رسائل عبر هسبرس بين شاعر وأديب وسياسية

رسائل عبر هسبرس بين شاعر وأديب وسياسية
الأربعاء 7 ماي 2014 - 02:21

أشكرك أخي الفاضل رمضان مصباح الإدريسي على كلمة الحق التي قلتها، فقد عبرت أنك وإن اختلفت آراؤنا وأفكارنا فهذا لا يفسد للود قضية، وربما حتى الأفكار لم تختلف فقد يكون بحر اللغة العربية هو من أفسد المفاهيم اللغوية في المعنى عندما يكون ملتبسا، وكيف لا وأني وكل قراء جريدتنا هسبريس الغراء اكتشفوا أن الأستاذ رمضان مصباح الإدريسي سياسي وطني مدثر بلباس الأدب، لذلك كل عقل يؤوله بطريقته الخاصة حسب الطلقة التأويلية لكل متلق على حدة.

عموما سيدي نحن نسير في اتجاه واحد هو المصلحة العليا للوطن، ونتمسك بالبدار البدار حتى لا تضيع الدار كما قلت في مقالك، وثق بالله أخي أنني تأثرت بكل الكلمات والعبارات الراقية التى قلتها بحقي، ومن هنا أقول أيضا أنه لا يكتمل فكر أحدهم إن لم يتزين بخلق جميل، وأنت عبرت أنك من اؤلئك المثقفين الذين صرنا نفتقدهم في عالمنا الحالي، ولن نعرف المفكر الحقيقي والشاعر المثالي والسياسي المتخلق المثقف صاحب الرقي الفكري إلا بخلقه وسعة صدره وخاطره، قصدي أن هناك الكثير من لم يصل بعلمه حد الانبهار بأنفسهم ولكن لديهم الوعي الذي يفرض احترام الآخرين، ولذا أخي العزيز أحييك وأعتز أنني تعرفت على فكرك ومنهجك الراقي في النقاش، وأتمنى أن لا يقول فينا أحد القراء الأعزاء قول الشاعر الجاهلي أوس بن حجر الذي افتتحت مقالك بأحد أبياته هذا البيت :

دعِ العَجوزَيْنِ لا تسمعْ لِقِيلهما :: :: وَاعْمَدْ إلى سيّدٍ في الحيّ جَحْجاحِ

و قبل أن يقولها أحدهم أغتنم فرصة الكلام لأحييى بلاغتك السياسية قبل الشعرية والنثرية حين وصفتني في مقالك بوصف سأحمله معي في قلبي إلى القبر، وأشكرك عليه لأنه فخر لي وسأنقل الوصف الذي خصصتني به بالحرف كما جاء على لسانك وهو كالتالي:

“الفاضلة اخديجتنا أبوه ماء العينين –لمن لا يعرفها- هي، في اعتقادي، البلسم الشافي من مغص مغربي اسمه أميناتو حيدر، فهي نقيضها الكامل: تَبُزُّها في كل شيء، وكأن أحداهما خلقت لتواجه الأخرى. يبتلي الله بالداء وييسر الدواء” انتهى كلامك.

شرف لي أن أكون البلسم الشافي، وان أكون الدواء، فأي فخر وأي وسام أكبر من هذا، وأفخر أيضا أنك قارنت بين الدعم بالملايير الجزائرية لداء الانفصال ليتم نشره ومحاولة غرسه وبشتى الطرق، وبين الدواء الوحدوي الذي يخترع الوصفات ويبحث عن جميع الطرق للقضاء ومحاربة هذا الداء بواسطة مجهوداته المادية والمعنوية الخاصة الشخصية البسيطة، والتي أعتز بها في سبيل وطني الذي هو روحي ودمي وتاريخ آبائي وأجدادي وعروقي وجذوري التي أسعى لتبقى مغروسة إلى الأبد في أرضي وتحت سمائها لأستنشق هواءها المعطر بأرواح كل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجلها.

أخي الفاضل الكريم يا صاحب المقال الذي يكره الانفصال كما أكرهه والذي لا تعترف به الإدارة على قولك في المقال، فثق أنك لست وحدك الذي لا تعترف بك هذه الإدارة، فإننا سواء، ونلتقي، أنا وأنت، عندها، لأنك تساءلت عن وصل التنسيقية الدولية للدفاع عن الحكم الذاتي. وأين سارت الأمور، وبعد مراسلتي لكل الجهات فأقول لك إنه وإلى حد الآن لا جواب، وكأننا لا نستحق عليهم حتى وصللا للتنسيقية نجد فيها صفة لخدمة الوطن عندما نكون خارج هذا الوطن، لان الدول الأخرى لا تعترف إلا بالصفة، فالداء مستعص ومدعوم بكل أنواع الدعم الخارجي، وعندما نجد الداء يتغللغل وبكل حرية وبسرعة فائقة داخل الجسم الترابي، تنتابنا الشكوك، هل يا ترى يدعم أيضا وبطرق مجهولة ومخفية من الداخل ليبقى بعض من يستفيد من هذه القضية وهذا الملف البقرة أو الناقة الحلوب؟!

وفي المقابل يحارب الدواء ومختبرات إنتاج الدواء وتصادر وصفاتهم وتركيبات دوائهم، ونسال الله أن تكون العاقبة للمتقين، حيث قال عز من قائل في سورة الشعراء بسم الله الرحمن الرحيم ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)صدق الله العظيم.

ولكي أكون صادقة معك ومع القراء جميعا والمتتبعين فلقد وفيت وكفيت في مقالك هذا وقدمت اقتراحات وحلولا لمن يهمهم الأمر، ولمحاولة تقريب المسافات والحلول، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقد ذكرتني في ملاحظاتك هذه في هذا المقال بكلام الكثيرين من إخوتي وأخواتي في الفيس بوك وعلى تويتر وجميع شبكات التواصل الاجتماعية، وكذلك في المجتمع المدني داخل جميع ربوع الوطن وكذا الجالية المغربية في الخارج ، حيث قلت مثل كلامهم واستحضره بالحرف “المرأة الـ ANTI HAYDAR” التي كان يجب أن تظل لصيقة بغريمتها، حيثما حلت وارتحلت،- لتكذيبها عينا في عين- تقيم الآن في دولة الإمارات؛ بعيدا الهالوين الحيدري في العيون. ولو انشرح صدر الجزائر والبوليساريو لِحقوق الإنسان في الرابوني لَفُتحت لخديجتنا، وغيرها من نشطاء المغرب، جميع الحواجز العسكرية- حتى تؤطر وحدويي المخيمات، كما تفعل أميناتو مع انفصاليي الداخل، بكل حرية لا يراها كريستوفر روس. وقبل كل هذا شكلت المرأة، وهي تترأس مقاطعة حضرية في مراكش، نموذج المواطنة – وحتى المواطن- الصحراوية التي قادت المسيرة صوب شمال البلاد؛ لتنخرط كليا في إدارة الشأن العام” انتهى كلامك.

ولهذا أحييك على جرأتك وعلى قولك الحق، فوالله أخي الكريم لو كنا نسعى من أجل المال أو الجاه لفتحت لنا ليس فقط الحواجز العسكرية الجزائرية، ولكن حتى حواجز وطني ولتحطمت أيادي كل من يقف في وجهي، وكذا لفتحت لي أبواب كل الدول الداعمة للأطروحة الانفصالية واستقبلتني بالأحضان، سواء باللجوء السياسي أو بالإغراءات لتولي جميع المناصب التى يغرونا بها من سفارة ووزارة وغير ذلك، لكي نرقص على قيثارة حقوق الإنسان وتقرير المصير، وغيرها من الادعاءات المغرضة ضد وطننا وقضية وحدتنا الترابية المقدسة بالنسبة لنا، لكننا والحمد لله متشبثون بأرضنا وبوطننا ونتغنى بها أينما حللنا وارتحلنا سواء من أرضنا عندما نكون هنا أو من خارج أرضنا بحكم إقامتي مع زوجي في الإمارات بحكم أن رزقنا ولقمة عيشنا وفرتها لنا دولة الإمارات الشقيقة حفظها الله من كل مكروه وحفظ شيوخها الكرام..

ومن هذا المنطلق أخي أقول لك كذلك أن خريطتك ليست أفضل من خريطتي ووطنيتي ليست مبنية على سياسة طارئة لان وطنيتي تجذرت عبر الأزمنة والقرون ولا تتحكم فيها الخرائط، غير أنني سأشهد في حقك شهادة حق، فإنني ومن خلال بحثي وتتبعي لك، أقول لك: إن خريطتنا واحدة في وطن واحد وإن اختلفت الأفكار والطرق التى يعبر بها كل منا عن مفهوم خريطته.

ومن هنا، أتقدم لك ولكل القراء الأعزاء ولجريدة هسبريس بالشكر الجزيل لإتاحتها لنا فرصة التواصل والتعبير عما ينكتم في صدورنا من أجل المصلحة العلياء لمقدساتنا، أتمنى أن لا نثقل عليهم فيقول فينا أحد القراء والمتتبعين ما قاله الشاعر الجاهلي أوس بن حجر الذي افتتحت بأحد أبيات قصيدته مقالك، واختتم بها مقالي باسم القراء جميعا..

ولا محالَة َ منْ قبرٍ بمحنية ٍ:: :: وكفنٍ كسرَاة ِ الثورِ وضّاحِ

دَعِ العَجوزَيْنِ لا تسمعْ لِقِيلهما :: :: وَاعْمَدْ إلى سيّدٍ في الحيّ جَحْجاحِ

*نائبة برلمانية سابقة رئيسة التنسيقية الدولية لدعم الحكم الذاتي

‫تعليقات الزوار

11
  • mohammadine
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 05:26

    اتمنى ختام تبادل رساءلكم هكذا :
    اول من قاذ المودة بيننا يا بثينة بواد بغيظ سباب
    فقط انه لن ولم يخدم للصحراء قضية .

  • الرياحي
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 07:01

    الحمد لله :انما المسلمون اخوة.
    نقاش راقي انتهى كما توقعنا بالفضيلة والتوافق.لا اقول الصلح لانني لم ارى خصاما بل سوئ تفاهم.اغلب المعلقون كانوا في المستوى وقليل من اسكب الزيت لحرق الخريطة.
    شكرا مرة اخرى للاستاذ مصباح على "رده" الجميل.وللاستاذة جديجتونا لاخلاقها العالية.فلا جرير ولا فرزدق بل عكسهما ضذهما.
    طاب وقتكما
    الرياحي 

  • Safari IPAD 64 GB
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 08:47

    "مشارف" يرصد المرأة في الرحلة السفارية

    "ما سرّ النبوغ المغربي في كل ما يتّصل بالرحلة ممارسة وتأليفا وتحقيقا وبحثا، ولماذا يحتكر المغاربة حصة الأسد في كل ما يتعلق بالرحلة والرّحلات؟ ثم ماذا عن الرحلة السفارية المغربية خلال القرنين 18 و19 إلى أوروبا"، نتف من أسئلة يطرحها برنامج مشارف، مساء الأربعاء على القناة الأولى، على الأديبة والباحثة في الأدب السفاري، مليكة نجيب.

    هسبريس من الرباط

  • amateur
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 09:26

    ما هذا الذي اقرا؟! انه الادب الذي افتقدناه.
    رسائل بين هي "اخديجتنا ماء العينين"السياسية والاديبة والشاعرة التي انجبتها الصحراء المغربية و "رمضان مصباح الإدريسي" الشاعر والمفكر والمربي والمؤطر -ولم لا- السياسي.

  • Abounizar
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 11:53

    السيذة آخديجتنا
    ذعيني أقول لك بكل فخر وآعتزازياسليلة ماء العينين(إن البحر أظيق من عينيك وأفقر) ياقلب الصحراء النابظ،لا مجال لمقارنتك مع فيروس ميكروسكوبي إسمه (آميناتو وصمة عار)ولسان حالي يردد ماقاله الشاعر في أمثالها
    غظ الطرف إنك من كليب فلا كعبا وصلت ولا رقابا
    أما أستاذي رمظان فيكفيه فخرا أنه يختزل كل أبجديات لغة الظاد التي آتفقت عليها العرب وجعلتها معلقات سبع علي كعبة عكاظ
    ماء العينين ورمظان قارتين مخطئ من يقول في حقهما أن البحر يفصل بينهما
    لكما مني كل الموذة، ومن قواريرالعطر الباريسية أستمذ تحياتي إلي كل مغربي حرأينما كان وكانت
    أبونزار من تحت سماء باريس الممطرة

  • weld rhal
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 12:19

    قمة الادب والروح الادبية والوطنية لكم مني كامل الحب والاحترام

  • عاجل
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 13:31

    عندما قرأت مقال اخديجتنا في ردها على السيد الادريسي،ظننت ان السيد مصباح سيرد عليها بمقال اشد قسوة،لكن المفاجئة كانت كبيرة عند قرائتي لرد السيد مصباح،سمو في الاخلاق والتسامح والعفة والنبل ان ذل هذا على شيء فانما يذل على صفاء قلب السيد مصباح رمضان الادريسي،الشيء الذي دفع بالاخت اخديجتنا بان ترد عليه بمقال تمدح من خلاله سمو اخلاق السيد رمضان،انصح شباط وبنكيران بقراءة رد السيد رمضان على مقال خديجتنا واتمنى ان يستفيدا منه ومن ان يسألا نفسيهما ما هي الامراض النفسية التي تملأ نفسيهما وما هو الدواء.
    لو كان بامكاني لعينت السيد رمضان رئيسا للدولة و لجعلت من الملكية ملكية صورية كما في الدول الاوروبية.

  • كريم
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 17:27

    ما يرد على ريم الصحراء بكلام قاس، لقد خلقت لاثارة الدهشة و الاعجاب و المحظوظ من ينال من لومها و عتابها ،تحية للسياسية و الاديب

  • Almohajir
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 18:02

    وغاب قمير وروح رعيان ونوم سمر فكان مجدي دونما كنت اتقي ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
    هل ستتحرر الصحراء بالشعر هل سنعود مرة اخرى الى نابغتهم وعكاظهم او عنيزة والاطلال ام ناقة طرفة ابن العبد
    ودخل الاخطل على هرون ولحيته تتقاطر خمرا فانشده بيتا من الشعرفضحك هرون واستلقى على ظهره واعطاه الف دينار وانصرف الصحراء ارض امازيغية مغربية وتابعة للماليك الامازيغية القديمة ولا وجود تاريخيا لجمهورية الوهم العربي

  • marrueccos
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 18:10

    حملكم المغاربة على أكتاف من ذهب ؛ بذلوا أرواحهم وأموالهم لتهنأوا ؛ لم ينتظروا منكم شكرا ولا جزاء ا ؛ غايتهم أن تشبوا دون عقد وتنخرطوا في بناء مغربكم ! اليوم معظم مدن الجنوب لها دعامات بناء تنمية مستدامة نحتاج la matiere grise لتقعيدها وليس البحث عن تشققات قضيتنا الوطنية لنزيد من توسيعها ! الشيطانة " حيدر " وحدها من شبت بين أشواك شجرة الأركان قادرة أن تلقنها درسا في الوطنية ; الباعمرانيات لسن بعيدات عنها ومن يطحن بالرحى ليس كمن يتاجر بها !!!!!

  • محمد الاغظف ولد اشبينه
    الأربعاء 7 ماي 2014 - 19:42

    لا شك في حديث اخديجتنا والتى اعرفها عن قرب بأنها مناضلة حية ونشيطة .وفعلا والدها وجدها كانا من المقاومين الاصيلين كذلك جدها من والدتها .فلايمكن ابدا نسيان او التغاظى عن الحقائق التاريخية ومحاولة القفز عليها .علما بان لا احد يمكنه النيل من تاريخ ابونا الشيخ ماءالعينين .لكن النقد لا بد من احترامه لانه الفعل الذى تحيا به الامم .شكرا لماءالعينين اخديجتنا وشكرا موصول للرمضان المصباحى على سعة صدره .ويقينا ان ابناء الشيخ ماءالعينين كلهم يحتفظون بحب ابوي للملكة الشريفة

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 21

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات