ما بعد الأيديولوجيا

ما بعد الأيديولوجيا
الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:12

شرط في رؤية عالم أكثر نصاعة!



هناك حقائق كثيرة عن اللغة والسلوك اللغوي تتطلب


تفسيرا لا يكتفي بالقول: إن هذا الخيط، جملة أو ليس جملة


نعوم تشومسكي


ليس الغرض من هذه البعدية أن نقبض على شيء ما . إذ ليس بعد الأيديولوجيا سوى عماء الفكر. فالأيديولوجيا لم تصنع تاريخ البشر القديم فحسب، بل إنها تصنع مستقبلهم أيضا. لقد انساحت الأيديولوجيا واحتوت عالم البشر ، بعد أن استوعبت كل مخيلتهم. حتى ليبدو أنه متى ما حلم البشر وتخيل أو فكر إلا وفعل ذلك بمنطق الأيديولوجيا. إن التوق إلى ما بعد الأيديولوجيا هو واحدة من أكثر الأوهام رواجا خارج النقد الأيديولوجي. وليس حينئذ من مخرج سوى تصعيد هذا النقد إلى منتهاه ، كي نخفف من عراء الزيف الأيديولوجي ، وشطط الخداع الذي يجعل التخلي عن الأيديولوجيا حتى لحظة نهايتها السيئة أمرا مستفظعا. إن قصارى ما يملكه البشر إزاء الأيديولوجيا، هو تصعيد الوعي بها. الوعي وحده من يخلص الإنسان من بطش الأيديولوجيا واستدراجاتها نحو الوعي الشقي..الحديث إذن عن ما بعد الأيديولوجيا، حديث ليس في محله، إذا ما نظرنا إليه نظرة سطحية ظاهرية. لكن متى ما أدركنا أن أي حديث عن الأيديولوجيا هو نفسه يستدعي الحديث عما بعدها، سندرك أي تصور بعدي هذا الذي نقصده. التصور الحقيقي للأيديولوجيا لا يتم إلا بتصور ما بعدها.أي تصور العماء الذي يترتب على الفراغ الأيديولوجي ، باعتبار الأيديولوجيا ضرورة. نعم لعل السبب الرئيسي الذي دفعنا إلى تخصيص ملف حول الأيديولوجيا، ليس هو التدفق الكبير لخطاب النهايات الذي بات يحتل فراغات الانسحاب الأيديولوجي بمعناه التقليدي، ويتساقط كبديل عن الانتظارات التي لا زالت تؤرق البشرية ، على إثر رضات التحولات الأيدوستراتيجية الكبرى فحسب، بل إن دافعنا كان هو ما لا حظناه من سوء استعمال لهذا المفهوم الذي قلما تستحضر إشكاليته عند الاستعمال..هكذا امتلأت خطاباتنا ومقالاتنا وانتفخ كلامنا وإعلامنا بالحديث عن الأيديولوجيا كما لو كانت محض علم للأفكار أو منظومة فكرية أو تعبير ساذج. والحق أن هذه العبارة التي تطلق عفو الخاطر تختزل أعقد الإشكاليات التي واجهتها ولا تزال المعرفة الإنسانية..


الترجمة والأيديولوجية


كان أحرى أن نربط بين الترجمة والأيديولوجيا بدل الربط بينها وبين الفلسفة في تقويم أزمة المنقول الفكري الغربي إلى المجال العربي. إن الذي يتأمل قوة المفاهيم ونفوذ المصطلح في أي ثقافة من الثقافات سوف يدرك لا محالة أن ثمة رابطا موضوعيا بين وضعية المفهوم والمصطلح من جهة ووضعية الثقافة من جهة أخرى. فالمفاهيم والمصطلحات لا تستنبت في أوضاع ثقافية متردية. بل لا مجال لإنتاج المفاهيم والمصطلحات إلا في بيئات ثقافية طليعية ومناخ حضاري حقيقي. إن المصطلحات تجر وراءها حكاية مفاهيم تستمد هي الأخرى اقتدارها ونفوذها من البيئة الحضارية المحيطة. إن المصطلح لا يأتي من فراغ . بل هو صناعة تزدهر في بيئات تنتج المعرفة والصنائع والعلوم. ومن هنا نستطيع أن نقيم مقارنة تاريخية بين ما كان ينتجه العرب في أزمنة تحضرهم وبين ما كتبوه في أزمنة انحطاطهم. إنك تجد أصالة ما أنتجه القدامى تقوم على قدرة كبيرة ومرونة عالية في إبداع المفاهيم ونحت المصطلحات وفق أصولها المقررة . وبينما كان الغرب الناهض لا يزال مدينا لمعجم اصطلاحي كبير أنتجه العرب وفرضوه بقوة تحضرهم على الأمم الأخرى، كما أحصت ذلك زيغريد هونكه، فإن الغرب سرعان ما نهض وارتقى وأمعن في الارتقاء ليستقل بممارسة معرفية وأطوار علمية جعلته يعيد إنتاج المفاهيم ونحت المصطلحات . فانقلبت الآية بعد قرون كي يصبح الغرب هو مصدر أهم المفاهيم والمصطلحات التي تدين بها الثقافات المعاصرة والمجتمعات العلمية. فالمصطلحات والمفاهيم شأنها شأن الحضارات لها لحظات صعود ولحظات نكوص وانكماش. فليس غريبا إذن أن نلاحظ شحة المفاهيم في مجالنا العربي وغياب القدرة على إبداع المصطلحات في ثقافتنا. وقد يبدو الأمر طبيعيا إذا تبين أن بيئاتنا تعاني هشاشة في المنظومة التربوية وفي البنيات الثقافية. إن مجتمعات لا زالت في طور محاربة أشكال الأمية الأبجدية والثقافية والرقمية ، واحتلالها مراتب متأخرة في الانتاج الثقافي لا يمكنها فضلا عن الأسباب الموضوعية الأخرى إنتاج مصطلحات في حجم ما ينتجه الغرب وفي جودة ما ينتجه الغرب. فالتبعية الثقافية للغرب هي حتمية كل الثقافات التي لم تطور نفسها ولم تول البحث العلمي عناية خاصة. وثقافة هذا شأنها ستجد نفسها عالة على مصطلحات ومفاهيم البيئة الأكثر نفوذا وتأثيرا في مجال المعرفة. إن القضية الأساسية لا تكمن في أن نقتبس ونفيد من منتجات الغير مادام أن المفاهيم والمصطلحات مسألة علمية ومعرفية قابلة للأخذ والرد. لكن مشكلتنا أننا لسنا طرفا في إنتاجها ولا حتى أننا قادرون على المساهمة في هذا التراكم العلمي الكبير.


وفي ضوء هذه الحقيقة كان للمصطلح في مجتمعاتنا حكاية أخرى لا تقل فظاعة عن عجزنا عن إبداعها. إننا لم نحسن استعارتنا لهذه المصطلحات، إلى حد باتت حرب المصطلحات في المجال العربي تبعث على فوضى عارمة أفسدت الثقافة العربية وحولت جانبا منها إلى مسخ ثقافي، لو أنه قيض لنا أن نرجع هذه المفاهيم إلى مجالاتها الأم لضحكت علينا الأمم . ومع ذلك ما فتئ الكثير من المثقفين لا سيما من لهم خبرة بتفاوت القدرة التعبيرية بين اللغات وخصوصياتها البلاغية، ينبه لخطر التحريف الذي يطال المفاهيم والمصطلحات في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة. هكذا استقبل الفضاء الثقافي العربي أمواجا من المصطلحات عبر أشكال من الترجمة يغلب عليها عدم الاحترافية وقلة الخبرة، مما أوجد شروخا وتخالفا بين الفكرة الواحدة. وتعددت القواميس واختلفت التراجم حتى بات البعض يذكر المصطلح ويثنّي برديفه في القواميس المختلفة ذرءا للشبهة وتأكيدا على المعنى وكثيرا ما يذكر المصطلح المترجم ومعادله الأصل خشية سوء الفهم كما لو أن الترجمة لم تحصل أصلا. وبينما استطاعت الكثير من المصطلحات أن تنزل في البلاد الغربية إلى أحياز التداول شبه العمومي، بات للمصطلح عندنا سلطة قمعية محيطا نفسه بهالة لا تملك مفاتيحها سوى نخبة النخبة فيما قسم من المشتغلين في حقل المعرفة لا زالوا لا يرون من جدوى المصطلح والمفهوم متى استنبت خارج بيئاتنا المصابة بالشلل الثقافي.


لقد انقسم المتلقي العربي أمام موجة الاصطلاح الدخيل والمستورد إلى موقفين على طرفي نقيض:


قسم أدرك أهمية الاصطلاح والمفاهيم في إنماء المعرفة وتطور العلوم، فتبناها من دون أدنى ضابطة منهجية وشروط. وربما أصبح الأمر في منتهى الشطط مع تمييع التداول الاصطلاحي وتسطيحه باعتباره ألفاظا وليس مفاهيم. وقسم آخر لم ير في ذلك من فائدة سوى أنها رياضة لفظية جوفاء لا تقدم ولا تؤخر في مجال المعرفة والعلم.


الموقفان معا يشكلان وجهين متطرفين أضرا ضررا بالغا بالثقافة العربية. لكن من ناحية نستطيع أن نقرأ بعض الحقائق خلف هذا التموقف السيئ من المصطلح. فمن ناحية الأوائل نرى أن المصطلح بات يشكل سلطة معرفية انزاحت به عن مدلولاته الابستيمولوجية. لقد اكتسب المثقف سلطة في المجتمع العربي قد لا تكون تضاهي سلطة المثقف في المجتمع الغربي. لكنها تظل سلطة على قدر من الأهمية مما جعل التنافس والتباري على موقعية المثقف تشبه إلى حد ما عملية التباري السياسي والانتخابوي في السباق على السلطة. فطروء الفساد على العملية السياسية الهشة في المجتمع العربي يضارعه الفساد الطارئ على التباري على مواقع التسلط الثقافي مما نشأ عنه واقع مزري، جعل المصطلحات تكسب في التداول الثقافي العربي ضربا من الاستهلاك الرمزي بالمعنى السوسيولوجي فيما كان المصطلح يواجه الاحتضار المعرفي وربما لم يعد يملك من شحنة معرفية سوى طاقة كلامية تعزز ما كان أسماه عبد الله العروي بالثرثرة العربية!


أما الثواني ممن وقفوا موقفا سلبيا من المصطلح واقتفوا قفوا رفضويا ضد تداوله معلنين الاستكفاء بما تجود به اللغة الطبيعية، فهم على موقف محق من جهة ما يلمسه المرء من فوضى والتباس وضياع المضمون وغربة المفاهيم الجديدة عن المتداول الصناعي والطبيعي في بيئاتنا الثقافية. ففي شروط محكومة بحرب المصطلحات وتعويم الدلالة لصالح عماء المعنى، يجعل ذوي الموقف المذكور على جانب من الصدقية فيما يؤاخذون عليه أرباب المفاهيم الهشة وطلائع التعسف التداولي وفوضى المصطلح.


ولو قدر أن نجد فرصة لتأليف كتاب حول الأخطاء الشائعة في الاصطلاح، لكان أهم من الحديث عن الأخطاء الشائعة في التداول اللغوي.


غير أن هذا الوجه لا يخفي الخطر الذي يؤسس له أصحاب الموقف السلبي ذاك. إن الموقف الرافض والسلبي من إبداع المفاهيم واستعارت الأجود منها لرفد ثقافتنا بالجديد ومنحها مزيدا من الحيوية ، هو موقف يؤدي إلى موت الصنائع وإعاقة اللغة الصناعية التي هي قوام التواصل والتجديد في المجتمعات العلمية. فمقاييس تقدم المجتمعات تتحدد فيما ينتجه المجتمع العلمي من نماذج معرفية ومفاهيم واصطلاحات ييسر بها تواصله العلمي الأرقى . وليس بالضرورة أن نجعل اللغة الطبيعية المتداولة هي مقياس تقدم المعرفة اللهم إلا بما تملكه هذه اللغة من قدرة و مرونة لاستيعاب المضامين المعرفية والعلمية التي تنتج في مختبرات المجتمع العلمي المعني بتصنيع المعرفة وتطويرها بوتيرة أسرع وبمستويات أعمق.


إنني أستطيع أن أضرب مثالا لمواقف متخالفة إزاء المصطلح والمفاهيم وكيفية التعاطي معها في الثقافة العربية. فبينما رأينا أن المثقفين العرب انفتحوا عبر الترجمة على مختلف حقول المعرفة ومعاجمها الاصطلاحية وتبنوا أكثر المفاهيم تداولا في حقل الدراسات الاجتماعية.. وبينما كانوا قد ابتدءوا بممارسة التحليل وفق هذه المفاهيم دون أن يمنحوها فرصة التجذر في المجال الثقافي العربي والوضوح الكافي ، التفت البعض إلى أهمية تقديم المصطلح وبيان المفاهيم بصورة تمكن المتلقي العربي من مزيد استئناس وتمكن من المصطلح. وإذا كانت تلك هي المهمة التي بادر إليها جيل الأوائل حيث يقف على رأسهم عبد الرحمن بدوي الذي أمكنه تقديم الفكر الغربي، تاريخا وأدبا وفلسفة للقارئ العربي وفق لغة متصالحة مع أصول التعبير الطبيعي، حيث جاءت جل ترجماته أو قراءاته التركيبية متواسطة الفهم والتفهيم في مكنة القارئ العربي فهم مضامينها واصطلاحاتها، فإن هذا النمط من التعاطي مع المفاهيم والمصطلحات قلّ ما صمد أمام غواية الانخراط في الجدل الفكري والانتماء إلى صلب النزاعات الأيديولوجية التي جعلت الثقافة العربية تنخرط في صراعات فكرية وأيديولوجية كما لو كانت فرعا محليا لنزعات وصراعات جارية في المجالات الغربية الأم. وقد حاول البعض مواصلة نهج عبد الرحمن بدوي ونظراؤه في فترات متقطعة وبجهود شبه فردية ، نذكر مثالا فقط على ذلك: محاولات جورج طرابيشي مشرقا و محاولات محمد سبيلا وعبد السلام بن عبد العالي مغربا. فإن الغلبة ظلت للنمط الآخر الذي جعل الثقافة العربية تقفز على مرحلة تثبيت المصطلح وتكريس المفاهيم إلى مرحلة الصراع الأيديولوجي المحض. ولو أننا شئنا الوقوف عند وجهتي نظر حيال إشكالية المفاهيم وأزمة الاصطلاح في الثقافة العربية لما رأينا أفضل من الوقوف عند تجربتين مغربيتين: إحداهما تتعلق بوجهة نظر عبد الله العروي ، والأخرى تتعلق بموقف طه عبد الرحمن. وهما في نظري يلخصان الهواجس المعرفية والأيديولوجية إزاء موضوعنا. وهما في نظري أيضا يعكسان مذهبين في الترجمة والاستعارة وعلاقة ذلك بالفلسفة عموما و بالفكر العربي على وجه خاص. لقد كان عبد الله العروي سباقا إلى لفت الأنظار إلى أزمة المفاهيم في الفكر العربي المعاصر. وقد بدا له أن الأمر يتعلق بتحريف تقوده الأيديولوجيا العربية المعاصرة لبعض التيارات الفكرية الغربية. يكفي أن عبد الله العروي رفض الترجمة العربية التي قام بها بعضهم لكتابه” الأيديولوجيا العربية المعاصر” ، وقد بادر بنفسه لإعادة ترجمة كتابه من الأصل الفرنسي إلى اللغة العربية. ويكفي دليلا على ذلك أنه باشر بتقديم سلسلته حول المفاهيم التي شملت مفهوم الأيديولوجيا ومفهوم الحرية ومفهوم الدولة ومفهوم التاريخ ومفهوم العقل ، بصورة فاقت أكثر المحاولات في هذا المجال. وإذا أردنا الاختصار يمكننا معرفة وجهة نظر الباحث من خلال نموذج الايديولوجيا نفسها التي اهتم بها الباحث اهتماما فائقا سواء في مفهوم الايديولوجيا أو باقي مصنفاته التي لم يفتأ ينبه فيها إلى إشكالية المفاهيم والمصطلحات. إن العروي لا يزال يعتبر أن مفهوم الأيديولوجيا يحمل من الدلالات الفكرية والفلسفية والثقافية ما لا يسمح بنحت مصطلح غير الإبقاء عليها والبحث عن وزن عربي لها. لذا سماها” أدلوجة” على وزن أفعولة. ونباهة العروي كامنة هنا في خطر استبدال العبارة بعبارة أخرى قد لا تفي بالغرض. حتى أنه رأى إن كان لا بد من استبدال المصطلح أن نجد معادلا للأيديولوجيا في كلمة” دعوة”. ليتبين أن العروي يربط بين الترجمة والمعاني التي يؤديها اللفظ. الترجمة السيئة وهشاشة المفهوم هي واحدة من الإشكاليات التي نبه إليها العروي. وبعد مثال ” الأدلوجة” التي كان المرحوم عبد العزيز الحبابي قد وجد لها معادلا صناعيا” الفكرولوجيا” ، انبرى طه عبد الرحمن ليعلن موقفه الرافض لهذا الضرب من الترجمة ، ليعلن معادلا عن الأيديولوجيا بمصطلح أقرب إلى ما كان نحته عبد العزيز الحبابي مع إبدال “لوجيا(logique)” باللاحقة “نية(ism)”. إلا أن الملفت للنظر أن المحاولة الطهائية بما استدخلته من مفاهيم وما استقوت به من نماذج معرفية ، كانت قد جعلت من إشكالية الترجمة والمفاهيم صلب إشكاليتها إن لم نقل جوهر مشروعها الموسوم بالتقريب التداولي. وحيث لا أريد الإطناب أكثر في هذا الموضوع، أحب أن ألفت النظر إلى أن استناد الباحث في تأصيل منظوره حول التقريب التداولي بناء على نماذج كابن حزم في كتابه: “التقريب لحد المنطق” ، ووجود مفردات تفيد معنى التداول في النص الغزالي والتيمي والحزمي، ليركب عليها مفهوم التقريب التداولي، ثم يسقط كل الأصول التداولية الحديثة على هذا المفهوم، إنما يدفع بما وجدناه لدى هؤلاء في تعاطيهم الصنعات المذكورة والتعامل معها باصطلاحها كما رأينا ذلك في المعيار للغزالي والتقريب لحد المنطق لابن حزم. إنهم لم يخضعوا عبارة إيساغوجي مثلا لاستبدالات لغوية. بل إن مراد ابن حزم من التقريب لم يكن هو ما رامه صاحب التقريب التداولي من الوقوف عند الألفاظ، بل قصد منه صاحبه تيسير المنطق لذوي الأفهام المتواضعة. لذا فهو يقرب المضمون لا يقلب الألفاظ. ثم إنني أعتقد أن لا إشكال في الصيغة التي يستقر عليها الاصطلاح في التداول العربي ما دام لا يشكل نشازا بحسب الموازين التي يقوم عليه التركيب العربي. فمن جهة إننا نجد أن القرآن يشتمل على ما كان سماه بعض العلماء بغير العربي. وهم يقصدون أسماء وعبارات مثل: سندس واستبرق وبرهان وزرابي وغيرها مما هو دخيل على اللسان العربي وكان مصدره فارسيا ونبطيا وروميا وما شابه. والحق إن هذا أكبر دليل على أن المناط في عربية اللسان هو إضفاء الوزن العربي على العبارة. والراجح هنا بما أن القرآن شاهد على أنه أنزل بلسان عربي مبين يدل على أن ما عدّ دخيلا في لسان العرب هو أمر طبيعي تقتضيه مرونة اللغة وحاجتها للتطور. لكنه صار بفعل التداول عربيا. ولو لم يكن عربيا لما استعمله القرآن بموجب أنه عربي مبين. فاللغة هي التراكيب وهي أيضا الأوزان. والمجال العامي يستعمل هذا النوع من التكييف للأسماء الدخيلة بصورة تلقائية. فانظر إلى اللغة الطبيعية ستجدها ضاجة بهذا النوع من التكييف التداولي. ففي لهجاتنا المحلية نحن نلوي ونكيّف الألفاظ الدخيلة فنجعلها جزءا من لغتنا. فنقول مثلا عندنا في اللهجة الدارجة المغربية: السكويلا ، الكوشينا، زالاميط ، برمسيون ، تلفزيون ، الجيدون الخ. وهي عبارات تستجيب لوزن اللهجة المحلية. ونظيره يمكن أن يجري في موازين اللغة العربية الفصحى. لكن إذا كان المجتمع العلمي أحيانا يبقي على هذا الضرب من المصطلحات وينطقها دونما مراعات للوزن العربي ، فذلك مرده إلى إتقان المجتمع العلمي للغات الأجنبية وتداولها في سياق ازدواجية اللسان. ومن جهة يجب أن نركز على المضمون والمفهوم من الاصطلاح، ولا نقف عند أصوله الاشتقاقية لا سيما حينما تتكثف المفاهيم وتخضع لصيرورات تركيبية تضفي عليها مزيدا من المعنى وأحينا يحصل انقلاب في مضامينها يؤدي عكس معناها المتواضع عليه في زمن التعيين. فالمصطلحات تشهد تحولات مضمونية مكثفة ، يصبح من غير المجدي الحديث عن أصول اشتقاق إلا إذا كان الأمر يتعلق بتاريخ المفاهيم وليس بدلالاتها الابستيمولوجية شديدة التحول. الطريقة الطهائية رغم رياضتها اللغوية هي تعبير يحيي موقفا سلبيا قديما من اللغة الصناعية، قوامه رفض الاكتفاء بتكييف المصطلح مع موازين اللغة العربية. ورأيي أن لا مخرج في ما يتعلق باللغة الصناعية أن نتبع طريق القدامى في الترجمة القائمة على نقل المصطلح كما هو وتكييفه مع الوزن العربي الذي تكفله التفعيلة. فالتفعيلة هي مناط تعريب المصطلح وليس أي شيء آخر. فبالاستناد إلى التفعيلة نطور اللغة نفسها ونضبط إيقاع تقدمها بمرونة عالية دون تحريف. فهذا يمنح مرونة أكبر للغة ويحافظ على المضامين الفكرية للمصطلح ويغني المعجم اللغوي الصناعي بالمزيد من الاصطلاح. أما ما يقال عن أن المضمون يجب أن يستبدل مع استبدال اللفظ بما هو مستجيب للمجال التداولي ، فهو في نظري تحريف وتعسف على المصطلح. فالمصطلح إما أن نبدعه نحن أو نحافظ على مضمونه في حالة استعارته. وتبديل مضمونه لن يصبح موضوعا يتعلق بآلية نقل المصطلح بل يصبح موضوعا يتعلق بمعالجة معرفية يجب أن تثبت جدارتها في النقاش الفكري والمعالجة الابستيمولوجيا للمفاهيم وهذا أمر لا يأباه أحد.


تطرح هنا ـ إذن ـ مشكلة انتقال المصطلح، و ثقله على اللسان العربي.وتلك مشكلة ليس لأحد أن يحلها على الإطلاق ، سوى أن نخفف من غلوائها ، كما فعل بعضهم وهو يحاول إيجاد المعادل العربي لمصطلح أيديولوجيا. وكما مرّ معنا ، اقترح عبد الله العروي قبل فترة كلمة “أدلوجة”. وبعد ذلك استعمل د.طه عبد الرحمان كلمة فكرانية ـ دون أن ننسى اقتراحا سابقا للراحل عبد العزيز الحبابي: فكرولوجية ـ . والحقيقة أن الاقتراحين يحيلان إلى اتجاهين وذوقين في الترجمة، ليس هاهنا مجال بحثهما. إنها الأيديولوجيا مرة أخرى تحضر بقوة في التعبير عن نفسها. لكن يمكنني القول بأن اقتراح العروي كان وجيها فيما اقتراح الفكرانية كمعادل عربي للأيديولوجيا يحتاج إلى تأمل. فهو يقوم على استسهال كبير لمشكلة المفاهيم والمصطلحات وما يتصل بها من متواليات مفاهيمية وما يتفرع عنها من استشكالات يناقض أصل التثبت في الترجمة بحسب المنحى الذي سلكه صاحب فقه الفلسفة بناء على أيديولوجيا التقريب التداولي. إن مذهب طه في الترجمة ـ وتحدبدا ترجمة أيديولوجيا ـ هو مذهب أيديولوجي بامتياز. يتضح ذلك من خلال الدفع بالخلاف مع المقترح العروي السابق في الزمان وفي الإشتغال ، مخالفة من دون مرجح ، سوى الاستناد إلى التشقيق اللغوي، دون استحضار الحمولة المفهومية والإشكالية للعبارة. في حين تبقي الصيغة العروية حافظة للمضمون الإشكالي للمفهوم مع تقيد مبدع في مراعاة الوزن العربي . وهو الاختيار المبني على وعي تاريخي وفلسفي واستيعاب للنقد الأيديولوجي. هذا في حين تبدو الترجمة الطاهائية رغم تمسكها بالاستبدال العربي ، ليست إلا تعاطيا حرفيا مع المفهوم ، إذ يتضح عموما أن الطريقة المذكورة في الترجمة تترنح بين التساهل والتشديد، بحسب موقف انتقائي تتحكم به حالات المترجم، ومدى استيعابه للإشكالية المعرفية للمفاهيم..فأما منحى التساهل فمثاله فرض مصطلح فكرانية ترجمة للأيديولوجيا.وأما منحى التشديد و التعقيد الذي يصل أحيانا إلى درجة الإعجاز والتعجيز، فمثاله ترجمة جملة الكوجيتو الديكارتي بخلاف ما تم تداوله وفق صيغة الخضيري:” أنا أفكر إذن أنا موجود”.وكان مختار صاحب فقه الفلسفة، صيغة أخرى هي: “انظر تجد”..وكما أننا في مناقشة سابقة ، في محلها، لصيغة :”انظر تجد” ، اعتبرناها مخالفة للمدعى ، فهي من حيث التقريب التداولي لو سلكنا معيار الترجمة المعكوسة، فسنجد أول معنى يتبادر منها إلى الذهن هو : qui cherche trouve ، وهي تعني: “من بحث وجد” .ليس ذلك فقط من حيث أن كلمات الجملة المذكورة تحمل نفس المعنى ـ انظر ، تأتي أيضا في اللغات اللاتينية بمعنى ابحث وفتش ، (chercher) ،يستعمل في الانجليزية صيغة look for، بمعنى بحث عن ..في اللغة العربية تأتي بمعنى فكر وتأمل ورأى وبصر وانتظر .. ، ووجد ، تأتي بمعنى(trouver) ـ أجل ليس هذا فحسب ، بل إن ثمة تركيبا متداولا في اللغة الفرنسية كما يدل عليه المثل المعروف: qui cherche trouve.نعم ، يمكننا القول بصيغة ” انظر تجد” ، لكن هذا يفترض تسليم المتلقي بكل الإسقاط المتكلف المذكور، والذي لم يكن ليحضر في بال أي مترجم أو قارئ لأولى الصيغ الترجمية للكوجيتو تحت تأثير المجال التداولي..بل هذا أكبر دليل على غرابتها، لأنها لو كانت تداولية لحضرت في وجدان اللغويين عفو الخاطر. فكذلك نجدنا مضطرين هنا لتدارك الهنات الترجمية للاستاذ طه عبد الرحمانـ ـ وهي هنات تصبح أمرا فظيعا، لما ندرك أن صاحب فقه الفلسفة هو لغوي كبير و محقق دقيق ـ حيث إن ترجمة أيديولوجيا إلى فكرانية توقعنا في مأزق فلسفي وفي خلط مفاهيمي وفي اشتراك لفظي. وهذا ما يعني أنها ترجمة لا تقوم على الاستيعاب التاريخي للمفهوم ولا على إشكالية النقد الأيديولوجي ولا على الاجتهاد القائم على استفراغ الجهد في التشقيق، على الرغم من أن وضع صيغة “انظر تجد” رافقهاـ رغم الهنات الترجمية المذكورة ـ من النكات ما أمتع به الباحث قراءه برياضة لغوية ومنطقانية لا يلوى لها ذراع.أقول :أن طه حينما ترجم الأيديولوجيا بهذا الشكل وقع في المزالق التالية:


ـ إنها ترجمة تخفي الأبعاد الإشكالية للمصطلح. فهو يقدمها بمعناها التقليدي المتجاوز بوصفها منظومة أفكار أو معتقدات.ولا يمكن استحضار هذه الإشكالية المفهومية إلا بالإبقاء على المصطلح كما هو مع إخضاعه للوزن اللغوي المحلي كما هو عرف سائر اللغات وكما هو عرف اللغة العربية مع الأسماء والمصطلحات المنقولة .فإذا كان ذلك وجهة نظر أنصار التقريب التداولي من التراث العربي ممن كان لهم فهم متردد ومهجوس بموقف سلبي مسبق من الصنعات الجديدة، بدءا بالغزالي وانتهاء بابن حزم ، فإن رواد الصنعة من أهل التراث أنفسهم لم يجدوا مشاحة في نقل العبارات الجديدة ومنحها وزنا عربيا حفاظا على مضمونها العلمي والفلسفي، كما فعل الفارابي وابن سينا وجمهور الحكماء المسلمين إزاء مفاهيم منقولة كالاستقسات والهيولى ..ومثله ما سارت عليه عادة العرب في الترجمة والنقول ومما أقره القرآن الكريم يوم استعمل من الأسماء ما لم يكن من العربية بحسب الأصل الوضعي، ما فجر نقاشا شهيرا حول وجود غير العربي في القرآن. والحق أن القرآن الذي وصف نفسه بأنه كتاب عربي، قصد بذلك الإقرار بالبعد الانسيابي للغة. معترفا بأن معيار عروبة الكلمة هو الوزن والتداول.فليس الإقرار مختصا بما كان وضعا طبيعيا تعيينيا، بل إن المتعين تعينا بحسب التداول، مشمول أيضا..فالقرآن استعمل كلمة برهان وسندس واستبرق وزرابي..وكان من الممكن من خلال التشدد والمبالغة أن يقال: لما هذا و قد كان أولى بموجب التقريب التداولي المزعوم أن يقال بسط بدل زرابي أو دليل بدل برهان..وما شابه. ولم يتدخل القرآن في بعث العرب المسلمين على الاختصاص بالاصطلاح استبدالا، بل يكفي في عروبة المصطلح خضوعه لمقتضى الوزن العربي. ومثل ذلك ظل رائجا في لغة العرب..فهل كان ابن عربي مخالفا لمقتضى قواعد التقريب التداولي لما سمى كتابه المعروف: ترجمان الأشواق، وقد علمت أن كلمة ترجمان ليست من أصل عربي..وقس على ذلك كلمات من قبيل: زنديق ، وزنج ، وغيرها مما داخل اللسان العربي واستقر في لغة العرب بفعل التداول التعيني كما لا يخفى. أقول: إن كان هذا مما تحصل وتقرر في اللغة الطبيعية فهو من باب الأولوية مجزئ في الاصطلاح والتداول الصناعي. ولم يمنح القرآن العرب المسلمين حق التميز بالاصطلاح إلا فيما كان مورد تداول أخلاقي، كقوله تعالى:” لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا”..وهو مجرد تدخل اقتضاه وضع أخلاقي للأسباب المذكورة في محلها..فهذا خارج موضوعا عن الحق العربي في الاختلاف الفلسفي، أو الحق الإسلامي في الاختلاف الفكري، بما أن مواد التفكير ومقدمات التفلسف ومفاهيمه هي أمر عقلي محض مهما تلبست بمحمولات المجال التداولي الذي انبثقت وتكاملت داخله.فعملية الإبداع إن كنا لا بد فاعلين ، عليها أن تصطنع مفاهيمها الخاصة ابتداءا ، لا أن نسطوا على ما اصطنعه الغير ونسقط عليه إكراهات مجال لم تنشأ فيه ولا قبل له بها ولا قبل لها به. يتعين على عملية الإبداع للمفاهيم أن تنطلق من أصل المفاهيم والفكر، لا من خلال ممارسة الأستذة على مفاهيم من صنع الغير، فالإبداع هو أمر جعلي بسيط وليس مركبا..وأيا كان اللأمر فالمنتج بالجعل البسيط هو أشرف من المنتج بالجعل المركب. وهذا هو المبدأ الأول للمعرفة؛ لنقل حق المعرفة الموجب للاعتراف.وأن التفكير في الأيديولوجيا ليس من اختصاص مجال دون آخر، فهو يتعلق بظاهرة كونية تخص المعرفة والفكر والإنسان ومطابقة الواقع وعدمه. هذا ناهيك عن أن الاستناد على آراء الغزالي وابن حزم وابن تيمية في بناء أيديولوجيا المجال التداولي وقواعد التقريب التداولي ، حاكي عن موقف تراثي معين وليس عن موقف كل التراث.. وفي تعميم هذه القواعد تغليب لتراث على آخر بلا مرجح، بل هو نفسه موضوعا للنقد الأيديولوجي للتراث.


ـ إن ترجمة أيديولوجيا بالفكرانية ، يسقطنا في اشتراك لفظي ، والتباسات تحرم اللغة العربية من جملة مفاهيم مشتقة من كلمة فكرة idee في اللغات اللاتينية ، نظير idealisme..idealite..ideisme..ideat..ideation..ideologie.وقد تكون ترجمة كهذه أنسب معادل عربي لمفهوم ideisme.أي الفكروية ـ وقد اعتاد البعض أن يفرز اللاحقة ism عن مطلق النسبة الطبيعية ، بمعاوضة صناعية ، بإضافة الألف والنون على المصدر ـ كهيئة المثنى ـ قبل النسبة ، نظير تقليداني ، فكراني، علماني، شكلاني..على وزن “فعلاني”… هنا تكون الترجمة المذكورة توحي بهذا الخلط بين idiologieوideisme.هذا في حين أن الأيديولوجيا هي نظرية للعمل..تصبح الأيديولوجيا نقيضا للفكرانية بمعنى: ideisme ، من حيث وفاء الأيديولوجيا هو لمصلحة الحامل الأيديولوجي وليس للفكرة.


لهذا السبب تحديدا استحسنا ورجحنا الصيغة العروية:” أدلوجة” ،لأسباب هي :


ـ أن العروي سلك مسلكا أصيلا في عرف اللغات وفي عرف التداول العربي الذي جعل الفلاسفة العرب لا يترددون أمام المفاهيم الجديدة التي جاءتهم من الخارج بإخضاعها للوزن العربي درءا للاستثقال.


ـ من ناحية أخرى ، جاءت كلمة “أدلوجة” على وزن أفعولة . هذا مع أن العروي افترض معادلا لها في اللغة العربية دونما تحمس كبير لهذا الاختيار، وهو كلمة: دعوة . فيتضح أن العروي كان مهتما بالمضمون الإشكالي لمفهوم الأيديولوجيا أكثر من المعنى الحرفي للمصطلح. ولا عليك من محاولة اعتبار دلج في العربية تحمل معنى قدحيا لأن هذا النزاع بلا موضوع . فالعروي لم ينخرط في هذا الجدل اللغوي العقيم لأنه لا يقف موقفا قدحيا من الايديولوجيا ولكنه يقف موقفا من غوايتها. واتفاقا جاء الوزن موافقا لمعنى لغوي ليس حتما هو المقصود بقدر ما قصد العروي إلى إيجاد الوزن العربي للفظ أيديولوجيا. وأن الطريقة الحزمية التي تمثّلها الأستاذ طه وبالغ فيها في أيديولوجيا التقريب التداولي، تكون أشبه بأن يشتري رجل عربي سيارة ثم بسبب وضرورة المجال التداولي يفرض إعادة صياغتها بدفع سقفها إلى الأعلى كالسنام ويضع لها لجاما ويجعل منها جملا رغما عن أنفها. وحتما مثل هذا التمسيخ لمنجزات الفكر الإنساني الحديث لن يجدي شيئا ، ولن تصبح السيارة جملا..بل المطلوب أن نرقى نحن إلى مستوى استعمال السيارة، فنشق الطرق السيارة ونضع نظام المرور..هذا ما عنيت به في مناسبة أخرى بضرورة أن ترقى الفاهمة إلى مستوى المفهوم وليس العكس.غير أننا نجد عكس ذلك في الأيديولوجيا التداولية، حيث يتنزل المفهوم ويمسخ ويجرف باتجاه الفاهمة.وهذا فيه حكم تعسفي ، يفرض على المعرفة العربية أن لا تتطور باتجاه الإشكاليات الكبرى التي يطرحها الفكر الإنساني، وأن لا تغتني بالتراكم الذي تشهده علوم الإنسان..إنها حالة من التداول المغلق والتمثل اللغواني والمنطقاني الصوري الدائري المفرغ من المحتوى الفلسفي والمعرفي .


هذا معناه أن صيغة العروي في تقديرنا تحافظ على المنظور الإشكالي للمفهوم ولا تنظر فقط إلى المعنى اللغوي.فتبين إذن أن ترجمة د.طه هي الترجمة الحرفية، وهذا بخلاف مدعى “فقه الفلسفة”.


منطق الايديولوجيا وأيديولوجيا المنطق

يضعنا الاشتغال الميتا ـ أيديولوجي أمام إشكالية العلاقة بين المنطق والأيديولوجيا. ولعله أيسر على الباحث أن يبحث في منطق الأيديولوجيا أو أيديولوجيا المنطق من أن يبحث في علاقة الأيديولوجيا بالمنطق بالمعنى الصناعي. ويمكننا حسم هذا الموضوع ببيان وجه الافتراق بين الأمرين من جهتين: فمن جهة الوظيفة ، فإن الأيديولوجيا وإن شاركت المنطق موضوع الفكر، فهي لا تهتم بترتيب المقدمات على النحو البرهاني المجزي للوصول إلى المجهول.فعادة ما تستند الأيديولوجيا إلى ما هو حجاجي، إلى حد تكاد تشبه فيه منطق الأسطورة ، هذا إذا لم نقل إن الأسطورة في مبناها وغايتها هي أيديولوجيا المجتمع القديم( البدائي).وأما من جهة الغاية، فإذا كان غاية المنطق صون الفكر من الخطأ وتمييز هذا الأخير عن أشكال التفكير الأخرى من وهم وخيال ، فإن الأيديولوجيا تقع غايتها خارج المعرفة، فهي وظيفة اجتماعية، وليست المعرفة إلا وسيلتها.وهذا التبني الوسيلي للمعرفة لا يعني أنه تبني لمقتضى الباعث العملي للمعرفة نفسها، بل نعني أن الأيديولوجيا تجعل من المصلحة الاجتماعية ومن الفعل الاجتماعي معيارا لصحة الفكرة، بل ويمكن التدخل في إعادة صياغة النظرية لتستجيب للمصلحة.فالمعيار في الصدق والكذب ليس هو منطق الفكرة بل هو منطق المصلحة، أي منطق مصلحة الحامل الإجتماعي للأيديولوجيا.هكذا بإمكان الأيديولوجيا أن تتوسل بالخيال والوهم لإثبات صدقها ، فهي باستنادها إلى أدوات الحجاج ، تطلب الإقناع ، وليس صدق مقولاتها.


نعم تصبح الأيديولوجيا منطقية متى كانت المصلحة تقتضي ذلك..وقد بات أمرا مواتيا لبعض الأيديولوجيات بأن وصفت نفسها بالعلمية. وكان ذلك توظيفا في غاية الحذاقة، انقلابا على أيديولوجيات بائدة ظلت محكومة بنمط من التفكير تقليدي أو طوباوي. لكن مثل هذا الادعاء كذبته الوقائع يوم أصبحت هذه الأيديولوجيات العلمية المزعومة عائقا أمام فعل المطابقة ومعاقرة الواقع..أصبح زيفها واضحا ودخلت في مرحلة الكذب، أي الوقاحة الأيديولوجية.لم يكن هم الأيديولوجيا العلموية المزعومة انتصارا للعلم وللمنطق، بل كان الهدف هو تحقيق الانتصار على أيديولوجيات سابقة ، وبالتالي من أجل الإقناع أكثر.الأيديولوجيا العلموية استغلت مرحلة سيادة النمط العلمي على الفكر العالمي،تماما مثلما استغلت الأيديولوجيات الطوباوية عالما ساده النمط الفكري الخرافي أو الطوباوي..ليست الأيديولوجيا هي التي تنتج النموذج المعرفي بل قصاراها استغلال النموذج المعرفي و فرضه وإعادة إنتاجه والدعوة إليه.


‫تعليقات الزوار

13
  • moha
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:18

    الذي أصاب الأحزاب والتنظيمات الشمولية المغلقة. قيادات تنزع إلى الهيمنة على الأرواح والعقول التي إنما بعث الأنبياء ليثيروها لا ليسيطروا عليها :” لست عليهم بمسيطر”..”لست عليهم بجبار”. .الأنبياء أنفسهم لم يمارسوا في حق أتباعهم ما يمارسه قزم سياسي في هذا الزمان ..فهم ليسوا مسيطرين ولا جبابرة. الرمز يفكر عن القاعدة ، وفي بجاحة النوكى يقبل الأتباع بكل ما يصدر عنه بلا رجعة ولا نقاش ولا مساءلة..إنها قيادات ترتكب أكبر جريمة ضد نهج الأنبياء؛ أي: “ليثيروا لهم دفائن العقول”..من حيث تضع سقوفا للتفكير ضد أتباعها الذين ضمن لهم الشرع الحق في أن يخرقوا السماوات والأرض بسلطان عقولهم..

  • إسلامي عولمي وطني
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:34

    يبدو أن هاني يمد يد الشحاتة البتروليةهذه المرة لسيده الإرهابي قاتل الناس على أسمائهم ( عمر ) ( أبو بكر ) ( عائشة ) : مقتدى الصدر !!
    ـ يا هاني ، أما التكفير ، فالشيعة لهم السبق التاريخي فيه ، و هم ممثلوه الوحيدون و الشرعيون ، تماما كمنظمة التحرير الفلسطيني .
    من كفر أبا بكر و عمر و عثمان و زوجات النبي صلى الله عليه و سلم ؟!!
    ـ ثم يا هاني ، اعلم أن ما يحصل في العراق من تقتيل هو من فعل مرتزقة ( البلاك ووتر ) ذات الصلة بالإدارة الأمريكية التي أتى على دباباتها أسيادك الشيعة هناك .
    ـ ما هي أديولوجيتك أنت ؟ أن أسلم عقلي و قلبي و إرادتي لـ ( الآية المعصومة ) في طهران ؟!! بئست الأنوار هذه ، و خسئت أديولوجية الاسترقاق للبشر باسم العصمة .
    حمدا لك ربي على عقيدة التوحيد .

  • سامي
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:38

    من يريد ان يفهم فكرة هذا المقال فليقرأ تعليق الاسلامي العولمي الوطني. منظمة التحرير الفلسطينية عند هذا المعلق منظمة تكفيرية هههه وكل شيء بخييير عند التكفيريين الارهابيين الذين يقتلون على الهوية. انت مسكين لا تعرف شيئا. لو اراد شيعة العراق ان يقتلو على الهوية لرأيت شيئا مختلفا. لا تخلط بين السنة والتكفيريين المرتزقة. والحمد لله على التوحيد الذي ليس ملكا لأبيك وحدك هههه

  • المختار
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:30

    مابعد الأيديولوجيا يا أستاذ ستسقط الأكاذيب وتتلاشى الإصطفافات والتجادبات ، وقتها سنقف الوقفة الموعودة أمام خالق أعطانا كل شئ ،وفرطنا في كل شئ وانغمسنا في أيديولوجيات فارغةمتهورة،مخدرة وسالبة للإرادة، هذه الأيد يولوجيات التي اخترقت حاجز القبيلة والعشيرة لتتمركز في قلب الأحزاب وبالتالي تطوق الحكومات التي تتمترس داخلها ومن خلالها وعلى هديها تسير،بل توالدت الأفكار والطروحات لنستفيق على طبول ما يسمى بمنظمات المجتمع
    المدني ممتطين أيديولوجيا الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة ،لكنها في واقع الأمر لا تدافع إلا على حقوق الأقوى وما هي إلا سيف مسلط على رقاب الضعفاء وأن معظم المنتسبين لها مسيسون إذا لم أقل “مجوسسون”.
    إن الأيديولوجيا لا تتماشى والمنطق ولا تتطابق غالبا مع المنطق،وإذا كان مصيرها التهاوي
    والإنهيارفلأنها تبنى على أسس ومفاهيم خاطئة أو تتحكم في قيادتها وتحريكها نزوات ورغبات
    ظرفية متى زالت أزيلت،ومن أخطر وأخبت أيديولوجيات العصرأن يركب الإنسان موجة الافتراء والتكفيروالتشهيروالتحريض على القتل وهنا لا بد أن أتوقف عند تلميح الأستاذ الىما يقع بالعراق وغيره لأقول له كن شجاعا وضع أصبعك على المحرض والقتلة الحقيقيين وأسقط
    عنهم أوراق التوت إن كنت فعلا كما سبق وقلت (إما أن أكون حسينيا أو لا أكون.والإرهاب
    الحقيقي أنت تعرف منبته وراعيه وحاميه،والمجاهد السني والشيعي بالعراق وغير العراق هو
    يضحي من أجل أرض مسلمة ويدافع عن عرض دين اسمه الإسلام كما دافع بوش المجرم على ملته وأتباعه وسماها ليلتها بالحرب الصليبية وكما دافع النظام الإيراني عن نظام ولي الفقيه وأعدم من تحرش بهذا النظام وهذه في نظري هي الأيديولوجيا العمياء وهي بصمة غيرموفقة ومقززة ولا تصلح للتصدير والترويج لها. وليسمح لي الأستاذ بأن أخبره – رغم تأكدي منأنه على بينة مما أقوله- بأن أخطر وأبشع إرهاب وإرهاب الكلمة المتطرفة والافتراءات
    المسطرة في أمهات الكتب وتدرس إلى الأطفال حتى يضمن البقاق للأيديولوجيا العمياء.

  • الايكوي
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:24

    كان من المفروض من صاحب نظرية التبني الحضاري ان يطرح ايديولوجيا بديلة لايديولوجيا “العولمة الاقتصادية” المدمرة كما وصفها اكمالا للمقال و اضفاء للمعنى. و حتى و ان اقر ان الايديولوجيا تحتوينا و نعتنقها بدون وعي، الا انه اكد مرة اخرى ان المعرفة تتدخل لانقاذها عن طريق الفكر، مما يعطي لمسالة التفكير في انعاش او ابداع ايديولوجية بديلة للعولمة الاقتصادية او نقيضة لها، مشروعية واقعية، و حقا انسانيا يستمد قوته و شعبيته و عالميته من سلبيات و اشرار مما رصده الكاتب و غيره مما نلامسه في الواقع الكوني.
    وقبل الحديث عن الايديولوجيا البديلة ارى ان الايديولوجية الغربية و التي اريد
    لها ان تتعولم لا تقتصر في الاقتصاد، فهي متعددة المضامين و رنانة الشعارات و توظف جميع الوسائل المتاحة للاقناع او الاكراه: فمن حقوق الانسان و ديمقراطية و تعددية و قانون دولي و مواثيق و غيرها، كلها مضامين جوفاء يعتنقها الغرب و يريد تصديرها الى بقية العالم لكن بمقاسه و شرائطه، مما يفسر ردته بازائها كلما اقتضت المصلحة!انها ايديولوجيا “الانسانية المزدوجة” فالوعي الشرقي يمكنه ان يدرك ما يحمله اللاوعي الغربي من نظرة مزدوجة الى الانسان من خلال ازدواجية المعايير و نظرته النمطية الى العالم الثالث بل الى انسان الشرق عموما، تماما كما ينظر انسان المدينة الى البادية و انسانها! و ما الاقتصاد سوى مراة امامية عاكسة لما يدور في خلد اللاوعي الغربي، وفي البعد الحقوقي و السياسي ما يمكن لمصالح الامبريالية من اختراق الحدود الممزقة اصلا وبالنتيجة الابقاء على حياة و حيوية الانسانية المزدوجة في الكون.
    وحق بل وجب على الاحرار من مثقفي العالم الشرقي بلورة ايديولوجيا ـ او ايديولوجيات ـ بديلة او منافسة لمناهضة عوامل التخريب و الدمار الشامل الداهم للكوكب و لاعادة التوازن الى مكوناته. يكون من ضمن وظائفها ترشيد الممارسة الحجاجية و الاحتجاجية عبر العالم تفاديا لاستدراج المعرفة الى الحلبة و بثا لروح و قوة التاثير في وسائل الاحتجاج المختلفة و المبتكرة

  • إسلامي عولمي وطني
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:28

    أخي أحمد ، إن كنت أنت زرت العراق ، فأنا التقيت الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء العراق ، و بابنه المسؤول الإعلامي للهيئة ، و بكثير من علماء العراق الهاربين من هناك ـ تماما كحال الملايين من العراقيين السنة الهاربين إلى سوريا و الأردن بعد التطهير المذهبي لأحيائهم ،،، ـ و التقيت بالشيخ يوسف القرضاوي ، الذي هو رمز الوسطية و الاعتدال و الحكمة و الرشد ، و مع ذلك انتفض فضيلته مما يحصل لسنة العراق ، و طالب إيران برفع يدها عن العراق .
    و للمعلومة من أصحاب الشأن العراقي فإن إيران نجحت في اختطاف العراق ، حيث اغتنمت عدم وجود التمثيل العربي و الإسلامي الرسمي هناك ، إذ في غياب جميع سفارات العالم العربي و الإسلامي ، أدخلت مئات الآلاف من الإيرانيين إلى العراق ، و تم استخراج الوثائق الرسمية العراقية لهم ، و لعلك تذكر حلقة الاتجاه المعاكس حيث فضح الدكتور مشعل الجبوري الشخص الذي يدافع عن الحكومة الشيعية هناك بأنه إيراني و ليس عراقي ، و أظهر وثائق من داخل دوائر الحكومة تثبت أن ملف وضعيته العراقية الكاملة قد تم تسويته قبيل الحلقة !!
    كما و يكفيك أن السيستاني لا يمت بصلة بالعراق ، بل هو إيراني خالص ، و مع ذلك يقود البلاد ، نحو من سيقودها في رأيك ؟! و أين سيكون السنة في ظل هذه القيادة ؟!
    أما زمن السقيفة ، فهو عندي و غيره مجرد زمن ، أدرسه و أستفيد منه كما يستفاد من كل حدث تاريخي ، أما هاني فيجتره ويتباكى عليه و يتعبد الله به ، بل و يسعى تماما كما يفعل مقتدى الصدر مع ( النواصب ! ) أن يقتلني و يسبي أهلي و داري فقط لأنه يحملني دماء بيني و بينها مسافات ضوئية !!
    فأيهما أولى بالإنكار أخي أحمد ، أنا أم هو ؟!
    تقبل تحيات أخ لك لا ينضح إلا بكل تقدير لشخصك الكريم .

  • Amoureux du Maroc
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:32

    Je me demande comment il est permis à des gens comme M Hani, porte parole de ses maitres à Qom, à Damas et à Najaf, de profiter de la liberté d’expression qui existe au Maroc actuellement et de s’exprimer librement alors que les pays qui le soutiennent, l’Iran en l’occurrence , ne permettent pas aux gens sunnites d’avoir même des mosquées pour la prière, et bien évidemment il n’est pas possible de parler d’un journal ou autre où les sunnites peuvent s’exprimer.M Hani profite de la démocratie marocaine et je crains que le Maroc tout entier le regrette un jour: Quand deux marocains qui pourraient être voisins mais ennemis pour la simple raison d’appartenir à deux sectes différents. L’histoire nous apprend que dans les années 30, le parti nazi en Allemagne n’était pas arrivé au pouvoir par un coup d’état, mais par des élections et le résultat est bien ce que vous savez. Aujourd’hui est ce que les occidentaux accepteront la naissance d’un parti sous n’importe quel nom ou la publication d’un journal qui pourraient éventuellement porter atteinte à l’unité nationale de leurs pays, certainement pas, alors chez nous également on ne peut pas sous prétexte de la démocratie tout permettre.M Hani, pour s’exprimer, il y a des milliers de journaux chiites en Iran et en Irak, au kuweit qui seront très contents de lui publier ses histoires et ses idéologies.L’unité nationale, l’harmonie, la coexistence et la tolérance entre les marocains sont mille fois plus importantes que M hani. La démocratie ne peut jamais se définir comme un outil d’autodestruction. Quand il est le cas, là il faut y réfléchir. Je m’attends à ce que des commentateurs, aveuglément fous de la démocratie, me prennent pour un pro dictature, Or je ne le suis pas mais j’aime mon pays.

  • محمد الخميسي
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:26

    أريد من السيد هاني أن يحدثنا عن الإيديولوجية والمذهبية؟
    السيد هاني يقدم نفسه كناقد للإيديولوجية في حين انه يدافع عن إيديولوجيته “الشيعية” ،فنقده للجابري وطه عبد الرحمان ينطلق من خلفية إيديولوجية باعتبار أن هذين المفكرين دفعا عن العقل “السني”.
    إن الفكر الحر يضع نفسه على مسافة من الطائفية والمذهبية.

  • المختار
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:36

    إذا كانت الوقائع والأخبار التي آتي بها كلها ملفقة وعارية عن الصحة أو منقولة عن مواقع معادية
    للإخوة الشيعة فمن اين تنهل معلوماتك يا أحمد؟ أليس من الوكالات الإخبارية الإستخبارية الفارسية ؟
    أليس من تلك الدكاكين المخصصة للجوسسة والتي أسموها محطات تلفزية؟ أم أنك تأتي بمعلوماتك من مصحف لا يمسه الباطل ولا تشوبه شائبة؟ أم تنقل أخبارك من أحد الأئمة المعصومين ؟صدقني أنا لا أهزأ
    ولا أسعى إلى إثارتك بقدر ما أحاول إبلاغك أن عهد الضحك على الدقونقد ولى و أن الساحة اليوم مكشوفة والصراع واضح الأطراف والهدف سلب خيرات العراق وتركيع الأحرار من اهل دجلة والفرات.
    وعن زيارتك للعراق أتساءل هل حقا زرت العراق أم زرت المنطقة الخضراءحيث تختبئ جرذان ايران ووطاويط امريكا؟ بل حتى المنطقة الخضراء أضحت منطقة سوداء، ومهما يكن الحال فزيارة العراق هي منى كل عربي مسلم لكن حين عودة الحرية إلى رحابه ورحيل الشيطان الأكبر والمتصهينين من أذنابه و الذئب الفارسي الذي من أجل
    الإستحواد على الكعكة النفيسة مستعد لأي شئ بما في ذلك التحالف مع الشيطان وهذا ما يطبخ حاليا
    ولا أظن أن ما سأقوله سيرضيك ولكن يجب علي قوله، ألا تشعر يا أحمد بأن الانتخابات البرلمانية
    العراقية تمسك بخيوطها كل من أمريكا وإيران ؟ !ألا تشعر بأن إسرائيل تحاول تدمير أي علاقة
    تقارب ما بينهما ؟ ! ألا تحس بأن الموساد يصول ويجول بالعراق ويفعل ما يشاء ؟ !
    فمنذ أن تعرفت عنك وأنت تصد كل الحقائق وتصنفها في خانة الأكاذيب والافتراءات لكن ما تأتي
    به أنت فهو مقدس وهو الخبر اليقين ومن يعاكسه فهو إما حاقد أو جاهل أو تكفيري أو ناصبي وهلم جر..فإلى متى هذا التعصب والتعالي والتعامي عن الحقيقة ؟ !مع كل الإحترام.

  • إسلامي عولمي وطني
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:16

    أنت تذكرني بـالوثائقي ( فهرنهايت 11 سبتمبر ) لماأرادت أمريكا أن تغزو العراق خارج إطار الأمم المتحدة اخترعت ما يسمى بـ ( التحالف الدولي )، و عند التدقيق تبين أن هذا التحالف لم يكن إلا أمريكا و الصهيونية و من خلفهما موزمبيق و كوستاريكا و توغو… !!
    إنها نفس اللعبة التي تقوم بها أنت حين ذكرك لـ( شيعة و سنة ) ليتبين في الأخير أن القضية ليست إلا شيعة في شيعة !! لن تمرر هذه الضحكة علينا .
    و لي ملاحظات على تخريجاتك الشبيهة بمكر الشيعة و كذبهم :ـ
    ـ الشيخ حارث الضاري نبذته أنت و من أتوا بالأمريكان من الخونة ، أما هو فضد الاحتلال و مع سيادة وطنه ، و لا يعادي الحر إلا عميل .
    ـ ماذا عن الملايين من السنة الهاربين إلى القارات الخمس ،، أتراهم حتى هم منبوذون ؟!!
    ـ الدكتور مثنى حارث الضاري التقى بصهاينة في فلسطين المحتلة ، يعني مطبوع على جواز سفره تأشيرة صهيونية !! و هيئة العلماء العراقيين مع ذلك تركته يسرح و يمرح !! ما هذا الهراء ؟! كان أولى بك أن تذكرنا بالموساد الذين يسرحون و يمرحون بكامل الحرية بين أكناف السيستاني و الحكيم !! و تذكرنا بسيدهم وولي نعمتهم آية الشيعة العظمى بريمر .
    ـ عيب عليك أن يكون النيت مصدرا من مصادر التلقي لديك ، أنا أستطيع أن أفسد بينك و بين زوجتك ـ إن كنت متزوجا ـ بأخذ الجزء العلوي منك و ضمه إلى جزء سفلي لأحد الزناة ، فتصبح النهاية أن ترى نفسك تمارس الجنس مع مومس باغية !! هذا هو النيت يا من يدعي العلمية و العقلانية !!
    و أخيرا يبدو أنني أمام ناطق رسمي باسم حكومة السيستاني المعصوم و مقتدى المخبول و الحكيم الأمريكاني العميل ، و لست أمام مجرد قارئ لمقال و معلق عليه !!

  • Amoureux du Maroc
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:20

    Qui est ce, ce monsieur Hassan Ahmed?Je demande aux commentateurs marocains qui sont vraiment des marocains, qui sont conscients de leur histoire et de leur civilisation, de leur présent et des défis et des dangers qui pourraient aboutir à de grands problèmes au Maroc de ne pas faire de commentaires concernant le dénommé Ahmed Hassan, c’est quelqu’un des leurs alors il n’est pas le notre donc pourquoi gaspiller du temps avec quelqu’un des leurs, quelqu’un qui ne pourra jamais appeler le soleil “soleil” à moins qu’il a des instructions de ses maitres ses maraji3 les ayatullahs. Les gens comme hassan ahmed sont obligés pour des raisons de croyance d’annuler la raison, de ne pas y réfléchir, d’absorber les instructions sans pouvoir les mettre en question, alors je réitère ma demande aux Commentateurs comme M Mokhtar et autres de ne pas tomber dans une polémique avec ces gens sans fin. Qu’est ce qu’on peut obtenir de quelqu’un qui lorsque tu lui dis par exemple Dieu a dit cela dan le Coran, il vas te dire mais et toujours il y un “mais” chez ces gens, alors il dira mais Ayatullah Moufid ou Khou’i ou Sistani etc a dit… alors prière de ne plus répondre à ces gens, Cela va les faire comprendre qu’ils n’ont pas de place parmi nous au Maroc. Sur le plan politique, est ce qu’il y a une seule personne sur la terre toute entière qui ne sait pas que les américains sont entrés en Irak avec l’accord et le soutien des chiites en Irak et malgré cela tu trouves des gens comme ce Hassan qui prend les gens pour des naïfs comme lui et tente de défendre l’indéfendable. Baz il n’a pas de quoi avoir honte. c’est vraiment surprenant.

  • إسلامي عولمي وطني
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:14

    للأسف الشديد أهل السنة و الجماعة أسود تقودها قردة !!
    من أمثال آل سعود و آل بعوض و القذافي و شين العابدين ،، يا حسرتي عليكم يا أهل السنة ! قضيتكم عادلة ، غير أن محاميكم هم أول الخائنين .
    لولا آل سعود و آل بعوض ، لما رأيت ما ترى اليوم ،، لكن أبشرك يا أحمد حسن ، فدوام الحال من المحال ، و قد يكون للباطل جولة ، لكن للحق صولات .
    ـ ثانيا : من أين أتيت برقم (14) مليون ؟؟ إذا كان عدد الشعب العراقي ستة و عشرين مليون بجميع أطيافه ، فأين السنة العرب و كل الأكراد مع 14 مليون هذه ؟!! مع العلم أن مصادر أممية تؤكد أن السنة يشكلون 60% من العراقيين ، يبدو أنك كنت تقصد أن مليون شخص ذهب و رجع ثم ذهب و رجع 14 مرة ، فخرجت معك حسبة 14 مليون !!
    أما الشيخ حارث الضاري فلا يحتاج إلى تزكيتك و لا إلى تزكية آل سعود أو آل قرود ما دام الرجل وطنيا حتى النخاع ، و ليس مثل السيستاني الأمريكاني و المالكي خادم السدة العالية بالإمام المعصوم بول بريمر .
    أما تشيع أحد أولاد الشيخ القرضاوي فكذب و بهتان ، و المعلومة من الشيخ نفسه .
    ثم حتى و إن سلمنا أن ولده تشيع ، ألا تعلم أن ولد نبي الله نوح كافر ؟!! فما علاقة هذا بذاك ؟!
    تريدني أن أطبطب على الأحمق المخبول مقتدى الصدر قاتل الناس على أسمائهم ، و كذا على الإرهابيين ( لواء بدر ) ليرتاح لك البال ؟!! اطمئن لن أفعل .

  • المختار
    الجمعة 19 فبراير 2010 - 11:22

    في عهد صدام مهما كان الوضع فلم يكن كما هو عليه الحال اليوم وهذا طبعا بشهادة المتتبعين المحايدين النزهاء ولم يكن أثر للمنطقة الخضراء أو بالأحرى السجن الأخضر، فهو من اختراع وتصميم عرابكم بريمر وخليله السيستاني. لقد أقبر صدام هذا أكيد لكن دربه ما زال يرعب الإحتلالين وأذنابهما و مازالت صهلانه وهو على المشنقة تدوي في آذان الجبناء وأعداء الإنسانية ،أقول أعداء الإنسانية لأن المسلم الحقيقي لا يعدم حتى الكافريوم عيد الأضحى..لقد رحل صدام وهو بطل وعما قريب سيرحل المرتزقة وأسيادهم من العراق الى مزبلة
    التاريخ بدون أسف عنهم. وعن مصادر معلوماتك فهي واضحة من خلال ردودك المنسوخة والسرابية التي
    لا لون ولا طعم لها ، أما عن الخيال الذي اعتمد عليه ، فأسلكك ما الأفضل العقل الخصب الخيال أم العقل
    المستبلد والمغيب ؟ !وقولك بأن 🙁 كل حزب بما لديهم فرحون) صحيح لكن لنا عقول نستطيع أن نميز بين
    هذه الأحزاب ونظهر الصالح من الطالح منها و.أما قولك بأن ابن الضاري قد التقى بشخصيات صهيونية بفلسطين لا لأدري ما الحكمة من هذا الكلام وهل الضاري الأب هو الضاري الابن؟ ألم يقل الله تعالى 🙁 لاتزر وازرة وزر أخرى)صدق الله العظيم.وإذا كانت حكايتك هذه لها أهمية فما قولك في السيستاني والمالكي وغيرهما ممن استقبلوا بريمر والعديد من الشخصيات الأمريكية الصهيونية؟ وما قولك في كتابةالدستور العراقي من قبل صهيوني ؟ وبأي حق يستشار من هو غير عراقي في دستورا لعراق ؟

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة