في مصر: الثورة تنبعث من جديد

في مصر: الثورة تنبعث من جديد
الخميس 30 يناير 2014 - 08:42

بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لثورة 25 يناير بمصر رسمت المنظمات الحقوقية الدولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية صورة قاتمة عن الواقع الحقوقي بمصر متهمة الجيش المصري بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان على نحو غير مسبوق،

فمنذ الثالث من يوليوز، قتل 1400 شخص غالبيتهم من أنصار مرسي في أعمال عنف وأكثرية هؤلاء قضوا بسبب “الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن”، بحسب منظمة العفو الدولية.
كما قامت السلطات باعتقال ناشطين لعبوا دورا بارزا في ثورة 25 يناير، من خارج مناصري الرئيس مرسي وتم إقرار قانون جديد يحظر التظاهر ، كما انتقدت العديد من المنظمات الحقوقية الهجمات على الصحافيين وحرية الصحافة، إضافة إلى التفتيش الممنهج لمقار منظمات غير حكومية خوفا من ثوثيق جرائم الانقلاب..

لقد سبق أن قلنا في مقال سابق بأن ما حصل يوم 3 يوليوز يمثل ثورة مضادة لإجهاض مسار الثورة الحقيقية والعودة بالبلاد إلى المربع الأول.

الخيار الوحيد الذي اعتمده قادة الانقلاب هو خيار القمع وقطع الطريق أمام أي إمكانية للمصالحة أو حتى إمكانية قيام ديموقراطية صورية شكلية خوفا من عودة الإخوان وراهنت السلطات الحاكمة على إعادة هاجس الخوف من جديد عن طريق اعتماد أسلوب الصدمة والقتل خارج نطاق القانون، بل وصل الأمر إلى ارتكاب مجازر وحشية دفعت العديدين من مؤيدي الانقلاب على الرئيس المنتخب إلى معارضة الجيش والتحول إلى المعارضة من أبرزهم محمد البرادعي..

المفاجأة الصادمة أن الاحتجاج الشعبي لم يتوقف ونظرية إعادة بناء الخوف في قلوب الناس لم تصمد طويلا، وهو ما وضع الانقلابيين في مأزق حقيقي..

حاجز الخوف انهار تماما، لكن المشكلة أن قادة الانقلاب تورطوا في اعتماد استراتيجية وحيدة وهي القمع، بحيث لم يستطيعوا التراجع عنها وبالتالي ارتكاب المزيد من المجازر الوحشية وهو يجعلهم أمام انتحار سياسي حقيقي..

المبادرة الوحيدة التي أقدم عليها قادة الانقلاب هي محاولة إقناع قادة الحراك الشعبي بقبول خارطة الطريق مقابل إطلاق سراح المعتقلين، المعتقلون رفضوا مقايضة حريتهم الشخصية مقابل التفريط في حرية الوطن..وحتى إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية كان لعبة مكشوفة لم تصمد أمام يقظة الشعب المصري وإصراره على انتزاع حقه في الحرية..

بالإضافة إلى الحصار الداخلي الذي تمثله الاحتجاجات هناك الحصار الخارجي الذي تمثله الملاحقة الدولية لقادة الانقلاب، فجميع الجرائم المرتكبة من طرف الجيش والشرطة يجري توثيقها بدقة متناهية بواسطة مؤسسات دولية، كما يجري توثيق خروج القضاء المصري عن المعايير الجنائية الدولية مما يفقده أي مشروعية أمام المحافل الدولية..

الخوف من المحاسبة دفع إلى تحالف مربع الجيش والشرطة والقضاء والإعلام واعتماد سياسة الهروب إلى الأمام خوفا من أي تراجع..

دماء الشهداء لن تضيع سدى وستبني مجدا حقيقيا لمصر الثورة في المستقبل وإن بدا ذلك مطلبا بعيد المنال في نظر صديقنا حسن طرق…

إنكم ترونه بعيدا ونراه قريبا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون…

‫تعليقات الزوار

12
  • arsad
    الخميس 30 يناير 2014 - 09:55

    الكل متقالب على الاخوان المنضمات والحكومات والامم التفرقة ومجلس الضلم الدولي والنتيجة ضحايا مدنيين عزل .
    هنيئا لكل مناصري الاجرام والاستبداد وهنيئا لهم بالحروب الاهلية التي تحيط بالعالم العربي والتي يقيدون الفتن لها.

  • al ikhwanes et nous
    الخميس 30 يناير 2014 - 10:11

    ce qui preoccupe nos politiciens et notamment al ikhwane du Maroc ce n est pas la hausse des prix , ni le chomage , ni l injustice et 7agra , ni l histoire de la vieille marocaine ypa yjjou, ni nos hopitaux , ni nos ecoles , ni la corruption ,…………..l important pour eux c est leur freres al moflisoune jetes dans la poubelle de l histoire par le peuple egyptien

    meme pas un mot sur les problemes marocains , ce mensieur et ses amis ont overdose les journaux marocains avec des articles debiles sur la mafia ikhwanistes les terroristes qui egorgent quotiodiennement les policiers et les soldats egyptiens , je ne vais jamais me pardonner d avoir voter pour ton parti , j ai vote pour PJD pas pour que tu recoivs 30000 DH par mois et me chanter la chanson de la victimisation ecrite par Qatar de tes freres al motaaslimoune, rendez vous aux prochains elections , al mouminou la yoldagho mina al jo7ri marrataine, merci hespress de publier cette fois

  • محمد
    الخميس 30 يناير 2014 - 11:09

    يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
    أبشر كل المتحالفين مع الإنقلاب و المهللين للسيسي أنهم سيصدمون قريبا عندما سينقلب عليهم الفرعون الجديد، لأنه لن يقبل بمزاحمة أحد مهما انبطح
    وحينها سيندمون حين لاينفع الندم

  • marrueccos
    الخميس 30 يناير 2014 - 11:15

    الملفت فيما يحدث داخل مصر هو بلاغ شبيبة الإخوان ! البلاغ الذي إعتذرت فيه شبيبة الإخوان بإسمها وبإسم قيادة الإخوان عن الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة بعد نجاح إنتفاضة 25 يناير 2011 وخاصة بعد فوز " مرسي " برئاسيات مصر !
    شبيبة الإخوان تقدمت بإعتذار صريح لكل الفرقاء المشاركين في 25 يناير من تنظيمات مدنية وسياسية ! مؤكدة على إستعاب الدرس للقطع مع خلافات الماضي وتوجهت لكل القوى إلى توحيد الصفوف لوقف أمام ما تسميه ( إنقلابا ) على الشرعية ! ودعت كل معارض لما ترتب عن ما بعد تدخل " السيسي " إلى رص الصفوف فلم تستثني حتى " حركة تمرد " التي إتهمها الإخوان سابقا أنها صنيعة النظام القديم ! بعد أن تبين للإخوان أن " حركة تمرد " لم تكن كذلك بعد بيانها الأخير المعلن عن إستمرار نضال " حركة تمرد 2 " إلى غاية تحقيق أهداف الإنتفاضة !
    هذه خطوة مشجعة من شبيبة الإخوان فهل تسعف الظرفية التي تجتازها مصر بعد قيام أمر واقع لم يرفضه كل المصريين لكن ؛ بالتأكيد " لم يقبله جلهم خاصة الشباب المصري الذي قاطع الإستفتاء الأخير على الدستور دون أن يعلن عن مقاطعته له !!!!!!!!!!!

  • mon ami intime Perez
    الخميس 30 يناير 2014 - 12:54

    qui finance al ikhwane avant et apres la revolution: QATAR
    qui a ecrit : sadi9i al aziz Perez : Morsi
    RENSEIGNE TOI TRES BIEN SUR QATAR ET SON ROLE DANS L HIVER ARABE
    al ikhwanes ne sont que des terroristes , des traitres obsedes par le pouvoir pour des agendas exterieures et pas pour servir le peuple egyptien
    Bravo sissi et le peuple egyptien a3brtou alihome
    un message pour ikhwane PJD : dwzouha bjghima dyal lma et apprenez des lecons avant qu il soit trop tard

  • hakim fes
    الخميس 30 يناير 2014 - 13:00

    إستمعوا إلى ما يقوله النظام الأمريكي و الصهيوني على الإنقلاب و سمات الإرتياح التي تبدو على وجوههم, و قالت وزيرة الخارجية الصهيونية : إن الإنقلاب على حكم الدكتور مرسي و على الإسلاميين بشكل عام في مصر إنما يمهد للقضاء على حكم الإسلاميين و الإسلام في الشرق الأوسط. إنتهى. الفارق السيسي يقتل أبناء شعبه ليحمي الكيان الصهيوني و ممن يحميه أولا. الديمقراطية هي آلية للحكم و تحمل في طياتها آلية تصحيح الأخطاء إن وجدت بالإنتخابات. أما الإنقلاب فلن يؤدي إلى مزيدا من القتل و ألا إستقرار. أسألكم العالم أجمع يعلم أن ما وقع في مصر هو إنقلاب على الشرعية, إذن فمن سيحاسب الفارق السيسي على جرائمه التي التي يرتكبها. المفروض أولائك الذين تدخلوا لإنقاذ الشعب الليبي من القذافي, أولائك الذين سعوا و استطاعوا أن يفصلوا جنوب السودان عن شماله, أولائك الذين يسعون لسحق الشعب الفلسطيني لينعم الكيان الصهيوني في أرض ليست له, أولائك الذين يكيلون بمكيالين في القضية السورية. لعلكم عرفتموهم. و ما قيمتهم

  • zorif souss
    الخميس 30 يناير 2014 - 13:52

    لم أجد يوما أيا من أهل الشرق يناقشون مشاكلنا و لا مؤازرين لقضايانا. فلماذا البعض من المغاربة تجده يكتب و يدافع عن قضاياهم و مشاكلهم و يدخل نفسه طرفا في مشاكلهم الداخلية حتى نضن أنه حامل لجواز سفر بلدانهم و جنسياتهم . هل ينقصنا ما نكتب عن وطننا و قضايانا هل وطننا أرخص من أوطانهم؟ ؟

  • حسن طارق
    الخميس 30 يناير 2014 - 18:36

    لو كانت الشعوب تفكر كما يفكر حسن طارق لما استمرت الثورة التونسية بعد بدايتها في سيدي بوزيد و اطاحوا بزين العابدين وكان مطلبا بعيد المنال ، ولما خرج المصريون للتظاهر و الاطاحة بحسني مبارك و كان ذلك بعيد المنال ، و لما خرج المغاربة للشوارع و بذلك قدم الملك عدة تنازلات و كان ذالك بعيد المنال . فاقول لك يا حسن فبامثالك لا يكون التغيير ، و انت لا تستحق العيش في بلد لا تسطيع ان تضحي من اجله . انت شخص فاقد للامل في الشعوب التي تريد التغيير .

  • الخنيفري
    الخميس 30 يناير 2014 - 23:39

    نعم لقد فشل الاخوان المتاسلمون في المشرق وفي المغرب . في مصر فشلوا في ابرام تحالف مع باقي القوى الثورية والشبابية التي اطاحت بحم مبارك . في المغرب فشلوا في تحقيق شعاراتهم التي رفعوها كالقضاء على الفساد وكبح جماح الاستبداد . فحتى حليفهم الشيوعي في الحكومة التقدم والاشتراكية اصبح غير مرتاح معهم في الحكومة خاصة فيما يتعلق يميزانية 2014 واصلاح صندوق المقاصة والعجز عن فرض ضريبة على الثروة …

  • mourad
    الجمعة 31 يناير 2014 - 00:09

    ينسى صاحب المقال بأن 30 مليون مصري خرجوا لإسقاط حكم الإخوان وأن معظم المصريين اليوم أصبحوا مع استبداد العسكر خوفا من استبداد الإخوان إنهم يختارون أخف المصائب اعترفوا بأخطائكم أيها الإسلاموين أنتم ضد الديمقراطية وأنتم أعداء الحرية الله يجعل العاقبة بخير أوخلاص.

  • محند
    الجمعة 31 يناير 2014 - 13:31

    مشاكل تازة اولى من مشاكل غزة والاسكندرية ورابعة العدوية.
    زعماء حزب العدالة والتنمية فقدوا البوصلة.

  • م, سقراط
    الجمعة 31 يناير 2014 - 14:51

    الذي نراه هو التفجيرات والاغتيالات! إذا كان هذا هو معنى الثورة عندك فنتمنى ألا تشب في المغرب… والذي يرونه بعيدا وتراه قريبا ستعض أصابع الندم يوم يقع… إنكم تحلمون بالخلافة العثمانية الثانية، وسوف تندمون على كل المكايد والمخادعات التي تمارسونها: رجل في الديمقراطية ورجل مع التكفيريين والانتحاريين..
    الثورة ستبدأ فعلا من مصر بعد إقصاء الإخوان نهائيا، ستبدأ بين الرأسماليين والاشتراكيين، ولا مكان للدين في السياسة.. الدين مكانه قلوب المؤمنين: يصلون ويصومون ويحجون ويعتمرون ويزكون ويتصدقون متى شاءوا وعن طواعية.. ويحتفلون بالأعياد الدينية والوطنية بكل حرية…
    الدين يفقد قيمته حين يفرض على الناس كرها… مثل الحب، يصبح اغتصابا.. سيروا تلعبوا وإلا سيطحنكم التاريخ بيد الجيوش العربية التي تفهم ما معنى التقدم…
    العسكري مثل لاعب كرة القدة لا يعول إلا على الجد، والجد لا يمارس إألأ بالعقل، وأنتم أعداء العقل.. ستسحقون كما سحق المتطرفون المكفرون عبر التاريخ…

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة