القمة العربية النوعية للراقصات

كانت قمة الكويت آخر القممممم العربية. وقد اختتمت القمة رقم 25 بنتائج مخيبة رغم حكمة أمير الكويت الذي أرضى المعارضة والحكومة السورية معا. حينها كتبت جريدة السفير “خلافات الخليج ترسّخ هزال القمة العربية”. لكن لكل داء دواء. بعد الهزال جاء عصر السمنة. سمنة الأرداف. فقد نص إعلان الكويت الصادر في مارس 2014 على تنظيم قمم نوعية. وبعد تردد دام أربعين سنة انعقدت أول قمة نوعية في 2054.

كانت هذه أول مرة ينتقل حبر التوصيات من الورق إلى الواقع وذلك بعد أن قررت الشعوب المحبطة منح فرصة للراقصات لتولي مقاليد الأمور. هكذا فتحت مدينة آغادير جنوب المغرب ذراعيها مائة وواحد وثمانين درجة للقوى الحية. وصلت الطائرات محملة بالجمال الطازج وانطلقت مواكب الراقصات الشابات إلى قصر المؤتمرات على كورنيش آغادير يوم 21 مارس 2054. مشين على البساط الأحمر وسحرن الشعب. ذلك أن الراقصات ولله الحمد يتقاعدن في سن الثلاثين، وبذلك فوداعا لشيخوخة القيادة. وللموازنة بين تقديم اللحم الحي والمطبوخ أقام عمدة أغادير أكبر طاجين في العالم، طبخ فيه عشرة عجول. وقد جذب الحدث الكثير من السياح واشترى الخليجيون نصف فيلات أغادير بتوفيق من الله.

وكان الصحفي الأول في قناة “هز يا وز”، مرفوقا بالمستشار الفني للقناة يشيدان بالجمال الذي يزيد خفقان القلب. كانا يفسران للشباب الذي ولد ما بعد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة وعبد الفتاح السيسي بنسبة 99.99 في المائة. الغريب أن كل الراقصات قد حملن نفس أسماء الراقصات اللواتي نشطن الربيع العربي منذ أربعين سنة. لذا فكل تشابه في الأسماء محض صدفة.

وكان أول نشاط للوفود الراقصة هو إماطة اللثام عن تمثال رخامي للفنان العظيم سيمون اسمر مبدع مسابقة “هزي يا نواعم خصرك الحرير”. النشاط الثاني كان تتويج الشيخة فيفي عبده بجائزة الأم المثالية. وفي مداخلة قيمة نصحت الشيخةُ بتطوير حركات اليدين والخصر وزيادة في التركيز وتناغما بين الهزات وتراكما للخبرة وتزايدا للثقة بالنفس وتنمية للاستعدادات المسبقة وتنبيها لأهمية التحفيز… هذه كفايات تتبناها المدرسة العمومية وتجد صعوبة في نشرها.

كانت الأمة تعيش حالة حبور وسقف توقعات عال لحل كل المشاكل بين المحيط والخليج. ففي قرن بعد الاستقلالات الشكلية جربت الشعوب العربية والمعرّبة الملوك والرؤساء والعسكر والإخوان والليبراليين والاشتراكيين والسماسرة. وبعد ضريبة دم فادحة وأوجاع مريرة قررت الشعوب أن تبتكر. وقد كان عدد المشاهدات على يوتوب معيارا شعبيا قانونيا دستوريا لتحقيق انعطاف سياسي تاريخي شعبي نحو الرقص.

بناء على هذا المعيار، أي معيار الشرعية الإلكترونية، وبعد اغتيال جمال عبد الفتاح السيسي في القاهرة في 25 يناير 2054 ترشحت هيفاء لعرش مصر. لكن لم تنقرض مفاهيم الدولة القومية، فبالرغم من أن 150 مليون مصري شاهدوا رقصة هيفاء وهبي، إلا أنه لم يسمح لها بقيادة مصر. لذلك رشح المصريون أم كلثوم. إلا أن هذه تسمع ولا ترى. والراقصة هي التي ترى. وهكذا جلست صافيناز على عرش مصر. زكى المتصوفة تتويج صافيناز شرط أن تتوب وتصير مثل رابعة العدوية. مصر أم الدنيا. والمغرب أبوها لأن الراقصة المغربية ذكر تحول إلى أنثى.

رجعت هيفاء مصدومة إلى بيروت، ترشحت لرئاسة لبنان، رفض طلبها. غيرت دينها فقيل لها يجب أن تكون مسيحية بالولادة لا بالاعتناق. شكلت هيفاء تيار 22 آذار- أي 8زائد 14 – وقد صوت التيار الجديد لصالح الراقصة مريام فارس. ومنذ صارت الشيخة ميريام فارس رئيسة للجمهورية اللبنانية بالاقتراع العام الالكتروني المباشر تم ملء الفراغ الرئاسي ولم يحدث بعده فراغ أبدا. الجديد هو أن هيفاء ستتولى الخلافة. أي ستكون فوق جميع الراقصات بفضل شرعيتها الإلكترونية غير المسبوقة.

في افتتاح القمة، كانت صافيناز تمثل مصر ونور تمثل المغرب… كما جاءت ممثلة إمارة الحوثيين وممثلة إمارة داعش للمؤتمر غير منقبة وقد اعتبر هذا انفتاحا والهدف تأكيد حضور الامارة التي تنافس السعودية في تطبيق الشريعة.

في افتتاح المؤتمر وضعت صافيناز كل بيانات القمممم الخمسة والعشرين السابقة أمامها لاستخلاص العبر. اتضح أن كلمات الشجب والإدانة تهيمن على معجم البيانات. ولم يفت صافيناز أن تشيد بحكمة أمير الكويت الذي ابتكر القمم النوعية.

كان البند الأول في جدول الاعمال هو المصادقة على انضمام دول جديدة لجامعة الدول العربية والمعربة. وهكذا اكتمل النصاب بحضور ثلاثة وثلاثين راقصة ونصف(أي مبتدئة). والنصف يمثل دولة قيد التشكل. وقد أضيف مفهوم نصف وربع دولة للقانون الدولي لمواكبة مستجدات التقسيم…

في نقطة نظام نادرة كشفت الراقصة السعودية النقاب فإذا بها رجل. وأصرت هذا على أن يقتصر الرقص على الرجال… توترت الأجواء، اندلع جدل حول مركز ثقل الرقص، هل هو الصدر أم البطن أم الردف؟

وهكذا تشكلت ثلاثة تيارات، التيار الردفي والبطني والصدري. وقد جرى تصويت وحصل فيه كل تيار على أحد عشر صوت دويلة. لذا بقي الحسم في يد نصف دولة قيد التشكل وقد صوتت للتيار… هنا تجدد الجدل: كيف تتحكم نصف دولة في ثلاثة وثلاثين دولة؟

كادت قمة أغادير تفشل، لذا ولتخفيف التوتر قدم الحشيش المغربي الممتاز للمؤتمرات. انتشر دخان الشيشة المعطر بالتفاح، تحسنت العلاقات وصارت المناقشات حبية ونقط نظام ودية والخلافات عسلية…. وقد أوصى البيان الختامي للقمة بإنشاء كرسي جامعي عن الرقص في جامعات الرباط والقاهرة وبيروت. كما استبدل التصويت في صناديق الاقتراع بالتصويت على الفايس فانتهى عصر التزوير…. وهذا ما نتج عنه تعزيز التعاون الامني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي بين الدول غير الشقيقة.

في تصريح قيم قال محلل قناة “هز يا وز”، وهو محلل فني مأجور للمخابرات، قال:

بعد حكم العسكر جاء حكم الراقصات الذي فتح الباب للشباب. وهو عصر أنهى الطائفية، إذ لا يمكن معرفة طائفة الراقصة نهائيا من طريقة رقصها.

وحين سئل المحلل عن شكل المستقبل في ظل الوضع الراقص قال: النبوءة للشعراء والأنبياء. ممنوع الاعتماد على المعجزات. لذا نقيس المستقبل على حالات وقعت في الماضي. لا يمكنك التنبؤ بكل شيء. يمكن قراءة المستقبل من شكل الماضي والحاضر. يزعم ابن خلدون أن المستقبل يشبه الماضي شبه الماء بالماء. عندما لا يجد الناس ما يأكلونه اليوم، أكيد سيجوعون أكثر بعد أربعين سنة. لذا طالب القمة النوعية الثانية للراقصات بتحديد صارم للنسل خاصة في مصر. لابد من طفل واحد لكل أسرة حتى عام 2100. ليكفي العيش والفول.

وحين سئل المحلل: هل أنت متفائل بالغد.

أجاب: لا. أنا متفائل بما بعد غد.