المعاناة تكون أكثر من الحالة الأولى، لأن الحالة النفسية للفنانة تتأثر بشكل كبير جدا، فينعكس الأمر بالتالي على المنتوج الفني؛ داخل هذه المعمعة تعيش الفنانة حالات من الاضطراب لأن المتحرش بها يواصل محاولاته، وامتناعها يدفعه إلى الضغط عليها فتكبر دائرة التقلبات النفسية داخل الفنانة، وقد ينتج عن ذلك خلل كبير في المنتوج سواء كان مسرحيا أو تلفزيونيا أو سينمائيا.

– من هي العناصر التي تمارس التحرش على الفنانات بشكل كبير، المنتجون أم المخرجون؟

أغلب الفنانات المغربيات تعرضن للتحرش الجنسي سواء من طرف مخرجين أو منتجين في أغلب الحالات، بالنسبة لي تعرضت للتحرش الجنسي من قبل منتجين ومخرجين وتقنيين كذلك، والغريب أني تعرضت للتحرش من طرف بعض الزملاء الممثلين، “وهذا هو الأفظع، فالمنتج غالبا ما يكون ممولا للعمل الفني فقط، ولا علاقة له بالإبداع، فتذهب به وساوسه إلى أنه يمتلك القدرة على أن يشتري الناس، ويدفعه ذلك إلى ممارسة فعل التحرش، لكن لما يصدر فعل التحرش من (ممثل)، فالأمر يصير خطيرا جدا، وتكون تأثيراته أقوى، لأنها تمس بشكل مباشر العمل. ويكون أثرها على النفس أكثر حجما من الإهانة، وهو ما يدفع بالفنانة إلى التساؤل مع نفسها حول اختيارها للميدان الفني.. أم أن التي اختارت هذا المجال يجب أن تكون منحلة أخلاقيا.. (تتنهد)

هذه التساؤلات تدفع إلى الإحساس بالمهانة والحيف، وأسوق هنا قول الشاعر (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند) (واش ما كينينش النساء فلبلاد؟)، والمثير حقا أن هناك من تمتهن الدعارة، وما أكثرهن (جميلات وحسناوات)، لكن لماذا تحديدا يتحرش أهل الفن بالفنانات؟ ألأن عقدة (التماثيل المكسورة) تحركهم، مما يعني أن الواحد منهم كلما رأى تمثالا كاملا، كسر فيه طرفا حتى لا يبدو في كامل هيئته، بمعنى آخر هل الإهانة هي التي تسيطر على هؤلاء المتحرشين وتتحرك بقوة في أحشائهم؟

– هل تعرضت للتحرش الجنسي بشكل مباشر؟

نعم، في العديد من المرات تعرضت للتحرش، ولا أعتقد أن من الفنانات المغربيات من أفلتت من التعرض لهذا الفعل الشاذ خلال مشوارها الفني، حتى لو كانت غير جميلة، لكن الذي يمنعهن من التصريح بهذا الأمر، هو انعدام الجرأة على الجهر بالحقيقة، ولاعتبارات تختلف من فنانة لأخرى؛ القصص في هذا الموضوع كثيرة ومتوفرة جدا، شخصيا تعرضت للتحرش الجنسي من قبل أحد التقنيين خلال عمل فني شاركت فيه، ولما عجز عن تحقيق مراده، حاول الضغط من جانبه لكسر شوكتي، لكنه فشل في مؤامراته، وأذكر مرة أني خضعت للمساومة في عملية تحرش جنسي صريحة، بين الخضوع لنزوات منتج، عن طريق مخرج، للعب دور البطولة في مسلسل مغربي أو الحرمان من العمل!! حيث قدم لي المخرج عقد عمل كتب عليه بالأرقام 3.000 درهم، وأثناء التفاوض حول الأجر، علمت أن هذا المبلغ هو كل مستحقاتي عن جميع حلقات المسلسل فاستغربت لهزالته، خاصة وأن التصوير سيستمر مدة 5 أشهر، أشخص فيها دور البطولة، وطلب مني أيضا أن استعمل ملابسي الخاصة، أي أن أتكلف بتوفير الملابس حسب متطلبات الشخصية، فلما واجهته بالأمر قال لي بالحرف (إلى رضيتي بالمنتج ودرتي ليه خاطرو. زيدي ورى ديك التلتلاف درهم الأصفار اللي يكدوك)، فهمت أن السيد المخرج يقوم بمهمتين، الأولى إخراج المسلسل والثانية مهمة (قواد) لمنتجه، فما كان من أمري إلا أن (وريتو وجهو فلمرايا) وأنزلت به جام غضبي، وفي معرض دفاعه عن نفسه قال (أنا عرضت عليك فرصة ديال عمرك، لأنك فهاذ لبلاد وخا تبقاي 70 عام ما عمرك تحلمي ببطولة مسلسل)، وهمهم منسحبا (تسحابي راسك فاتن حمامة) ثم انصرف.

مرة أخرى دخلت مقر إحدى شركات الإنتاج بناء على دعوة منها، فاستقبلني مخرج داخل مكتبه، وقبل الدخول في الحديث عن سبب الدعوة، هل هي للمشاركة في فيلم، أو مسلسل أو ما شابه؟ فإذا باسيد المخرج قد غادر كرسيه ووقف وراء الكرسي الذي أجلس عليه، وأخذ يوجه لي الأسئلة من الخلف، حول بدايتي ومشاركاتي، وغيرها من الأمور المرتبطة بي كممثلة، فجأة وضع يده على عنقي وخرج عن إطار المسموح به، ومن هول المفاجأة نهضت مسرعة ولطمته بقوة على وجهه، وثارت ثائرة غضبي وقبضت بخناقه لأني حقيقة لم أتمالك أعصابي وقتها، خلقت ضجة داخل المكتب وكسرت مجموعة من الأشياء، ثم خرجت دافعة الباب بقوة، لأني أحسست بالإهانة فعلا، وكان رد فعلي عنيفا للغاية.

– ذكرت في البداية أنك كنت ضحية تحرش جنسي من طرف بعض الزملاء الممثلين، كيف تم ذلك؟

بما أن (هاذ لبلاد تخلطات، أو ولا كلشي فيها مخلط) أصبح بعض الممثلين مسؤولين عن (الكاستينغ) أي مسؤولين عن تقديم الممثلين المقترحين على المخرج، وهي فرصة يستغلونها للتحرش بالفنانات، فزيادة عن الكلام الساقط الذي يتفوهون به أمامهن، يتجاوزون جميع حدود اللياقة واللباقة، ويتحرشون صراحة وعلانية بالممثلات.. أنا لا أقول جميعهم، لكن أغلبهم يأتون هذا الفعل، ولكم أن تتأكدوا من ذلك في الكثير من المناسبات، وقد تعرضت خلال مرات عديدة لتحرشات لكني تجاوزت خلق الزوبعات واكتفيت بالانسحاب، لذلك تجدون حضوري غير مكثف لأني أرفض أن أهان من أجل ذلك أو أن تداس كرامتي مقابل كمشة من الأوراق النقدية.

وأذكر مرة أن أحد الممثلين، أو بالأحرى المحسوبين على التمثيل بهذا البلد، تحرش بي أثناء إحدى الأعمال الفنية، ولما تجاهلته روج بخصوصي روايات أبعد ما تكون عن الواقع، لكن الممثلين الذين حضروا الوقائع في مكانها كذبوه وكشفوا أمره، ومع ذلك لم يستحي.

سأحكي لك واقعة قد تبدو غريبة، لكنها الحقيقة بعينها، لقد تعرضت لتحرش جنسي صريح من طرف فنانة مغربية، حيث راودتني عن نفسي بطريقة الأفلام الإباحية في خلوة جمعتني بها، إحساس غريب تملكني لحظتها، ماذا عساي أفعل أمام رغبة جامحة تهز المرأة أمام ناظري؟ الخلوة كانت طبعا، في غرفة إقامتنا أثناء تصوير أحد الأفلام!! وقفت مندهشة أمام هذا الطلب الغريب جدا، دفعت المرأة عني بكل عفوية، لأني اعتقدتها في بادئ الأمر تمازحني، لكن إصرارها على مواصلة فعلها، أكد لي نواياها غير السليمة، قد تكون سحاقية، لكن عليها أن تبحث عن شريكة تبادلها نفس الفعل، بعيدا عني، أنا لست مريضة، أنا إنسانة فعلا أملك أحاسيس ومشاعر كباقي البشر، لكني طبيعية جدا، أعيش الحياة على وجهها الطبيعي، فما كان من أمري إلا أن صددتها عني بقوة، بحركة تلقائية، فهمت منها بأني أمتنع عن مبادلتها نفس النشاط، ثم انصرفت إلى غرفة أخرى وانتهى الأمر.
– كيف تحرش بك مخرج داخل مقر شركة الإنتاج؟

شركات الإنتاج الفني في المغرب، ليست لها مقرات تحمل مواصفات الشركات، هي فقط مقرات أغلبها عبارة عن شقق داخل عمارات أو إقامات، والممثلة أو الفنانة تجد نفسها ملزمة بدخول هذه الشقق على أنها مقرات شركات، فتجد نفسها في مأزق حرج، وهذا وجه آخر لحقيقة مرة للخروج من المطبات، داخل الشقق الملغومة، التي يقودها القدر إليها، لذلك فإن أغلب الفنانات أصبحن مجبرات على اصطحاب أحد أفراد أسرهن أو أزواجهن إلى مثل هذه الأماكن، لأنها بفعل سوء التدبير أصبحت تدخل في خانة الأماكن المشبوهة، وإذا ما تطورت الأمور نتيجة ردة فعل الفنانة تجاه التحرش الجنسي الذي تعرضت له، فإن السؤال الذي يتصدر المشكل، هو لماذا قبلت هذه الفنانة بدخول شقة في إقامة أو عمارة؟ لذلك فعلى الفنانة أن تتعامل بذكاء مع هذه الحالات، تفاديا للشبهات.. وقد سبق أن عشت هذه الحالة كما أسلفت في البداية، وأعتقد أنه غالبا ما يتم احتواء هذه المشاكل بما يمنع تطورها لدرجات قد تصل إلى المحاكم وغيرها.. لكن وعلى سبيل المثال فقط، إذا ما تطورت الأمور يوما حول حالة من حالات التحرش الجنسي بالفنانات ووصلت حد القضاء، وهذا الأخير يحتاج لأدلة مادية أو شهود عيان، مع العلم أن هذه الأمور غالبا ما تقع في الظل وبعيدا عن العيون، كيف يتسنى لهذه الفنانة أن تأخذ حقها.. أو بالأحرى كيف يتسنى لهذا القانون أن يحمي هذه الفنانة، من التحرشات الجنسية التي قد تتعرض لها؟ لذلك فإن الفنانة قد تطعن في شرفها، وتتهم في كرامتها ولا تجد من يحميها، إضافة إلى أننا نعيش في مجتمع محافظ تخاف فيه المرأة العادية، فبالأحرى الفنانة، من الجهر بما يمارس عليها من تحرش جنسي!

هذا المجتمع يرد اللوم في الغالب للمرأة، على أنها مصدر فتنة، بحيث أنها لو لم تكن في وضع غير لائق لما تجرأ الرجل على التحرش بها.. وغيرها من العبارات التي تضع المرأة في قفص الاتهام قبل الرجل.

– هل عليها أن تقبل بالأمر؟

هذا لا يعني أني أدفع في اتجاه السكوت عن مثل هذه الممارسات المريضة، بل أطلب من جميع الفنانات المغربيات أن يملكن الجرأة الكافية للجهر بالحقيقة، وفضح هؤلاء المرضى ممن يسمحون لأنفسهم بالتطاول على الفنانات والتحرش بهن جنسيا. لأن السكوت يفتح الباب لغير الفنانات باقتحام الميدان، ويساهم في تدهور المنتوج، ويغذي في المقابل تفاقم هذه الظاهرة واستفحالها في المجال الفني، كما أطلب من الجهات المعنية، سواء القضاء أو الوزارة الوصية أو نقابة المسرحيين، أن تضرب بقوة على أيدي هؤلاء المتحرشين بالفنانات، وخاصة نقابة المسرحيين التي يبقى عليها في حالة ثبوت تورط أحدهم أن تمنعه من مزاولة المهنة، كما هو معمول به في العديد من الدول التي تحترم فنانيها.

– هل فكرت يوما في فضح أحدهم؟

الغريب في الأمر أني حين تعرضت للتحرش الجنسي من طرف المخرج إياه، كشفت أمره لأحد الفنانين المغاربة الكبار، اعتقادا مني أن هذا الأخير سيقيم الدنيا ولا يقعدها، لكنه للأسف أجابني ببرودة الصقيع (واش غاديري راه كولشي بحال هكذا)، وكأن الأمر أصبح مسموحا به بين أهل الفن، وهذا يؤكد أن إهانة الممثلات في الوسط الفني المغربي أضحى أمرا مسموحا به، ولا يستحق أدنى اهتمام، وبهذه المناسبة أشكر أسبوعية “المشعل” لإثارتها هذا الملف الذي ظل مسكوتا عنه شوطا من الزمن، حتى بات فيما يشبه الطابوهات المحرم على المغاربة الخوض فيها.

– هل سبق وأن تعرضت لتحرش جنسي من طرف الجمهور، أقصد العامة؟

طبعا لا، الجمهور المغربي أذكى من أن يمارس هذا الفعل في حق الفنانات، الجمهور يعجب بالفنانات لكن في حدود الاحترام المتبادل، والله يشهد أني لم أتعرض كفنانة لأي شكل من أشكال التحرش الجنسي من طرف الجمهور، على العكس من ذلك أحس من خلال تعاطي الجمهور معي بالأمان، لأني كما أشرت من قبل، إن الجمهور يملك قدرات هائلة من الذكاء، فهو يميز بين ممثلة تؤدي أدوارا عن شخصيات داخل حياة الفيلم أو المسلسل، وبين مغنية تختار المنظر أو الشكل الذي تظهر به أمام الجمهور وشتان ما بين الأمرين.. لذلك فإن الجمهور المغربي يحترم جميع الممثلات المغربيات والفنانات عموما.

– لماذا، في نظرك، تكون الفنانة المغربية ملزمة بالصمت تجاه هذه التحرشات؟

أعلم جيدا أن هناك الكثير من الفنانات المغربيات اللواتي تعرضن لعمليات أو أشكال مختلفة من التحرش الجنسي، سواء من طرف مخرجين أو منتجين أو تقنيين أو ممثلين، ورضخن للأمر وقبلن به للأسف، من أجل لقمة العيش ومخافة حرمانهن من التواجد في أعمال فنية أخرى، على العكس من ذلك فلو رفضن الرضوخ للأمر وصرخن في وجه هؤلاء المرضى من المتحرشين لانتهى الأمر، ونظفت الساحة الفنية من مثل هذه السلوكات المشينة، وأعتقد أن من أسباب تفشي هذه الظاهرة في الساحة الفنية، هو رضوخ بعض الفنانات للنزوات المريضة لبعض المتحرشين.

مخرج يتحرش بفنانة أمام أربعة شهود

يذكر أن أحد أساتذة المعهد البلدي – شعبة المسرح – أرسل إحدى تلميذاته، لاجتياز مباراة اختيار ممثلين، للمشاركة في فيلم سينمائي، وكان الأستاذ قد هاتف مخرج الفيلم، وأوصاه بها خيرا وطلب منه أن يستقبلها بما يليق بها كطالبة، لاسيما أنها في بداية مشوارها الفني، دخلت الفتاة إلى موضع (الكاستينغ) فوجدت المخرج، وهو معروف للأسف، وقد فاز مؤخرا خلال مهرجان طنجة السينمائي بإحدى المراتب الأولى، فما كان من أمره إلا أن طلب من الفتاة أن تنزع ملابسها عن آخرها، وتتمدد على السرير، فبادرته الفتاة بالسؤال حول حاجة الدور الذي ستشخصه أو بالأحرى علاقته بنزع الثياب، فعلل المخرج ذلك بقوله إن الدور المطلوب تشخيصه، يحتاج إلى ممثلة على حد قوله (حارة) تتقن تبادل القبل، وتملك مؤهلات عالية في ممارسة الجنس، لأن أغلب المشاهد الخاصة بها ستكون ساخنة ومثيرة، ثم شرع المخرج في التحرش جنسيا بالفتاة، إلا أنها ومن فرط صدمتها، هرولت مسرعة نحو الباب الرئيسي، والدموع تنهمر من عينيها بغزارة، لهول المفاجأة التي لم تخطر ببالها، خاصة أنها كانت تُكِنُّ احتراما كبيرا للمخرج صاحب الفعلة، فلما وصل الخبر إلى أستاذها بالمعهد، ثارت ثائرته واتصل هاتفيا بالمخرج، وشتمه بكلام نابي، واصفا إياه بالمريض، ولولا تدخل الأستاذ لتطورت الأمور، لأن التلميذة صممت على الذهاب إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ ضد المخرج، لتحرشه بها جنسيا، أمام أربعة شهود يعملون بالشركة المنتجة للفيلم.

مخرج يتجاوز عمره 60 سنة مشهور بتحرشاته الجنسية بالفنانات

يروج الحديث داخل الوسط الفني، عن أحداث مثيرة لتحرشات جنسية كثيرة، كانت ضحيتها فنانات مغربيات من مختلف الفئات العمرية، والأكثر رواجا في هذا الباب، تلك المرتبطة بأحد المخرجين المغاربة، المشهور في الوسط الفني بتحرشاته الجنسية المتكررة بالفنانات، وغيرهن ممن يجرهن الحظ السيء للمشاركة في أعماله، ويذكر أن إحدى خريجات المعهد البلدي بالبيضاء، (21 سنة) ساقتها الأقدار إليه للمشاركة، في مسلسل مغربي من إنتاج القناة الثانية، وبما أن صاحبنا المخرج، أصبح محترفا في فن التحرش الجنسي بالفنانات، بات يبتكر أساليب جديدة في تحقيق نزواته المريضة، فما إن وقع بصره على الفتاة، حتى تحرك شيطانه في داخله، يبحث عن أسلوب ناجع للتغرير بضحيته وإيقاعها في شباكه، وبعد تقديم نفسه كمخرج، وسؤاله عن المؤهلات الفنية للفتاة، أعلمها بأنه بصفته المسؤول الأول عن إدارة الممثل، عليه أن يختبرها بإجراء تدريب لها حول (التنفس)، فأمر الفتاة أن تأخذ نفسا عميقا، وكذلك فعلت، وبعد التمرين على نفس الشاكلة مرتين، فوجئت الفتاة بالمخرج، وقد جرها إليه بقوة وزرع فمه في فمها، وأخذ يقبلها بشراهة، علما أن عمره يتجاوز 60 عاما، فلما صدته بقوة، وصرخت في وجهه، صفعها بقوة ثم جرها إليه مرة أخرى واستمر في تقبيلها، وبعد عناء شديد تخلصت منه ثم فرت هاربة ناحية الباب الرئيسي حيث صادفت دخول مجموعة من الممثلين الشباب، فسقطت مغمى عليها، فلما علم الشبان بأسباب الإغماء، توجهوا بالسؤال للمخرج، بطل الفعلة، فقال لهم بالحرف (كنت كنعلمها التنفس بوش أبوش)!

ماجدولين الإدريسي فتحت النار على مخرج تحرش بها

في ذات السياق ربطنا الاتصال بالممثلة ماجدولين الإدريسي التي راجت بخصوصها أخبار من خلال مجموعة من المنابر الإعلامية، تفيد تعرضها لتحرش جنسي، من قبل أحد المخرجين، وفي معرض إجابتها عن سؤالنا في الموضوع، أكدت الممثلة الشابة ماجدولين بطلة فيلم (السمفونية المغربية) وبطلة الفيلم الذي أثار زوبعة في المهرجان الأخير للسينما بطنجة (نانسي والوحش).

إن التحرش الجنسي ظاهرة مست جميع المجالات والميادين على اختلاف أنشطتها، وليس مجال الفن وحده، وإنها من بين الفنانات اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي، وقد سبق أن أدلت للصحافة بوقائع هذه النازلة التي كانت ضحيتها لكنها مع ذلك لم تعتبر هذا التحرش مشكلة كبيرة تستحق كل هذا الاهتمام المبالغ فيه من طرف الصحافة، لأن النزوات الشخصية لبعض المخرجين لا ترقى إلى مستوى مناقشتها على صفحات الصحافة الوطنية، كل ما في الأمر أن أحد المخرجين المغاربة المقيمين في الخارج، سولت له نفسه أن يتحرش بها جنسيا، اعتقادا منه أن الفنانات المغربيات قد يفعلن أي شيء مقابل ظهورهن على الشاشة سواء الصغيرة أو العملاقة، لذلك أقدم على هذا الفعل، وهذا يؤكد أن السمعة التي تروج بخصوص المغربيات ليست بخير، لكني – تضيف ماجدولين – صددته وأوقفته عند حدوده ولقنته درسا قد يفيده مستقبلا في تعاطيه مع المبدعات المغربيات، ولا أعتقد أن فعلا قبيحا تم في ثوان معدودات يستحق منا هذه كل الضجة وهذا الاهتمام الزائد، صحيح أنه فعل مشين يضر بالممارسة الفنية في البلاد، ويؤثر بالتالي على توزيع الأدوار بين الممثلات، ويكرس الرداءة في العديد من المنتوجات، لكن يجب ألا يخلق هالة في المجال الفني؛ وبخصوص تأثير هذا الفعل على نفسيتها وحضورها الفني أكدت ماجدولين الإدريسي، أن الأمر لم يصل إلى هذا الحد، ولم يؤثر على حضورها في شيء، إنما تواصل مشوارها الفني بثقة عالية ورأس مرفوعة، لأن الأشياء التافهة لا يمكنها أن تفسد مشروع فنانة تتطلع للشهرة الواسعة والحضور المتميز والمشاركة الإيجابية في تطوير المنتوج الفني المغربي، مخطئ من يعتقد – تضيف ماجدولين – أنها ستكثرت خلال مشوارها العملي لحركات من هذا النوع، أو عقبات تعترض طريقها، لأن طموحها أكبر من هذه العقبات نفسها، مشيرة إلى أنها أشبه ما يكون بالرجل، في مثل هذه المواقف المرتبطة بالتحرش الجنسي، بما يفيد أن موقفها واضح منه، وأنها مستعدة لمواجهة الموقف بكل جرأة في حالة تكراره مع شخص آخر، لتخلص في النهاية إلى القول بأن على أن هذه الظاهرة المرضية المرتبطة بالتحرش الجنسي تجتاح كل الميادين وتمارس بقوة في مجالات أخرى أكثر من الوسط الفني.

سلوى الجوهري عاينت التحرش الجنسي عن كَتَب

‫تعليقات الزوار

1
  • halima
    الإثنين 19 نونبر 2007 - 16:37

    التحرش الجنسي بالفنانات في المغرب، يدخل في دائرة المسكوت عنه، ويسكن مناطق الظل، بين الأوساط الفنية، وهي ظاهرة يحاول أهل الفن على اختلاف أجناسهم الفنية إسدال الستار عليها، لأسباب متعددة ومختلفة سنقف على بعضها من خلال هذا الملف، أبرزها التخوف من تصنيف الوسط الفني ضمن الخطوط الحمراء أو المشبوهة، خاصة أن الفن، في أرقى توجهاته الحضارية، يعتبر مرآة حقيقية تعكس الوجه الأصيل للمجتمع، لذلك يرى هؤلاء المتسترون على الخطايا التي تشوه صورته، أن تلميع واجهته أمر ضروري طالما أنه يمثل الوجه الآخر للمجتمع.. رغم الآثار المهولة التي يخلفها هذا النوع من التحرش على الفنانات المغربيات معنويا وجسديا.

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش