تونس تعود إلى تونس

تونس تعود إلى تونس
الخميس 13 فبراير 2014 - 22:10

لم يرتفع النشيد الوطني التونسي عبثا، ولم تُدَوِّ جنبات قاعة المجلس التأسيسي المحتضنة للحدث التاريخي هكذا غِبَّ نزوة عابرة، وفرح طفولي سريع. هي لحظة في مثل البرق، لكنها لحظة تاريخية وجودية معتبرة لها ما بعدها، تقدم فيها الإنسان، وانسحب الوحش. علا فيها سهم الآدمية الحق، وأزهر الوجدان العام بالصدق، وانتكس شبح الرجعية والانغلاق. لحظة عادت فيها تونس إلى تونس، ذابت الخلافات، والنزاعات، والصراعات، وانطفأت –بغتة- النعرات، والطائفية السياسية والإيديولوجية، وسقطت اليقينيات.

لم تعد هناك لا حركة النهضة، ولا المؤتمر من أجل الجمهورية، ولا التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. الكل انصهر في بوتقة الوطنية، والتجأ إلى حضن تونس الرؤوم حيث صهل النشيد، وسرى الدم حارا في الشرايين والأوصال والكلمات، واحدا متوحدا لا يبغي دخيلا، ولا تغريبا. ولا بْلاَزْما دموية أجنبية :

هَلُمُّوا .. هلموا لمجد الزمن

لقد صرخت في عروقنا الدماء

نموت .. نموت ويحيا الوطن

امتزج النشيد بالدم الدافق، والدمع الموار، ولم لا؟ وقد تحقق في شبه إجماع كاسح، التصديق على الدستور الجديد، والموافقة على مواده وبنوده التي ستصبح مسيرا ومسارا، سيرورة وصيرورة، بوصلة وهدفا، لإخراج تونس من اللخبطة والتحير والتردد، والخوف من المجهول.

عادت تونس إلى تونس، ما يعني عادت الدولة المتوسطية بامتياز إلى سالف عهدها، وسابغ مجدها، عادت إلى المنتظر منها، إلى تصريف وإعمال، وبلورة فكرها، وثقافتها، وسياستها، وأدبياتها، وحقوقها، وتاريخها الإصلاحي الرفيع، الذي نسجه ثلة من أبنائها البررة الكرام كـ: خير الدين التونسي، وأحمد بن أبي الضياف، والطاهر حداد، وعبد العزيز الثعالبي، ومحمد الطاهر بن عاشور، وأبي القاسم الشابي، والحبيب بورقيبة، وجامع الزيتونة: المنارة الهادية، العلمية الفقهية المقاصدية التي لم تكن أبدا حجر عثرة في طريق البناء الديمقراطي، والسير المساواتي، والأفق الحداثي.

جدير بالذكر أن تونس قائدة في مجال الفكر والأدب والثقافة بعامة، وفي مجال التحديث والتجديد، والحقوق، والانتصار للمرأة كما لا يخفى. و هذه القيادة والريادة ليست وليدة اليوم، بل هي تعود إلى القرن التاسع عشر، والعشرين، والألفية الثالثة التي نحياها اليوم. لهذا لم يكن مستغربا لدى العارفين المتابعين لأحوال العالم العربي، أن تكون تونس هي من أطلق شرارة “الثورة” الياسمينية، وبشكل حضاري يليق بِوَارِثي ماض إصلاحي تليد إِنْ دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا، أو ثقافيا، أو حقوقيا. فدولة ذاك تاريخها لابد أن تستمر كاتبة تاريخها المتجدد، وحافرة وشمها ورشمها، واسمها، في ذاكرة الأمم والمجتعات الناهضة، وَمُوَقِّعَة خطوها بالعناد جميعه، والليونة كلها، على درب الديمقراطية والحرية والمساواة، والعدالة الاجتماعية. يحدث –أحيانا- أن تكبو الأمم، وتتعثر المجتمعات، ويتخاذل الأفراد، ويعترض سبيلها تحجر عقلي، وتصلب فكري، ومقاومة للتقدم، وَوَصْمُه بالعار والشنار، وَدَمْغُه بالفجور، والفسق والتغريب، وطمس الهوية الإسلامية، إلى غير ذلك.

التزمت والتحجر، ومحاربة الرأي الحر، لا يُفُتُّ في عضد الدولة التي لها عنفوان تاريخي، ورصيد حضاري، وتأهيل إنساني، وتشوف آدمي للتخطي، والإقبال على الحياة، كما هو حال المجتمع التونسي. لم تكن الخضراء بِدْعًا بين الدول العربية التي عرفت انتفاضات، وَرَجَّات، وفوضى اختلط فيها الحابل بالنابل، فأعطت ما أعطت، وَفَاجَأَتْ الخاص والعام إذ حملت إلى سُدّة الحكم والسلطة، من لم يفكر فيهم أحد كالإخوان في مصر، وتوابعهم في ليبيا واليمن، وتونس. ولربما كان لليأس الجماهيري يد في ما حدث، وللأمل في المتدينيين دَاعٍ إلى الاقتراع عليهم، والتصويت لهم عَلَّهُمْ يشيدون ـ سويا – إمارة ربانية قوامها العدل العام،والتساوي كأسنان المشط بفضل المرشد والشيخ والإمام الذين ينطقون بلسان السماء، ما داموا يستقون الفضل والبركة منها، ويُغْدِقُونها –حَتْمًا- على البلاد والعباد.

لكن، خاب الظن، واستشرت الفوضى، وانتشر اليأس بين الناس، وَعَمَّ الإحباط، إذ تفطن الناس، والنخب الديمقراطية الليبرالية، واليسارية، إلى أن الإخوان الحاكمين في مصر كما في تونس، يخبطون خبط عشواء لنقص في التجربة، وضعف في تدبير الملفات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، وجهل بتسيير الشأن العام، الشأن المدني الذي لاَ قِبَلَ للديني به، إذ يقتضي الحكم بالتشريع الأرضي، والقوانين الوضعية، والسنن الإنسانية الكونية التي تُخْتَزَلُ في المواثيق الدولية، والحقوق، والفكر العالمي، والمعاهدات بين الدول والشعوب… وغيرها.

وترتيبا عليه، يكون الفقيه “المقاصدي” أحمد الريسوني، قد أخطأ المرمى، وجانب الصواب في مقالة نشرها مؤخرا، لَمَّا اعتقد أن الجيش هو الفَيْصل والمسؤول عما جرى هنا وهناك، أي في مصر، وفي تونس، وفي اليمن.. إلخ. ما يعني أن الجيش التونسي التزم الحياد، ولم يَنْحَزْ إلى طرف دون طرف، ولم يحشر أنفه في السياسة، والشأن المدني العام، بينما في مصر، كان حضوره قاصما، وتدخله منحازا وحاسما في إسقاط الرئيس محمد مرسي العياط، وأدى بالعسكر إلى الحكم، أي وضع نفسه بنفسه على “عرش” مصر. والحال أن الجيش المصري لم يتدخل في ثورة الشعب المصري يوم 25 يناير على الرئيس المخلوع حسني مبارك، فلو كَانَ تَدَخَّلَ لَمَا سقط حسني. كما أنه التزم الحياد عندما اقترع الشعب المصري على الإخوان، فأوصلهم إلى السدة.
وبالتالي، فرأي أحمد الريسوني يسقط من تلقاء نفسه أمام هذه الحقائق التي يعرفها الجميع. فما لا يريد الفقيه الاعتراف به، هو أن مُرْسي لم يكن رجل دولة، ولم تكن له خبرة عميقة عالية تمكنه من إدارة دولة عظيمة كمصر.

بل إنه كان “كراكوزا” مستعملا من لدن مكتب الإرشاد، من لدن “خيرت الشاطر”، و”محمد بديع”، و”العريان” وغيرهم، الذين سعوا إلى أسلمة وأَخْوَنَة الدولة، من خلال تقليم “أظافر” القضاء، وتفريغ بنود الدستور من روحها المدنية التي تليق بمصر، والتحرش الاستراتيجي بمؤسسات الثقافة والفكر الحر، والفن بعامة. ما جعل مثقفي ومثقفات مصر، يَهُبُّونَ- يدًا في يد- لقطع الطريق على مخطط “الأخونة”، واستراتيجية “التمكين”.

لقد أخفق حكم الإخوان في أن يكون جزءًا من الزمن، فَلْذَةً من العصر، وصوتا للمصريين كافة، للمواطنين والمواطنات، لا للإسلاميين والإسلاميات. وفي تقديرنا، فإن ثورة 30 يونيو التصحيحية لم تكن لتنجح، وتسقط محمد مرسي والإخوان، لو لم ينضم إليها الجيش المصري. فهو من حقق لها المبتغى، وأوصلها إلى ما وصلت إليه الآن، على رغم التضحيات الجسام، والإرهاب اليومي الذي تعيشه مصر، والذي أماط اللثام عن الوجه السري لتنظيم الإخوان بوصفه تنظيما قويا وعالميا متماسكا، ينهل من التوجيه العالمي، ويمول من لدن مليارديرات “إسلاميين، ودولة خليجية منحشرة في الشأن المصري بسفور صارخ .

العبوات الناسفة، السيارات المفخخة، الاغتيالات المتكاثرة، اشتعال سيناء منذ أشهر، نهب المتاحف، وتدمير المؤسسات الثقافية، مشاهد يومية تَتْرى، تروم قتل مصر، وتبغي عودة الإخوان إلى الحكم. فهل ثمن عودتهم هو القتل والتدمير، والنسف، والفتنة العامة؟ وَهَبْ أنهم عادوا، فكيف سيعودون؟ أو كيف سيحكمون؟ ألن ينتقموا؟ ويطمسوا معالم مصر الحضارية، وتاريخ مصر العظيم، تاريخ الفراعنة، والحضارات المختلفة، والأقباط، والمسلمين؟

جيش مصر كما جيش تونس، يحاولان اسْتِتْباب الأمن، ولجم الفوضى، والانحياز الأبيض للشعب، للنخب القوية التي تعرف كيف تستقطب المواطنين، وتعرف كيف تتنازل عن عنتريتها، وغطرستها، وكبريائها الفارغة، وتورم ذاتها المريضة. لم يتدخل الجيش التونسي في صنع ما تعرفه تونس اليوم. كما لم يتدخل الجيش المصري الذي وَقَّع “انقلابا” أبيض إلا بطلب من الصف اليساري، والصف الليبرالي، وبعض الاتجاهات الإسلامية السلفية، وشباب حركة “تمرد”، وقبل هؤلاء وأولئك، بطلب من شعب نزل إلى الميادين هادرا كالبحر.

نرجو لمصر أن تعود إلى سالف عهدها، أن تعود إلى القيادة، والريادة، فهي أمنا، كما هي أم الدنيا.

ونرجو لتونس الخضراء أن تنجح عبر دستورها الجديد المتوافق عليه من فريق “الترويكا” في العودة القوية إلى الساحة العربية والدولية، وأن تكون ملهمة للدول العربية الأخرى في اقتداء خطاها، وَتَقَفِّي أثرها من أجل نسج دستور في مستوى دستور تونس ، لإنه دستور تقدمي بكل معنى الكلمة، خصوصا إذا عرفنا تنصيصه على عناصر، ومبادئ الديمقراطية، والحداثة، والحرية، والانفتاح. ومنها على سبيل التخصيص، أن : “تونس دولة مدنية تقوم على إرادة الشعب، وعلوية القانون”.

وأن : “الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات، ويمارسها بواسطة ممثليه المنتخبين، أو عبر الاستفتاء”. وأن “الدولة راعية للدين، كافلة لحرية المعتقد والضمير، وممارسة الشعائر الدينية، ضامنة لحياد المساجد، ودور العبادة عن التوظيف الحزبي.

كما “أن الدولة تلتزم بنشر قيم الاعتدال والتسامح، وبحماية المقدسات، ومنع النيل منها، كما تلتزم بمنع دعوات التكفير والتحريض على الكراهية والعنف، وبالتصدي لها”.

تلك لُمَعٌ استقيناها من الدستور الذي صفق له الجميع، وبكى من أجله الجميع، وضج بالنشيد له الجميع.

في لحظة فرح عارم، ونشوة غامرة، أخذت بمجامع القلب، والفؤاد والروح، قال الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ما مفاده: “إن هذا الدستور استمرار لدستور المدينة المنورة”. فَلْيَكُنَ يا شيخ راشد، لكنه –بالتأكيد- دستور مدني من ألفه إلى يائه، دستور شعب عظيم، يريد الحرية، يريد الحياة، شعب فعلت فيه الحضارة الإنسانية فعلتها من زمان. فَلْنَعَضَّ على هذا الدستور المدني الأبيض من غير سوء، بالنواجذ. لا وقت للثرثرة والمزايدة، لا مجال للتراجع، والتقهقر. لقد عادت تونس إلى تونس، عادت اللؤلؤة البيضاء، والياسمينة الأسطورية، تومض وتتلألأ في ليل العالم العربي.

إشـارة :

لقد انصاعت حركة النهضة الإسلامية للأمر الواقع بعد أن وعت الدرس جيدا ، وهي ترى بأم عينها، ما وقع للملهم والربان المتمثل في “الإخوان”. إنها بطولة تحسب لها، وموقف وطني مشهود، كان وراء كبح الانفلات غير المحسوب ،

وقطع الطريق على التطرف والعنف المتزايد ، وفرملة التيه نحو المجهول . ( أتكون تقية وحسب ؟ ) لايهم .

‫تعليقات الزوار

15
  • أبو نسمة
    الخميس 13 فبراير 2014 - 23:08

    يمكن للمجتمعات التواقة للحرية والتقدم تحقيق ما تصبو إليه إذا ابتعدت عنها قوى الشر في الداخل وفي الخارج وإذا توفرت شعوبها على الحد الأدنى من الوعي والروح الوطنية. داخليا هناك انتهازيون ووصوليون وخونة. هناك من يطمع في ما له فيه الحق وفي ما ليس له فيه الحق وبكل الأساليب والطرق. خارجيا هناك قوى تريد بسط نفوذها على كل الأنظمة والتصرف في خيرات الشعوب المقهورة لتعيش هي في الرخاء والطمانينة. الحل لدينا هو المزيد من الحذر وجعل مصلحة الشعب فوق وقبل المصلحة الشخصية.

  • محمد
    الخميس 13 فبراير 2014 - 23:39

    مقال جيد، والإشارة في آخره في محلّها تماماً. ولعلّ ردود الفعل على اعتماد الدستور، من داخل تونس ومن خارجها، دليل على أن العمليّة بأكملها كُللت بالنجاح. ولكن الصراع من أجل الحرية والكرامة لم ينته، وهو بطبيعته لا ينتهي. لقد انتصرنا في شوط ومازالت أمامنا أشواط.

  • choukrane
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 00:33

    Tres bonne analyse
    Article savament redige qui retient l attention et nous eclaire sur la voie de nos frere tunisiens

    Merci oustade

  • Amrurakchi
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 01:37

    Monsieur; si réponse existe chez vous ; ma question c est oèu est la langue et culture amazigh du tunis ; comment nos futures enfantys vont expliquer les noms amazighs de la terre tunisienne ou bien vont etre comme des déracinés des colonisateurs ou des inconnus, c est une grande erreur de negliger dans la constitution une histoire importante et originale de la terre du tamazgha,
    l arabe ne doit pas vivre sur le cadavre de tamazighte si non lhistoire peur toujours rendre justice et la on ne regrette pas…..

    tanmirth hespress

  • يستمرىء الاستبداد ويدافع عنه
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 01:54

    السيد بودويك :…في تقديرنا، فإن ثورة 30 يونيو التصحيحية..

    تستدعى ذاكرة المرء تصريحا منسوبا للدكتور محمد عمارة خلاصته:

    فى مصر تيار علمانى يتحالف مع الكنيسة..!وليبراليون يطالبون بحكام العسكر..وإرهابيون يطالبون العالم بتصوير إعتصامهم..!ومن يتهموهم بالإرهاب يعتمون عليهم…!ونظام يطالب من يتهمهم بالإرهاب بالعودة إلى منازلهم..!وثورة سينمائية لمدة 6 ساعات يشارك فيها الجيش والشرطة..!! وتوزع فيها الورود والمياه المعدنية ثم يعود بعدها النظام القديم..!ووزير ينقلب على رئيس شرعى بسبب إنقسام الشعب..!ويطالب نصف الشعب بتفويضه للقضاء على النصف الآخر..!

    تصريح وزير الزراعة المصرى أن مصر قد حققت الاكتفاء الذاتى من البيض!!

    ووزيرة صحة تدعو: لهش القطط،

    وصحفى مقرب من العسكر يصرح على قناة الحياة:محدش هيقدر يعمل انقلاب تانى خالص..

    وتصريح إعلامى أن الإخوان هم سبب سقوط الأندلس

    وتصريح آخر أن ميدان رابعة العدوية كانت فيه كرة أرضية تحت منصته!

    وبين ذاك وذاك من يرى أن نساءه هو حبلى بنجم وزير الدفاع وأخرى ترى أنها ملك يمينه وثالثه ترى أنها ستدع له مفتاح بيتها!

    والحق أن هذه 30 يونيو مقبرة المنطق

    سيد يوسف

  • عماد السديري
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 07:12

    كلمات جميلة ولغة جميلة وأفكار جميلة. لقد أبدعت سيدي الكريم. كل الشكر والتقدير من تونس.

  • ziani abdelkrim
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 09:30

    bonjour OUSTADI
    mes taches quotidiennes ne m ont pas pemis de lire votre article le jeudi mais permetez moi de vous dire que vous etes tours egale a vous meme LINTELLECTUEL ORGANIQUE PETITE REMARQUE Si vous permetez on peut pas comparer la tunisie avec l egypte a mon avis les militaires en egypte sont une grande machine economique qui gere tout en plus de ses taches AVEC MES RESPECTS

  • يوسف حسن
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 09:50

    نعم، الدستور التونسي يؤكد أنه إذا وضع بلد في سكة التحديث، فيصعب أن يزحزحه أي كان عن مساره. لقد وضع الحبيب بورقيبة تونس في المسار المدني الحداثي، ورغم تربص المتربصين وتنامي الظلامية، لم يفرط الشعب التونسي في زهرة واحدة من الحدائق الجميلة التي أقامها بورقيبة. لو استغل زمن الاستبداد في المغرب لتكريس التحديث والديمقراطية كما فعل بورقيبة لكنا اليوم دولة مدنية تنعم بالحداثة والعدل والمساواة، لكن الطريق أمامنا لازال طويلا ليكون لنا على الأقل دستور مثل الدستور التونسي. أما الإخوان في مصر فإنهم في مزبلة التاريخ لآنهم يعضون اليد التي تطعمهم. فهم يكرهون كل ما ليس وهابيا وهم إلى حدود اليوم لازالوا يقتاتون من عرق الفراعنة. مصر هبة النيل ولكن هبة الأهرام أيضا. الكفر بالفراعنة يعني بكل بساطة حرمان المصريين من مورد عيشهم الوحيد الذي هو حضارة الفراعنة.

  • karim
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 09:53

    تونس تعود الى تونس عندما تخلت حركة النهضة الاسلامية عن السلطة.. ومصر ها هي بدوها تعود الى مصر بعدما تخلى العسكري الملهم عن(الفريق) ليعانق (المشير) واملنا في الديموقراطية كبير ان يصير هو لمصر" فرعون" عظيم , ونريد منه بعدما راى في المنام يحمل سيفا بلون الدم ان يخلص مصر إلى الأبد من أي ديموقراطية أتتنا أوقد تأتينا بالإخوان المسلمين
    المهم لارائحة للاسلاميين في مراكز القرار ,هذه هي الغاية النبيلة التي نسعى اليها ولايهم بعد ذلك الالتفات للوسيلة ;محرقة رابعة واخواتها ان كانت في "دينهم "حرام واجرام فهي في تصورنا "الحداثي"واجب وفرض وسنة وابداع لقائد ياتيه الخبر من السماء كما كان ياتي موسى و هارون, وهوبهذا رجل (الذلة) عفوا الدولة المناسب والملاك الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه و انى لمرسي باحدى اوصافه حتى وهو قابع في السجن لايستكين
    (رب السجن احب الي مما يدعونني اليه)

  • marrueccos
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 10:26

    إنتقل الحكم في تونس إلى " جمعة " وهو شخصية لا صفة لها ! لا إنتماء حزبي له ويقال أن الإتحاد الأوربي من فرضه !!!!!! بالله عليك ؛ بعد إنتفاضة التونسيين يستقر الحكم عند التيقنوقراط !!!!! أي إنتفاضة هذه !!!
    يكتب دستور تونس من قبل ثلاثة أحزاب النهضة والمؤتمر وحزب لصغر حجمه لا أتذكره !!! يقال أن عملهم كان من قلب جمعية تأسيسية سيطر عليها حزب النهضة وديباجة الدستور الجديد تحكم فيها دم ( صيد المرحلة الثمين ) متزعم الحركة الشعبية " بلعيد " !!!! دستور سلم الحكم لمن هم خارج الإنتفاضة لم تشملهم محاكمة ولا محاسبة فالإنتفاضة إلى اليوم لم تحاكم الفساد وإكتفت بإصدار أحكام غيابية على من غادر تونس أما ماكينة الفساد الداخلي فلا تزال تعمل ! يقال أيضا أن الدستور تضمن الإشارة إلى العدالة الإنتقالية ! لإنصاف ضحايا الحكم السابق ! فهل ترويكا الحكم من رموز الحكم السابق وهل سيحاسبون على إغتيال القيادات السياسية اليسارية ؟ وإفساد الإدارات ؟ والتعاقد مع الإرهاب لضبط المجتمع به ؟ هذه الأسئلة سيجيب عليها قريبا حزب نداء التونس لصاحبه " القايد السبسي " وهو حزب عموده الفقري حزب " بن علي " المنحل !!!!!!!!

  • marrueccos
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 10:50

    دستور تحكم في صياغته والتصويت عليه هاجس الخوف من حدوث إنتفاضة تسقط ترويكا الحكم ( المكروهة شعبيا والتي لم تستطع المشاركة في أي إحتفال مخلد لوفاة " البوعزيزي " ) دستور ما هو جديده ؟ الحرية !!!! من صاغوه لم يكونوا أحرارا قط وكلهم يحتكم لسياسة المحاور الخارجية بين إسلاموية وقومية !!!! لم يكونوا أحرارا والضرف الداخلي تميزه أزمة إجتماعية إنبثقت عن أزمة إقتصادية وأمنية إنعكستا سلبا على السلم الإجتماعي !!! لم يكونا أحرار والإرهاب ضرب أرجاء تونس !!!! لم يكونوا أحرارا وقد أعطت ترويكا الحكم ضك براء لحزب التحرير المجاهر بإرهابه وهو حزب متفرع عن التحرير الفلسطيني بزعامة ( مفتي القدس سابقا ) " الحسيني " الذي بايع " هتلر " أمام عدسة الكاميرا !!!!!
    فاقد الشيء لا يعطيه ! لم يكن من صاغوا دستور تونس أحرارا فمن أين لهم دستور حر ؟ حرية المرأة ( قديمة ) وسبقهم إليها " بورقيبة " !! تجريم التكفير !! سبقهم إليها " بن علي " !! هوية تونس !! هي نفسها كما كرسها " بروقيبة " وبعده " بن علي " لتطييب خاطر " القدافي " !!!
    لا تحكموا على المظاهر والأناشيد المضللة فالحال هو الحال بل أسوأ !!!!

  • ابو محمد العبدي
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 11:20

    عجبا لكم يا حداثيين تميلون اينما مالت كفة المصالح تمسون عاضين بالنواجذ على حلمة الشيوعية ومتى قل صبيبها تصبحون مع فتات موائد الامبريالية
    تتلونون تلون الحرباء الجرباء
    همكم وحقدكم على كل ما روحي و ديني
    لم تكتفوا بهذا فقط بل "كفرتم" حتى بصنمكم الد يمقراطية وصناديق الاقتراع وارتميتم اسفل "البيادة" لتقنعوا القراء بان ما اقدم عليه جيش ام الدنيا يصب في انقاد البلد من الارهاب والظلام
    ألم يأت مرسي عن طريق ديمقراطيتكم ام ان الامر حرام عليه وحلال لكم؟
    أما وقع بمصر لا يعد انقلابا وبشهادة تشوميكي وبشهادة ابسط مخلوق على وجه الارض أم أنك باستحمارك تريد أن تستحمر الملايين يا ابا دويك

    أم أن ثقافة الاقصاء والحقد الدفين على كل ما إسلامي زاد في تفتق ذهن صاحبنا فأصبح لا يفرق بين انقلاب واختيار

    أم أن جينات انقلابات السبعينات لا زالت تعيش بيننا رغم استئصال مسببيها

  • درع الامة
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 13:40

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الخطا الفادح الذي ارتكبه الاخوان و النهضة في تونس انهم قاموا بتحالفات وتنازلات لصالح معارضيهم فكانت تمن تلك الاخطاء باهض الثمن لانهم لم يطبقوا ما امر الله به فبعد ان اخرجهم من سجون الدل و العار لكي ينصبهم على رؤس دول فما كان الرد الجميل الا وهو تقديم التنازلات واقامة مصالحة ''محرمة'' مع رؤوس الفساد ومد يد المساعدة اليهم بدل القضاء عليهم وزجهم في سجون واقامة محاكمات ثورية على كل ما اقترفت ايديهم في حق شعوبهم لاكن لا حياة لمن تنادي فمن كان على صواب زاد صوابا ومن كان على خطا زاد اخطاء اما الشعوب فما كان لها خيار سوى انجراف وراء اي تيار سيمكن لها سبل العيش الكريم ولو للحظة في ظل الوعود الكاذبة من اطراف الانظمة البائدة التي لا تزال حية بعض قطف رؤوسها في ثورات الربيع العربي.
    تونس كانت علمانية الاصل و الان هي لا زالت علمانية لا جديد يذكر فقط بعض التغيرات السطحية لتوهم الناس ان هنالك تغيير ما دامت نسبة الامية اكبر من نسبة المتعلمين سيقولون نعم ثم نعم ثم نعم حتى يغمى عليهم في يوم من الايام على امر واقع مزري و الايام ستؤكد ان دساتير الدل و العار هاته لا تغني من الحق شيء .

  • morad
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 16:24

    حسبي الله ونعم الوكيل ،كاتب هذا المقال يلقب الأخ الدكتور محمد مرسي (كراكوزا) ،و الله لو وضعتم
    يا عبدة المدنية جميعا في كفة و وضع الدكتور مرسي في كفة لرجحت كفة هذا الأخير لتقواه و إيمانه
    بالله ؛نحسبه كذلك إن شاء الله و لا نزكي على الله أ حدا.فتح معبر رفح ،محاسبة فلول النظام السابق،
    إعطاء الحرية الإعلامية للجميع بعدما كان الإعلام حكرا فقط للإسفاف والعري والتبرج…

  • haddou
    الجمعة 14 فبراير 2014 - 18:14

    je crois qu'il faut voir les choses en réalitée qui c'est
    passé en Egypte est un coup d’état contre la démocratie
    en Tunisie ennahda a compris que monopoliser le pouvoir peut avoir des conséquences néfastes sur la démocratie .
    un intellectuel de gauche doit se réclamer de l’honnêteté et de la clairvoyance en face de tels événements et dire la vérité

    hair les islamites ne doit pas etre un pretexte pour legaliser les regimes militaires

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52

“أش كاين” تغني للأولمبيين

صوت وصورة
الماء يخرج محتجين في أزيلال
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:30

الماء يخرج محتجين في أزيلال

صوت وصورة
كورنيش يشتكي الإهمال في سلا
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:14

كورنيش يشتكي الإهمال في سلا

صوت وصورة
ابن يجهز على الأب بالجديدة
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 12:47

ابن يجهز على الأب بالجديدة