أمن المواطنين

أمن المواطنين
الخميس 10 أبريل 2014 - 10:12

الأمن سنة حضارية واجتماعية وتنموية..وبدونه لا تستقيم الحياة. لذلك لما أبرزت بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية والاجتماعية صورا لظواهر مشينة تسيء إلى أمن البلاد خلق الرعب لدى المواطنين. رغم المجهودات المبذولة في هذا المجال. وكون الأمن أولوية استراتيجية بالنسبة للمغرب فقد استثمر المغرب في هذا المجال الشيء الكثير على المستوى المادي والبشري.

ونظرا لأهمية الموضوع فإن جلالة الملك يتابع الأمر عن كثب مما جعله يعطي توجيهاته مؤخرا للمسؤولين من أجل جعل حد لبعض الظواهر التي تهدد أمن المغاربة.

ترى ما هي الاستراتيجية التي اعتمدتها أجهزة الأمن من أجل إعادة الأمور إلى نصابها وإعادة الأمن المطلوب لكل المواطنين؟

وقد بلغ السيل الزبى عندما انتشرت ظاهرة ما اصطلح عليها ب”التشرميل”. وهي ظاهرة تعبر عن شباب له هيئة خاصة و”تقليعة” متميزة، يحملون سكاكين عبارة عن سيوف كبيرة. والسؤال النفسي هو هل الظاهرة تدخل في علم الإجرام أم أن الأمر متعلق بإبراز الذات والتعبير عن الوجود بشكل ملتفت للنظر؟

بهذا النفس انطلقت أجهزة الأمن من أجل مواجهة الظاهرة من جهة ومواجهة كل ما يمكن أن يؤثر على سلامة وأمن المواطنين. والخطة شملت كل الجهات نظرا لأهمية الموضوع.

إن محاربة الإجرام ليس أمرا جديدا وإنما الذي أثار انتباه الناس هو ابتكار الظواهر المعبرة عنه. خاصة على مستوى ترويج وتسويق المصطلح”تشرميل نموذجا”.

فهل الاستراتيجية ستعتمد سياسة القرب والعمل المتواصل واعتماد كل الوسائل من أجل طمأنة المواطنين؟ هل سيطمئن الناس على ممتلكاتهم ويفرض النظام على الجميع؟ وهناك سؤال جوهري: إلى أي حد يتم التنسيق بين كل أجهزة الأمن، والإدارة الترابية؟ وفي تقديري أصبح من الضروري إحداث المجلس الأعلى للأمن المشار إليه الفصل 54.من الدستور بصفته هيئة للتشاور بشأن استراتيجيات الأمن الداخلي والخارجي للبلاد.وتدبير حالات الأزمات، والسهر أيضا على مأسسة ضوابط الحكامة الأمنية الجيدة.

إن القضايا الأمنية تحتاج إلى سياسات عمومية، تنطلق من قيم الثقة والكفاءة والمرودية، والفاعلية والحكامة..لأن الأمن صورة عاكسة لراحة المواطنين وحياة المستثمرين وسمعة البلاد من حيث السيادة والاستقلالية. خاصة وأن المغرب رسم لنفسه استراتيجيات على جميع المستويات ولن يتحقق هذا بدون بناء بنية تحتية أمنية صلبة مصاحبة لكل المشاريع التنموية.

ورغم ما شهدناه على مستوى المواقع الاجتماعية، بالنسبة للصور التي أثارت الجميع فإن المغرب ليس بالصورة التي تراد له، فالأمن يقوم بمجهود محترم لكن مثل هذه الظواهر يجب أن يتعامل معها بموضوعية وحزم ويقظة وتبني سياسات استباقية تطوق كل الظواهر المتناسلة.

ومما يثلج الصدر أن أجهزة الأمن وعدت بأنها ستغير طريقة العمل من حيث الحماية والوقاية والمقاربة والتحسيس وإيجاد بنية صلبة للمسألة الأمنية، هادفين كما أكد على ذلك وزير الداخلية بناء الثقة بين المواطنين وأجهزة الأمن.

حتى يكون الأمن في خدمة المواطن وهذا هو عمق الديمقراطية بشتى أنواعها التشاركية والتمثيلية والمواطنة والقرب..ومن أجل تفعيل هذه الاستراتيجية وضعت لجن محلية تكون قريبة من المواطنين. مع التركيز على النقط السوداء في هذا المجال.

نخلص من هذا الموضوع إلى مايلي:

1.انطلاق المقاربة من الدار البيضاء تحت إشراف وزير الداخلية له دلالة أن البيضاء مؤشر لنجاح أوفشل أي مخطط لا قدرا لله.

2.هذا العمل يتطلب التكوين المستمر لأجهزة الأمن لأنه لايمكن أن يقوم عضو من هذا الجهاز بكل التخصصات ولذلك لابد من أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار.

3. ربط علاقة الثقة بين المواطنين وأجهزة الأمن كما هو معروف عند الدول المتقدمة وهذا مرتبط بالروح التضامنية والتعاون الذي يتصف به المغاربة لأن المسألة الأمنية شأن الجميع.

4.إن القضية الأمنية بالمغرب متقدمة على مجموعة من الدول لذلك من الواجب التعامل مع الظواهر بواقعية وليس بالتهويل.

5.إن أجهزة الأمن مطالبة بتقديم المعلومة عبر جميع الوسائل لأن الفراغ يعطي فرصة للتحدث في كل شيء وعلى كل شيء.

6. إن مصطلح “تشرميلة” يوحي بما يعرف عند المغاربة ب”تخليطة” وهذا ما يخلق رعبا نفسيا أولا لما للمصطلح من دلالة. لذلك لابد من الاستعانة بعلماء بمختلف التخصصات حتى يضبط كيفية اختيار هذه المصطلحات وتسويقها.

7.مهما وضعت الخطط فلن يتحرر أي بلد من الإجرام لأن الجريمة عالمية لكن المهم ألا تصبح ظاهرة.تهدد أمن المواطنين.

8. إن أي ظاهرة إجرامية مرتبطة بالبعد الثقافي، لذلك لابد من الاستعانة بعلماء مختلفي التخصصات حتى يمكن وضع برامج تربوية لعلاج الظاهرة. وتبقى التنمية فيصلا مهما للتقليص من مجموعة من الظواهر.

9.في طار الديمقراطية التشاركية يمكن التعاون مع المجتمع المدني.وهذا تدريب للطرفين من أجل البناء المشترك. لأن الدستور مكنه من مجموعة من الأدوار نحو تقديم قرارات ومشاريع وعرائض وملتمسات في مجال التشريع.

10.لقد ركزت كثيرا على التنسيق بين المصالح الأمنية، وأضيف بأن المقاربة شمولية للظاهرة ومن تم يجب التنسيق بين كل الفاعلين حتى تتم الفائدة.

11.تفعيل الفصل 27 من الدستور الذي ينص على الحق في الحصول على المعلومة إلا ما استثنى القانون.

12.إذا كانت المؤسسة السجنية –كما يقولون- مرتعا خصبا لتوليد المصطلحات فمن الواجب أن تتضاعف التوعية وإعادة الـتأهيل ومواجهة كل ما يعيق ذلك من تجاوزات.

13. قيام الأسرة والمدرسة والهيآت المدنية والسياسية والمؤسسات الجامعية بالدور التأطيري خاصة للشباب لأنه المعرض أكثر للانحرافات والاعتناء بإبداعاتهم وتشجيعهم ومساعدتهم على الانخراط في الحياة العامة.

‫تعليقات الزوار

8
  • bigbos
    الخميس 10 أبريل 2014 - 14:56

    اتمنى ان تعلن الداخلية عن ارقام هواتف مجانية للتبليغ عن جميع المشاكل و ما ل كثرهم

  • محمد أيوب
    الخميس 10 أبريل 2014 - 15:27

    المخزن هو السبب:
    انه يترك الحبل على الغارب لاشغال الناس بأمنهم والبحث عن لقمة عيشهم حتى لا يطالبوا بحقهم في اقتسام الثروة مع الحاكمين..الانفلاتا الأمني يراه الكثيرون تصرف متعمد من طرف المخزن الذي لا يهمه الا حمناية مصالحه.. فعلية القوم ببلدنا لا تختلط بأفراد الشعب،فهي تتحرك بالسيارات والطائرات واليخوت، وحوائجها وأغراضها يتكفل بها الخدم والسائقون…فهذه الفئة الغنية غير مضطرة للنزول الى الشارع في أوقات معينة من الليل والصباح بحثا عن لقمة العيش..كما أن أبناءها لا يركبون وسائا النقل العمومي المزدحمة والوسخة، فسيارات العائلة والمصلحة توصلهم الى مدارسهم التي لا تشبه مدارسنا نحن أبناء الطبقة الفقيرة..والتسيب الأمني مدبر مسبقا.. وما يفسر ذلك حسب كثير من الملاحظين هو أن البؤر السوداء للاجرام بمدننا وقرانا وبوادينا معروفة للأمن..وبائعو القرقوبي والخمور بالتقسيط والمخدرات معروفون للأمن أيضا،ومع ذلك لا يتحرك هذا الأمن،والمضحك أنه يبرر تقاعسه بحقوق الانسان،بينما الحقيقة هي أن الأمن متواطئ مع المخزن،لكن هذا الأمكن نفسه يتحرك وبسرعة قياسية جينما يتعلق بقضايا ذات طابع سياسي أو يكون أجنبيا طرفا فيها

  • ouizide
    الخميس 10 أبريل 2014 - 16:54

    في نظري يجب أن تبذأ معالجة موضوع الأمن، وخاصة الشق الإجرامي من المضومة الأمنية ، من المؤسسة السجنية، بحيث يجب منع ذخول كل ما من وسعه أن يفقد السجن دوره في إعادة التربية وتقويم السجين، كالأكل (القفة) حتى يضطر السجين لأكل ما يطبخ في السجن طيلة مدة سجنه، والمخدرات حتى يتمكن السجين من استغلال رصة سجنه للإبتعاد عنها، والأدوات الحادة حتى تنقرض الفوضى من السجن، والنقود حتى يعرف السجين كيف يعيش على أكله اليومي إذ لا حاجة للنقود في السجن، التلفاز وجميع الآلات الموسيقية والهواتف….كثيرة هي الأشياء التي يجب إصلاحها ذاخل السجن حتى يشعر السجين بالفرق الشاسع بين الحرية وضوابطها وشروطها وحدودها وبين السجن السالب لكل شيء إلا الأكل والتعليم والنظافة.

  • أحمد أموزك / درب السلطان
    الخميس 10 أبريل 2014 - 19:40

    عندما نذكر مصطلح الأمن و إلا يتبادر إلى ذهننا الراحة و الطمأنينة التي يجب أن تتوفر للمواطن، فعشية هدا اليوم عقدت عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان لقاء تواصليا مع فعاليات المجتمع المدني بحضور العميد المركزي لأمن الفداء مرس السلطان، اللقاء سلط العديد من المشاكل و النقط السوداء التي تعيش عليها منطقة درب السلطان التي تعد مكانا لنشاط الجريمة بكل أنواعها،فرغم المجهودات الجبارة التي تقوم بها عناصر الأمن بالمنطقة إلا أنه بفعل توافد العديد من الزوار لمنطقة درب السلطان التي تعتبر ذات حركية بفعل محلات التجارة ،ناهيك عن تواجد المحطة الطرقية أولاد زيان التي تعتبر بؤرة لتنامي الفساد بكل أنواعه ،الأمر الذي يتطلب تظافر جهود الجميع من أجل توفير أمن المواطن و يتوجب تفعيل برامج لإخراج هاته الفئة التي تطلق على نفسها التشرميل من حالة الضياع و إرجاع الأمور إلى نصابها وفق إستراتيجية عمل واضح المعالم و الأهداف،و أن تكون برامج دائمة لا تنحصر بظرفية معينة أو محدودة في التنفيذ و هدا هو بيت القصيد وتبقى المسؤولية على عاتق الجميع

  • MOHAMMED MEKNOUNI
    الخميس 10 أبريل 2014 - 20:26

    لا بد من التذكير والتذكر والقول بصريح العبارة أن المواطن بدوره يتحمل المسؤولية ، اما فيما يخص الأمن فيجب الإهتداء إلى الإنكباب على إيجاد قانون لرجال الأمن مانع شامل لأن القانون الحالي يحمل في طياته عدة ثغرات .
    يجب إختيار رجال الأمن بناء على المصداقية والنزاهة ومن تتوفر فيهم شهامة
    المهنة لأنه لايعقل أن يؤدي ممارسوا هذه المهمة الصعبة الشاقة القسم ,اثناء تأدية تقشعر أجساد مؤدوا هذا القسم الذي عليهم الوفاء به والإبتعاد عن الشبهات وتلفيق التهم للمواطنين الأبرياء وما على السيد المدير العام للأمن الوطني الإنصات لشكاية المواطنين التي تصل ديوانه ومن واجبه التحري والوقوف عن تجلياتها ومعاقبة على السواءالمشتكى بهم والمشتكون إذا اساؤوا الظن قي شكاياتهم .
    وأقول بصدق نظرا لغيرتي على شعار المملكة حان الوقت لتغيير القيادة الحالية
    لأنها ليست مؤهلة لتطوير هذا المرفق بل المؤهل هو عبداللطيف الحموشي الذي في وقت وجيز إستطاع بحنكته المشفوعة بالنزاهة والمصداقية ترميم صفوف مديرية المحافظة على التراب الوطني .وهذا الشخص مؤهل لترميم صفوف المديرية العامة للأمن الوطني .وستذكرون ما أقوله لكم .

  • aouni
    الخميس 10 أبريل 2014 - 21:44

    في الدول الغربية الشعب هو الشرطة او الدرك.في هده الدول ادا راى مواطن امر غير عادي يبلغ عنه للسلطات الامنية.اما في مغربنا فادا بلغت عن مجرم او لص فعند القبض عليه يخبره من بلغت له ' ان فلان هو من بلغ عنك .تصوروا مادا سيقع من بعد.مرة بلغ جارنا عن لص بعد القبض عليه و التحقيق معه اركبوه سيارة الجيب و جاؤو به عند الجار اللدي بلغ امام داره ' وقالو للجار اهدا هو اللص.تصوروا صدمة الجار.اللص عرف من بلغ عنه و اين يسكن..الانتقام من بعد….ابهده التصرفات ستظنون ان الشعب سيتعاون مع الامن.

  • أبو نور
    الخميس 10 أبريل 2014 - 21:50

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحل الوحيد للتخلص من ظاهرة الاجرام والسرقة لابد ان نلجأ الى حكم الشريعة للي سرق تقطع يده وللي قتل يعدم وللي حامل معاه السكين 5سنوات سجن وللي ضرب بالسكين 10 سنوات سجن وهكا لي خاف نجا ومريضنا ما عندو باس والسلام عليكم .

  • chouf
    الأحد 13 أبريل 2014 - 09:36

    الحل بيان سهل .خوذو العبرة من اوربا الشعب هو الشرطي الاكبر وهاذا الشعب لا ثخفي عليه خافية حاضي مزيا وعنده الهاثف لتبليغ كل كبيرة او صغيرة ولا يثسبب له في مضيقاث واجي تشهد والقسم …راه كل شئ باين الخبار يكون من بعيد.ثم اعادة ترسة الحقوق الزجرية لمعاقبة الجنات اخليونا ابك صاحبي والمومن متسامح ماشي في ضوف التعدي والجريمة .والسلام

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات