الإرهاب يغتال السياحة في تونس .. والحزن يخيم على الأجواء

الإرهاب يغتال السياحة في تونس .. والحزن يخيم على الأجواء
الأربعاء 25 نونبر 2015 - 08:05

حديث في كل شيء، عن السياسة والإرهاب والأوضاع الأمنية التي ليست على ما يرام، وتداعياتها على السياحة، هذا هو حال الشارع التونسي الذي بات يعيش على وقع أزمة أمنية عقب هجمتي متحف باردو بالعاصمة التونسية وسوسة الإرهابيتين والهجوم على حافلة الأمن الرئاسي مساء أمس؛ ما جعل تونس الخضراء تتشح بالسواد، الذي ما كادت تغيره حتى استفاقت من جديد على خبر مقتل يافع تونسي على يد ميليشيات إرهابية “داعشية” بجبل “مغيلة”، نواحي سيدي بوزيد، بطريقة مأساوية.

تونس حزينة

لا تخفى أجواء الكآبة والتوجس وكثير من الحذر في الشارع التونسي، خاصة على مستوى شارع الحبيب بورقيبة، أشهر شوارع العاصمة، ومنطلق التجمعات الاحتجاجية والتظاهرات التي تأتي غالبا لتطالب برحيل مسؤولين كبار، بعد أن طالبت قبل سنوات قليلة برحيل الرئيس الهارب “الزّين”، كما يناديه التونسيون.

تخُفُّ حركة السير على مستوى “الحبيب بورقيبة”، نهاية الأسبوع، وتمنع السيارات من اجتياز الشارع الشهير جيئة وذهابا، إلا من سيارات الشرطة وفرقة التدخل الأمني التي تجوب المكان، وعدد من سيارات الجيش المحمية بجدار من الأكياس الرملية التي تقبع بالقرب من مقر وزارة الداخلية التونسية المحاطة بموانع حديدية ملفوفة بأسلاك شائكة، تجعل العابر يتساءل إن كانت الدولة ذات 11 مليون نسمة تعيش حالة تتأرجح ما بين الحرب والسلام.

هي دواع أمنية إذن تلك التي ألزمت الشارع الذي يضم عددا من الوزارات والفنادق الكبرى على غلق أبوابه أيام الجمعة والسبت والأحد، على اعتبار أنه محج كل الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية التي تعتزم الاحتجاج والتظاهر. وما يزيد من وحشة وسط المدينة غلق أبواب المحلات التجارية على مستوى سوق المدينة القديمة، ما يحرم هواة التبضع ومرتادي المحلات، إلا من بعض المقاهي التي تقدم أنواعا من المأكولات والمشروبات الروحية، التي تقدم على الرصيف كما داخل المقاهي والمطاعم.

سياحة مقهورة

لم يخفِ عدد من سائقي سيارات الأجرة حنينهم إلى الأيام الخوالي، حين كانت تأتيهم السفن العملاقة بآلاف من السياح الأجانب، أيام ازدهار السياحة والاقتصاد التونسي، المرتكز عليها. “السياحة وقعت بالضربة القاضية أمام هجمتي سوسة وباردو.. لازالت تعيش على وقع أزمة حادة لم يسعفها إلا السياح الجزائريون”، يقول أحد السائقين لهسبريس.

ويقدر المتحدث انخفاض أعداد السياح، خاصة منهم الروس، والقادمين من أوروبا الشرقية، بـ 70 بالمائة، فيما تقتصر النسبة المتبقية على الشيوخ والعجائز من المتقاعدين المتعودين على قضاء عطلهم على حساب الدولة، والاستفادة من السياحة العلاجية، مستطردا بالقول: “ما عاد الشباب الأوروبيون يقصدون تونس”، مشيرا إلى أن “فنادق كبرى بكل من سوسة والحمامات، أحد أهم المدن السياحية التونسية، أغلقت أبوابها”.

الأزمة الخانقة التي تعيشها تونس أكدتها وزيرة السياحة التونسية، متحدثة عن انخفاض أعداد الوافدين عليها بـ26 بالمائة، ما أجمَلَه نادل بأحد مقاهي مدينة سيدي بوسعيد حين قال لجريدة هسبريس: “الإرهاب قهر تونس، ابتداء من اغتيال شكري بلعيد، وصولا إلى قتل الراعي ذي 17 سنة، وقطع رأسه بجبل مغيلة.. كنا نتفاءل خيرا بعد الثورة، ونتطلع إلى تحسن الأوضاع، لكن الهجمات الإرهابية قصمت ظهرنا”.

وبالرغم من التذكارات الجميلة التي يحفل بها السوق العتيق المفضي إلى جامع الزيتونة، وسط تونس، والمحلات السياحية في مدينة سيدي بوسعيد، وأخرى بالحمامات، إلا أن الركود الذي تعرفه حركة البيع والشراء فاقت كل التوقعات، وفق ما جاء على لسان التجار، الذين ما إن يلمحوا غريبا عن الديار حتى يصروا على إدخاله محلاتهم، لبيعه أي شيء بإلحاح كبير.

“لم نعرف مثل هذا الركود التجاري قبلا. قلَّ مجيء السياح إلى تونس، خاصة عقب هجمات سوسة على شاطئ البحر؛ وحتى الروس الذين لا يهابون الإرهاب توقفوا عن زيارة تونس”، يقول صاحب محل تذكارات ورث الحرفة عن والده، الذي كان يتاجر في معدن النحاس بعد أن يقتنيه من المغرب، متابعا: “هذا وطننا.. علينا الصبر والتحمل، لكن الأجانب لا يستطيعون ذلك”.

زارنا الملك

كثيرا ما يسألك التونسيون إن كنت جزائريا، وما إن يعرفوا جنسيتك المغربية حتى يتبادر إلى أذهانهم اسم الملك محمد السادس، مبدين إعجابهم وتشجيعهم لمسار المغرب التنموي. “نحييكم على الاستقرار الذي تعيشونه ..محمد السادس إنسان متواضع”، يقول تاجر تذكارات، مؤكدا أن “الملك فاجأه داخل محله خلال زيارته الأخيرة إلى تونس”، قائلا: “ألقى السلام ومنع حارسيه المغربيين وآخرَيْن تونسيين من ولوج محلي”.

وتابع التاجر: “تفحص الملك بإمعان التذكارات والتحف المعروضة، واختار منها مجسما لباب سيدي بوسعيد من الحجم الكبير، وعددا من المسبحات المصنوعة من العنبر؛ والتي يشتهر السوق بصناعتها يدويا، ثم مدني بورقتين من فئة خمسين دولارا، ليغادر محلي وهو يبادرني بالقول: ميرْسي بوكو”.

مآثر ولكن

مناطق جميلة تتوزع بين عدد من المدن التونسية، من أهمها جامع الزيتونة، المشيد قبل زهاء 14 قرنا من الزمان، والذي لا زال شامخا، في تحد كبير لكل ما يحدث حوله.. يستقبل في حفاوة كل زائريه والراغبين في تأدية الصلوات الخمس، مزينا بلبنات عتيقة وزخارف وأعمدة تعود للهندسة الأموية.

يتَموقع الجامع الأعظم بين دروب المدينة العتيقة في قلب تونس العاصمة، ويستلزم الوصول إليه قطع ردهات ضيقة، توصل إلى بابه الكبير المزين بأعلام تونسية صغيرة من أعلى، في صورة بانورامية تاريخية لا تخدش جمالها إلا أزبال ونفايات متراكمة على جدران المسجد وبين المحلات.

ولعل أول ما يلاحظه زائر العاصمة تونس عدم الاهتمام بنظافة الشوارع الكبرى، دون الحديث عن الشوارع الخلفية التي تعرف تراكم كميات كبيرة من النفايات، تسيء إلى قطاع السياحة في البلد، تماما كما أساءت له الهجمات الإرهابية.

‫تعليقات الزوار

19
  • ولد الشعب
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 08:33

    رحم الله قتلى اخواننا في تونس والضربة الغادرة من الارهابيين المجرمين
    واتمنى ان ارى تعليقات جوقة المتضامنين مع فرنسا ونريد ان نراهم يضعون
    الشموع ورفع الاعلام التونسية في الساحات كما رايناهم من قبل ولن تروهم.
    رحم الله شهداء تونس.

  • مهدي ميد
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 08:49

    لنكن واضحين بعض الشئ انطﻻقة الربيع العربي جاء من تونس بمعني أي نجاع لتونس سياسيا وإقتصاديا واجتماعيا وفكريا وأمنيا هو بمتابة تهديد مباشر للمنطقة المغاربية خاصة والعربية عامة وكذالك منع وصول لﻹسﻻميين للحكم لﻷن إسرائيل وإيران ستصبحان مهددتان بشكل يصعب عليهم فيه مقاومة اتحاد لﻷمة العربية ولﻹسﻻمية لكن المخزي من هذا كله هم بعض الحكام العرب ومحيطهم مع لﻷسف هم من يحاربون نجاح التورة التونسية ونحن نعرف الشعوب العربية كيف تارت كلها بعد إسقاط نضام بن علي في وجه حكامها لكن في رمشة عين أغتصبت التورة بأكملها وتم خلق تنضيم داعش كما تما من قبل خلق القاعدة ولﻹرهاب ووو و

  • عتمان
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 09:01

    صراححة تقال تتوانسة شعب ضريف و نتمناو ليهم الامن و الاتقرار

  • Fatema
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 09:13

    Je suis émue et triste. On ne tue pas des
    citoyens pour gouverner .

  • hasan
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 09:35

    le tourisme n a jamais etais une base de l economie d un pays . Alors cest que l etat churches d autres moyens d enrichire son economie ex indutrie ……

  • 2015
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 09:38

    Nous souhaitons que la situation se normalise chez nos frères tunisiens et nous leur souhaitons prospérité, sécurité et développement. Les marocains sont solidaires avec les tunisiens dans ces circonstances très difficile actuelle en Tunisie. Vive l'amitié et la fraternité marocco-tunisienne. Vive le roi sidi Mohammed assadisse Alah ihafdou lina.

  • أحمد
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 10:30

    الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته حكومة تونس، هو رضوخها للضغوط الجزائرية التي تمنعها من القيام بأي تنسيق أمني مع المغرب. والنتيجة الأن واضحة تلعب الجزائر بتونس كيفما تشاء. وستعاني تونس كثيرا تحت مظلة الإرهاب الجزائري .

  • رسالة حب وتضامن
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 10:48

    كل التضامن مع اخوتنا التونسيين معكم بالقلب والدم ، نعلن وقوفنا الى جانبكم وكم تمنيت لو كانت تونسة الزيتون هي جارتنا الشرقية لدخلتها كل يوم ووجهت اهلى وعشيرتي لها فهكذا نصنع التضامن ونبني الاقتصاد، تونس اتذكر ماقاله فيك الراحل محمود درويش وهو يبكي من شدة حبه ىك يا تونس،قال: حافظي على نفسك ياتونس ، لقد اوصاكم ايها التوانسة الاشقاء بحفظ الوطن فلا تضيعوه فانتم فخرنا وعزتنا

  • Grand Roi
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 10:53

    وتابع التاجر: "تفحص الملك محمد السادس بإمعان التذكارات والتحف المعروضة، واختار منها مجسما لباب سيدي بوسعيد من الحجم الكبير، وعددا من المسبحات المصنوعة من العنبر؛ والتي يشتهر السوق بصناعتها يدويا، ثم مدني بورقتين من فئة خمسين دولارا، ليغادر محلي وهو يبادرني بالقول: ميرْسي بوكو"
    Mohammed VI est un grand roi
    Le Maroc est un pays de paix. Et on ne va pas permettre aux terroristes Arabes de semer la terror chez nous. Celui qui veut la terror doit rentrer chez lui a son Jazeera Arabiya

  • abde4520
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 11:50

    نعم ، لم يعد مجديا انتظار الهجوم للقيام برد فعل …يجب تجفيف منابع هذا الوباء بكل الاشكال القانونية لان هؤلاء يستغلون بدهاء كبير حقوق الانسان والديموقراطية وووو ….وطبعا هم غير معنيون بتطبيق القوانين وحقوق الانسان بل يستغلون كل هذه الترسانة لنشر الموت والهمجية باسم انفرادهم بالحقيقة والوحيدين الذين فهموا الدين.

  • kilo
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 12:03

    الارهاب الغادر يستهدف تونس لانه البلد العربي الوحيد الذي اختار الحرية و الديمقراطية في مناخ العلمانية الغير المنافقة…

  • نورالدين
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 12:48

    ا شك في بتروعرب وراء زعزة الانظمة التي عرفت تحولا بعد الربيع العربي ,فبعد مساندة الانقلاب في مصر وزرع الفتنة في سوريا ومحاربة اليمن و……وو…جاء دور تونس لتتحول الى مسرح الارهاب حتى يتمكن بنعلي للعودة الى الحكم الموجود تحت حماية ال سعود.الله يحفظ تونس الخضراء.

  • Badr
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 13:04

    11 – kilo

    تمام

    ان تطبق دين على دولة فهدا مستحيل لا يمكن تطبيق اي دين على اي دولة الا في حالة الفشل

    مند 1400 والمسلمون في صراع بسبب خلط الدين بالسياسة

    وهدا ما رفضه المفكرون المسلمين وعلى راسهم ابن رشد

    وايضا لا ارى القرأن يوصي بدولة دينية ابدا

  • hassan
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 13:17

    نتأسف كثيرا عما جرى في تونس نطلب اارحمة للضحايا و ااشفاء للمصابين وااصبر لعائلاتهم وااغريب في اﻷمر كلما وقعت مصيبة ترى بعض اامسلمين وااعرب يحملون شموعا تضامنا مع ااضحايا تقليدا أعمى للغرب فلم ااشموع ؟

  • mustapha
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 14:31

    انا حزين على تونس الخضراء.فبعد انطلاق مهرجان قرطاج السينمائي العالمي عادت قوى الشر والظلام لتعكر صفو فرحة تونس.ولكن هيهات فتونس ستقوم و ستصبح واحة الديمقراطية.سفري المقبل سيكون الى تونس

  • رحو ياسين
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 15:58

    لماذا كل هذا الحقد على الجزائر ففي كل موضوع تتطرق له هيسبريس الا والمعلقون يحشرون الجزائر فيه ويصفونا بابشع الاوصاف انا من التابعين والمدمنين على هيسبريس ولكن عنما اقرا التعليقات تؤلمني انشري هيسبريس

  • سفاقص
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 16:23

    إلى احمد،أشكرك على حرصك عاى تونس،لكن يجب أن تعلم أن علاقتنا بالجزائر متميزة أمنيا ،سياسيا واقتصاديا،كانت تونس ملجأ الجزائر أثناء حربها الأهلية عندما كان المغرب يشترط فيزا عليهم،والآن ابواب الجزائر فتحت لنا في محنتنا هذه،سواح الجزاءر انقذوا صيفنا، بما يقارب 3 مليون زائر، زيادة على الإعانات المالية الضخمة،أما ما تتعرض له تونس فهي مؤامرة دولية ارهابية.نطلب من المولى أن يجنبكم اياه،ولكن قد لا يسلم منها أحد، ما يقدمه لنا الأشقاء الدزيرية،لا يقدمه احد،اضف الى ذلك انه يوجد ما يعادل مليون فرد مزدوج الجنسية على حدود البلدين.و ايضا ديبلوماسيا، ومنذ الاستقلال ،أول زيارة يقوم بها الرءيس التونسي هي الجزاءر، وكذا اول زيارة يقوم بها رءيس الجزاءر هي تونس،.

  • معاذ
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 19:09

    الى صاحب التعليق رقم 17 سفاقص اقدر لك كلامك لكني استطيع ان اجزم من خلال كلامك انك سطحي لدرجة كبيرة فالاعانات المالية الجزائرية للشقيقة تونس ليست بدون مقابل وهنا اتذكر كلام بورقيبة عندما اثار موضوع مدينة جزائرية قال عنها انها تونسية وان الاستعمار هو الذي ضمها للكيان الجزائري جا الرد جاهزا من عند الهواري عندما قطع الكهرباء عن تونس فقال بورقيبة قولته الشهيرة ""قلنا كليمة صبحنا في ظليمة""..نحن المغاربة نعرف تماما ان الجزائر لها نفوذ كبير على تونس وما لتونس الا الانصياع لاوامر جنرالات الجزائر.وهنا اذكرك بما وقع لجنودكم بجبل الشعانبي عندما صرح مسؤول تونسي ان الجزائر وراء العملية..وتبقى العلاقات الاجتماعية بين الشعيبن طبعا جيدة ورائعة ..للموضوع بقية لكني ساقف هنا

  • pour rahou l algrien
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 20:48

    المرجو منك يا رحو ان تتصفح جريدة الشروق الجزائرية ، و سوف تجد الجواب ،،،،، باختصار زرت تونس في التسعينيات مرتين ووجدتها اقرب الى المغرب في مختلف مناحي الحياة عكس الجزائر التي اثر فيها الاستعمار الفرنسي نظرا لمكوثه بها قرن و اثنان و ثلاثون سنة اضافة الى نهجها النظام الاشتراكي بعد الاستقلال في عهد بوخروبة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش