جيوب التونسيين تضيق ذرعاً بمصاريف العيد والدخول المدرسي

جيوب التونسيين تضيق ذرعاً بمصاريف العيد والدخول المدرسي
الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 03:00

تتزامن العودة المدرسية لهذا العام في تونس مع مناسبة عيد الأضحى، ما يمثل تحديا جديا أمام العائلات التي ضاقت جيوبها ذرعاً من نفقات متواصلة.. فبعد شهر رمضان ومن ثم عيد الفطر، فالعطل الصيفة، حلّ عيد الأضحى متزامنا مع استهلال العام الدراسي الجديد، ليجد المواطنون أنفسهم في حالة من الضغط لتأمين متطلبات الأسرة.

ويواجه الوضع الاقتصادي في تونس صعوبات منذ ثورة يناير 2011، حيث بلغت نسب التضخم 4.2 بالمائة، مع توقعات بنسب نمو في حدود 0.5 بالمائة مع نهاية السنة الجارية، وارتفاع معدلات البطالة في مستوى 15 بالمائة، وفقاً لإحصائيات صادرة عن البنك المركزي والمعهد الوطني للإحصاء، ما ساهم في ظهور احتجاجات اجتماعية متواصلة مطالبة بالزيادة في الأجور.

تقول بسمة بقلوطي، وهي أم لأربعة أطفال، إنها لجأت إلى طريقة تقسيم المدخرات أول بأول، لتتمكن من الحفاظ على توازن ميزانية البيت في معادلة تبدو صعبة.. وتضيف بقلوطي: “زوجي يعمل سائق سيارة أجرة، ومدخولنا الشهري لا يمكّنَنا من الكماليات، لذلك تمكنت منذ أشهر من تقسيم مصاريف العيد، والعودة المدرسية، على أن أترك شهرياً، مبلغاً ولو قليلاً لنوفق في كل المصاريف”.

وتتابع نفس المتحدثة وهي تورد، ضمن تصريح لها بشأن مفعول الإرهاق المالي على أسرتها: ”حقيقة نتعب كثيراً كل سنة في هذه الفترة، حيث تتراكم مصاريف المدرسة، وفواتير الماء والكهرباء، ويضاف إليها العيد، والمواطن من الصعب عليه التوفيق في كل هذا “.

من جانبه، يقول مهدي الصابر، أب لطفلين، أن “مصاريف الموسم الدراسي السابق لم تنته بعد، ولحقت بها العودة المدرسية الحالية، مرّ الصيف، ثم شهر رمضان، ثم العودة المدرسية، وخروف العيد، لا نستطيع أخذ نفس جديد حتى تنهال مصاريف جديدة”.. ويشير الصابر إلى أن “الاقتراض من الأقارب لإسكات طلبات الأطفال، يمثل حلاً ظرفياً، والدفع متواصل ولن ينتهي، عندي ولدان اليوم أشتري لأحدهم، وغدا للآخر، ويتقاسمان الكراريس والكتب “.

ويحمّل هذا الأب المسؤولية، بخصوص الوضع الحالي الذي يعيشه بمعية من يعيلهم، للحكومة التي تقر زيادات في الأجور بـ 20 دينارا (10 دولارات أمريكية)، موضحاً: “نحن نصرف ما يناهز 100 دينار (50 دولاراً) على كل طفل”.

وتخصص الحكومة التونسية سنوياً، وبالتزامن مع عودة الطلاب لمقاعد الدراسة، مساعدات نقدية ومكتبية للعائلات المعوزة، وأصحاب الدخل المحدود، الذين لا يستطيعون توفير مستلزمات التعليم لأبنائهم.

وفي عدد من نقاط البيع أو ما يعرف في تونس بـ” البطاحي”، رصد إقبال ما بين المتوسط والضعيف للمواطنين على شراء الأضحية، حيث غاب الازدحام الذي كانت تعرفه هذه الأماكن في الأعوام السابقة، بالرغم من أن الأسعار تقلصت بمعدل 100 دينار عما كانت عليه في السابق.

وكان مدير الأبحاث الاقتصادية بوزارة التجارة، عبد القادر التيمومي، أعلن في تصريحات صحفية، أن معدل أسعار الخرفان لهذه السنة بلغ ما بين 350 و550 دينار ( 175 و275 دولار)، مشيراً إلى أن عدد الخرفان المتوفرة في السوق بلغت نحو مليون و45 ألف رأس غنم، لافتاً إلى أن الحكومة لم تلجأ هذا العام، للاستيراد، خلافاً للسنوات السابقة.

وبينما كان يتوسط عدداً من الأكباش، قال ”الخميسي”، مزارع ومربي خراف، من محافظة القصرين: “نحن كفلاحين لا نربح شيئا من بيع الخرفان، فتكلفة العلف باهظة تصل إلى 12 دينار يومياً ( 6 دولارات)، أضف مصاريف جلبه من القصرين التي تتطلب استئجار وسيلة نقل بكلفة لا تقل على 120 دينارا ( 60 دولار)”.

ويسترسل الخميسي في تصريحه: “المواطن والمستهلك يريان دائماً أن سعر الخروف غالٍ مهما كان الثمن المطروح في السّوق، وفي كل مرة يتذمر، ويُرجع ذلك لأسباب اقتصادية كأجره الشهري، وغلاء المعيشة في تونس، والعودة المدرسية والتي تتطلب مصاريف كبيرة “.

ينظر فريد الجويني لقائمة الأدوات المدرسية الطويلة أمام المدرسة، في انتظار ابنه، وحيرة تعلو محياه، ويقول: “مع العودة المدرسية ترتفع أسعار الأدوات، ولي 3 أبناء، ونحن نعيش على هذا الحال سنوياً (…) لا نعرف ماذا نفعل، لم نعد نجد مجالاً لشراء لباس لنا كل واحد من الأطفال يكلفني 100 دينار، في حين راتبي لا يتجاوز 500 دينار.. كيف لي أن اشتري خروف؟”.

بدوره، يرى المزارع صالح مفتاحي، أن المواطن يشكو من جهة رداءة الظروف الاقتصادية وتدهورها، والمزارع بدوره يشكو غلاء المصاريف، وتكلفة تربية الماشية .. ويلفت مفتاحي إلى أن أنهم كبائعي مواشي يضطرون أحياناً لتخفيض يصل إلى 50 و 100 دينار، “مراعاة لجيب التونسي”.. ويضيف: “ليس هناك إقبال كبير، نتوقع أن الكثير من المواطنين لن يشتروا أضحية هذا العام، مسكين الفقير، ومسكين من لديه عائلة، ومسكين الفلاح في تونس عموماً”.

*وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

15
  • مول قراعي البيع
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 03:13

    كلنا فالهوا سوا، زعما احنا عايشين في بحبوحة و كايفرقو علينا الكتب و الحوالا فابور

  • abdesssamad
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 03:17

    اما جيوب مغاربة تتوسع مثلا

  • يوسف الجزاءري
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 04:27

    في هذه الأيام المباركة أرجو من التجار ان يتقوا الله وان يرحموا فقراء الأمة حتى تعم الفرحة جميع البيوت.عيد سعيد و كل عام و أنتم بخير مقدما.

  • ابو سعد
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 04:28

    بالتازر والتضامن الدي يمكن ان تقوم به جمعيات المجتمع المدني قد تكتمل الفرحة ويرفع العسر عن الدين يضيقون درعا بمصاريف العيد والمدرسة وغيرهم من المحتاجين /.

  • said
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 06:54

    اتقو الله في هذه الشعيرة…واش غير الخروف ديال العيد هو لي بان لكوم…2000 او 2500 درهم ديال اضحية سنة نبوية هي الي دارت الفرق و عمقت المشاكل ديال المواطن..!!!؟
    ملي كيشري المواطن سيارة..بالملايين…او تلفازة lcd ب 6000 درهم..او يقضي عطلة صيفية 15 يوم ب 10000 درهم…هدشي كيجيكوم عادي…
    ولكن سنة نبينا ابراهيم…و اكل و شرب و صلة رحم نوضتو عليها القيامة…اسيدي الي ما عندوش شافو الله…و الرسول صلى الله عليه…ضحى على الامة ديالو…اتقو الله

  • Abdo
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 08:54

    20%من سكان مغرب ليس عندهم امكانية شراء عيد الاضحى.فلنرا انفسنا اول حاجة و بعدين نقارنها بتونس.فقر و التضاهر بالغنى

  • omar
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 09:00

    وبااااز ليكم!!! والله الا بااااااز..!!!!
    زعما حنا كنتلشرجيو الحوالا في الاپ ستور فابور ياك؟؟؟؟؟
    سيرو ديرو ليكم شي استفسار مع الناس في الاسواق . وراه درجة الحرارة في الاسواق فايتة الفران.
    خليو التوانسا وشوفو حال المغاربة.
    على كل حال.. أنتمنى عيد مبارك سعيد لكل مغربية ومغربي داخل و خارج أرض الوطن.

  • كريم
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 09:00

    ( عن ابن عمر رضي الله عنهما في حديث له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لم ينقص قوم المكيال والميزان ، إلا أخذوا بالسنين ، وشدة المئونة ، وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم ، إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا } رواه ابن ماجه ) .

  • المهدي
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 09:43

    بإمكان الصحف والمواقع التونسية ان تنجز تقريرا مماثلا عن جيوب المغاربة ايضا حتى يعزي كل طرف نفسه بأنه ليس الأسوأ فهذا يدخل في باب التضامن المغاربي .

  • مغربي
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 11:15

    هم عندهم التعليم مجاني 100% اما نحن فانهكنا التعليم و شناقة التعليم على طول السنة اما شناقة الحولي غير مرة في السنة الله ياخد الحق في سبب تدني مستوى التعليم في المغرب و سلط عليه امراض الشعب كلها امين, ا مين, امين

  • mostafa
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 12:10

    واش غير التوانسة ؟ راه حتى حنا جونا مرادفين رمضان العيد الصغير الكونجي الدخول المدرسي العيد لكبير و زيد ألحبيب ديالي تبدال لبيرمي و ترقيم الموتور ! إيوا الله يحد الباس قبل ميقولو عاوتاني كنا عوالين على 20 مليار للتي جي في لكن لحساب خرج عوج حيت واحد الدراسات جيوتقنية تقامت غالية عاونونا نديري الصينية في التمانينات كانو كيقولو عاون الفرقة دابا تعاون مع الدولة .

  • mathématicien
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 12:13

    إو لعندو لفلوس إدير لخير.يشري لخرفن أو يسفطهم لتونس,حنا زعمى مطفرنو فهاد المغرب,كلنا بحال بحال,ناس فلبادية كتقطع باش يشريو لعيد ولكتب,كتبيع غير اكرموس,سيرو للباديت لاش مشيتو لتونس,بعتو بزاف

  • متحسر على الأمة
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 13:07

    للأسف ثقافتنا ساذجة و مشوهة. أضحية العيد هي فقط سنة و ليست فرضا. حتى الصيام لا يجب أن نمارسه إذا كنا لا نستطيع فما بالك بسنة. يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ.

  • مغربية بصح نيت
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 13:14

    بالعكس الوضع أفضل في تونس فهناك كثير من العلمانيين وغير المسلمين لا يحتفلون بعيد الأضحى وهكذا يكون ثمن الأضحية أقل بالنسبة لمن يريد شرائها.

  • معلقة
    الثلاثاء 22 شتنبر 2015 - 18:45

    علاش زعما المغرب غادي يأجل العيد وﻻ الدخول المدرسي

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات