"ثورة الكسالى"

"ثورة الكسالى"
الأربعاء 5 فبراير 2014 - 22:42

تعرف مؤسسات تعليمية في هذه الأيام احتجاجات تلاميذية ضد برنامج “مسار”، الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية لتحسين حكامة التقويم التربوي. ما يثير الانتباه فيها هو نوع “القادة” الذين تزعموها و”ملفهم المطلبي”. فجلهم تلاميذ يوصفون بـ “الكسالى”، رفعوا شعارات ولافتات تنذر وتندد بالخطر الذي يهدد التلاميذ “الكسالى” بسبب هذا البرنامج، اعتمادا على إشاعات، لأنه سيحرمهم من عدة “مكتسبات” تمكنهم من النجاح بعد موسم طويل حافل بـ “الكسل” !!!

تتمثل في إمكانية الرفع من معدلاتهم عن طريق استجداء النقط من الأساتذة، أو شرائها، من قلة قليلة ممن يتاجرون في التقويم التربوي، وقد كانت التعليقات وردود الفعل على ذلك، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي متسرعة، واتجهت نحو اتهام التلاميذ والسخرية من فعلتهم، وافتقرت لكثير من العمق الفكري اللازم.

ما يستوقفنا في هذه الواقعة هو مستوى التحول والتراجع في وعي التلميذ، وذلك ما يتضح من خلال العودة إلى التاريخ القريب. فخلال فترة الحماية، ظهر في المدارس، وبعضها كانت استعمارية، تلاميذ تبنوا مواقف مناقضة للاستعمار، وصاروا من مؤسسي الحركة الوطنية.

وبعد الاستقلال، ساهم التلاميذ في حركات احتجاجية شعبية، ففي سنة 1963، خرج بعضهم في احتجاجات ضد قرار وزاري يمنع البالغين 17 سنة من الالتحاق بالسلك الثاني من التعليم الثانوي. وفي سنة 1984، وفي سياق سياسة التقويم الهيكلي التي تضررت منها الفئات الفقيرة، احتج كثير منهم ضد فرض رسوم على التسجيل في البكالوريا والجامعة…

عبرت هذه المطالب عن مستوى عال من الوعي الفكري والسياسي. لكن ما الذي حصل حتى انتقلنا من مستوى عال من الوعي سياسي والفكري ومن المطالبة بتحسين ظروف التمدرس وتجويد منتوجه إلى المطالبة بـ “الحق في الكسل” و”حماية الكسالى” دون أي حرج أخلاقي أو فكري أو تربوي، وكأن الأمر يتعلق بحق مشروع؟

إن هذه التحول تعبير جلي عن أزمة وعي وقيم في مجتمع أصبحت فيه الانتهازية والوصولية والاستسهال والكسل فلسفة حياة واختيارا وموقفا لدى كثيرين، وذلك في ظل سيادة الظلم الاجتماعي والاقتصادي، مما جعل فئة “كسولة” تنعم في الخيرات دون عناء، عن طريق اقتصاد الريع والفساد، في حين تتكبد الغالبية العناء الشديد لكسب لقمة العيش، وهذا ما جعلها تحس بالغبن. وأمام انسداد كل منافذ الإصلاح السياسي، انتشرت ثقافة الوصولية وأصبح الاغتناء السريع وغير المشروع وبدون عناء موقفا احتجاجيا سلبيا ضد الظلم. وهذا ما يذكرنا ببعض التحاليل الفلسفية الأوربية، مثل أفكار برتراند راسل في كتابه “في مديح الكسل” التي امتدحت الحق في الكسل ليس كفضيلة، بل كاحتجاج ضد الاستغلال الذي عانته غالبية المجتمعات الأوربية سواء من طرف الأرستقراطية الإقطاعية أو البورجوازية الرأسمالية.

إن التلميذ الذي نطلق عليه أحكام، فيها كثير من التعسف، بأنه “كسول” ما هو إلا ضحية ونتاج لهذا المجتمع وأزمته القيمية. إن هذه النوعية من المطالب التي رفعها هؤلاء التلاميذ دليل على هشاشة ومحدودية في مستوى وعيهم وفكرهم. وذلك، من جهة، أحد نتائج فشل وانهيار المنظومة التعليمية. وبالتالي، فلا يجب أن يرتكز إصلاح التعليم على المقاربة التقنية فقط، فاعتماد برامج معلوماتية مثل “مسار”، على أهميتها، لا تكفي لتحسين جودة التعليم والحد من أزماته، بل إن الحل يكمن، في وجود إرادة سياسية حقيقية تقطع مع التدبير الذي كان سائدا في التعليم وترفع عنه الوصاية والتوافقات السياسية، وتعيد للمدرسة العمومية هيبتها ودورها المركزي في التكوين والتربية والتنمية.

ومن جهة أخرى، فانهيار الوعي التلاميذي راجع للضعف الشديد للتأطير التربوي والفكري، إن لم نقل انعدامه، من طرف المؤسسات التربوية والجمعوية والثقافية والفنية والجمعيات والنوادي ودور الشباب والإعلام وكل وسائل التنشئة الاجتماعية. وهذا ما جعلهم صيدا سهلا لبعض الجهات التي وظفتهم لخدمة أهدافها، الخاصة أو السياسية، التي لا علاقة لها بالتعليم وبمصالح التلاميذ، ودفعتهم إلى الاحتجاج وهدر الزمن المدرسي دون أن تكون لهم مطالب واعية أو منطقية أو معقولة.

* عبد العزيز الطاهري، باحث في التاريخ، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي

‫تعليقات الزوار

17
  • زعطوط
    الخميس 6 فبراير 2014 - 00:25

    إن هذا التلميدذ الذي نصفه اليوم بالكسول، ما هو إلا ضحية للسياسات التعليمية الفاشلة التي افرغت المدرسة المغربية من محتواها التعليمي والبيداغوجي، و ألبستها جبة أمنية صرفة. و إذا كان التلميذ المغربي اليوم يفتقد للحس العلمي، فإنه لا يفتقد الذكاء الإنساني الفطري، فحذاري من الإستهانة باحتجاجات التلميذ اليوم، لآن الجهات الرسمية تتعمد تقزيم هذه الإحتجاجات واختزالها في ردة الفعل ضد برنامج مسار والتغاضي عن الأسباب الحقيقية المتمثاة في رداءة البرامج التي تكرس الطبقية الإجتماعية، وفساد المنظومة التعليمية. والأكيد أن الكرة اليوم أصبحت بين أرجل التلاميذ بعدما نجحت الحكومة في احتواء إضرابات الأساتذة.

  • اوهام كاذبة
    الخميس 6 فبراير 2014 - 07:12

    هناك استهانة وتحوير لاحتجاجات التلاميذ . الحركة الاحتجاجية ليست حركة " كسالى " كما يصفها البعض وليست هي انحدار في القيم التي يتمتع بها الانسان المغربي ، الحركة هي تعبير عن الاختلالات داخل المنظومة التربوية وهي اختلالات كبيرة ومعروفة الا اذا كان هناك من يريد ان يغمض عينه . ولهذا على البعض رؤية الحقيقة وليس التخفي وراء اوهام كاذبة .

  • محمد أيوب
    الخميس 6 فبراير 2014 - 08:00

    كسالى قولا وفعلا:
    لست من رجال التعليم لكنني قلايب منهم ومصاحب للكثير منهم،ومن ةخلال ذلك يتبين لي أن تلاميذ اليوم كسالى بكل ما في الكلمة من معنى الا القليل منهم وهم نادرون..لو سألت أي تلميذ في أي مستوى معين عن أبسط الأمور المعرفية لما أجابك سواء كان أدبيا أو علميا..لكن ان سألته عن ميسي ورونالدو ومايكل جاكسون وروبي وريهانا والبيغ ونانسي عجرم وفناير وتريسي شامبان وبوب مارلي وغيرهم لأتحفك بتفاصيل حياتهم المملة..انهم جيل كسول واتكالي،همه الحصول على المال بأسرع وقت ممكن وعلى آخر صيحات الموضة من الأبسة والهواتف والحواسيب واللوحات والكاميرات..ماذا في نظام"مسار"حتى يعترض عليه هؤلاء الكسالى؟انه يفضحهم ويفضح كسلهم وتهاونهم..ولعلهم مدفوعون من طرف بعض الأساتذة والاداريين الذين يرون في هذه المنظومة فضحا لهم أيضا.يقال عادة بأن التلميذ ضحية السياسات التعليمية الفاشلة للدولة..هذا صحيح بشكل أو بآخر..لكن الواقع هو هكذا.وكم من تلاميذ تفقوا ونجحوا في ظل هذا النموذج الحالي الذي يكرس المحسوبية والتمييز.لكن هل نظام "مسار" ضد مصلحة التلاميذ؟أبدا.انه ضد مصلحة الكسالى والمتهاونين فقط لأنهم يخافون من الفضيحة.

  • elyoussi
    الخميس 6 فبراير 2014 - 08:32

    1 – تصحيح لأستاذنا "الباحث في التاريخ" : حركة التلاميذ ضد القرار الوزاري كانت سنة 1965 وليس 63. في 1963 كانت هناك حركة سياسية عُرفت ب"مؤامرة 63" قادها حسب الروايات رفاق بنبركة. و معذرة!
    2 – فعلا، "ثورة" التلاميذ هذه مجرد غوغاء دوافعها جلية وأصحاب قيامها معروفون ومعلومة أهدافهم (البعيدة طبعا عن المصلحة العليا للوطن وللتلاميذ!)، بالرغم مما يمكن أن تُؤاخذ عليه الوزارة من نقص في الإعلام والتواصل (وقد تداركت الموقف !) ، إضافة إلى تماطلها في القيام بالإصلاحات الجذرية، منهجية و هيكلية …

  • FASSI
    الخميس 6 فبراير 2014 - 11:24

    و لا يزال تكريس هذا الريع التعليمي من طرف رؤساء احزاب كحميد شباط الذي يحرض الطلبة المجازين على التوظيف المباشر وبدون مباراة فينتج عن ذلك اساتذة كسالى……………..وتنتقل العدوى للتلميذ فيصبح كسولا وعند حصوله على الاجازة يطالب بالتوظيف المباشر فيصبح استاذا كسولا…………وهكذا دواليك……….انه الفساد………..وما دام هناك جيوب مقاومة في كل المجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية فلن يتحقق الاصلاح الا اذا كان هناك تضحيات من طرف الشعب كل حسب مسؤوليته……………..

  • عبد الواحد الإدريسي
    الخميس 6 فبراير 2014 - 11:57

    كلامك في الصميم يا أستاذ. فعلا، أبناؤنا تربوا على الغش والكسل في زمن فقد فيه الأستاذ، الذي كان مربيا ومعلما وموجها، هيبته…أبناؤنا لم يعودوا يقووا على السهر والكد والجد للرفع من مستواهم المعرفي والأكاديمي. الغش استشرى في جميع الدواليب والقطاعات، وعلى رأسها التعليم…المستوى الذي وصل إليه تعليمنا كان مقصودا ومخططا له منذ السبعينيات..ففي الوقت الذي كان فيه تعليمنا في أزهى وأبهى أيامه، كان المسؤولون ينادون بإصلاحه لغاية في نفس يعقوب…ولسخرية القدر، فغالبية الأطر التي لازالت تسير دواليب الدولة حاليا فهي من ذلك الجيل…ولننتظر عشر سنوات أخرى لنرى ماذا سيفعله الكسالى الذين ينادون بحذف برنامج مسار…صحيح أن التلاميذ مدفوعون من جهات استبقت تغليطهم في غياب تواصل فعلي وحقيقي من لدن الوزارة الوصية…بإيجاز، المغرب في طريقه إلى الهاوية.

  • aziz tahiri
    الخميس 6 فبراير 2014 - 12:50

    شكرا لصاحب التعليق باسم "elyoussi" ملاحظتك في محلها: الانتفاضة التلميذية فعلا كانت سنة 1965 ومعذرة على هذا الخطأ الذي وقع سهوا

  • almotamaride
    الخميس 6 فبراير 2014 - 13:36

    هدا النظام مستورد من دولة اجنبية كسابق الانظمة فلمادا لا نقوم بنظام خاص بالبلاد بل حت نظام العطل مستورد من الدولة الفرنسية وكما يقول المتل الشعبي (المش مكيحب غي شناق) وكلما اتت حكومة تصدر نظام جديدا خلاصة القول ان الشعب بالنسبة للحكومات القادمة او التي سبقتها فاننا مجرد فار تجارب

  • خبير
    الخميس 6 فبراير 2014 - 20:07

    الحقيقة التي في الكواليس هي جشع بعض الأساتدة وابتزازهم للتلاميد واباؤهم لأجل الساعات الاضافية،لمادا كل هذا ،تجرد بعض الأساتدة والمعلمين من الفكر المثالي وتشبتهم بالماديات هو ما أدى الى كل هذه الفوضى ،فليحيى الضمير المهني وكل واحد منا يأخد بزمام المسؤولية المنوطة به وبالتالي عدم استغلال ضعاف العقول والتسلق عليهم لتحقيق الشهرة والثروة الحرام التي ما أنزل الله بها من سلطان . ويجب التدخل العاجل لمنعهم كما منع الأطباء من مزاولة مهنهخم بالقطاع الخاص أو حتى في منازلهم.

  • محمد الحاءىر
    الخميس 6 فبراير 2014 - 22:00

    قبل اسقاط هدا النظام على المنظومة التعليمية.كان بالاحرى على السيد الوزير المحترم اصلاح المشاكل العويضة التى يتخبط فيها كل من الاستاد و التلميد و….اقسام متهرية .وساءىل تربوية منعدمة.اموال دعم النجاح منهوبة ……..

  • citoyen
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 10:15

    Quel amalgame!Lademande de la réforme de l'enseignement eest une chose,et le soulèvement contre "massar" en est une autre.wa la tazirou waaziratoune wizra oukhraa! Si ce "massar" n'a aucun mérite et aucun effet sur le rendement,au moins,il aura le mérite de dévoiler à ceux qui s'entetent à admettre la réalité que l'enseignement est totalelement éffondré et par conséquent que ce n'est plus d'une réforme qu'il a besoin(trop tard) mais de nouveaux fondements!Autre quecela ne sera que peine perdue!!!

  • nassima
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 10:43

    rien ne va plus, c 'est ca la verité…..l’enseignement a été boycotté depuis des années par l 'etat lui même…..tout essai à une réparation , ne va qu' aggraver le mal….il faut oser avouer l 'echec d abords, determiner le mal, trouver des solutions et enfin les appliquer , les jeunes marocains ne sont pas betes, ne sont paresseux….il ont perdu foi tout sipmlement

  • أستاذغيورعلى الوطن بمبدئ حر
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 13:23

    ربما المقال لن يعجب البعض لأنه يضرب في مصالحه لكن هذه هي الحقيقة
    هذه الإضرابات محركها بعض الأساتذة الكسالى والفاسدين ينتمون إلى أحزاب هدفها تبخيس عمل الحكومة الحالية كما يعلم الجميع أنه تم النداء على التلاميذ من أجل تنظيم مسيرة غضب يوم الأحد المقبل هل تدرون من خلفها إنه التيار التلاميذي التابع لحزب الإسقلال ( الشبيبة المدرسية) الأمر واضح هنا إنه أكبر المفسدين شباط (راس الفساد فالبلاد)

  • استذ
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 14:51

    ماهو تعريف الكسول وهل هناك كسول ……انه ضحية سياسة تعليمية وضحية لامتالك الذين يتعاملون مع تلاميذ العمومي كحشرات .

  • omar choukri
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 18:10

    من خلال قرائتي المسبقة لبرنامج مسار فانا اراه مناسبا للتلاميد من الدرجة الاولى فهده المظاهرة الا تضييع للوقت و لمستقبل البلاد

  • جمال
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 20:16

    و مع دلك لازالت الاصلاحات تحوم حول الشكليات على حد قول نزار قباني لبسنا قشرة الحضارة و الروح جاهلية

  • AL BAZ
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 22:35

    لا وجود للكسول داخل مؤسساتنا التعليمية وانما ظروف واكراهات نفسية اقتصادية سياسية وزمانية ومكانية تؤخرالتحصيل. الى جانب ضرورة اعادة النظر في المناهج والمحتويات التربوية والمرامي وتجديد مفهوم التلميذ في القاموس التعليمي مع مراعاة توجهه الفكري المرتبط بتحول المجتمع الرقمي وحاجته الى مادة تعليمية بحيث قد يتجاوز وعيه المادة المدروسة بل ويرفضها لانها فارغة المحتوى ورغم ذلك نفرضها عليه .فعلا احتجاجات التلاميذ مرتبطة بالتطور الديمقراطي والحقوقي ولكل الحق في ذلك ا ولكنها خطوة خاط،ئة لفهم مغلوط لمنظومة مسار لانها لا تهدد مصلحة التلاميذ بل هي تهذف الى تحديت الادارة التربوية باستغلال الرقميات لخلق التواصل,وفي الواقع من كان يلزمه الاعتراض هي النقابات والاطر التعليمية والجمعيات المدنية والفعاليات التقافية والمجلس الاعلى للتعليم باعتبارها تكلف غلافا ضخما كان يجدر استغلاله في اصلاح البنيات التحتية للتعليم وتجديد المناهج وربط التعليم بسوق الشغل والرفع من المستوى لاننا فعلا نستنكرتفريخ اجيال تحمل شواهد سلبية وبميزات خارقة عن طريق شراء الذمم والنقط والمستفيذ هم ميسوري الحال الذين لا يبدلون اي مجهود

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز