بين شرف الإختلاف وشهامة الإئتلاف

بين شرف الإختلاف وشهامة الإئتلاف
الجمعة 7 فبراير 2014 - 14:39

في مصارحة الأستاذ حسن بويخف

سعدت غاية السعادة بمبادرتكم السيد حسن بويخف لنقل جزء مما نختلف حوله إلى النقاش العمومي وذلك على هامش ردكم على مقال سابق لي، بصرف النظر عن تقيماتكم السلبية ودون خوض في تصنيفاتكم القدحية وإبعادكم لما كتبناه عن صنف الرأي والفكر أو تقولي ما لم أقله، واستنتاج ما لا تحمله عباراتي الواضحة بخصوص ما زعمتم أنني اتهمتكم به من اتهامات، والقيام بتأويل بعضها على أنه إخراج لكم من دائرة النبل والأصالة في معرض تنويهي بموقف إخوة آخرين خالفوا مسلككم في الظرفية العصيبة التي مر بها المستهدف في حياته، وأحسب أنكم لستم بأغير منهم على القضية الأمازيغية ولا على أشراف الأمازيغ.

ولن أتهمكم أنكم بتوجيهكم النقاش في هذا المنحى قد سقطتم في البحث عن سلاح المظلومية لا سيما بعد أن شهرتم ألقابا وصفات تنظيمية وحركية لم تحضر بأي صيغة من الصيغ في المقال وذلك لكي تعطوا لمظلوميتكم طابعا ادراماتيكيا.

لكن لضحض تأويلاتكم يكفيي ما أوردتموه من مقتطفات من مقالي والتي تكشف حاجتكم إلى كثير من التعسف لكي تثبت ما زعمتم.

وحتى أقطع الطريق على هذا المنحى في السجال، أبادر وأقطع ظنكم باليقين أنه لا يمكن أن يخطر ببالي ما خالجكم من مشاعر، وما ذهبتم إليه من ظنون وأنتم تعرفون أنني في غنى عن البحث عن أي تبرئة لو كان ذلك من قناعتي، لكن الأهم من كل ذلك أنكم لم تغيروا من هذه القناعة في الموضوع الذي أدليت برأيي فيه .

وبكل الأحوال ليس بهذه الدفوعات يمكن أن تردوا عن نقدي المباشر لمسلكياتكم من موقع انحيازكم الجمعوي .

بين النبل والإنصاف

نعم أقر أنكم لم تكونوا من المنصفين وما زلتم مصرين على عدم إنصافكم، ببحثكم عن التموقع في المنتصف بين ضحية حتى وإن أخطأ من غير قصد، وجلاد يحرض على القتل وعلى الاغتصاب، مع ما تعرفونه من سرائر الرجل ودواخله وبعده عن تهمة العنصرية وما دونها لكن أخوف ما أخاف منه هو أن يختلط علينا دون أن نقصد الترتيب والأسبقية بين آصرة الأخوة في الدم وآصرة الأخوة في الدين .

بدون شك أنكم أخي حسن أعلم الناس بنزاهة أبي زيد في أن يعمد إلى إداية أي كان، في شخصه أو ملاءته أو هيئته بله أن يؤذي أخا له، لكن وما زلت لم أفهم كيف تشهر سلاح التأذي في وجه كل من يخالفكم أو ينتقد هذا المسلك الذي لم يكن معهودا فيكم أو على الأقل لم نعرفه عنكم .

نعم أعيب عنكم وعن باقي إخواني ممن أخطأوا بشرعنة التأويلات المغرضة لإيراد غير موفق لنكتة معروفة ومرفوضة، قبل أربع سنوات، وفي سياق لا يمكن أن يوحي بما حملت في السياق الحالي، لتحريكها من الجهة المعلومة التي تملك الأرشيف وتتقن كيفية استخدامه في السياق الذي يسعفها لنصب الأكمنة لمن تريد وفي حق من حان وقت طلب رأسه.

نعم أعاتبكم وأعاتب باقي إخواني ممن سلكوا نفس مسلككم لأنكم حتى وإن كتبتم ما كتبتم مدفوعين بما زعمتم من تأذيكم في شخصكم قبل أن يتعرض إلى ما تعرض إليه هو وأسرته، فإنكم لم تبادروا بواسطة الكتابة بما يعيد إليه اعتباره، ما خلا من كتابات تضعه هو وهؤلاء الموتورين في كفة واحدة من حيث الحيز المخصص وأخذ نفس المسافة بين الضحية وجلاده.

نعم أعبت عنكم وما زلت بسبب “همستكم” ومقالاتكم التي قد يكون لوقعها على نفسية أبو زيد أشد من وقع التهديدات والكلام النابي في حقه وحق ابنته، وذلك إذا جارينا مسلككم الفريد في التأويل والقراءة حسب شعور المتلقي لا حسب مقصد المتكلم، نظرا لموقعكم منه ودرايتكم به والذي لم يمنعكم مع الأسف من الإنسياق وراء المخطط الإعلامي وترتيب نفس النتائج عمليا رغم الفارق في درجة الإدانة وليس في نوعيتها إزاء قول لم تكتمل كل عناصر الطبيعة الجرمية فيه لإنعدام القصد الجنائي ولكونه احتاط لنفسه في ذات العبارة التي انزلقت من لسانه.

المبادئ والأخلاق والمقاربة الدعوية كل لا يتجزا

عجيب أمركم أخي حسن أنكم في هذه الواقعة على الأقل، لا تستدعون الأخلاق ومبادئ الإسلام العظيمة والمرجعية الإسلامية إلا فيما يسعف استنتاجاتكم ويعضد رأيكم ولا أقول بيانكم ولا صك اتهامكم لأنه عندي رأي محترم مهما اختلفت معه أو مع منطقه.

لذلك فالتوضيح الذي طالبتموني به من وجهة نظر فكرية وأخلاقية وبمقاربة دعوية، يقتضي التساؤل حول ما إذا كانت فضيلة الاعتذار ورفعة خلقه أقل شأنا وأدنى مرتبة من فضيلة إقالة عثرات الصالحين و”إلتماسك لأخيك سبعين عذرا” و”المسلم أخ المسلم لا يخذله ولا يسلمه” وهل يصح كما استدعيتم بعض النصوص في غير محلها أن نستدعي نصوص مقابلة لها تتعلق بكتم الشهادة والسكوت عن الحق الذي تعرفونه من موقف الرجل من العنصرية وفق منهجكم في عدم السكوت عما اعتبرتموه حقا في البناء على إيراده لتلكم النكتة المرفوضة على كل حال .

ورغم تخوفي من أن تقرأوا هذه النصوص من القفا فأصبح بمنطق هذه القراءة مخرجا لكم من دائرة الدين أو الجماعة أو تلك المقولات الجاهزة التي تنصب في حق من نريد تكميم فمه.

فهل الجرأة أخي الكريم وهل النقد هو أن تسلم الرجل للموتورين الذين رصدوا المكافأة لمن يأتي برأسه وأوغلوا في تهديد أبنته بالإغتصاب.

لأجل هذا اعتبرتكم غير منصفين بل رفعت ما صدر عنكم إلى مرتبة الظلم لأخيكم في هذه الواقعة وفي أحلك محنة مر منها المعني بالأمر، وكان أولى بكم أن تناصروه وتناصحوه بآداب النصيحة، من موقع اهتمامكم وموقعكم الجمعوي بحكم أنه لم يرتكب تلك المزاعم في حق الأمازيغ الأشراف، وفي مقام ثان وحتى لو سلمنا بما أوقعته نكتة من إذاية لشخصكم متجاوزة كل دفاعات الصبر على الأذى ومخترقة كل حصون كتم الغيظ التي نجتهد جميعا من أجل التخلق بها، فليس ما أقدمتم عليه هو الطريقة الفضلى لإبلاغ أبي زيد بتأذيكم مما صدر عنه في حق شخصكم وجبر ضرركم لما يتضمنه هذا المسلك من إدانة وتسجيل الموقف والتمايز عن الرجل بدعوة النقد والجرأة .

لقد كنت أتمنى أن يكون البيان القوي والصادق الذي صدر عن زوجته المصون وهي السوسية المعروفة قد صدر عن غيرها من الإخوة وخاصة ممن تسرعوا في مطالبته بالإعتذار قبل أن تظهر خلفيات الهجمة عليه مستخدمة الشريط المعلوم وذلك رفعا لحرج شهادة ذوي القربى لكن حسبه أن كان صادقا أيا كان مصدره.

نعم أومن بأنكم ظلمت أبا زيد وساهمتم في إذاية أسرته وكذا تياره الفكري حسب تقديري، وأدنى مراتب هذا الظلم هو أن تتمايزوا عنه وأن تنجروا في ركاب من يبحث عن إدانته والتحريض عليه وهو أمر لم تقصده بالقطع، مما جعلكم أولى بالإعتذار بمنطق مفهوم الإذاية حسب أثر الفعل لا بحسب مقصده صاحبه، لكنني لم أجرأ على مطالبتكم بالإعتذار للرجل لقاء ما ألحقتتم به وبأسرته من إذاية محققة وليست مفترضة.

في القاموس الجديد لتكميم الأفواه


أما قضية التشكيك في الغيرة على الدين وعلى فلسطين وترك الآراء والقفز إلى الأشخاص، فلا أريد مجاراتكم في هذا المنطق لأنه قد يصدق على مقالكم بأضعاف ما أولتم به مخطئين، ما عبرت عنه في نقد مسلككم وأعترف بأنكم وفقتم بشكل كبير في إغناء قاموس تكميم الأفواه وإخراس الأصوات بمصطلحات جديدة لا تختلف كثيرا عن ما يعمد إليه بعض من تنفذ حجته في النقاش مع المخالفين له في الرأي.

لكن في صلة بالغيرة يمكن أن أقول أن غيرتكم على الموضوعية في النقد في مثل هذه الفقرات يبدو أنها خانتكم أو على الأقل خانكم التعبير عنها في هذا المقام .

وفي نفس السياق وبعيدا عن صفاتي ومهامي التي لا يحق لي استخدامها في نعرض التعبير عن آرائي الشخصية، كما لا يحق لكم استدعاءها لإضفاء شرعية مفتقدة في صورة استبداد الجماعة ضد الفرد، ولكن أقول وبلا مآربة ولا وجل ودون ان أمس لا نيتكم ولا غيرتكم على الدين أن صوتكم كان وما يزال خافتا في إدانة تلكم الأفعال عندما تصدر عن أولئك الأشخاص، هذا رأيي أما نياتكم ونياتنا فعلمها عند علام الغيوب .

وفي هذا الصدد أيضا، فإن إدراجكم لرأينا على أنه من الأحكام والتهم ذات “الطابع الإفتائيا المتخفي” فهو جنوح بالنقاش بعيدا عن كل الإدعاءات بالحوار والموضوعية والنقد وهي طريقة في الحوار تحمل معالم الضعف في الحجة وما عاد لها أي مفعول في الترهيب الفكري أو تكميم الأفواه، لذلك فلا املك سوى ان أترك لكم كامل الحرية في التصنيف والإستنتاج كما يحلو لكم دون أن تصادروا عني الحق في تقييم مسلكيات الحركة الأمازيغية والتي رغم تقديري لغالبيتها على استماتتها في النضال من أجل قضيتها التي تعتبرها عادلة، فإنني لا أكف عن حقي في مناهضة التعصب والتوجه العنصري والمقاربة الإثنية للموضوع الأمازيغي أيا كانت الجهة التي يصدر عنها التعصب والتطرف.

بين شرف الاختلاف وشهامة الإئتلاف

وغير بعيد عن ذلك فإن فرية “تأديب المخالفين” أو فزاعة إخضاعهم لرغبة “الجماعة”، وبدعة تعبئة هؤلاء المخالفين ليحولوا جهودهم الفكرية – إن كانت تنتمي إلى دائرة الفكر، حسب ذات الإتجاه الذي أعملتموه في “منهجكم التصنيفي”، -وليحولوا جرأتهم في النقد إن توفرت بدون انتقاء، إلى رأس حربة في الصراع الأيديلوجي الأعمى، فتلك طريقة لإبعاد النقد الصارم الذي يحلو لكم احتكاره لأنفسكم وتجردوا غيركم منه وتصنفوا النقد الموجه لكم في دائرة لغة البيانات والإدانات السياسية وتبعدونها عن دائرة الرأي والفكر وتجردونها من قيمتها الأخلاقية وتبعدونها ضمنا من المقاربة المبنية على مقاصد الإسلام وأخلاقه ومبادئه، وانتهاء بإضافة مهمة جديدة إلى قائمة مهامي التي أصررتم على استدعائها في غير مقامها وهذه المهمة الجديدة الغريبة هي “تأديب المخالفين وإخضاعهم لرغبة الجماعة” وتعبئتهم في الصراع الإيديولوجي الأعمى .

من جهتي فأنا أربأ بنفسي أن أضطلع بهذا الدور وأربأ بكم أن تؤطروا هذا النقاش ضمن هذه الخانة، لكن مع ذلك فوضعي في هذه الزاوية لن يحول دون مقارعة جراتكم بجرأة مماثلة فيما يتراء لي صوابا ولأضع جهودكم على محك النقد مع مراعاة آدابه التي تربينا عليها ولن يصل بي الخلاف إلى أن أخاصمكم أمام الله كما فعلتم، لأنني أرجو أن تكون مأجورا ولو أجرا واحدا لقناعتي بخطإ اجتهادكم ورجحان ما صدر عنكم في حق أخيكم.

كما أن القفز إلى قضية إخضاع المخالفين لرغبة الجماعة أو ابتزاز الجماعة بمزاجية وأهواء الفرد فذلك قاموس ينتمي إلى أسلوب المصادرة واحتكار الوضع الإعتباري في “التحرر” من الجماعة و”التموقع النقدي” إزاءها . وبكل الأحوال فقد كنت أغالط نفسي عندما كنت أعد نفس غير خاضع تماما للجماعة بكثرة تصريحاتي المخالفة بما فيها ما اعتذرت عنه بكل جرأة لأنني لم اقصد ما فهمه المغرضون ولمست مبكرا أثره السلبي على الحركة ولم يعرف عنكم أخي حسن مخالفتكم للجماعة إلى أن جاء تصنيفكم الذي قلب الأدوار .

إن إسناد هذه المهمة الجسيمة لي والمتعلقة “بتأديب المخالفين” و”إخضاع الأفراد لرغبات الجماعة” قد أماط اللثام على سر استدعائكم لالقاب حركية وصفات تنظيمية ومسؤوليات دعوية لهذا العبد الفقير إلى رحمة الله وعفوه.

وقد بحثت في الدليل الوصفي للمهام الذي انجتزه الحركة وتتبعت صلاحيات ومهام من يتحملون هذه المسؤولية في تجارب مقارنة فاعياني البحث دون أن أعثر على مهمة تأديب المخالفين مناطة إلى من يحمل هذه الألقاب.

وحسب علمي فلا أحد بمن فيهم صاحب هذه التهمة يصنف السيد حسن بويخف في دائرة المخالفين للجماعة ولا ضمن الخارجين عن “خضوعها” والذي أعلمه هو أنكم تتحملون تكليفا جسيما في مواقع متقدمة في تدبير منبر يومي ناطق بلسان حال هذه الجماعة . وهنا إما أن هذه الجماعة بلغت في الرقي الديمقراطي ما جعلها تبوئ المخالفين لها والمتمردين عن خضوعها هذه المكانة السامقة، وتثق فيهم هذه الثقة، فتكون عندئذ مهمة تأديب المخالفين وإخضاعهم لرغبات الجماعة غير ذات موضوع، أو على العكس من ذالكم أنكم أخي العزيز تبحثون عن الاستقواء في حواركم معي بشرف المخالف والمكانة الإعتبارية لغير الخاضع لتخرص قلمي وتكمم فمي من موقع أن من يتحمل هذه المسؤوليات لا حق له في التعبير عن رأيه بإسم واجب التحفظ .

والذي أعلم هو أن كثيرا من مقالاتي تخضع لرقابة صارمة ولا تجد طريقها إلى النشر قبل تحملكم للمسؤولية وبعدها دون أن ادعي يوما أنكم تخضعون هذه المقالات لرغبة الجماعة ولا ممارسة الإخضاع لرغبتها بسبب بسيط هو انني اعتبر من مسؤوليتكم ومن الأمانة الموضوعة على كاهلكم أن تصونوا الخط التحريري لهذا المنبر وتصونوا الجماعة من أهواء الأفراد وآرائهم الخاصة في بعض القضايا الفرعية.

أخي الكريم ليس من الجهود الفكرية أن يجمع الواحد منا بين شرف الإختلاف وشهامة الائتلاف، فكل منا يعتز بشهامة الخضوع للمنهج الوسطي المعتدل بكل المعالم التي تبلورت على مدى عقود وكل منا يحتفظ لنفسه برأيه الخاص لكن دونما أي محاولة لاتهام لا للجماعة ولا للفراد، لأننا نتشرف بسعة القاعدة الذهبية التي نحتتها الحركة فيما أسمته “الراي حر والقرار ملزم” وفي ما قعدت له من رفض استبداد الجماعة على الفرد بنفس الدرجة لرفض استبداد الفرد على الجماعة أو تسلط الأغلبية على الأقلية أو ابتزاز الأقلية للأغلبية . ولو كان هناك من إنصاف فهذه الجماعة ينبغي ان تتوج بجائزة الديمقراطية الداخلية بما في ذلك موقع المختلفين ومكانتهم فيها، لسبب بسيط هو إيمان الحركة بأن الإختلاف ثروة وبان المختلفين الحقيقيين في الرأي وليس في شيء آخر هو أحد عوامل التطوير والتجديد والإرتقاء عبر التاريخ.

بين خيارات المثقف وضرورة السياسي

وبذات الصرامة فكل يفهم مما يكتبه الدكتور والمفكر حسن أوريد انطلاقا من زاويته ومن قناعاته فكما لا يمكن أن أصادر ما فهمتموه مدفوعا بأسبابكم وزاوية النظر لديكم لا حق لكم أن تصادروا عنا الفهم في ما كتبه الرجل مما يمكن أن يندرج في إعطاء الأولوية لآصرة الإثنية على آصرة الثقافة وعلى كل حال فموقف الرجل لا يعيبه كثيرا وقد يكون له ما يبرره من موقع انحيازاته وإكراهاته.

ورأي الدكتور أوريد على كل حال يعتبر في تقديري من سقطات المثقف القليلة شأنها شأن المقال الأخير الذي وصف فيه مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني بالعبثية ورفع عن هذا الكيان طبيعة العداء للمغرب وانضم إلى متزعمي نظرية الواقعية السياسية بالبناء على شرعية الأمر الواقع لإضفاع الشرعية القانونية والسياسية والأخلاقية على كيان أول جرائمه وأول أسباب عداء كل الأحرار له هو جريمة اغتصاب أرض ليس له وما تلا ذلك من مجازر وضمار في حق الإنسانية كلها وهي مواقف جديدة للرجل لم نعرف ملابسات أو إرغامات صدورها عنه في هذه الظروف إلا أن يكون بهذه المواقف يسعى لاسترداد مكانته وموقعه في مربع السلطة فاختار التمايز عن أصحاب هذه المواقف والاختيارات واسترضاء من ينفعون في ذلك .

إبداء الرأي مهما كانت قيمته ونوعيته حق للجميع

لقد أعجبت بفقرة هامة أوردتموها أخي حسن في مقالكم تقولون فيها ما يلي “تقتضي صرامة النقد التنبيه و الإشارة إلى أن مصادرة حق الناس في إبداء آرائهم مهما كانت قيمتها ونوعيتها، وتجاوز نقد تلك الأفكار والآراء إلى استهداف أشخاصهم من خلال أحكام قيمة تخرجهم من دائرة الدين أو الوطن أو “الجماعة”، تندرج ضمن ثقافة مريضة سمتها الأساسية أنها في حقيقتها أحادية لا تقبل التعدد ولا تقبل الاختلاف و لا تقبل الحوار ولا التشارك. وأنها متمركزة على ذاتها لا تقبل النقد و لا تستسيغ احتمال أن تكون الحقيقة والصواب عند غيرها. و تكون النتيجة نزوعها إلى إلغاء المخالف وليس معالجة الاختلاف.”

لكن ما آمل هو أن تنظروا في مرآة كل فكرة من تلكم الأفكار الرائعة وتبحثوا عما ينطبق منها على ما تكتبونه بخصوص هذه القضية .

أما نصب عبارات الترهيب أمام كل من يناقشكم في بعض القناعات غير الموفقة على أنه “إخراج من دائرة الدين أو الوطن أو “الجماعة”، فلعمري أنه سلاح فقد فاعليته في دائرة المناقشة الموضوعية وفي دائرة التثاقف وتقاسم الرأي والفكر.

رغم كل شيء سيظل التقدير للإخوة في الدرب الذي نعتز بأخوتهم و”بصدقهم وبسالتهم في التضحية والنضال في سبيل ما يؤمنون به من قيم وما يحملونه من قناعات فكرية وإسلامية” ولن ينقص من ذلك نقدنا لرأيكم ومسلكياتكم التي نقتنع إلى غاية اليوم عن تنكبها عن منهج هذا الدرب.

أما إذا عدنا إلى صلب الموضوع الذي نتساجل على هوامشه فهو الإختلاف حول القضية الأمازيغية وموقعها في التصور الإسلامي وفي الأولويات الدعوية للحركة التي نعتز بإنتمائنا لها جميعا لا يفرق بيننا في ذلك لا ألقاب أو صفات ولا تفاضل في انتمائنا إليها بصفة ما عدا العمل الصالح الذي يجب ان نتسابق على المسارعة إليه ونتنافس حوله .

وعندما نوسع من الدائرة بقليل سوف نختلف كذلك حول علاقة الحركة الإسلامية بالحركة الأمازيغية التي نأمل ان يشكل هذا الإختلاف دافع إلى تجويد رؤية الحركة للموضوع وليس إلى السقوط من جهتي أو من جهتك في “إعجاب كل ذي رأيه برأيه أو في “الهوى المتبع” أو “الدنيا المؤثرة”.

وسنختلف بقليل أو كثير كذلك حول موضوع الإسلام والمسألة الإثنية عربية كانت أو اوردية او كردية أم أمازيغية والتي نأمل أن نوجه جهودنا الفكرية لبحثها بعلمية وتجرد وموضوعية .

ولا ننكر خلافنا أيضا في منهج العمل بخصوص القضية الأمازيغية كما اختلفنا ونختلف في تقدير نوعية إسهامات حركتنا ودورها في هذا الموضوع وفي حجم إسهامها في ذلك كما اختلفنا ونختلف حول مدى توفر رأي وموقف رسمي للحركة من هذه القضية مجملا أو مفصلا، كما هو وارد في وثائق مؤتمراتها وكما هو مبثوث في الوثائق الدورية لقراءتها للوضعية العامة، وفي بياناتها الرسمية بمناسبة تفاعلها مع مجريات التدافع المجتمعي بخصوص بعض جوانب هذه القضية . واختلفنا وسنختلف في المسؤولية عن تهميش الأمازيغية واختلفنا وسنختلف في منهجية التعامل مع التوجه الإثني والنزوع العنصري رغم أنه يشكل اقلية، واختلفنا ونختلف مع من يوظف الأمازيغية كورقة جديدة في التطبيع والاختراق الصهيوني الأكاديمي والفني وغيره، إلى جانب من يمثل هذا التوجه في التيار العروبي، واختلفنا ونختلف في مداخل النهوض بالأمازيغية واختلفنا في مقاربة التعامل مع المعارك المجتمعية بخصوص الحرف والدسترة والإدماج، كما نختلف حول “العلم” والتاريخ والتأريخ، وسنختلف بالقطع حول مضامين القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وفي إدماجها في التعليم وفي المجالات ذات الأولوية في الحياة العامة، والأهم هو اختلافنا في مقاربة علاقة الدين واللغة.

وفي الأخير آمل أن يتواصل حوارنا في مثل هذه القضايا حتى نتجنب معا لغة البيانات والتي ليست حرام بكل الأحوال.

وبذات المشاعر الرقيقة التي اكتسبناها معا في فضاء التربية وفي سعة المنهج فالأخوة والود لن تنال منهما هذه الإختلافات على حدتها في هذه القضايا التي تشكل هوامش ضيقة على متن ما نأتلف حوله قيمة وإتساعا . والله أعلى وأعلم .

‫تعليقات الزوار

11
  • المختار السوسي
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 15:32

    من ثقافة الخلافة الى الخرافة . للاسف تحولت الجماعة "العدل و الاحسان" الى بوق اعلامي لا اقل و لا اكثر . مطبعة شفوية . تتكلمون اكثر مما تعملون.

    فكركم التعريبي ظاهر للعيان . و هو متجسد في العدالة و التنمية التي تدعمونها .

    نحن واعون جدا لمن يدعم قضيتنا الامازيغية العادلة . و نحن لسنا قطيعا من الغنم كاتباعكم الذي يومنون بالاحلام و الخرافات و المرشد المقدس المعصوم من الخطا.

    تغيرت نظرتي الى جماعة الخرافات بعض ان اطلعت على فكرها .

  • zorro
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 15:44

    مكر سيزيف ينبعث من جديد دحرج الحجر مرة تم مرة وصدق انك مظلوم فمن اعتدى على الاخر بالكلام وفتح قاموس الاهانة وتلون بألوان الحرباء عند الغرباء جعل من نفسه أبو نواس مهرج وبهلوان يقفز بالكلام من يبحت عن مظلومية يعيش عليها ويتغذى على أوهامها يكسب من الشهرة والاعلام فلا أحد كان يعرف صديقكم صاحب النكتة الا بعدها يوهم نفسه انه لم يفعل شيء ولسانه لم يقول شيء فلسان الحمقى دائما يسبق تفكيرهم شهادة صديق الجاني دائما مجروحة فعواطفه تقف غشاوة على عينه لا ينضر للحقيقة الا من عين واحدة دجل وتدليس تزوير وتحريف ادعاء التهديد اسطورة معروفة الجاني صنعها بإحكام ليشغل الرأي العام وينسوا ما قال لسانه حول النكتة . الكتب المقدسة السماوية كلها قالت بحق العبرانيين في ارضهم المقدسة فصدقوا ما تؤمنون به عوض الهروب من هنا وهناك

  • saccco
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 15:47

    اقد كانت النكته/العنصرية لأبي زيد النقطة التي أفاضت الكأس المملوءة بحقد الاسلاميين على كل من يدافع على حق الامازيغ في لغتهم وثراتهم
    وهذا الحقد يستمد وجوده من االمرجعية الايديولوجي للإسلاميين المرتبطة عضويا بالشرق الخليجي العربي بحيث ان كل من يدافع عن لغة وثرات غير عربي (الامازيغية – الدارجة …)فهو في نظرهم يطعن في الاسلام وبالتالي فهو عدو مبين فتصريحات بنكيران(الكتابة بالشينية) والوقوف ضد ترسيم اللغة الامازيغية في الدستور وكذلك تصريحات الريسوني وابو زيد وكل من والاهم كلها تدهب في خانة إحتقار وتخوين المدافعين عن الامازيغية
    لكن جبهة الصمود الواسعة وكل من يدافع عن الحق في الاختلاف والتعدد اللغوي فضحت هؤلاء المؤَدلجين وجعلتهم يغيرون تكتيكاتهم ووصارت بين عشية وضحاها الامازيغية آية من آيات ..!!!والشوباني يهنئ الامازيغ بالسنة الجديدة !!!وقد بدأت كتابات الاسلاميين تغير من حقدها ظاهريا على الامازيغية مما يعطي الانطباع أنها خطة محبوكة وممنهجة ومبرمج لها ولا يغيب عن أي ملاحظ انها خطة تاكتيكية سياسوية مصلحية ترمي الى كسب أصوات إنتخابية بعدما أدرك هؤلاء انهم الخاسرون في معركتهم شعب أصيل

  • الامازيغية في ارضها وجحيم عرب
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 15:52

    " ولا ننكر خلافنا أيضا في منهج العمل بخصوص القضية الأمازيغية كما اختلفنا ونختلف في تقدير نوعية إسهامات حركتنا و"

    وما انتم لكي تختلفوا في هوية قوم !ولغته….هذا فضول ناقشوا عربيتكم واعطينا في التقار. هل تتكلم الامازيغية اولا لتشارك في ملفها

    الامازيغ اولى بلغتهم!
    "
    أما إذا عدنا إلى صلب الموضوع الذي نتساجل على هوامشه فهو الإختلاف حول القضية الأمازيغية وموقعها في التصور الإسلامي وفي الأولويات الدعوية للحركة التي نعتز بإنتمائنا لها جميعا لا يفرق بيننا في ذلك لا ألقاب"

    ان التصور الاسلامي لاتتبنوه حشى لان الله قال"واختلاف السنتكم."
    وانما تتبحتون لتبديل ارادة الله!
    الذي له الحق ليعتز بالقضية الامازيغية هو الذي يتكلمها ويعي خطورة التعريب عليها!

    "واختلفنا ونختلف في مداخل النهوض بالأمازيغية"
    اسيدنا الامازيغ اولى بلغتهم ! لو ترك الامازيغ ملفهم لامثالك كان راعيا ترك خروفا للدئاب لكي يطعمه

    الامازيغية في ارضها والجحيم للعرب

  • Axel hyper good
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 16:39

    اين حمرة الخجل ,
    انت اتيت من بني هلال من فيافي الحجاز وقفاره.

    وتريد ان تعطي رايك في لامازيغية والحرف الامازيغي والقوانين المنظمة للامازيغية وتزيل الدستور وحتى علاقة اللغة بالدين….

    الله يلعن اللي ما يحشم.

    نسيت انك مجرد ضيف في ارض من اطعمك من جوع و سقاك من ضما.

  • AMANAR
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 16:41

    حركتكم الإسلامية لا تؤمن بالإختلاف ولا بالحوار الديمقراطي المنفتح على الآخر والمحترم له،بل تؤمن بالوصاية على الآخرين و بالخطاب الشمولي،وكل من عارض أوفقط ناقش بشكل نقدي فهو عرضة للتأديب وإن لم يرعو فمصيره التهديد وإن استمر متنطعا فمصيره …….وإن إردتم نتائج لهدا الفكر فانظروا يا يقع اليوم في العراق وسورياوغيرها
    القضية الأمازيغية هي أكبر من أن تضعوها في "منظوركم الإسلامي" و"الدعوي" لأن الأمازيغية مرتبطة بالإنسان الأمازيغي وهي المحدد الأول والأساسي لهويته وبالتالي فهي حق أساسي غير قابل للتأويل من من"منظور حركتكم الإسلامية" بل القضية الإسلامية هي التي يجب أن يتم النظر فيها من منظور أمازيغي باعتبار الأمازيغية أسبق وأشمل من إسلامكم تاريخيا باعتبار السلام والدين بصفة عامة هو المستجد وليس اللغة وإنسانيا باعتبار اللغة حق ومكسب منذ ولادة الإنسان قبل تدينه المرهون بالبلوغ.
    خليوعليكوم الأمازيغية فالتيساع،واجتروا فيما بينكم فقط ما تحمله آلاف الكتب الصفراءالتي تنهلون منها "علمكم" من قبيل نواقض الوضوء والزواج والنكاح والعفو عن اللحية وقص الشارب وإسدال الثوب والشورى وشرب بول البعير وما إلى ذلك.

  • المختار الباعمراني
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 17:13

    خير الكلام ماقل ودل…وكثرة الكلام يوقع في السقط….ومافائدة كل هدا الذي كتبته..اذهب الى صاحبك وخاطبه مباشرة..والسلام..الخير بالخير والبادي اكرم..والشر بالشر والبادي اظلم

  • راعي الابل
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 17:35

    في الحقيقة ,اصبحت الهوة بين الامازيغ والعرب تزداد يوما بعد يوم بسبب تدخل العرب في ملف الامازيغ وسياسة التعريب الممنهجة من طرف دعاة التعريب التي اقصت الامازيغية وهمشت المجتمع الامازيغي …

    فلا يستطيع الدين ان يوحدهم لان العرب اساو اليه مما يعني ان العرب هم المسؤولون لما قد تؤلو اليه الامور في القريب او البعيد

    ولكم كامل النظر ايها العقلاء

  • zorif souss
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 17:43

    هل هناك شخص منزه عن الخطإ ، كي تبرئ أبا زيد عن الخطإ رغم وضوحه وضوح الشمس ؟ إنه تقديس للشخصية و دفاع أعمى عن الباطل. إذا كانت لكم أدلة التهديد بالقتل فأخرجوا ما عندكم و حاكموا صاحبها لا أن تحاكموا بها كل من يخالفكم الرأي.الحركة الأمازيغية لا تؤمن بالعنف و ليس من قيمها،لقد حققت كل شيء بعقلانية و بالحجة و البرهان و ليس ضمن صفوفها متهمون بالقتل. فمن أنتم أولا و أخيرا ؟ لا شيء. لقد افتضحت ألاعيبكم حتى أمام عبيدكم المدلولين. أتمنى أن يراجع هؤلاء المستلبون مواقف إسلاميي الأكراد في العراق فهم لا يتحالفون مع إسلاميي العرب لهذه الأسباب.

  • مغربي
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 19:56

    لا اعرفك و لا الى اي حزب او جماعة تنتمي . من خلال قراءة بعض كتاباتك اتضح لي انك فريد من نوعك . اسلوبك في النقاش غريب من بين كتابات المثقفين و السياسيين الجديين في المغرب . فخطابك يؤسس لنزعة الصدام و الخصام و السب و القدف … انت اشبه بافعى تلدغ كل من اقترب من منظومتك العقائدية

  • خالد ايطاليا
    الجمعة 7 فبراير 2014 - 20:02

    الله اعلى واعلم انكم نكديين ومدلسين ومنافقين وخندلاسين ,ضد الحق والحقوق الامازيغية ,تقافة ولغة وهوية .ومهما ناورتم وتوازرتم بكل ما اتيتم من بلاغة السفاهة و{التنوعير } فالحق يعلى ولا يعلا عليه ,مهما طال الزمن .
    حتى المغفلين من الامازيغ ,بدأو يفهمون اسرار الخدعة ,وسيعملون من داخل هذه الجماعات والجمعيات والاحزاب المعادية للأمازيغية بتخريبها وتذميرها .

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة