في المملكة الإيبيرية.. المهاجرون المغاربة والغجر "أبناء عمومة"

في المملكة الإيبيرية.. المهاجرون المغاربة والغجر "أبناء عمومة"
الأحد 20 مارس 2016 - 07:30

لعل من ذكريات سنوات الدراسة بجامعة فالنسيا باسبانيا، هي تلك الإقامة الجامعية الخاصة بالطلبة والقابعة وسط حي أغلب ساكنته من الغجر والمهاجرين، كانت الإقامة عبارة عن منحة دراسية مقابل قيام الطلبة بأنشطة ومبادرات من شأنها تحسين إدماج الغجر والمهاجرين. كنا حوالي 100 طالب من مختلف الجنسيات والتخصصات، كان هناك الأطباء والمهندسون والفنانون والقانونيون وغيرهم، وكان القاسم المشترك بيننا هو الدراسة والقيام بأنشطة تعليمية من شأنها تغيير الصورة النمطية السلبية عن الحي، وكذلك مساعدة الغجر والمهاجرين على اندماج إيجابي في المجتمع الاسباني.

أنشطة وثقافات مختلفة

كانت الإقامة الجامعية مقسمة إلى سبعة طوابق، كل طابق يعنى بتنظيم أنشطة وفق تخصصه، فكان فريق الإعلاميات يعنى بإعطاء دروس وتأطير في الإعلاميات، وكان فريق الرياضة معني بإقامة مباريات وأنشطة رياضية مختلفة لأبناء الحي، وفريق الثقافة والتعليم يهتم بمساعدة أبناء الحي على التعلم والمطالعة، وكان من أبرز أنشطته “برنامج المنبه”، والذي من خلاله يتم استهداف عائلات الغجر والمهاجرين الذين يتغيب أبناؤهم بشكل متكرر عن المدرسة، فكان هذا الفريق يمر كل صباح ليوقظ العائلات المستهدفة التي كان أكبر سبب لتغيب أبنائها هو السهر. لكن أكبر انجاز لحي جامعي وسط حي هامشي، كان إعطاء القدوة لأبناء الغجر والمهاجرين، خصوصا وأن أغلب طلبة الحي كانوا من الأفارقة واللاتينيين.

المغاربة والغجر أبناء عمومة

ما كان يشد انتباهي خلال مقامي بذلك الحي، هو العلاقة الطيبة التي كانت تجمعنا بالغجر، وأذكر أنه في لقاءاتنا بهم، وخصوصا في مخاطبتهم لنا نحن بعض المغاربة، كانت التحية “أهلا بابن العم” (Hola Primo).

وكان ذلك يثير فضولي ويجعلني أتساءل عن سر هذا التقارب الذي يحس به بعض الغجر تجاه المغاربة، رغم الهوة والاختلافات البينة. والإجابة التي بدت لي منطقية، تتعلق بالإحساس بالتهميش والإقصاء الذي يشعر به الغجر رغم كونهم إسبانا، وهم يجدون، ربما، في الجالية المغربية شريكا في هذا التهميش، على اعتبار أن المغاربة كذلك يعانون من النظرة النمطية السيئة التي تروجها بعض المنابر عنهم، ومن تجلياتها عن “الموروس”، كما يحلو للبعض تسميتهم، هي صور الإجرام، والاتجار في المخدرات، والهجرة السرية، والتطرف والإرهاب، واضطهاد النساء، وغيرها من الأكليشيهات النمطية الجاهزة.

ويكفي في هذا الباب الإشارة إلى بعض استطلاعات الرأي التي كانت تنشرها بعض وسائل الإعلام، بين الفينة والأخرى، والتي تشير إلى أن الغجر والمغاربة هم في آخر السلم الاجتماعي، وأن الإسبان يفضلون عليهم المهاجرين القادمين من أمريكا اللاتينية ومن أوروبا الشرقية.

وإذا كان بعض الغجر يشعرون بهذا التقارب، فهناك البعض الآخر يشعر بالنقيض تماما، ويعلق شماعة الأزمة التي يعيشها على المهاجرين باعتبار أنهم نافسوه على لقمة العيش، وخصوصا في مجالات عمله؛ ومن بينها البيع في الأسواق وجمع الخردة، حيت إن هناك حضورا كبيرا للمهاجرين، كذلك فإن النجاحات التي يحققها بعض أبناء الجالية تشعرهم بأن المهاجرين في تقدم وهم في تأخر رغم أنهم أبناء البلد وأقدم منهم.

الغجر..الشعب المنسي

تختلف الروايات حول أصول الغجر، فهناك دراسات تحيلهم إلى الهند وأخرى إلى مصر، وهم منتشرون في جل البلدان الأوربية ولهم تاريخ من المعانات والإقصاء، ويكفي أن عددهم في إسبانيا يقارب المليون نسمة، ورغم كونهم إسبانا إلا أن وزنهم السياسي يكاد يكون منعدما. ولعل التهميش الذي يعانيه الغجر مرتبط أساسا بنمط عيشهم المغلق فيما بينهم، وخصوصا عدم حرصهم على الاستثمار في تعليم أبنائهم، حيث يعد هذا أحد المعيقات الأساسية أمام اندماجهم وفرضهم لذواتهم وكيانهم، فهناك إحصائيات تشير إلى أن نسبة المتعلمين منهم لا تتعدى العشرين في المائة.

الغجر وولعهم بالموسيقى

كم هي جميلة أصوات وغناء الغجر، كنا في ذلك الحي نسمع غناءهم في كل الزقاق، نساء وجالا، فغنائهم يكاد يكون في كل الطقوس والأوقات. أذكر ذات مرة أنه من حب الاستطلاع، دخلت كنيستهم، كانت مليئة عن آخرها، لكن ما شدني أن القس يتكلم بعض الكلمات ليترك المجال لموسيقى “الفلامينكو”، كانت تلك هي الوصفة التي من دونها ما كان ليكون ذاك الحضور الكبير، فكنائس الآخرين تراها شبه فارغة إلا من بعض الشيوخ وقلة من الشباب.

ولعل من حب الغجر وولعهم بالغناء أنهم علقوا، ذات مرة، لافتة كبيرة كتب عليها “أخذه الرب ليغني له”، في نعيهم لأحد كبار مغنيي” الفلامنكو”، وهو “كمارون”. فموسيقى “الفلامنكو” هي هوية الغجر في إسبانيا، من خلالها يسمع على الأقل صوتهم، ليقول إنهم مازالوا موجودين وباقين.

وأخيرا، فلا ضير أن يكون الغجر والمغاربة أبناء عمومة، مادمنا كلنا أبناء أدم وحواء.

‫تعليقات الزوار

18
  • رشيد فرنسا
    الأحد 20 مارس 2016 - 08:10

    الغجر بعض الامور كالعرب انهم يعيشون في تكافل حتى ابنائهم يعيشون معهم بعد الزواج بنات واولاد على حد سواء يتوالدون بكثرة يحترمون الكبير لديهم اعراف الخطبة للزواج والرفض للخاطب ان كان غير لائق ولديهم مراسيم الدخلة ويجب على العروس ان تكون عذراء ان لم تكن فالزواج لن يتم بعكس الاسبان يعيشون الشتات بمعنى الكلمة…

  • جحا
    الأحد 20 مارس 2016 - 08:11

    عنصر التقارب ووجه التشابه هو التهميش والاقصاء المُمارَس ضد الأقليات ومنهم الغجر والمغاربة…
    الغجر في اسبانيا حسب الإسبان أنفسهم رمز للانحراف والتشرد والسرقة وبيع المخدرات والعزوف عن التعليم….
    المغاربة مهاجرون وخلفهم وطن ام اما الغجر فهم شعب مشرد بدون وطن ام….
    وعندما يصفوننا بابناء العم فهذا يجب ان يُفهم على انه نحن وهم في خندق واحد ضد العنصرية والتهميش….

  • احمد
    الأحد 20 مارس 2016 - 08:29

    موضوع يستحق التنويه. الشكر تم الشكر للكاتب لاننا و الغجر فعلا منسيون

  • الرياحي
    الأحد 20 مارس 2016 - 08:42

    يعتبر الغجر الارض ارض الله وهم الشعب الوحيد اللذي لم يخوض اي حرب فما ان تندلع حربا في بلد الا ان رحلوا بعيدا عن عوي المدافع .يعرف الوطن العربي تجمعات كبيرة غجرية في سوريا لبنان الاردن والعراق الى مصر وكل هؤلاء جمدت الحروب انشطتهم.لغتهم هندية يتدينون بدين الشعب المضيف عندنا مسلمون وفي اروبا مسيحيون لكن لهم اعتقادات وثنية مشتركة.
    علاقتهم بالموسيقى وجودية ترافقهم (les claquettes) والقتارة طول الحياة تكاد الموسيقى عندهم ان تكون عبادة اودين.
    فرقة gyptis الغجرية الفرنسية الشهيرة يتراسها مغربي !
    في شرق اروبا يشتهر الغجر بالكمان والحان وسريعة مجنونة ايضا
    في الشرق الاوسط تحترف البنات الرقص تحت حراسة مشددة الرجال وهي مصدر رزقهم ويصل مهر الفتات المتدربات لارقام خيالية.
    ايام هذا الشعب الغريب معدودة وهو في طريق الاندثار بحكم العصر.
    من قرا le grand Maulnes سيجد وصف لحياتهم .
    قديما في فرنسا كانت حرفتهم بيع الخيل وقراءة الطالع ومن المعتقدات الفرنسية ان لا تسيئ لغجرية لتفادي لعنتهم
    وشكرا 

  • meriem
    الأحد 20 مارس 2016 - 08:51

    "فهناك إحصائيات تشير إلى أن نسبة المتعلمين منهم لا تتعدى العشرين في المائة."
    اكبر دليل على انهم ابناء عمومة المغاربة

  • حميد فرانكفورت
    الأحد 20 مارس 2016 - 09:06

    أعوذ بالله ان نكون أبناء عمومة الغجر فنحن مغاربة بكل إفتخار لنا تاريخ
    نعم نحس بالتهميش لكن ليس إختيارنا ولكن الفجر يختارون ان يكونو كذلك

  • متابع
    الأحد 20 مارس 2016 - 09:06

    لا كانوا الغجر ولاد عمك انا لا. ولا يوجد دخان بلا نار، لماذا لم تطرح السؤال علا نفسك، كاتب المقال، مهاجرين أوربا الشرقية وأمريكا اللاتينية لهم سمعة طيبة،! رغم أنني لا أعمم، نحن نختار دائما الطريق السهل ونعتقد أننا "قافزين" وتصدر عنا سلوكيات شنيعة، قلة الأدب ، المكر ، والخديعة، السرقة ، ربما أنت على حق، نتقاسم نفس التصرفات مع الغجر إذن يمكنك نعتهم بأبناء عمك.

  • LA VERITE HISTORIQUE
    الأحد 20 مارس 2016 - 10:04

    UN GETANT ,KHITANOS,c`est la plus GRANDE INSULTE CADEAUX donner a nous.ces gens la khitanos, n`ont pas meme l`intention d`aller a l`ecole ou d`instruire ou d`integrer.En espagne leur HOBBIESc`est la music,dans l`europe de l`est, c`est la drogue et du vole.
    ils ne veulent pas s`integrer dans l`europe depuis ils ont quitter L`INDE.dans les pays ARABE etre ghajar c`est la plus grande insulte.mais ils sont disparru et integrer par FORCE dans le monde arabe par .tous sont devenu arabise et musulman.au maroc chez nous, on peux sentir et voir cela chaque jours dans nos rues.cad, les gens qui ne veulent pas aller s`instruire ou aller a l`ecole, mais seuleumnt vender de drogue .tout ces qualites c`est dans leurs sang. cad ils sont d`origines GHAJAR,KHITANOS.
    merci hespress.

  • علال الحاجي
    الأحد 20 مارس 2016 - 10:13

    هناك من يقول بأن أصل كلمة فلامنكو عربية أي" فلاح منكوب" وهي تحيل إلى ما تعرض له العرب و المسلمون وحتى اليهود من تنكيل وتضييق ونكبة خلال حروب الاسترداد الإسبانية التي عرفتها المنطقة مباشرة بعد سقوط الأندلس وآخر إمارة إسلامية غرناطة سنة 1492م. .

  • الميلودي من اسبانيا
    الأحد 20 مارس 2016 - 10:19

    نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان نكون ابناء عمومة اهؤلاء الغجر الذين لاتجمعنا بهم اي علاقة ولا يشرفنا ذلك،
    هم ينادون المغاربة المقيمين باسبانيا بابناء العمومة لكونهم يرون في العديد منهم صورتهم ، سرقة، مخدرات، التحايل على الدولة للحصول على الاعانات، احتلال منازل الغير بغير وجه حق، التجمع في مجمعات سكنية واحدة، السرقة، جمع الخوردة و البحث في القمامة ، عدم تربية الابناء و متابعتهم في المدارس العمومية، افتعال المشكلات و التلفظ بالكلام النابي في وجه الغير و……..
    هذا ما نتشارك فيه نحن المغاربة مع الغجر هنا في اسبانيا.

  • A l
    الأحد 20 مارس 2016 - 11:03

    الكَمَنْجَاتُ
    الكَمَنجاتُ تَبْكى مَعَ الغَجَرِ الذَّاهِبِينَ إلى الأنْدَلسْ
    الكَمَنجاتُ تَبْكى على العَرَبِ الْخَارِجِينَ مِنَ الأنْدلُسْ
    الكَمَنجاتُ تَبْكى على زَمَنٍ ضائعٍ لا يَعودْ
    الكَمَنجاتُ تَبْكى على وَطَنٍ ضائعٍ قَدْ يَعودْ
    الكَمَنجاتُ تُحْرقُ غَاباتِ ذَاكَ الظلَامِ الْبعيدِ الْبعيدْ
    الكَمَنجاتُ تدْمي الْمُدى، وَتَشُمُّ دَمِى في الْوريدْ
    الكَمَنجاتُ تَبْكى مَعَ الْغَجِر الذَّاهبينَ إلى الأَنْدَلُسْ
    الكَمَنجاتُ تَبْكى على الْعَرَب الْخارِجِينَ منَ الأَنْدلُسْ
    الكَمَنجاتُ خَيْلٌ على وَتَرٍ من سرابٍ وماءٍ يَئنُّ
    الكَمَنجاتُ حَقْلٌ مِنَ اللَّيْلكِ الْمُتوحِّش يَنْأَى وَيَدْنو
    الكَمَنجاتُ وَحْشٌ يُعَذِّبُهُ ظُفْرُ إمرة مَسَّهُ، وابْتَعَدْ
    الكَمَنجاتُ جَيْشٌ يُعَمِّرُ مَقْبَرَةً منْ رُخامٍ ومنْ نَهَوَنْدْ
    الكَمَنجاتُ فَوْضى قُلوب تُجنِّنُها الرِّيحُ في قَدَمِ الرَّاقِصَةْ

  • مهاجر
    الأحد 20 مارس 2016 - 11:46

    القاسم المشترك بين الخيطانوس و الموروس هو الفوضى و حب المظاهر. فالإثنان يميلون إلى حياة اللهو و الترف علما أن معظمهم من الطبقة الهشة. لا تعليم و لا اخلاق وووو. نتاسف على حال الموروس. أما نحن مغاربة و نفتخر. الحمد لله.

  • Amal ElHabib
    الأحد 20 مارس 2016 - 12:11

    من العيب تشبيه المغاربة للغجر.
    ولكن هذا التشبيه مقصود ويخدم جهات.

  • ابن سوس المغربي.اعرفهم
    الأحد 20 مارس 2016 - 13:46

    الغجر او النوار كما يسمونهم في الشرق الأوسط او litzigan كما في إيطاليا او les gitanes في فرنسا او gypsy في أمريكا او بريطانيا او gitanos في اسبانيا هم مجموعة أصلها هندي و يتكلمون لغة خاصة بهم و يتكلمون لغات البلدان التي يعيشون فيها ليست لديهم هوية معينة او أوراق ثبوتية لا يعترفون بالحدود منغلقين على بعضهم، و لا يحبون التعليم او القرأة او الشغل عند أحد لا يحبون الاندماج في مجتمعات غيرهم يعيشون على التسول ويستعملون و الغناء الموسيقى للتسول و (التبصير) قرأت الكف و الشعوذة مثل معرفة الغيب و التبصير بالورق الخ،هؤلا محتقرين ومنبوذين في المجتمعات التي يعيشون في وسطها لا يحبون النظافة ولا يتحممون ولا يحبون السكن في الأحياء العادية يحبون السكن العشوائي متهمون بالتخلف و الجهل، وهم منتشرون في لبنان سوريا فلسطين مصر اليونان رومانيا بلغاريا تركيا كل دول أوربا تقريباً

  • حيران
    الأحد 20 مارس 2016 - 16:20

    و ما الغريب في ألأمر قد نكون أبناء عمومة لأن أسلافنا ألأمازيغ قد مروا من هناك قديما بقيادة البطل طارق بن زياد و تركوا النسل هناك فثمانية قرون من ألإقامة هناك ليست بألأمر الهين

  • معاد
    الأحد 20 مارس 2016 - 17:52

    500 سنة في اوروبا و لم يندمجو بعد .

  • Tsigan
    الأحد 20 مارس 2016 - 21:07

    إنهم شعب طيب فقط لم يستطيعوا ان يساريوا العصر، شعب تسيعانTsigan طيب جدا كانت لي معهم تجربة اما حبهم للموسيقى فهي طريقة للعيش بها يستطعون ان يجمعوا بعض اورو…

  • zakaria
    الإثنين 21 مارس 2016 - 10:34

    اسبانيا مامزياناش …الملك اسبانيا مامزيانش مابغيتش اسبانبا ..مابقش هو قاله للمرحوم الحسن الثاني على المسيرة الخضراء1975 انه غامر بالمغاربة ..ماموياناش الصبنيول

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج