عبد الفتاح فاكهاني: رحيل رجل مُحترم

عبد الفتاح فاكهاني: رحيل رجل مُحترم
الخميس 18 يونيو 2009 - 19:53

تُوفي مساء يوم الأربعاء الماضي الصحافي “عبد الفتاح فاكهاني” في نحو العقد الخامس من العمر، وأجزم أن كل الذين عرفوه عن قُرب، حُزانى لفراق رجل من طراز فريد.. ذلك أن “عبد الفتاح” كرَّس حياته القصيرة، سيما مرحلة الشباب الأولى، للعمل السياسي، حينما كان هذا الأخير يحمل معنى، وعاش مُعظم سني عمره في السجن، مع أفراد مجموعة “إلى الأمام” اليسارية، حيث قضى زهاء سبعة عشرة سنة وراء القضبان، من أصل حكم بالسجن المُؤبد، بسبب قناعاته السياسية، وناله قسط وافر من أسوأ أنواع التعذيب، غير أن أقساها على الإطلاق، كان معنويا، حين اشتد الجدل واحتد، حول المُنطلقات الإيديولوجية اليسارية، بين الرفاق داخل السجن، ليتشتتوا، لكن في اتجاه واحد كان الأغلب، وبالتحديد تحت خيمة المخزن.. حيث اختار الكثيرون منهم، أن يُبدلوا ليس فقط قناعاتهم الإيديولوجية، بل مواقعهم الاجتماعية، بمُقايضة سنوات السجن أو المنفى، في حين فضل قلة منهم، الانسحاب من رُقعة اللُُبس والشبهة، والبقاء على المحجة البيضاء، أي نقاء السيرة مهما كلف الأمر.



“عبد الفتاح فاكهاني” كان على رأس قائمة هذه الكوكبة القليلة العدد، إذ فضَّل حينما خرج من السجن، أواخر عقد ثمانينيات القرن الماضي، أن يصل ما انقطع من حبل الحياة اليومية، بالرغم من شساعة القطعة المبتورة، مُعتمدا على إمكانياته الذاتية فحسب. حاول في البداية أن يعمل في تجارة الأدوات الموسيقية، مُهتديا بموهبته في هذا المجال، فتبين له، أن هذه الصناعة لا تُطعم في مجتمع ما زال في حاجة إلى قطعة “حرشة” وكأس شاي، أكثر من النوطة الموسيقية. كادت جميع حِيل إيجاد مكان تحت الشمس تُعدم في يد الرجل، غير أنه في لحظة عصيبة، كان هناك مِن بين أصدقائه، مَن اقترحه للعمل مُحررا في جريدة “العلم”.. وفي المقر القديم لهذه الأخيرة بشارع “علال بن عبد الله” بالعاصمة تعرّفتُ إلى “عبد الفتاح” وقضينا معا خمس سنوات كدّ في المنبر المذكور. كان الرجل عائدا من تجربة “حلم وغبار” بتعبير الكاتب “عبد القادر الشاوي” غير أنه ظل محتفظا بكبرياء ناصعة.



شخصيا، لم أكن قد اطلعتُ بعد، حينها (أوائل عقد تسعينيات القرن الماضي) على بعض تفاصيل مُعاناة الاعتقال في سجون الحسن الثاني، غير أن الصدفة شاءت أن نتجاور (الفاكهاني وكاتب هذه السطور) السكن في نفس الحي بجماعة “اليوسفية” بالرباط، فكانت لنا جلسات طويلة عديدة، في مقهى “المنظر الجميل” حكى لي خلالها، عن لحظات وأيام وشهور وسنوات التعذيب، مما أمكن الإطلاع على الكثير منه حديثا، من خلال كتابه “البهو” الصادر عن دار نشر “طارق”.



التقيتُ، بحكم المهنة، بكثيرين ممن عاشوا تجربة سنوات الاعتقال، غير أن تجربة صديقي عبد الفتاح فاكهاني، ظلت في القلب والذهن، كانت لديه فَرادة خاصة في عرض تجربته، باختصار، ودون “مُحسنات” التأثر، يكتفي بعرض المعلومة عن المرحلة التي يُسأل عنها، ويجعلك تفهم أنه يعتمد على ذكائك لاستحضار كل إحالات ما يقوله.



لا أحد من الذين كانوا يشتغلون في جريدة “العلم” حينها، على عهد إدارة “عبد الكريم غلاب” فاته الانتباه إلى الخصال الشخصية ل “عبد الفتاح فاكهاني”.. لم يصطدم أبدا مع أحد، كان يكتفي بالصمت المعبر، حينما يعترضه موقف مُبتذل، ويحرص على جعل التواصل معه سلسا، بدون تعقيدات مجانية، وتسبقه دائما عبارات المودة مع الجميع، مشفوعة بلكنته المراكشية اللذيذة.



لم تكن كفاءته المِهنية لتخطئها الأذهان، مما جعل مكانته محورية ضمن هيئة تحرير جريدة “العلم”. فالرجل كان يتقن أربع لغات حية هي العربية والفرنسية و والإسبانية والإنجليزية، ويستند إلى ثقافة فكرية وسياسية وأدبية، عميقة، جعلت مقالاته علامات متميزة على صفحات الجريدة المذكورة، مما أكسبها طابع غِنى فريد، كان رئيس تحرير العلم آنذاك “عبد الجبار السحيمي” شافاه الله، يسعى إليه.



لم تكن رقعة “العلم” لتستوعب “عبد الفتاح فاكهاني” فكان أن نشب خلاف بينه وبين “عبد الجبار السحيمي” ولم ينتظر “فاكهاني” حتى تعطن رائحة علاقته المتوترة بإدارة الجريدة، حيث وضع رسالة استقالته وذهب إلى حال سبيله، وبالرغم من كل مساعي إصلاح ذات البين، تشبث “فاكهاني” باستقالته، فكما قال لي حينها: “لم يعد لي مكان في هذه الجريدة”.. وعبَر الرجل صحراء أخرى لمدة سنة كاملة، قبل أن يقترح عليه صديقنا المشترك “خالد الجامعي” الاتصال بمدير مكتب وكالة “فرانس بريس” السابق بالرباط “إنياس دال” الذي كان يبحث عن صحافي لتعزيز طاقم المكتب، واجتاز “عبد الفتاح فاكهاني” اختبار المنصب بسهولة. غير أن وزير الداخلية السابق إدريس البصري، أغلظ القول ل “إنياس دال” حيث قال له: “سوف تؤدي ثمن توظيفك لهذا اليساري”.. وهو ما كان فعلا، حيث اضطُر “دال” لمغادرة مكتب “فرانس بريس” بالرباط.



ثمة ملمح آخر من شخصية صديقي “عبد الفتاح فاكهاني” لا يعرفه الكثيرون، ومُؤداه أن بعض رفاقه القُدامى، ممن ركبوا موجة هيئة “الإنصاف والمُصالحة” اتصلوا به بغاية إعداد ملف “تعويض عن الضرر” في إطار ما سُمي ب “طي ملف سنوات الرصاص”. فكان رده رفضا باترا: “إنني لم أدخل السجن بغاية الحصول على تعويضات، بل دفاعا عن قناعاتي”.



لم ألتق صديقي “عبد الفتاح” إلا لماما، بعدما تفرقت بنا السبل، غير أنني كُنتُ أستمتع خلالها حقا، باستعادة ذكرياتنا المشتركة، في “العلم” سيما حينما كان يُطلق ضحكته “المراكشية” المُجلجلة، عندما نستعيد أحد المواقف المُفارِقة، التي عايشناها معا.



سنفتقدك كثيرا صديقي العزيز، وسيغور أكثر في القلب والذهن، أنه برحيلك، خسرنا واحدا من آخر الرجال المُحترمين، لقد تركت يا “عبد الفتاح” رقعة أخرى للتفاهة التي كُنتَ تكرهها من الأعماق.

‫تعليقات الزوار

16
  • ابو البراء الامازيغي
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:01

    تكاد لاتجد له ذكرا في الاعلام والصحافة المخزنية واما إن مات احد الطغاة ومصاصي الدماء وعصابات المخزن حتى يجبرونا على الحداد وتنكيس الاعلام ويرغموننا على البكاء من اجله وبعد ذلك يدفن في مقبرة الجهلاء عفوا “الشهداء” التي لايدفن فيها منوالا والبخوش والدبان و”الرعايا” في عرف المخزن

  • سعيد مؤنس
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:03

    رحم الله الأستاذ عبد الفتاح فاكهاني. كان نموذجا للمثقف اليساري العضوي المرتبط بقضايا وانشغالات شعبه ونموذجا للصحفي الملتزم الذي لم يبع ضميره يوما. ونموذجا للمناضل الماركسي الذي لم يخن جلده ولم يسع أبدا لدنانير ومناصب “العهد الجديد” في المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أو في هيئة الإنصاف والمصالحة كما فعل الكثيرون للأسف الشديد.

  • الحاقد
    الخميس 18 يونيو 2009 - 19:55

    يتبين من نبرة كاتب المقال أنه يتأسف لتقصيره في حق المرحوم “عبد الفتاح فاكهاني” لكن الموت يميت صيت سفلة زمن ما ليكون مثواهم النسيان و يحيي صيت رجال كل الأزمنة لينعموا بالخلود الأبدي . فهنيئا لكل مناضل شريف .

  • American king
    الخميس 18 يونيو 2009 - 19:57

    سي حيران نعلم أن “العلم” هي لسان حزب الإستقلال كنت في أحد اليوم تتكلم عن عباس الفاسي كنجم سياسي عندما كان سفير للمغرب بفرنسا وعندما تولى وزارة الشغل بل مجدت سياسة الإستقلاليين لخدمة أجندتهم لتذهب لأسبوعية المشعل وتوجه قلمك نحوى حكومته تحت خدمة أجندة المشعل هذا يدل على قلمك الذي يهوى المصالح فقط سمعت أن جريدة المشعل تأسست لضرب الإسلاميين ونشر ثقافة العلمانيين ولها رأس مال ضخم من إسبانية لهذا تُهرول كثيرا نحوى الإسبان لتأتي بمقالات الأقلام المراهقة عن رحيل الملك من الحكم وكذا ضربت أحد سنن رسول الله عرض الحائط وعتبرتها ثقافة البطن والشحم “عيد الأضحى” رحم الله الفقيد وإن لله وإن إليه راجعون.

  • أبوذرالغفاري
    الخميس 18 يونيو 2009 - 19:59

    أولا رحمه الله.ثانيالقد(غسلت عليه)يدي يوم وجدته مع السياسي الشاب صاحب السيكار والعمالي الحالي:عبد الكريم بنعتيق في أحد فنادق أكدال بالرباط.-أظن أنك تعرف عنوان الفندق-وكان يجري معه حوارا لحساب وكالة فرنس بريس على (طقطقات)الكؤوس.وأقول لك أن البصري لم يطرد (إنياس دال)من أجله؛بل لأنه تطاول على الذات الملكية المقدسة.

  • أبو ذر المغربي
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:07

    أرفع عزائي الشخصي في الفقيد لصديقه و جاره؛ الأستاذ مصطفى و عائلته.. “إنا لله و إنا إليه راجعون”.
    اللهم ارحم الشهيد بنبركة و شهداء تازمامرت و المعتقلات السرية
    اللهم ارحم شهداء 23 مارس 65 و وسّع عليهم، إنك مجيب الدعاء.
    أما الضالمين و على رأسهم إبليس الثاني، فسنتذكّرهم كلما غادرنا فقيد ..، كي نلعنهم يوم ولوا و يوم ماتوا و يوم يبعثون أحياء.
    قد يقول هلكي أكثر من الملك : “إن الله غفور رحيم”!
    لكن؛ ـ إن كنتم تؤمنون طبعا بهكذا خطاب ـ “إن الله شديد العقاب” و “إن الله لا يضلم مثقال ذرة”. فكيف يسامح الله الضالمين الضلاميين!!!؟
    أذكر أن أحد هؤلاء الضحايا؛ قال لي : لو وجدت يوم الحساب الحسن الثاني في الجنة؛ فسأقفز إلى النار./
    أبو ذر المغربي

  • top secret
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:25

    اللهم ارحم جميع الشهداء في العهدين القديم والجديد, اللهم ارحم شهداء طرق سير غلاب ومستشفيات بادوا ياسمينة وبطش حكام آل علوي وآل فاسي , اللهم حرض عبادك على الثورة والعصيان وما ضاع حق ورائه مطالب

  • أمزي
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:23

    رحم الله الأستاذ عبد الفتاح ،الأخ حيران عادتك أن تترحم على الأموات من الكتاب والصحافيين وتسب الأحياء نعم لأن الميت لم يعد يزاحمك أو ينافسك في شيء،إستمر هكذا كلما دفن صحافيا كتبت :برحيلك، خسرنا واحدا من آخر الرجال المُحترمين….،

  • سمير
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:21

    يتأكد لقراء هيسيريس يوما بعد يوم أن “أمزي هو رشيد نيني مدير نشر المساء
    يبدو أن رشيد يمقت حيران بشدة لأنع يعرف بعض أسراره لما كانا يقطنان معا في الرباط.
    لا أدري لمادا لايملك نيني الجرأة ليكشف عن نفسه أو يكلف تابعه مصطفى الفن بكتابة ردود وبأسماء مستعارة غالبا لمهاجمة من لايشاطرونه نفس الرأي في هيسبريس.
    رشيد مصاب بتضخم شديد في الأنا وهو شخض نزق وأرعن وبتا نكتشف مدى جبنه وهو يختؤ وراء اسم أمزي المستعار

  • أبوذرالغفاري
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:05

    صدقت أيها الأخ لأن هذا الأسم لايطفو على صفحات هسبريس إلا إذا كان الموضوع يخص نيني أو من يعارضه.لقد أفتضح أمر الغلام رعية ملك “الحداثة”على طريقة (اللي دوا يرعف).فقط أخشى أن تكون أنت نفسك (حيران) ودخلت بإسم(سمير).بالمناسبة فهذا إسم-أمزي- يحيل على الأسماء الأمازيغية.ونحن نعرف أن ثراء الغلام(نيني)كان سببه الأمازيغ حين وفروا له تأشيرة وإقامة وسفر في الطائرة الى اسبانيا ولكنه تخلى عنهم حين تيقن أن (حياته)سوف تكون (أجمل) مع المخزن وأذنابه.وإن أنت أكرمت الكريم……….تماما.

  • mouadibe/ait baamran
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:19

    رحم الله الأستاذ عبد الفتاح فاكهاني.إن لله وإنا إليه راجعون.

  • مراد الساقي
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:17

    مقال رائع للاخ حيران ، رحم الله الأشتاذ عبد الفتاح ، أما أبو در فكلامه دائما خارج السياق

  • قنيطري
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:09

    لا اقول اني اعرف عبدالفتاح جيدا.لكني عرفته ايام كان الجباناء يرتعشون من اسم السجن المركزي.عرغت عبدالفتاح حين كان وراء الاسوار .ولا ابالغ حين اقول هذا .انا لا احب البزناس الصحافي ولا المنافق السياسي .عرفت الفكهاني من زياراتي لمعتقلي المركزي .لقد عرفته عن قرب .لم يكن ذالك عطفا .بل كان واجبا ان لم فرضا .فرحمة الله علي عبدالفتاح وعلى كل من رحل عنا من رفاق امس وان لله ان له راجعون.

  • أبوذرالغفاري
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:15

    لم يسبق لي أن عرفت (علويا)ثوريا أو مدافعا عن حق المغاربة في العيش الكريم والكرامة ألأنسانية.فكل ماأعرف عنهم هي (تقواديت)وأنهم أبناء الهجالات اللواتي يِؤثثن أعياد السلاطين العلوين أمام مسجد أهل فاس لكي يرقصن ويزغردن لأسماء أسيادهم.ويبدو أن العبودية تسري في عروقهم مجرى الدم لذلك نراهم (يبندقون)ويسجدون للملك ويسبون الله والرسول ويأكلون المعجون وممارسة الرذيلة مع قريباتهم.stop et fin

  • مغربي
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:13

    لقد التقيت بالمرحوم مرات القليلة وفاتني للاسف التعرف على تفاصيل حياته نظراً لكونه ممن يعضون على الجرح ولا يتاجرون بالحديث عن آلامهم. بل كان رحمه الله من النوع الذي يحدثك في تفاصيل حياتك التافهة وكأنهاأهم من حياته التي ضاعت دفاعاً عن مبدأ… عن قضية أمة مازال سفهاؤها لا يعرفون الكوع من البوع مثل المدعو جوراً “”الغفاري”” (حاشا ولا يتمثل) وأين الثرى من الثريا.

  • طائر مهاجر
    الخميس 18 يونيو 2009 - 20:27

    لن انسى ما حييت يا عبدالفتاح، هدوءك غير المعتاد في أوساط الصحفيين المغاربة إبان عهد إدريس البصري. لن أنسى أبدا خطواتك المتثاقلة وانت تغادر مقر الوزراة الاولى حيث كنا نحضر جميعا الندوات الصحفية لخالد عليوة حين كان متحدثا باسم حكومة عبدالرحمن اليوسفي. لن أنساك وأنت ترد علي ببوابة قصر الرباط في انتظار لقاء الحسن الثاني بالرئيس المصري أياما قليلة قبل وافة الملك الراحل، حين قلت لك إن اليوسفي له هيئة رجل دولة، فأجبتني بأنه يأخذ من رجل الدولة سوى الهيئة فحسب. ولن أنسى أبدا أنك كنت ممن تعلمت الصحافحة المهنية على أيديهم حينما كنا نتنافس في التغطيات ونمضي لنشرها على خطوط الوكالات. كنت أقارن ما تكتبه بما اكتبه وأستفيد من خبرتك. رحمك الله يا رجلا ستظل ابتسامته الوقورة راسخة في الذهن. لقد قدمت كنت نموذجاللصحفي العفيف، والإنسان المتعفف.

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 7

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال