موقد النار يضيء البيوت ويدفئ الأجساد بغزة

موقد النار يضيء البيوت ويدفئ الأجساد بغزة
الإثنين 25 يناير 2016 - 11:05

تمسك الطفلة الفلسطينية نرمين المصري، بأناملها الصغيرة، قطعة خشبية صغيرة، وتضعها على موقد نار، أشعله والدها، في محاولة لزيادة لهيبه، عله يمنحها قليلا من الدفء.

تجلس المصري، ذات الـ6 سنوات، قرب منزلهم المصنوع من ألواح “الصفيح” و”النايلون”، والذي يفتقد لأدنى مقومات الحياة، برفقة شقيقاتها من الفتيات اللواتي يلتحفن دفء النيران المشتعلة.

ويلتصق والد المصري بأبنائه، ويحتضن أصغرهم التي ترتجف من شدة البرد، ويفرك بيديها الصغيرتين لعل دفئا يتسرب إليها.

وتقول الطفلة نرمين المصري، في حديث مع مراسل وكالة الأناضول، “فش عنا (لا يوجد)، كهربا ولا غاز، أنا سقعانة كثير “أشعر بالبرد”. وتضيف: “أشعلنا النار منذ وقت العصر، فالبرد في منزلنا شديد. نفسي يكون عنا اشي يدفينا”.

ومع غروب الشمس، واشتداد الرياح الباردة، وانخفاض درجات الحرارة، ينادي المصري بصوت مرتفع على زوجته لتحضر له القليل من السكر لتحضير الشاي الساخن على موقد النار لأطفاله، ليعطيهم شيئاً من الدفء.

ويقول إن “استمرار انقطاع الكهرباء على مدينتنا المحاصرة، جعلنا نلجأ لنيران نشعلها من الخشب والورق، لتفادي موجة البرد في ظل الفقر الشديد الذي نعيشه”.

ويضيف “لا يوجد أي حل لدينا لتفادي البرد سوى موقد النار لتدفئة أطفالي الصغار، في ظل غياب وسائل التدفئة التي تلجأ إليها الأسر الغنية، كالمدفئة الكهربائية، أو تلك التي تعمل بالغاز”.

ويتابع المصري الذي يقطن على أطراف مدينة خانيونس جنوبي مدينة غزة “أعاني من انزلاق غضروفي في إحدى فقرات الظهر، ولا أقدر على العمل ووضع أسرتي الاقتصادي، سيء للغاية وبيتي يفتقر لأدنى مقومات الحياة..”

والمصري واحد من آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين لم يجدوا أمامهم سوى “موقد النار” لإشعاله في غياب وسائل التدفئة، التي تعمل بالطاقة الكهربائية المنقطعة.

ومنذ 10 سنوات يعاني قطاع غزة، حيث يعيش حوالي 1.9 مليون نسمة، من أزمة كهرباء كبيرة، عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006، وهو ما دفع السكان إلى العيش بواقع 8 ساعات فقط توافر للتيار الكهربائي.

ويتخوف الفلسطيني محمود التتر، من منخفض جوي عميق يضرب المنطقة، لأن وسائل التدفئة التي تعمل على الكهرباء والغاز، متوقفة وبلا فائدة. ويقول “نحن أسرة فقيرة، حصلنا على مدفئة من أحد السكان الأغنياء في قطاع غزة، ولكن تشغيلها أصبح صعبا في ظل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة”.

ويضيف التتر “ليس الكهرباء فقط المنقطعة لفترات طويلة بل غاز الطهي غير متوفر، فما لنا غير الحطب والورق لتفادي أزمة البرد في مدينتنا”، التي تحاصرها إسرائيل منذ أن فازت حركة حماس، التي تعتبرها “منظمة إرهابية”، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.

ويعاني قطاع غزة من أزمة في غاز الطهي، فالكميات المدخلة إليه يوميا من معبر كرم أبو سالم ، وهو المنفذ التجاري الوحيد للقطاع، لا تكفي لتلبية احتياجات القطاع الذي يحتاج كحد أدنى لـ300 طن يوميا.

ويقول الفلسطيني التتر، “البرد شديد في الليل، ولا أستطيع تدفئة أطفالي، فالموقد لا يمكن إشعاله طوال الليل، خشية من أن تلتهم نيرانه منزلنا”. ويضيف: “عملي متوقف منذ أكثر من عام بعد أن دمرت غارة إسرائيلية سيارتي التي كنت أعمل عليها قبل الحرب الأخيرة”.

*وكالة الأناضول

‫تعليقات الزوار

7
  • jilali
    الإثنين 25 يناير 2016 - 11:17

    ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء

  • لا للحصار
    الإثنين 25 يناير 2016 - 12:03

    اناس تحترق مع ضل الفقر والعالم العربي مشغول بستاراكاديمي وعرب ايدول ووووووووووو.لك الله ياغزة رمز العزة

  • أبو مريم
    الإثنين 25 يناير 2016 - 12:14

    هذا ثمن الحرية … غزة هي البلدة الوحيدة في العالم التي وقفت ضد اليهود و الصليبيين ولها جيش خاص يصنع أسلحته و لا يستوردها من الأ عداء.. كما قال الغيوان: الشدة تهزم الأرذال ..يكفي يا أهل فلسطين أنكم على الحق ولو عانيتم في سبيله فالمنتهى واحد و هو الموت مهما طالت الحياة.. فالموت على الحق خير من الموت في الباطل!

  • khalid g
    الإثنين 25 يناير 2016 - 13:42

    غير بعيد عن غزة هنا في المغرب اكتر من هده الحالة عدة مدن هنا في المغرب جل سكانها يعيشون في ظروف قاسية البرد القارس اكتر من هده المشاهد أو تدعون أن المغاربة الدين يعيشون في الأطلس أو أو المناطق الصحراوية كل على ما يرام؟ المغاربة في حاجة اكتر لمن يساعدهم أو ننتظر المساعدة من الغرب ؟

  • O temsamane
    الإثنين 25 يناير 2016 - 14:26

    les enfants de Tamazgha , Taza , du Rif ,Atlas ,sousse, sahara………avant ghaza. iwa baz

  • الحقيقة المرة
    الإثنين 25 يناير 2016 - 14:36

    هذه أخطاء ارتكبها الشعب الفلسطيني بانتخابه تنظيما غير معترف به دوليا في غزة ,فكانت النتيجة حروب وحصار وتجويع اضف الى ذلك تخريب للبنى التحتية وإعادة غزة عشر سنوات إلى الوراء.وهذا يظهر مدى تخلف الفلسطينيين عكس ما كنا نعتقد,قضية واحدة وتعدد التنظيمات والناطقين باسمه.

  • ادم
    الثلاثاء 26 يناير 2016 - 12:31

    استغرب من بعض المغاربه المتعاطفين مع غزه بالجهل والغباء فليت الكل يعلم ان فى غزه لاتوجد نسبه فقر وفى غزه لاتوجد اى نسبه عنوسه فى البنات وفى غزه لاتوجد اعمال تتعب الانسان فكل اهل غزه لهم رواتب شهريه بالمجان وبدون عمل وكل اعمال الرجال فى غزه هو الزواج من 4 نساء والانجاب اكثر من 20 طفل وطبعا الكل بيساعد حتى ملك المغرب كل عام يدفع 50 مليون دولار وللاسف فى المغرب شعب اكثر فقرا وجوعا وتشردا وعنوسه فنسبه الفقر فى المغرب تخطت 80 فى المائه ونسبه العنوسه 70 فى المائه ونسبه الطلاق 65 فى المائه فايهما افضل المغرب ام غزه والمشكله ان اهل غزه لايتظاهروا من اجل دوام المساعدات والتسول والتعاطف من كل العالم عليهم وفى النهايه فهم واجدادهم من باعوا ارض فلسطين وسمحوا لليهود بالزياده بينهم ولم يقبلوا فى اتفاق كامب ديفيد ان تكون اسرائيل على 20 فى المائه من الارض وفلسطين على 80 فى المائه من الارض وكانهم اعترضوا لقله المساحه لليهود واردوا الان ان يكونوا اليهود على 80 فى المائه من الارض واهل فلسطين على 20 فى المائه وقد تعاونوا مع اليهود فالان يوجد 3 مليون فلسطينى يعملوا داخل اسرائيل و36 الف عميل فى الموساد

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة