خطط إبعاد 40 ألف مهاجر غير نظامي تثير سجالا في إسرائيل

خطط إبعاد 40 ألف مهاجر غير نظامي تثير سجالا في إسرائيل
الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 06:00

الأمر واضح بالنسبة للاجئ الإريتري تِكليت ميشائيل، إنه يدرك أنه لن يرحل من إسرائيل قبل أن يدخل السجن، و”عندما أضطر للبقاء في السجن سيضطرون لإطعامي، ليس هذا أمرا سيئا”، حسب ما رأى الإريتري البالغ من العمر 29 عاما، صاحب الهامة الطويلة والشعر الهائج، أثناء جلوسه في غرفة للشؤون الاجتماعية في تل أبيب، مضيفا: “خطتي هي البقاء وعدم الذهاب إلى أوغندا أو رواندا”.

ليس ميشائيل سوى واحد من بين ما يصل إلى 40 ألف مهاجر أفريقي تهددهم الحكومة الإسرائيلية بالسجن اعتبارا من أبريل المقبل، أو بالترحيل إلى بلد أفريقي آخر. ووفقا لتقارير إعلامية، فإن الحكومة الإسرائيلية أبرمت اتفاقات مع أوغندا ورواندا بشأن هؤلاء اللاجئين.

معظم هؤلاء اللاجئين من اريتريا، في حين ينحدر الباقي من السودان بشكل خاص. ولكن إسرائيل لا ترحل اللاجئين إلى هذين البلدين.

قدم تِكليت ميشائيل إلى إسرائيل عام 2007 بعد أن هرب من التجنيد الدائم في بلاده، وهو التجنيد الذي شبهته الأمم المتحدة بالـ “استعباد”.

عمل الشاب الإيريتري في إسرائيل في النظافة ثم أصبح طباخا، يدفع الضرائب ويستأجر منزلا، حسب روايته.

غير أن الحكومة الإسرائيلية لم تسمح للإريتريين بالتقدم بطلب الحصول على اللجوء سوى عام 2013، ولم يتلق الشاب ميشائيل ردا حتى الآن؛ “لذلك فأنا معلق في الهواء”.

يضطر الشاب الإريتري للتقدم كل شهر بطلب للحصول على تأشيرة عمل جديدة، ولم يحصل على مساعدات من الدولة.

تطالب هيئة شؤون الهجرة والسكان في إسرائيل الـ “متسللين” القادمين من السودان وإريتريا بمغادرة البلاد طواعية.

وقالت الهيئة على موقعها الإلكتروني إن من يغادر البلاد بحلول أواخر مارس المقبل سيحصل على ما يعادل نحو 2800 يورو إضافة إلى بطاقة السفر، وإن السلطات ستتعامل مع الأفارقة المتخلفين بعد انتهاء هذه المهلة.

توزع الهيئة منذ مطلع فبراير الجاري إفادات بالترحيل على كل من يريد تمديد إقامته من الرجال غير المتزوجين والرجال الذين ليس لهم أبناء.

كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على حسابه على موقع “فيسبوك”، مطلع يناير الماضي، يقول: “وافقت الحكومة اليوم على خطة عمل تسمح بتخيير أي مهاجر غير شرعي بين أمرين، إما تذكرة الطائرة أو السجن”.

غير أن كلا من أوغندا ورواندا أعلنتا بالفعل أنهما لن تقبلا لاجئين إلا إذا قدموا إليها طواعية؛ إذ كتب وزير الدولة في الخارجية الرواندية، أوليفر ندوهونجيريه، على صفحته بموقع “تويتر”: “لن تقبل رواندا أبدا لاجئا أفريقيا يتم ترحيله رغما عنه”.

وفقا لنتنياهو، فإن نحو 60 ألف مهاجر قدموا من أفريقيا إلى إسرائيل قبل بناء سور على الحدود مع مصر، وقال: “لقد تم ترحيل 20 ألف مهاجر من هؤلاء”.

وتعتبر إسرائيل هؤلاء الأفارقة مهاجرين غير شرعيين، ولا توافق على قبول طلبات لجوئهم سوى في حالات نادرة، وكانت قد هددتهم بالسجن عام 2015 إذا لم يغادروا.

كما ترحل إسرائيل المهاجرين الذين يعيشون بمفردهم إلى معسكر “حولوت” في صحراء النقب، وهو معسكر يحوم حوله الجدل.

وفي عام 2017 قررت أعلى محكمة في إسرائيل أنه ليس من حق السلطات أن توقف مهاجرين في هذا المعسكر إلى أمد غير معلوم لمجرد أنهم لا يريدون مغادرة إسرائيل.

وطلب من الشاب الإريتري تكليت ميشائيل أكثر من مرة، حسب قوله، أن يسجل نفسه في معسكر “حولوت”، وقال إنه استطاع تجنب العيش في هذا المعسكر لأسباب صحية. بينما تعتزم إسرائيل إغلاق هذا المعسكر في إطار خطط الترحيل.

من ناحية أخرى، وصفت درور سادوت، المتحدثة باسم الخط الساخن لمساعدة اللاجئين والمهاجرين في إسرائيل، كلا من أوغندا ورواندا بأنهما غير آمنين للمرحلين، مشيرة في ذلك إلى تقارير قالت إن بعض هؤلاء حاول السفر من هناك إلى أوروبا.

وتقول سادوت إن بلادها “تستطيع بالطبع إيواء 40 ألف إنسان، فهذا العدد أقل من 0.5 % من المجتمع”.

لكن هناك أصوات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل تخشى على الطابع اليهودي للدولة، خاصة في ضوء حقيقة أن معظم الإريتريين مسيحيون والسودانيين مسلمون.

وعن ذلك، يقول وزير الداخلية الإسرائيلي أري ديري: “إن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين مسؤولية يهودية”.

لكن كانت هناك في الأسابيع الماضية معارضة ضد خطط الحكومة في إسرائيل؛ إذ ناشد ناجون من الهولوكوست الحكومة الإسرائيلية أن تبدي وجها إنسانيا تجاه هؤلاء المهاجرين في ضوء تاريخ الشعب اليهودي. وأوضح حاخامات إسرائيليون أنهم يعتزمون إخفاء لاجئين على غرار ما فعلت الفتاة اليهودية آن فرانك في الحقبة النازية.

ووبخت تامار ساندبرج، من حزب ميرتس اليساري، حكومة بنيامين نتنياهو قائلة: “أنتم أصدقاء للنازيين”.

كان تكيلت ميشائيل يحلم بمستقبل كعداء في إريتريا عندما استدعاه الجيش لأداء الخدمة العسكرية، كان الشاب الإريتري قادرا على خوض سباق 400 متر إلى 10 كيلومترات، وقال: “ولكن حياتي تغيرت بشكل تام، من لاعب قوي له أحلام إلى جندي يؤدي الخدمة الإجبارية”.

وأضاف الشاب: “غادرت بلادي بعد أن رأيت أنه لا توجد لي فرصة للعيش فيها”، ولا يعتزم الشاب البالغ من العمر 29 عاما البدء مرة أخرى من حيث انطلق.

*د. ب. أ

‫تعليقات الزوار

12
  • Said France
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 06:34

    Tous les pays éloignent des immigrés clandestins, israel, algérie, arabie saoudite, france…etc, sauf le Maroc, leur nombre ne cesse d'augmenter…, jusqu'a quand
    je vois un catastrophe en perspective…

  • anp alg
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 06:37

    أين حقوق الإنسان التي يتغنوا بها و الديمقراطية وحرية الإنسان وعندما يصدر أي قرار من الدول العربية بترحيل الأفارقة تقوم قائمة الجمعيات الحقوقية إنه الكيل بمكيالين

  • Amazigh
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 07:01

    الصهاينة ابعدوا و هجروا الملايين من الفلسطينيين من ارضيهم.

  • ossama
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 07:52

    وماذا عن المهاجرين المغاربة هل ستهجرهم الحكومة اليهودية ام نحن ابناء عم ههه

  • TAGADAT
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 08:00

    Israël,alkheria,les pays de golfe,l amerique,l australie,l europe,tout ces pays parlent sur les réfugiés et les immigrés elegaux comment les faire retourner chez eux,chez nous notre responsables de lr égaliser le séjoure dans un pays qui vie des difficulté économique et sociale sans parler des effets négatives de cette démarche d égaliser le séjoure de ces immigrés et réfugiés elegaux sur la satabilete' de notre pays.

  • المهدي
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 08:29

    سيتحقق حلم هذا الشاب بأن يصبح عدّاءا بعد ان تضعه سلطات الكيان الصهيوني على الحدود ليقطع مسافة عشرة آلاف كلمتر في اتجاه أوغندا وليس عشر كلم فقط .. العرق اليهودي بخشي على نفسه من التلوث فهو يقبل مجرمي القوقاز وروسيا ويرفض العرق الهجين ولو كان مسالما يكتفي بتنظيف الأزقة وغسل الصحون في المطاعم .. لكن حتى هؤلاء يستحقون الاذلال والطرد فلو جندهم الجيش الصهيوني لكانوا أكثر تنكيلا بالعرب من الصهاينة لإثبات الولاء وضمان الخبز ..

  • العندليب الاسمر الجزائر
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 09:57

    اردتم الربط بين ما. تقوم به اسرائل و ما تقوم به الجزائرفي قضية طرد اللجئين اذ تناولتم بالامس طرد السلطات الجزائرية لمهاجرين. افارقة موضوع تناولته جريدتكم بالامس يا اخي انتم تستقبلون المهارين مقابل مبالغ مادية. يدفعها لكم الاروبيون للحيلولة دون وصول المهاجرين اليهم و نحت لا نريد ان نلعب هذا الدور. شكرا

  • أمازيغ مراكشي
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 10:09

    بعض المغاربة يرفضون المهاجريين الأفارقة على أراضيهم و هؤلاء نفسهم من ينتقد إسرائيل لأنها تحمي أراضيها من الهجرة الغير النظامية….التناقض المغربي

  • ايت الراصد:المهاجر
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 12:34

    للتأمل كيف يحافظ الكيان الصهيوني على هوية دينه وتقول سادوت إن بلادها "تستطيع بالطبع إيواء 40 ألف إنسان، فهذا العدد أقل من 0.5 % من المجتمع".
    لكن هناك أصوات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل تخشى على الطابع اليهودي للدولة، خاصة في ضوء حقيقة أن معظم الإريتريين مسيحيون والسودانيين مسلمون…""؟!؟
    وهذا ما كنا نحذر منه المسؤولين انه تغيير فسيفساء الهوية …من هنا نعلم لماذا لاتتدخل جمعيات المهاجرين والمنظمات حقوق الانسان بالنسبة لهذا الكيان المغتصب ..ولكن تم فرض لاجئين ومهاجرين مسيحيين وغيرهم -وتم تشديد الخناق على المسلمين السورييين مثلا -على المغرب الذي تم قبولهم مع الاسف من طرف الملك ..،انه لعبة الامم القوية من اجل تغيير النسيج والطابع الهوياتي للمغرب وفرض اقليات في المستقبل تتطلب قوانين وانقساما واردابفعل التخطيط الممنهج للحد من اسلمة المجتمع المغربي من طرف حلفاء الداخل للماسونية العالمية ….؟!؟

  • سعيد
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 16:29

    أحسن ما قرأت في المقال هو يجب المحافظة على الطابع اليهودي للدولة؛ المجتمع الصهيوني يعلم يقينا ان العقيدة كيفما كانت هي ما توحد أفراد المجتمع و تقوي الدولة ، عندما يجعل كل مواطن هذه العقيدة قضية يعيش من اجلها يصنع المعجزات كاليابان مثلا بعد مرارة الهزيمة الى ما وصلت اليه الان.
    على المغرب ان ينتبه الى هذه المسألة جيدا و على أمير المؤمنين ان من شروط الإمارة الحفاظ على هوية البلاد الدينية

  • لا للاستيطان لا للمستوطنين
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 18:19

    الارض للفلسطينيين الذين يقاومون ويحاربون الاستيطان الاممي على أرضهم وارض اجدادهم أما الكيان المصطنع فهو يتاجر بقضايا الانسان والتاريخ والارض والعقيدة . لا أرض ولا تاريخ للمستوطنين القادمين من كل أوطان العالم على ارض فلسطين .

  • adil merwan
    الخميس 22 فبراير 2018 - 18:55

    اسرائيل جاءت عن طريق الصهيونية وهي تمول الصهيونية التي هي هي اصلا مبنية على اساس عنصري وفي نفس الوقت هي مع الماسونية والمنظمات التابعة لها التي تعمل من اجل اختلاط العالم وعدم المحافظه على هوية البلدان الا اسرائيل وذلك لتسهيل اقامة النظام العالمي الجديد الدي تحكمه اسرائيل العنصرية

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة