هل نحن في آخر منعرج التاريخ؟

هل نحن في آخر منعرج التاريخ؟
الإثنين 2 يونيو 2014 - 12:05

لكم أيها القراء الشرفاء الأعزاء بعض ما يعتمل في بعض الصدور، بكل صدق:

” الحديث صحيح. إن من باب منطق التاريخ المجرد أو من باب الإيمان المحض، الإيمان الذي يعني كل من كان إيمانه قويا، كل من آمن بالله وحده لا شريك له ربّا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا، أو كل من كان غير مجبر على كتم الحق و الحقيقة.

النبوة، ثم الخلافة الراشدة، ثم الملك العاض، ثم الحكم الجبري، ثم الخلافة على منهاج النبوة.

-التذكير ليس من عندي بل من عند الأستاذ فتح الله أرسلان في شريط بثته جريدة هيسبريس، و أما موضوع هيسبريس فهو موضوع طويل لابد للتطرق له مستقبلا إن شاء الله لأنه موضوع يستحق فعلا دراسة مستفيضة-.

العباسيون، الأمويون، الحكم الوراثي، معاوية…رضي الله عنه، الأندلس، المعتمد ابن عباد، يوسف ابن تاشفين…إلى آخره…

صحافة معيّنة تكتب: “الملك محمد السادس يعترف بالثورة في تونس”…أو “زيارة الملك محمد السادس اعتراف بالثورة في تونس”. المهم أن ملك المغرب يذهب لزيارة الرئيس الثوري الذي تقلد السلطة بعد سقوط الطاغية بن علي اللاجئ في الديار المقدسة.

الشيخ محمد حسان يقول، ما معناه، بأن لا رئيس و لا ملك بدون إذن من الله، بل بدون قدر الله و مشيئته. فكر الشيخ محمد حسان في هذه المسألة بالذات لا يتعارض منطقيا مع فكر فتح الله أرسلان أو فكر قيادة جماعة العدل و الإحسان.

ما يقع الآن في سوريا و في مصر و في تونس لا يخرج عن إطار المخاض الأخير الذي نحن بصدده في إطار الحكم الجبري، و الذي هو آخر محطة قبل محطة الخلافة على منهاج النبوة.”

طيب.

” و أما مسألة الصيرورة التاريخية في ما يتعلق بهذه المحطة الأخيرة، فلا يمكن حصرها في زمن معين أو تقييدها بظرف زمني محدد، في سنة أو سنتين أو عشرة…، فذلك في حكم الغيب.”

طيب.

” ليس فكر جماعة العدل و الإحسان هو الذي يتغلغل في العقول أو في القلوب سرا أو علنا، بل الحديث الصحيح هو الذي ينفذ الآن بسرعة مهولة إلى كل العقول بل كل القلوب، و ما جماعة العدل و الإحسان سوى ساعي البريد…

إذا كانت جماعة العدل و الإحسان جماعة صوفية، فالنظام المغربي نظام قائم على الصوفية، و الدليل الزاوية البوتشيشية و الزاوية الوزانية و الدرقاوية و القادرية، و الأضرحة، و الاعتقاد ببركة الأولياء الصالحين -و الله أعلم- إلى آخره… و أما الحديث فهو حديث صحيح، النبوة، ثم الخلافة الراشدة، ثم الملك العاض، ثم الحكم الجبري، ثم الخلافة على منهاج النبوة… ثمة تكمن قوة منطق جماعة العدل و الإحسان، بما أنها تقترح العدل إضافة إلى الصوفية التي يهواها أهل المغرب و لن يقبل بغيرها ربما.

الأستاذ محمد عبادي يقول بمناسبة ذكرى “المنزل الأسير”، الذكرى الثامنة أو العاشرة…، بأن لو كانت الجماعة لا تهتم سوى ب”الإحسان” دون “العدل” لما منعت من قبل النظام. هذا كلام خطير لأنه يجعل النظام في مواجهة أمر كبير: “العدل”. و الأسئلة تتواتر… هل النظام عادل؟ هل النظام يقيم العدل؟ هل النظام لا يظلم؟ إلى آخره… و هل يمكن أن ننكر اليوم بالذات مثلا بأن النظام حطّم حياة طفل موفق في دراسته، مشروع مهندس لامع لا يتجاوز سنه 19 سنة، بعد أن حطم النظام حياة كهل و كهول لم يزيغوا على نهج النظام قيد أنملة سوى من رفض لرشوة ممنهجة و محسوبية ساطعة فظلم شنيع؟ ما هذا الفشل المبين؟ أو ليس تحطيم مستقبل الناس، عوض التوجيه و المعالجة السديدة…، فشلا ذريعا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى أمور كبيرة لأن الله يمهل و لا يهمل؟ فمن ينكر بأن الله يمهل و لا يهمل…؟”

طيب.

” الحقوقي النويضي يتهم عبد الإله بنكيران بالدفع بالملك محمد السادس، نصره الله لإحقاق الحق، إلى الواجهة و ذلك بتكرار مقولة أن ما هو سوى موظف عند رئيس الدولة، يعني مجرد منفذ لتعليمات رئيس الدولة…و لكن الحقوقي النويضي نسي أن يقول بأن عبد الإله بنكيران لا يفعل سوى تكرار ما قاله قبله عباس الفاسي. نعم، عباس الفاسي لم يكن سوى وزيرا أولا، و أما عبد الإله بنكيران فهو رئيس الحكومة، فلعل عبد الإله بنكيران يريد أن يوضح للجميع بأن لا شيء تغير في المغرب رغم الدستور الجديد الذي بقي أو ما زال حبرا على ورق…، و الله أعلم.

و أما الساحة السياسية فهي تتسم بتناقضات لا يصفها الواصفون، فهذا، مثلا، شيخ عالم يصلي وراءه أمير المؤمنين فيقول في حق المناضل عبد الرحمان بنعمرو -رمز العطاء الحقوقي بدون مقابل- ما قاله…، و هذا وزير العدل مصطفى الرميد يمجّد بعبد الرحمان بنعمرو و يصفه بأول الحقوقيين المغاربة الصادقين. فعكس ما يمكن أن يتصوره البعض…، هذا تناقض ليس بالظاهرة الصحية البتة…، و سيكون طبعا التاريخ بل القدر هو الحكم.”

طيب.

” النبوة، ثم الخلافة الراشدة، ثم الملك العاض، ثم الحكم الجبري، ثم الخلافة على منهاج النبوة. و لكن هل هذا يمنع أن يكون التغيير أو الثورة السلمية من فعل رئيس الدولة؟ أليس الله فعّال لما يريد؟ هلاّ أجاب الأستاذ فتح الله أرسلان على السؤال و الأسئلة، فهو المعارض الصادق الذي يتعطش الناس دائما لتضحياته -و تضحيات أمثاله بغض النظر عن توجهاتهم السياسية- بالسير قدما في الجهر بآرائه حتى تكتمل الصورة… نريد أن نفهم. نريد وضوحا تاما، فما نحن سوى عامة الناس…”

كذلك هو لسان حال الناس…

“سننتصر، أكيد. المهم أن مشيئة الله تطمئننا، فالخلافة على منهاج النبوة آتية لا ريب فيها، فالحديث صحيح. ولكن الإعجاز الرباني يكمن في أن لا أحد يعلم متى سيتم أمره عزّ و جلّ في علاه. كما أننا نرحب بالخير الحق الحقيقي حقيقة أيا كان منبعه الصادق.

لن يخسر كل فرد نزيه مظلوم سوى حياته ربما، أو مستقبله، و لن يذوق ربما -لا قدر الله- سوى عذاب الدنيا الفانية على يد ظالمين ظلمة ربما، و لكن لا ردّ لمشيئة الله و قدره. فالحديث صحيح. الحمد لله وحده لا شريك له.”

حسنا.

لا يرد القدر إلا الدعاء، و وعد الله حق، و لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه، فما علينا سوى أن نحاول الدفع في سبيل الإصلاح بأقل تكلفة ممكنة، في ثبات و نزاهة و بكل الصدق، و ذلك بالتقريب بين الآراء و المناهج و المواقف، و الإصلاح بين الناس، حتى يقضي الله أمرا كان مقضيا، فلعل ثمة أجر عظيم. والله أعلم.

‫تعليقات الزوار

3
  • السلام
    الإثنين 2 يونيو 2014 - 19:15

    والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون

  • مغربي حر
    الإثنين 2 يونيو 2014 - 22:41

    مقال في الصميم حياك الله .. تحليل منهجي و موضوعي .. رسائل لمن يهمهم الأمر

  • abo ayoub
    الثلاثاء 3 يونيو 2014 - 11:24

    حفظ الله هذا الكاتب الصادق النزيه الذي قل امثاله وقد قرات قصته وانه ابتلي بسبب نزاهته في بلد كثرفيه اللصوص وناهب المال العام ولانجاس دايما يتضايقون من الاطهار قال تعالي حاكيا عن قوم لوط اخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون صدق الله العضيم

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة