عيد الفطر في ألمانيا .. تمسك بالتقاليد وتقبل للآخَرين

عيد الفطر في ألمانيا .. تمسك بالتقاليد وتقبل للآخَرين
السبت 18 يوليوز 2015 - 07:01

كغيرهم من المسلمين احتفل مسلمو ألمانيا بعيد الفطر وفقا للتقاليد المتبعة وحسب الإمكانيات المتاحة، لكن كيف يتم ذلك في بلد غير إسلامي وغالبا بعيدا عن الأهل والأقرباء؟ DWعربية تجولت في بعض أحياء برلين وكان هذا التقرير.

في كل عيد إسلامي يحرص المهاجر المصري محمد عبد الله الاحتفال قدر الإمكان وفق التقاليد والعادات التي حملها معه إلى ألمانيا. يرافق أولاده إلى المسجد للصلاة، ولقاء الأصدقاء وبعدها يصحبهم إلى المحلات التجارية ليشتري لهم هدايا العيد. يقول محمد في حديث مع موقع الدويتشه فيله عربية “العيد بالنسبة لي مناسبة لأُسعد أسرتي خصوصاً الأبناء، وأيضا لزيارة الأصدقاء والمعارف، وأقوم بشعائري بشكل عادي ولا أرى فرقا كبيرا بين الاحتفال في ألمانيا وفي مصر”.

عكس محمد الذي تعود منذ سنوات الاحتفال بعيداً عن وطنه الأم، يقضي الشاب المغربي الداودي الحسين أول عيد له خارج المغرب. أصر الحسين هذا اليوم على الخروج من البيت لابسا الجلباب التقليدي المغربي وقصد أحد مساجد العاصمة الألمانية كما جرت العادة في مدينته جنوب المغرب. “حاولت قدر الإمكان تماما كما أحتفل في قريتي. الفرق الوحيد هو أنني لا أعرف أحداً هنا. غير أنني تعرفت على مغربي آخر بفضل اللباس التقليدي وتبادلنا تحية العيد، وبعد الصلاة شربنا قهوة معا” على حد تعبير الحسين.

أما إبراهيم من السنيغال فضرب موعداً مع صديقيه في المسجد للصلاة، وبعدها سيذهبون إلى بيت أحدهم لتناول وجبة تقليدية خاصة بالعيد. “العيد بالنسبة لنا هو يوم نتذكر فيه العائلة والأصدقاء، ونطبخ المأكولات التقليدية التي تعودنا عليها منذ الصغر، ونريد أن يتعلمها أولادنا أيضا”، يوضح إبراهيم لموقع الدويتشه فيله عربية.

أجواء حزن رغم العيد

ورغم أن العيد هو يوم فرح وسعادة فالبعض يحتفلون به في أجواء يعمها الحزن بسبب الأحداث التي تشهدها بلدانهم كما هو حال عبد الصمد من الصومال. “جئت للصلاة والدعاء لعائلتي المشتتة في كل مكان خارج الصومال بسبب الاضطرابات التي تشهدها بلادي. وآمل أن أتمكن يوما من الاحتفال معهم مرة أخرى في بلدي”. وبسبب ظروف العمل لم يتمكن الكثيرون من الاحتفال كما هو حال سمير من الجزائر الذي لم تسعفه ظروف العمل والاستفادة من يوم العيد كيوم عطلة. “في بلدي وكما هو الحال في كل البدان الإسلامية يوم العيد هو يوم عطلة، لكن هنا غالبا ما اضطر للعمل يوم العيد. الأمر لا يزعجني كثيراً لأنني غير متزوج. لكن في نهاية الأسبوع سألتقي أصدقائي ونحتفل قليلاً”.

الألمان تعودوا على الأعياد الإسلامية

في الشارع المؤدي إلى أحد المساجد في برلين يلفت انتباه الناظر هذا الصباح أعداد كبيرة من المسلمين باللباس التقليدي. البعض يقصد المسجد للصلاة والبعض يقصد مطعماً لتناول وجبة الفطور أو الغذاء مع عائلته. يصف ماكس، صاحب مقهى قرب المسجد ما يراه قائلا: “كلما رأيت أعدادا غفيرة من الناس باللباس التقليدي أعرف أن الأمر يتعلق بعيد ديني. وأعرف أن اليوم هو يوم عيد نهاية رمضان ونحن تعودنا على رؤية المسلمين في الحي بالأزياء التقليدية لبلدانهم في مثل هذه المناسبات، ولا يزعجنا إطلاقا”. وقبل أن يستجيب ماكس لطلبيات زبائنه المسلمين يبارك لهم العيد أولا.

تهنئة من أعلى سلطة في البلاد

وبدوره هنأ الرئيس الألماني يواخيم غاوك مسلمي ألمانيا في رسالة وجهها قبيل العيد بيوم قال فيها”إذا استرشدنا بالرغبة في العيش سويا باحترام وبشكل سلمي، سيتم النجاح في الوصول لمستقبل مشترك مشرق”. وفي السنوات الأخيرة تحول توجيه التهاني في المناسبات الدينية الإسلامية إلى تقليد مجتمعي وسياسي. فإضافة مشاركة المسلمين موائد الإفطار، يوجه عدد كبير من السياسيين الألمان التهاني للمسلمين في ألمانيا، وهو ما يلقى تفاعلا إيجابيا لدى غالبية المسلمين. ولأول مرة في تاريخ ألمانيا نقلت محطة تليفزيونية شعائر صلاة عيد الفطر على الهواء مباشرة الصلاة من أحد مساجد مدينة بينسبرغ، الواقعة جنوبي ميونيخ. ولقيت الخطوة ترحيباً كبيراً من طرف المنظمات الإسلامية في البلاد.

* ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية

‫تعليقات الزوار

11
  • ihab
    السبت 18 يوليوز 2015 - 09:22

    it's beautiful to see how much muslims are respected in non-muslim countries they can do their religious duties freely and without any intervention from the government or the citizens. unfortunately here in morocco there is no religious freedom whatsoever i never heard the government or benkirane congratulate jews or christians in their religious holidays

  • أحمد نويا
    السبت 18 يوليوز 2015 - 09:48

    نحن مفرطون جدا في نشر الإسلام ودعوة هؤلاء الناس ولو بأخلاق الإسلام ومعاملانه إن شاء الله تعالى ألمانيا دولة إسلامية في المستقبل

  • nour almania
    السبت 18 يوليوز 2015 - 10:44

    عيد مبارك سعيد لكل المغاربة اين ما كانو ولكل المسلمين ,حقا نحس هنا بالمانيا يوم العيد باجواء بهيجة في المسجد و في بيتي احرص على التقاليد المغربية,فيكون يوم العيد مميزا عن سائر الايام,خاصة مع تجمع العائلة.

  • frankfurt
    السبت 18 يوليوز 2015 - 11:14

    لا اشم رائحة العيد في بلاد الالمان … تنعدم الهوية ويغيب الانتماء … عيد بطعم الغربة .. حنين بلدي يزداد يوما بعد يوم .

  • ahmed
    السبت 18 يوليوز 2015 - 11:48

    صراحة هذه الدول المتقدمة أعطتنا دروسا في التسامح وحقوق الإنسان والانفتاح على الثقافات الأخرى !! فمثل هذا التسامح لا نحلم حتى بعشره في دولنا التي تمزقها الطائفية الدينية :فلايمكن لمسيحي ألماني في بلادنا أن يمارس معتقده بحرية دون أن يهدد بقطع رأسه أو دفع الجزية !!! ويقولون لك إن العالم يتكالب على الإسلام !! وهم قنواتهم الدينية المتطرفة تغزوا بيوتنا بالأقمار الصناعية التي صنعها الغرب الكافر….

  • اين تقبل الآخر؟
    السبت 18 يوليوز 2015 - 13:20

    عندما يريد غير المسلمين تطبيق شرائعهم وحرياتهم في بلدان المسلمين، المسلمون يعتبرون ذلك استفزازا. أمر غريب حقا

  • Hamada
    السبت 18 يوليوز 2015 - 13:38

    لم يلتفت صاحب التعليق الى مغاربة برلين وتجمعهم واحتفالهم بالعيد وأين هو مسجدهم ومقر احتفالاتهم ام انه خرج متجولا لكتابة مقال بشكل عام دون التقاتة الى بني بلده

  • Medi
    السبت 18 يوليوز 2015 - 13:59

    C ca le message universel de l'islam….la cohabitation avec les autres.

  • علي
    السبت 18 يوليوز 2015 - 14:10

    كغيرهم من المسلمين احتفل مسلمو ألمانيا بعيد الفطر وفقا للتقاليد المتبعة وحسب الإمكانيات المتاحة، لكن كيف يتم ذلك في بلد غير إسلامي وغالبا بعيدا عن الأهل والأقرباء؟ DWعربية تجولت في بعض أحياء برلين وكان هذا التقرير.
    انها العلمانية التي يحاربها المسلمون هل نحن كمسلمون مغاربة سنتقبل ان يحتفل المسيحيون بعيد الفصح ونشاركهم افراحهم هل سنتقبل مغربي غير دينه هدا هو الفرق بيننا وبينهم ورمضان مبارك للجميع

  • 3idmubarak
    السبت 18 يوليوز 2015 - 15:09

    1-ماعدا الاشتياق للاقارب, بالنسبة لي كانا رمضان والعيد هنا بألمانيا رائعا. فالمساجد لاتقفل أبوابها و الافطار جماعي في المساجدو في البعض السحور ايضا فالتشجيع على العبادات يمكن القول (في رأيي) أفضل من المغرب.
    2-المسجد هنا يبنى بكل المرافق : مراحض نظيفة للوضوء,قسم للدراسة بالصبورة و المقاعد,جناح للترفيه والعاب البليارد وشرب الشاي يشد الشباب اليه في اوقات الفراغ بالاضافة الى مطبخ كبيرو قاعة للاكل و الاحتفال في الاعراس و المناسبات بالطريقة الدينية و بالتالي فالمسجد يوفر جانبا من الدخل المادي ذاتيا.
    3-لاتقل لي انتم في المانيا المال متوفر : فالوالله المعيشة و الكراء غاليين بالاضافة الى الضرائب لكن الله يدفع الناس بعضهم ببعض و المساجد تبنى بأثمان غالية و عالية و هذا يعتمد على التبرعات و احيانا المساجد تتاخر بدفع ثمن الكراء. أما في بلدي الحبيب والذي به وزارة اوقاف و هي من أغنى الوزارات تجد مراحيض "خااانزة " و متسخة والامام و مساعديه ذوي أجر ضعيييف ولامرافق أخرى لجذب الشباب في المساجد ماعدا قاعات للصلاة و لبنناء المساجد أيضا نبحث عن التبرعات ولو كان المسجد يتعلق بمجموعات الضحى وأصحاب الملايير

  • أم لؤي
    الأحد 19 يوليوز 2015 - 22:28

    ولله الحمد هذه السنة كان عندنا العيد هنا في ألمانيا من مدينة هيلبرون مختلف عن السنوات الاخرى المسؤولون في المسجد عملوا مجهود كبير حيث أقاموا حفل كبير لنا وللأطفال أنشطة ومسابقات قرآنية و جوائز ادخلوا البهجة على الأطفال ولله الحمد خفف علينا هذا من بعد الأهل وحنين العيد بالوطن جزاهم الله ألف خير

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس