السرية والعلنية تتقاذفان الحياة الجنسية للاجئين مثليين في ألمانيا

السرية والعلنية تتقاذفان الحياة الجنسية للاجئين مثليين في ألمانيا
السبت 13 يناير 2018 - 21:00

الحرية الجنسية هي حق يضمنها الدستور الألماني لكل فرد هذا ما جعل الساحة المثلية في برلين على سبيل المثال جنة للمثليين من الجنسين، وفي الوقت الذي تعرف فيه حياة المثليين في المدينة تنوعا كبيرا في مجتمع منفتح، إلا أن كثيرا من المثليين من الوافدين الجدد في برلين لا يزالون يخفون حياتهم الجنسية تحسبا للقيل والقال والاحتقار من قبل أبناء جلدتهم. DW عربية دخلت عالم المثلية الجنسية لدى الوافدين الجدد في برلين.

اتصلنا بالشاب أيمن، اسم مستعار، وهو شاب مثلي سوري يبلغ من العمر 35 ربيعا. يقيم الشاب الدمشقي في برلين منذ حوالي سنة، حيث يتمتع بحياة حذرة تتأرجح بين السرية والعلانية ملمحا لحياته الجنسية في برلين كما قال لنا في حديثنا معه.

الشاب السوري، الذي يقطن في إحدى المبيتات الجماعية في حي شرلوتنبورغ البرليني، يعيش حياتين مختلفتين كما يقول:” لا يعرف أحد هنا من السوريين المقيمين في المبيت الجماعي عن حياتي الجنسية الخاصة بي، لا أريد أن أكون مسخرة بين سكان المبيت”. خوف أيمن من ردود فعل أبناء جلدته في المبيت جعله يبتعد كليا ليس فقط عن أبناء وطنه من السوريين بل أيضا عن العرب عموما.

“اختلاف الميول الجنسي ليس مرضا بل هو أمر طبيعي يجب احترامه…”

ميولا ته الجنسية ليست جديدة كما يقول بل كان يعيشها خفية في العاصمة السورية. يعيش أيمن حياته الجنسية مع أصدقائه من المثليين من الألمان وبعض العرب بكل حرية. واستطرد الشاب الثلاثيني متحدثا لـ DW عربية بكل ثقة في النفس واصفا لنا ما كان يفقده في وطنه يقول:” المثلية الجنسية من قبل الطرفين سواء كانت نسائية أو رجالية منبوذة في مجتمعي وفي وطني. إن الذي نال إعجابي هنا هو الفضاء الفسيح والحر للمثليين. ناهيك عن احترام المجتمع الألماني للآخرين ذوي الميول الجنسية الأخرى”.

يتحول الشاب الدمشقي بانتظام إلى حي شونيبيرغ البرليني الذي يزخر بالمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية التي تستقطب أعدادا كبيرة من المثليين من الجنسيين. هنا في هذه الرقعة الجغرافية من الحاضرة الألمانية يستمتع أيمن بحياته كمثلي بكل حرية. وهنا يلتقي بأمثاله من دون حذر ومن دون تحسب لأي تمييز جنسي كان ويقول في هذا الصدد: “أشعر هنا في هذا الحي بالحرية التامة. أنا أعشق هذا الحي هنا بإمكاني أن أظهر ميولي الجنسية بكل حرية ومن دون تحسب لأي تصرف دوني من الآخرين، أشعر بأني إنسان كبقية البشر”.

ويضيف يتحدث بحسرة قائلا بأن اختلاف ميوله الجنسي ليست بمرض كما يدعي الآخرون من بني ثقافته ، كما يقول، بل يراه أمرا طبيعيا يستحق الاحترام.

تعرف أيمن في مسرح الحياة المثلية البرلينية في أزقة حي شونيبيرغ على ثلة من أبناء وطنه من السوريين و آخرين من العرب، حيث أفادنا قائلا إن “عدد المثليين من العرب في هذا العالم ليس صغيرا، فهنا تعرفت على مجموعة. وعلمت من البعض منهم من رفضته عائلته لا لشيء إلا لأنه مثلي وآخرون قرروا العيش في غاية من السرية بين ذويهم”.

بلال، اسم مستعار، شاب حلبي يبلغ من العمر 25 ربيعا وهو صديق حميم لأيمن، تعرف بعضهما على بعض في الساحة المثلية البرلينية. بلال الشاب اليافع والوسيم يخفي هو الآخر بسر ميوله الجنسي في الحياة العلنية بين أبناء وطنه العربية، على غرار صديقه أيمن، إلا أن يعيش “حالة أمل” كما يقول: ” الحياة الجنسية في برلين التي أعرفها منذ مجيئي منذ حوالي سنتين، أعطتني دفعا جديدا وغذت آمالي نظرا لحقوقي القانونية، أنا معجب بتقبل المجتمع الألماني للآخر بغض نظر عن اختلافه، ولا يراه أمرا سلبيا”.

ومضى الشاب العشريني يتكلم حول ظاهرة المثلية الجنسية في الثقافة العربية متعجبا من المجتمع العربي الذي يصفه بالمنغلق والمتناقض متسائلا: “أليس لدينا مثليين في مجتمعنا؟ وهل ظاهرة المثلية الجنسية جديدة في مجتمعاتنا العربية؟”. ثم يجيب -وقد بدت عليه ملامح الغضب قائلاً: ” إنه أمر طبيعي وعريق في ثقافتنا العربية إنه نوع من إبراز شخصية الإنسان ولكل امرئ طريقته”.

بلال يؤكد بشكل مستمر خلال حديثه لـ DW عربية بأن المثلية أمر طبيعي يجب على أبناء وطنه -لاسيما منهم من الوافدين إلى ألمانيا هنا- قبوله والتعامل معه بإيجابية واحترام. بلال هو الآخر يأخذ حذره من أبناء وطنه من السوريين خصوصا ومن العرب في المدينة عموما، فهو لا يريد أن يشار له بالبنان كما يقول. والجدير بالذكر أن أهله الذين ظلوا في سوريا لا يعلمون عن حياته الجنسية بالرغم من أنه، كما يقول لـ DW عربية، كان يعيش حياته المثلية في سوريا سرا.

إرشادات ونصائح في برلين تخص المثليين الناطقين بلغة الضاد

من خلال الخدمات المتوفرة التي تقدمها مدينة برلين للمثليين عموما عبر نواد ومنظمات مثلية، تسنى للكثيرين من الوافدين الجدد الحصول على إرشادات واستشارات حول الحياة المثلية.

الشابان السوريان بلال وأيمن يتصلان هما أيضا شخصيا أو هاتفيا كلما دعت الحاجة لذلك بالمنظمة المثلية المخصصة للمثليين.

“نظرا لتزايد حاجة الناطقين باللغة العربية للاستشارة حول حياتهم الخاصة كمثليين، قررنا إدماج اللغة العربية والتي تلقى إقبالا هاما لدى الجالية العربية لاسيما منهم من الوافدين الجدد على سبيل المثال”، هكذا أجاب DW عربية السيد توبياس فوس الأربعيني من إدارة المنظمة.

ثم استطرد في كلامه يقول إن مؤسسته التي أسست قبل حوالي ثلاثين عاما باتت اليوم تنشغل أيضا بشؤون المثليين من الناطقين بلغة الضاد من الوافدين الجدد، حيث تقدم إلى جانب الاستشارة السرية حزمة من المساعدات من بينها النصائح الوقائية الصحية المتعلقة بداء فقدان المناعة “الإيدز” هاتفيا أو من خلال حصص توعية وقائية تجنبا للعدوى.

ثم يؤكد السيد فوس قائلاً: ” كما نقدم أيضا حزمة من المساعدات في إطار إدماجهم في حياتهم الجديدة”. ومن خلال عمل المنظمة المثلية مع العرب يضيف السيد فوس البرليني يقول: “نتناول في عملنا مواضيع أخرى تهم الوافدين الجدد مثل العنصرية والهجرة ومعالجة الصدمات النفسية التي يعاني منها البعض جراء الحرب والتعرف على القوانين الألمانية الخاصة بالمثليين”. ويسهر على تنظيم والإشراف على مختلف الفعاليات والأنشطة طاقم من المعلمين والحقوقيين والخصائيين في علم النفس وآخرون من مختلف الاختصاصات.

*ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية

‫تعليقات الزوار

10
  • أرض بلا شمس والكل يتمناها
    السبت 13 يناير 2018 - 23:27

    من يصنع مرسيديس والفولكسفاكن يعرفون بحق حقوق الإنسان , سواء الإختلاف في الدين أو الميول الجنسية ومن يصنع الإرهاب لا يعرف سوى السب والشتم ثم بعدما يدمر بلاده يقطع البحار مغامرة من أجل أن يعيش حياته بما فيها شذوذه الجنسي الذي حرمه في بلاده وحلله في بلاد اسياده

  • متابع
    السبت 13 يناير 2018 - 23:30

    لو تعلم ألمانيا وكل بلاد مثلها ولو يعلم هؤلاء الشواذ هداهم الله ما في هذه المنكرات من سخط الله تعالى واليم عقابه وعذابه لما شجعت عملا أهلك الله به قرى قوم لوط عليه السلام فجعل عاليها سافلها وأمطر عليها حجارة من سجيل منضود لفروا من هذه المصيبة فرار الرجل من الاسد

  • medecin
    السبت 13 يناير 2018 - 23:36

    مع بداية اهتماماتى بالفكر النقدى والعلوم الانسانية الحديثة وتطبيقاتها على الاديان وتاريخها ، كانت قضية “الولدان المخلدون “ضمن قراءاتى ضمن ابحاثى عن قضية الجنس عموما لدى العرب .
    – الولدان المخلدون :
    وردت عبارة الولدان المخلدون ضمن المغريات الحسية التى سيجدها المؤمن فى الدار الآخرة ، اما تعويضا عن الشقاء والفقر للمؤمنين فى الدنيا ، او كمكافأة عن الاعمال الصالحة وعلى رأسهم جميعا الشهداء فى سبيل الله مثل ( الخمر – الحوريات الابكار– السندس والاستبرق وطير لحم مما تشتهون و ………. ولدان مخلدون ) ، هى بالقطع كلها متع حسية ولكن ليست كمتع الدنيا بل اكثر وفيها مالا عين رأت ولا اذن سمعت .
    والولدان هم الصبية او الغلمان الذين تعدوا سن الطفولة وتنحصر فئتهم العمرية بين العاشرة والثالثة عشرة تقريبا قبل ان ينبت شعر الابطين والعانة وقبل سن البلوغ ، والمخلدون تعنى بقاءهم فى هذه السن لا يتخطوها . وقد ذكر الولدان المخلدون فى الآيات الثلاثة التالية :

  • الله يستر
    الأحد 14 يناير 2018 - 04:31

    سيرو غير لساحة الامم المتحدة فكزا من بعد ل10 دليل ؤتنقاوهم agogo تماك,,,

  • سمير من برلين
    الأحد 14 يناير 2018 - 07:44

    لم يكن باللازم ذكر اسم الدولة، لانني كنت متوقعا ان تكون بلد التكنولوجيا والفساد فان واحد…
    اقسم بالله هده البلاد متجهة صوب فساد متميز خلافا لما اراه فجل الدول الاوربية..
    عا سبيل المثال: هناك (يوم christropher street day)فمدينة المانيا كولن يحتفل فيه شواد العالم سنويا بمتليتهم الجنسية وخروجها للملء العام والتضاهر بطبيعة المنضر..
    لكي اوضح لكم المعنى: هنا لا اتكلم بعشرات الاشخاص بل بملايين المثليين من جميع اقطاب الكرة الارضية..
    تخضن كولن فاول يوم للاحتفال حوالي ملونين من الشواد ..
    الهدف وراء الاحتفال ليس هدفا انسانيا او حقوقيا كما يدعيه البعض.. بل كل العكس .. انه اخطر من دلك .. هدفهم الاول والاخير هو وضع صورة هده الكارثة كصورة طبيعية في ادهان المسلميين ..واخص بالقول : اذهان صغارهم.. اقسم بالله لن تجد بلدا اوربيا اخر يدفع ملايين الاورو لتعزيز الفساد كالمانيا ..

  • عز الدين
    الأحد 14 يناير 2018 - 09:10

    الشذوذ الجنسي ليس طبيعيا فهو انحراف عن الطبيعة و الفطرة.فنجوم هولييود مثلا يجربونه من اجل الاستمتاع و البحث عن المتعة بعيدا عن ما الفوه.كما ان البعض يكون مضطرا لفعله كالسجناء.ويبقى بالنسبة للبعض مرضا خصوصا لاولائك الذين تعرضوا للاغتصاب في صغرهم

  • céphalo
    الأحد 14 يناير 2018 - 12:35

    Cela fait plus d’un mois que je vois les mêmes gueules qui parlent toujours de la même bêtiseQuelques-uns se croient au jihad, avant de souffler un mot, le gars souffle un versé coranique qu’il est loin de comprendre, et s’il le comprend on ne le voit pas sur son comportement à titre d’exemple il parle des relations hors mariage, le soir on le vois taper la sœur de son meilleur ami, il parle de barbe et ce que dit dieu et son prophète de la barbe mais quand tu vois sa salle tranche tu y’trouvera aucune poile donc à ces perroquets je vous dis, on vous connais très bien Les musulmans sont des hypocrites et toute personne qui dit le contraire est un hypocrite ou un malade mental donc aidez-nous avec un peu de silence Ce que je veux c’est donner l’occasion à des connaisseurs dans chaque domaine à éclairer nos lanternes et négocier les sujets professionnellement d’une manière à ce que toute personne dormira moins bête

  • فوكو ياما
    الأحد 14 يناير 2018 - 15:25

    المثلية هي بناء بيولوجي مختلف شيئ ما عن الطبيعي غير واضح اما عاطفيا وروحيا مع الاسف لا قاعدة عقلانية يمتاز بها بتجريب الظاهرة بدون تعميم

  • Casawi 3robi
    الإثنين 15 يناير 2018 - 05:06

    Gay people do not suppose to exist in the earth have you ever see animal male with animal male or vice versa. Or just human being get board in life and start creating crazy stuff . God create man for woman and woman for man. We are not talking about religion . lets talk just about logic the only one reason we have sex to have babies. 90% of diseases came from people that have sex with the same gender

  • adil
    الخميس 18 يناير 2018 - 11:21

    Un commentaire haineux m’a surpris en croyant que les allemand leurs bute est de provoquer les musulmans en ce qu’ils appellent le christopher street day ,c’est du n’importe quoi, c’est une journée de fierté pour tout les homosexuels pour dire stop à l’homophobie et l’agression corporels contre les homos et avoir encore plus de droit et égalité comme tout le monde sans juger l’orientation sexuel de la personne.et ça existe partout en Europe pas seulement l’allemand, la plus grande marche de fierté (orgullo gay) c’est celle de Madrid en Espagne, rien avoir avec les musulmans , leurs but c’est avoirs des droits et pas provoquer les musulmans.(l’Allemagne c’est un pays de droit il sait ce qu’il fait, il attends pas nous commentaires de toute façon).

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين