مديح العدالة والتنمية

مديح العدالة والتنمية
الخميس 24 أبريل 2014 - 12:50

يبدو أن حزب العدالة والتنمية ابتدع أسلوبا خاصا هذه الأيام بتفجير طاقاته السياسية عبر خطابات المديح مابين وزارئه في الحكومة.فهذا رئيس الحكومة المناضل بنكيران”الذي اخطأته رصاصة في باريس” يصف وزيره في العدل بكونه “فران وقاد بحومة”، دفاعا عن ميثاق إصلاح العدالة الذي تحتج على مضامينه العديد من مكونات العدالة ببلادنا.

وهو أسلوب فريد في الحكامة السياسية، إذ كلما أصيبت السياسة بالعمى، و بشح البدائل، وبانسداد الآفاق ،وبضيق الرؤى تفتقت بلاغة المديح ما بين المنتسبين لنفس الزاوية السياسية علهم يصارعون كل العفاريت التي تصر على ” إجهاض التجربة الحكومية”.فتلتقي بذلك الأصوات ، وتذوب الحساسيات الملعونة.ولعل هذا ما تنبه له الرفيق خالد الناصري الذي دعا إلى اليقظة والى تغليب روح المسؤولية، ولم تفته المناسبة لتنبيهنا أن ” الإسلاميين الممتدين من الحركات ذات المرجعية الإسلامية يعملون على احترام الحريات واحترام المؤسسات.”

وفهمت للتو لماذا إذن تكفل وزير المجتمع المدني بطرد صحفية من قبة البرلمان بمبرر أن لباسها غير محتشم.

وكم كان حريا بالبرلمان أن يضع قانونا خاصا بلباس النساء تحدد فيه معايير ومقاييس ومقاسات اللباس المحتشم بالتوافق والتراضي بين مكونات الأمة حتى تستقيم السياسة على قواعد ما يسميه الرفيق الناصري بـ”احترام الإسلاميين للحريات والمؤسسات”.

ولتجنيب البلاد مسببات الفتنة توضع المقاسات الممكنة، عبر نقاشات وطنية تتوج بمناظرة تعلن فيها، الألوان القانونية الخاضعة للضوابط الأخلاقية،وكذا نوع ” الموديلات” المسموح بها ما بين المنتوج الأفغاني الصرف، ونضيره الداعسي المنفتح. وهكذا سيكون الإخوان في المملكة مطمئنين على الاستثناء المغربي الذي أصبح رئيس الحكومة يتغنى به في كل مناسبة بعد أن افرغ فينا كل الطلقات التي هدد فيها البلاد غير ما مرة ،وليشهر فينا ورقة الاستقرار السياسي الذي لم يكن ليتحقق في البلد دون معادلة الإخوان الذين أنقذوا المغرب من الانهيار.

وعليه، فان القداسة التي تحيط هذه التجربة المتفردة قد لا تحتاج إلى تنبيهات الوزير السابق العثماني عندما يوصي أتباع الحزب بعدم السقوط في تقديس التجربة الحكومية التي يقودها العدالة والتنمية.فالأمر محسوم على ما يبدو بموجب الافتتاحيات الاستثنائية التي تتكفل بها “أخبار اليوم” التي لا تتردد في التنبؤ باكتساح العدالة والتنمية لصناديق الاقتراع،وبأحقية هذا الحزب الديمقراطي في الحكم، وبارتفاع شعبيته بالنظر لحصيلته الباهرة،وبتزايد منسوب الثقة فيه لتدبير الشأن العام، وبتواضع وزرائه، وانضباط نوابه…الخ.

وبالتالي، لا تتردد المهنية الإعلامية في إيجاد العناوين المثيرة التي تصوت لصالح الحزب كلما دعت الضرورة لذلك، استنادا على استطلاعات للرأي لا نعرف صناعها ودواعيها.وهي قصة أخرى ستكون لنا عودة لها لا حقا.

‫تعليقات الزوار

11
  • عابد
    الخميس 24 أبريل 2014 - 13:36

    سخرية في مستوى الرد على حكومة أصبحت متخصصة في الزيادات في الأسعار وفي التعيينات كل مجلس حكومي.

  • قلم حر
    الخميس 24 أبريل 2014 - 15:18

    لا يمكن أن نتحدث عن الديمقراطية دون عدالة إجتماعيّة

  • marrueccos
    الخميس 24 أبريل 2014 - 15:19

    محدودوا الخيال ؛ خريجوا مدارس السمع والطاعة لا يرجى منهم إبداع في السياسة ولا غيرها مع العلم أن الديمقراطية تضع رهن إشارتهم أجمل ما في التجارب الإنسانية كما أسوإها ! هم ميالون إلى الأسوأ غريزيا لقرب عهدهم بسكن الكهوف ! منقطعون عن الدنيا بالدين رغم علمهم أو جهلهم أن صلاتهم بها كما صومهم وزكاتهم وعوض أن يشكروا الله على هذه النعمة ( الدنيا ) يسبونها !!!
    المضحك في تجربة " بن كيران " إدخال عنصر ( البخور ) إليها للفت الأنظار إليه ! وبما أن البخور مرتبط بالقداسة كما عند الهندوس ! رقى قضاتنا المرتشين ( بعضهم ) إلى مرتبة ( نواب الله ) لنطبع مع الفساد من بوابة الدين ! ! تصور لو شرعن الڤاتيكان لفساد القضاء الإيطالي هل سيتم القضاء على المافيا التي كانت تعيث فسادا داخل إيطاليا ! القضاء وحده من أخرج إيطاليا من حكم المافيا في وقت إستسلم فيه السياسيون لإبتزازاتها !
    ملحوظة : عبارة الرفيق تحيل أوتوماتيكيا في عصرنا الحالي على كوبا وكوريا الشمالية ! فكما كانت لليسار جرأة إزاحة المطرقة والسندان من أعلامه الحمراء فالمرجو التشطيب على عبارة الرفيق والرفاق كما العدالة الإجتماعية ! فهما من بخور الشيوعية !

  • Amazigh-zayan
    الخميس 24 أبريل 2014 - 15:58

    رؤوس زعماء حزبكم كانت مطلوبة لما بدا الحراك في المغرب والواجب عليكم ان تشكروا بنكيران وجماعته لانهم انقذوكم من الاندثار وانقذوا المغرب كذلك من مصائب لا يعلمها الا الله.
    يبقى الحزب الذي تتكلم عنه ايها الاستاذ المحترم هو انظف حزب في المغرب.
    نعم الاستاذ الرميد فران وقاد بحومة والا لماذا وقف ضده جيش عرمرم من القضاة والمحامين -الي فيهم الدغل والفز- لما احسوا بان الرميد سيفطمهم من البزولة التي الفوا الراعة منها.
    اما الصحفية التي هشمت قلبك فكان عليها ان تفرق بين المؤسسة البرلمانية والعلبة الليلية.

  • مواطن سئم الفوضى
    الخميس 24 أبريل 2014 - 16:27

    العدالة والتنمية ﻻ يختلق أﻷحداث وﻻ يكذب ويعمل على ربح الوقت لتتميم أﻹصﻻحات و محبة الشعب لثدقه ﻻ يمكن أن تدخل مكانه طراهات العلمانية ولقطائها والذين يرون في أﻹصﻻح لديهم التخلي عن القيم والعقيدة وإنتهاج حرية الغاب والمغرب ﻻ تنتعش فيه قيم الزندقة.وأما ما يكتب ضد شرفاء العدالة والتنمية فرائحة الحقد والحسد واﻹستياء من حالة فوضى لن تتحقق تشم منه وتظهر عوارضها على وجوه أصحابها.والعزة من الله ولله وايس من مناهضي أﻹصﻻح والقيم النبيلة

  • بوب محمد
    الخميس 24 أبريل 2014 - 17:29

    رسمت صورة كاريكاتورية تليق بسياسة العدالة والتنمية ولو ان انها لا تصلح الى القيمة النبيلة للسياسة ،فمنذ توليهم المسؤولية لم نسمع ولو عن انجاز وحيد لهذا البلد يخفف عنها مشاكلها…لم نسمع الا كلام الحمامات التقليدية في الأحياء الشعبية….تحياتي لك صديقي

  • رحال
    الخميس 24 أبريل 2014 - 18:53

    إن الفرق الفلكلورية المعروفة عندنا بالمغرب " بالغياطة والطبالة " أصبحت جد نشيطة مع حكومة السيد بن زيدان ، فهم يطبلون للإصلاح والتغيير ،والذي لم نر له لون ولا رائحة ..ولكنهم لا يخجلون عندما يتغنوا بالديموقراطية التي يتمتع بها حزبهم …وقد تجلت هذه الأخيرة في طرد زعيمهم للصحفيين الذين تجرأوا على سؤال الشيخ عن مصير فضيحة شكلاطة السيد الوزير..فنعم الديموقراطية ..وأصبح الشيخ ومريدوه يتضايقون من كل واحد ينطق ببنت شفة منبها أو معارضا لفعل أو عمل قامت به الحكومة الموقرة كيفما كان.. في خدمة الكادحين أو ضدهم ..وهذا الذي هو ضد الكادحين هو ما تفنن فيه صاحب القهقهة الاستفزازية حتى أصبح البعض منا يكره رؤيته، فما بالك بسماع نباحه …فاتقوا الله يا من تتبجحون بقربكم من الدين فهل من فضائل الإسلام هذه الردود التي لا تتوانوا في التفنن في السب والقذف والفجور حتى اتجاه كل معارض ، وتناسيتم حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام : "علامات المنافق أربع : إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر " وقد وجدت كل هذه العلامات لصيقة بكم ..البرنامج خالفتموه وتفجرون عند الخصام ،فليتسع صدركم للنقض لأنه منار

  • علي
    الجمعة 25 أبريل 2014 - 00:44

    إغداق بعضهم البعض بخطاب المديح حد الإعجاب.
    قصف الشعب بخطاب المضلومية حد البكاء.
    قصف الخصوم السياسيين بخطاب الهجاء حد التجني.
    توجيه رسائل الحب والمودة الزائفة ظاهريا والتقلاز لها من تحت الجلباب حد الإدمان.
    قصف الخصوم الإجتماعيين والمواطنين بخطاب الأزمة والتحدي حد الإستكبار.
    قصف المرأة والمستضعيفين والمنتخبين بخطاب التهجين والتهديد حد الإستعلاء.
    قصف الشركاء الإقتصاديين بخطاب التودد والتزلف حد الإنبطاح.
    ولكل جهة خطابها حسب مقام قوتها وضعفها.
    والويل للضعيف ممن ألف الخطابة المرسلة بدون نقاش، كلما حاول التعبير عن رأيه.

  • الحمزاوي
    الجمعة 25 أبريل 2014 - 09:32

    ﻻعليكم فكل الذين يقاومون إنما يقاومون من أجل إستمرار الفوضى والفساد الذين هو سبب اغتناء الكثيرين….فلنصبر فهذه الحكومة على اﻻقل نظيفة لم نسمع عن صفقات مشبوهة بالمﻻيير…إن كانت هناك تعثرات فمن منا لم يسقط يوما وهو يتعلم المشي؟

  • mohamed
    الجمعة 25 أبريل 2014 - 14:24

    منذ توليهم المسؤولية لم نسمع ولو عن انجاز وحيد لهذا البلد يخفف عنها مشاكلها… le homme le serieu de p.a.m

  • المستقل
    السبت 26 أبريل 2014 - 11:13

    قال الحسن الثاني مرة لصديقه الفرنسي و هو يتابع جلسة للبرلمان: انظر هل يمكن لمثل هؤلاء ان يحكموا!!!
    لقد تغير الكثير في المغرب لكن ظل السياسيون و احزابهم كما كانوا دائما وصوليين و خنوعين و منافقين و كاذبين و مستعدين دائما للعب دور البارشوك الذي من اجله أوجدوا.
    لقد مر من تحث جلباب المخزن كل الوان طيف السياسة عندنا من اليساريين الى الاسلاميين و مرورا بمن لا ولاء لهم و خرجوا كلهم "حاملين" معهم الكثير من ذكريات تمنع و دلال الماضي و حسرات شهر عسل سفاح تطاردهم و بقي المخزن هنا شاهرا فحولته ينتظر التالي.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات