أوراق بوكافر السرية

الملحمات الكبرى تستحضر الشجاعات الكبرى والخيانات الكبرى والانتهازيات الكبرى والاقصاءات الكبرى.لفهم الخيانات العظمى فتصفح زيارة الرئيس الفرنسي سنة 1930 ومدى الود والحب والسمع والطاعة لهذا الرجل بين بعض القبائل وموقف تلك القبائل من احداث بوكافر
من الإقصاءات الكبرى هي استصغار دور السود المغاربة في هذه الملحمة .
نعم يجب اعادة كتابة تاريخ البلاد بذون تزوير المزور لان تزوير المزور هو تزوير اخر لا يقل زورا.الحقيقة لا تموت بل تنام هنا او هناك.

تحية للأخ ميمون أم العيد الذي أبان بحديثه أنه يتحلى بأوصاف المفكر الباحث المتزن حيث قال:"لا تهويل ولا تهوين"، وقال بأن معركة بوكافر وإن كانت بقيادة أيت عطا فقد شارك فيها غيرهم من سكان الجنوب الشرقي ، ونبه إلى كون أيت عطا لم يكونوا على رأي واحد حيث كان منهم من حارب مع جيش الحماية في معارك"التطويع" (التهدئة) وهو خليط أغلبه من المغاربة بقيادة الضباط الفرنسيين.
هذا المنهج في التفكير والبحث يؤدي إلى وجوب النظر إلى تلك المعركة ومثيلاتها وهي في خضم الأسباب والأحداث التي أدت إلى فرض الحماية وانقسام المغاربة إلى مستسلمين أو ثوار.
ثم إلى تأثير الدين في النفوس ودور الفقهاء في التسكين بسبب الضعف الذي يسقط جهاد الدفع أو التحريض لوجوب الجهاد والتضحية.
ثم البحث عن الصواب أوالخطأ في رأي هذا الطرف أو ذاك دون تمجيد أو تسفيه.
وما دمنا في موازين: لا تهويل ولا تهوين ، ولا تمجيد ولا تسفيه فلابد من أخذ ميزان القوى بعين الإعتبار بدون تخوين أو تنزيه.
الإستسلام وقبول الحماية عمل سياسي لم يكن ليدرك صوابه إلا العارفين بقوة المد الإستعماري بدليل أن كل المعارك ضده فشلت بعد أن تسببت في هلاك وشقاء الضعفاء.

رحم الله اجدادنا على مروئتهم
وانا طفل كان جدي يحكي لي عن اسفاره في هده المنطقة
وعن مشاركته في هده المعركة الا انه كان لا يعرف كواليسها ولا يريد ان يعرفها او يتجاهلها لانها كانت ماساة انسانية ودراما بجميع مقاديرها من شجاعة وخيانة وظلم وانتصار وهزيمة وتضامن ودم وسلاح وفروسية هذا الخليط من المواقف, والطريقة الواقعية للسرد مشحونة بالعواطف المرافقة لها
جعلتني وانا طفل اتلقاها وكاني اشربها وربما كان هو الاخر رغم انه كان امي القراءة والكتابة الا ان حكمة التجربة علمته ان الرجال بالاعمال وفي الميدان هذ ماكان يريد ان يغرسه في حفيده, التربية بالقدوة ولقد كان بالنسبة لي بطلا
لان الزمان اتبت لي ان مواقفه لم تكن في جوهرها الا انسانية لاحقد فيها ولاضغينة بل بالعكس شهامة الواتق في تقل الكلمة عندما يبرمها الرجال وتشبت
بالحق وان كان مرا واستجابة ومسارعة وتطوعا عندما تكون هناك مصلحة عامة.
مازال "سلاحه بوشفر" مقبورا في سقف الحمام المضلم واصبح يسكنه تعبان مخيف, ربما تخلص منه بهده الطريقة لاخفاء العار الذي تسبب ويسبب فيه بائعوا الاسلحة او بائعو الوهم . اولغسل جنابة الدل والعنصرية ولبس شعار
العز والكرامة.

هل حقا استقللن؟وهل هذا الاستقلال كامل مكمول؟وماهي المجالات التي يتحكم فيها المغاربةوكيف يتحكمون فيها؟وهل تدوق المغاربة طعم هذا الاستفلال في فكرهم وفي مجالهم الجغرافي وفي صناعتهم وفي سوقهم وفي توجهاتهم
؟أم ان هذا الاستقلا يبقا درسا من دروس مدارس المستعمر،أم هو نهج سياسي للمستعمر حتى لا ننال التستقلال….؟