حرب حوادث السير القاتلة "تُقرب" بين ضحايا تكساس والمغرب

تتربع ولاية تكساس الأمريكية على قائمة عدد قتلى حوادث السير المميتة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يموت فيها ما يزيد عن 30 ألف شخص بسبب حوادث المرور، إذ تستفرد لوحدها بحوالي عشر هذا الرقم، من أصل خمسين ولاية، بعدما بلغ عدد مستعملي الطريق الذين لقوا حتفهم بها هاته السنة 3318 شخصا، حسب معطيات تنشرها وزارة النقل بالولاية ذاتها على لوحات إلكترونية ضخمة، تعبر الطرق السيارة، لتحسيس مستعملي الطريق بخطورة عدم احترام قوانين السير.

ولايات أمريكية أخرى تنشر معطيات عن عدد حوادث السير على طرقها، لتشجيع مستعملي الطريق على بذل مجهودات أكبر، لتخفيض عدد القتلى على طرقها. وفي غالب الأحيان، تسجل جل الولايات ما معدله 500 قتيل في السنة، بخلاف ولاية تكساس، التي تعتبر النموذج الأقل نجاحا في محاربة حوادث السير.

تتوفر ولاية تكساس على واحدة من أحسن الطرق السيارة في الولايات المتحدة، وظروفها المناخية توفر جوا ملائما لمستعملي الطريق؛ فقليلا ما تتساقط الثلوج بالمنطقة، كما أن طبيعة أراضيها منبسطة من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، والعربات التي تجوب طرقها بصفة عامة في حالة جيدة، نظرا لارتفاع المستوى المعيشي بها.

المشكلة في ارتفاع حوادث السير بولاية تكساس تكمن في أسلوب السياقة الهجومي الذي يعتمده عدد كبير من السائقين. وتأتي السرعة المفرطة على رأس لائحة العيوب، خصوصا في الجهة الجنوبية المحاذية للمكسيك، فضلا عن التجاوزات المعيبة، وخرف إشارات المرور.

مع اقتراب نهاية سنة 2016، يناهز عدد سكان تكساس 28 مليون نسمة، فيما يبلغ عدد العربات المسجلة بالولاية 8 ملايين عربة، تسببت في وفاة 3318 شخصا، وهي أرقام تتشابه إلى حد ما مع ما يسجله المغرب، الذي يبلغ تعداد سكانه 36 مليونا وقرابة 5 ملايين عربة، تتسبب في قتل زهاء 4000 قتيل في السنة.

وإذا كانت ولاية تكساس تتفوق على المغرب في البنية التحتية، وحالة العربات، فإن العامل البشري كمسؤول أول عن حوادث السير يوحدهما، ويجعل رفع التحدي لمكافحة حوادث السير رهانا مشتركا بينهما.

الثقة الزائدة في النفس أثناء السياقة تميز عددا من السائقين في كلا الجهتين، خصوصا أولئك الذين يتنقلون على متن عربات رباعية الدفع؛ فكونهم يستقلون عربات عالية، ومجهزة بأحدث أنظمة القيادة، يصيبهم بنوع من الغرور، ويجعلهم أكثر عرضة للانقلاب في المنعرجات. وكلما ارتفعت العربة، ارتفع مركز ثقلها، وأصبح انقلابها واردا أكثر من العربات ذات العلو الأقل.

لم تعط الحملات التحسيسية أكلها إلى حد الآن، سواء في المغرب أو في تكساس، وقد يتفاقم الوضع أكثر مستقبلا، مع ارتفاع عدد العربات بشكل مهول، خصوصا في المغرب، حيث ساهمت تسهيلات الحصول على القروض في ازدياد مضطرد لعدد العربات، دون أن يتزامن ذلك مع تحسن منسجم في البنية الطرقية.