عندما تمنح الشبكات الاجتماعية المنصة لمن لا منصة له..

عندما تمنح الشبكات الاجتماعية المنصة لمن لا منصة له..
الإثنين 16 يونيو 2014 - 00:56

يتأكد لي يوما بعد يوم أنه بقدر ما لهذه الشبكات الاجتماعية من مزايا و فوائد، لها من مساوئ و علات بنفس القدر، أذكر على سبيل المثال لا الحصر أن تعطي هذه الشبكات “قيمة” و منصة لمن لم يكن ليحلم بها في عالم ما قبل الفايسبوك و التويتر.. إذ يستطيع أن يتطاول من لم يكمل دراسته الابتدائية أو الثانوية على من يحمل شواهد ماجستير و دكتوراه من أرقى الجامعات العالمية دون أن يجد لذلك حرجا في نفسه و لا خجلا من ذاته…

لقد كسرت الشبكات الاجتماعية بعض الطبقية في التواصل الانساني و هي نقطة تحسب لها، لكن في ذات الوقت مكّنت بعض التافهين من التطاول على أسيادهم في المعرفة و العلم دون مراعاة لفارق المستوى العلمي و لا لواجب الاحترام.. العلم مبني على الشك فعلا و التشكيك في الأفكار حتى نصل إلى أقرب نقطة إلى “اليقين” دون أن يكون مطلقا.. و هكذا تطور العلم دائما و وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من تقدم علمي و تبادل أفكار آني عبر الانترنت كمثال… لكن من مارسوا ذلك الشك كان لهم نفس مستوى من شككوا في أفكارهم… فحقّ لهيجل أن يشكك في أفكار كانط و فيخته.. و لماركس أن ينتقد هيجل و فيورباخ…

و حق لإينشتاين أن يدحض نظريات نيوتن، و حق أن يختلف اينشتاين و بور.. و هذا ينطبق على كل المجالات العلمية و المعرفية من علوم طبيعية و إنسانية و اجتماعية و غيرها.. و نستطيع أن نسوق أمثلة من العالم العربي لتقريب الفكرة أكثر، أن يتعارك فكريا أمثال الجابري و أركون و العروي و طرابيشي و في فترة سابقة ابن سينا و ابن رشد و حتى في الشعر عندما يتعارك جرير و الفرزدق فالأمر يتعلق بمواجهة بين فطاحلة من نفس المستوى المعرفي و الإبداعي تقريبا… و حتى في مناقشة أية أطروحة دكتوراه في أية جامعة في العالم يحضرون لجنة تحكيم من الدكاترة و لا يسمح لغير الدكاترة بطرح الأسئلة على عارض الأطروحة.. و الأكاديميات العلمية الأكثر عراقة و مرتبة في العالم لا تقبل عضوية من هبّ و دبّ و تنتقي أعضاءها وفق معايير محددة مبنية على الكفاءة العلمية و الأكاديمية، فلا يقبل غير الأكفاء و الأفضل بين أقرانهم… سيقول قائل العقاد و إديسون و بيل غيث أو حتى مارك زوكربرغ لم يكملوا دراستهم و حققوا نجاحات كبيرة…فعلا دائما هناك استثناءات، لكن من لا تنطبق عليه عشر ميزات مثل هؤلاء لا يحق له أن يفتح فاه و يتجرأ على من فاته سنين في العلم و التحصيل (يقول المثل المغربي: اللي فاتك بليلة فاتك بحيلة…. مع مراعاة السياق..)

مناسبة هذا الحديث هو مطالعتي بالصدفة لمقال أحدهم و هو يتجنى على المرحوم د. المهدي المنجرة و يعتبره من المخرّفين و المشعوذين!!!!! الرجل رحمه الله ليس قديسا بالتأكيد، وقد لا نتفق مع بعض أفكاره، لكن الأمر يتعلق بعالم معترف به دوليا في علم من العلوم الذي له قواعده… و ليس لبعض التافهين الحق في التشكيك في قواعد علم وضع أسسه فطاحلة لن يصلوا إلى مستواهم حتى لو كتبت لهم حياة أخرى و أعادوا تحصيلهم الدراسي من جديد..وعلم المستقبليات الذي اشتهر فيه د. المنجري علم مبني على الرياضيات و علم الإحصائيات، و له تطبيقات شتى، كتقدير حجم المخاطر في قطاعات التأمين والصناعات المالية، و غيرها من المجالات و أعرف شخصيا أصدقاء مغاربة دكاترة يشتغلون في مثل هذه المجالات و ليس لهم وقت لتضييعه في الفايسبوك أو شرح ما يقومون به لمن لا شغل له..

أستحضر هنا مثالا من أطروحة دكتوراه ناقشها بنجاح باهر صديقي العزيز د. محمد نميش في جامعة بلنسية الاسبانية قبل ما يزيد عن عشر سنوات، و كنا نذهب إلى جامعتنا، هو إلى كلية الرياضيات و أنا إلى كلية الفيزياء في الواحدة صباحا أحيانا!!! و لنا قصص طريفة من ذلك الزمن الجميل (جميل فعلا حتى دون فايسبوك:) ). صديقي الرياضي (من الرياضيات و ليس كرة القدم) كان يطور نماذج رياضية بحتة لمحاولة فهم تطور الإيديلوجيات و الأنظمة السياسية في عالم معولم و توقع مسارها و مستقبل تطورها. و هكذا كان يعتمد في نماذجه الرياضية التي لا زلت أذكر بعض معطياتها (إذ كنا في الطريق على الأقدام إلى الجامعة نحدث بعضنا البعض عن بحوثنا كل في مجاله)، مثل: القمع، الحكامة، مؤشر تدهور البيئة، القومية، النمو الاقتصادي، النمو الديموغرافي، الخ، كل هذه المعطيات الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية كانت تدخل في نماذج رياضية و يعتمد فيها على محاكاة و إحصائيات للحصول على سيناريوهات مستقبلية، تسمح بتوقع انحسار أو ازدهار النظام الرأسمالي الليبرالي أو الاشتراكي أو ظهور إيديلوجيات قومية أو دينية، الخ. أسوق المثال فقط لأذكّر أن العلم بحر كبير و لا يحق لمن لا يتقن السباحة أن يخوض فيه، و إلا فلن يكون مصيره أفضل من الغرق.

لا يجب تقديس أي كان من بني البشر، لكن هناك واجب الاحترام، أما النقد و مقارعة الأفكار تأتي ممن يملك حدا أدنى من المستوى الأكاديمي و المعرفي.. أما غير ذلك فمجرد عواء ذئاب و هذيان مرضي لا يستحق أدنى التفاتة.. و لولا هذه الشبكات الاجتماعية المجانية لما حلمتم يوما بأن يقرأ لكم مائة أو ألف من العامة…

بالمغربي: “الحاصول، الله يهدي ما خلق”…

* خبير دولي في مجال المياه وأمين عام للمنظمة العربية للعلماء الشباب

‫تعليقات الزوار

11
  • nagafat
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 01:26

    vous avez raison M. les analphabétes n'ont jamais aimés les savants.2/nous assistons aujourd'huit a des especes humaines qui interviennent sur le Mur plus fort que google.ils savent tout: de l'imaginaire des Anes jusqu'a l'interét du miel.HAZOULAT RAHIMA LLAH LES THEORICIENS il ne reste plus que la poubelle.

  • Simo Med
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 01:30

    I think you are writing about someone holding the name of a famous ancient philosopher that I read his " article" in another website. At least , as Islam invites , we have to talk about those dead people respectfully and in a good manner. We have to feel ashamed to dear to talk about them at the moment that we didnt come up with
    something new and useful to humanity as they did.

  • الحياني :سيف ذو حدين
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 02:01

    للأسف هذه المواقع تشبه صندوق الانتخابات لا يمكن أن تمنع أحدا من التصويت مادام له كيان ولوكان أعمى اصم وابكم الصندوق في بلد أمي أخطر من التعليق في الفايسبوق!!!!!!!!!!!!!!!!!!!لأنه ياتي بأباطرة الحشيش واللصوص للتحكم في الرقاب وها أنت ترى كم حزبا يطرق أبواب القنب الهندي رغم أن القانون واضح ألا يعلمون أنه لايمكن الترخيص لزراعته في كتامة ومنعه في سوس؟

  • البيضاوي
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 03:10

    المرحوم البروفيسور المهدي المنجرة عالم موسوعي له منطقه الخاص وكما قرأنا له أو تابعنا محاضراته عبر الإعلام فعلم المستقبليات ليس تنبّؤات بل دراسات معمّقة للمعطيات في كافة المجالات وتتم دراسة وضع من الأوضاع على يد مجموعة من الباحثين كل حسب اختصاصه و تحت إشراف خبير لذلك نلاحظ الاهتمام المتزايد للدول المتقدمة بعلم المستقبليات لتحديد نقط القوة و تصحيح الخلل حتى يمكن للدولة معرفة واقعها و طرق تحقيق أهدافها و ميزة المرحوم المهدي المنجرة أنه مفكر متجرّد موهوب في تخصصاته المختلفة أما النكرة الذي تطاول عليه فيكفي أن نقرأ السطور الأولى من ما يسميه "مذكرات في السجن" حتى نصاب بالغثيان هذا الشخص يستبلد الناس بكلامه الساقط السوقي وهوفي الحقيقة يريد ياكل طرف دالخبز !! و كلامه عن السي المهدي رحمة الله عليه إنما من أجل الشهرة ليس إلا بعد أن لم ينجح أسلوبه الركيك في الكتابة في إيصاله لمبتغاه و الحمد لله أن كل المعجبين بترهاته على صفحته قد نفروا منه بعد تهجمه على المرحوم السي المهدي بل و أذاقوه من جنس تعابيره ما أخرسه و ألزمه التواري و حسنا فعلت يا أستاذ جواد أنك لم تذكر اسمه حتى لا ينال مراده

  • Mustapha Azayi
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 04:09

    If we have relied on you Arouba you would never allow anyone to utter a word of criticism especially when it hits the arrow straight in the heart of issues. That is why we raise our hats to the young Americans or Westeners who tend to think differently than the way you do. Through your article and the weird message you are trying to convey to us you sound nothing but pompous and discriminatif and that is why perhaps you are an accademic. But in America it isn't the accdemician like you who contribute to innovation and to the progress of science and knowledge it is obviously the free-minded and the self-taught. All of those who developped social-media systems including computer programs and computer machines are college drop out. So get a grip on yourself and don't be a disriminatif fool.

  • Ahmed Ben Ahmed
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 05:06

    Tu as dis

    مناسبة هذا الحديث هو مطالعتي بالصدفة لمقال أحدهم و هو يتجنى على المرحوم د. المهدي المنجرة و يعتبره من المخرّفين و المشعوذين!!
    pouvez vous donc nous donner le nom de l'article et celui qui l'a ecrit pour se faire certain de ce que vous dites. Merci.

  • fatima
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 09:31

    احيي فيك روح الغيرة على المرحوم المهدي المنجرة والذي شق طريقه نحو الخلود بافكاره وكان جدير بعلمائنا وخبرائنا ان تاخذهم خبراتهم الى فك الحصار والتهميش في بلده الذي اعتز بالانتماء له فعاش فيه الى ان ودعه وودع اهل وطنه محترما لكل فرد من افراده رغم جهلهم قيمته العلمية والانسانية .وكان حري باشباه المثقفين واشباه العلماء والخبراء ان يقفوا وقفة يسجلها لهم التاريخ المحلي والعالمي من اجله وفي ابسط الحالات كان عليهم خلق جائزة من جيوبهم ان اقتضى الحال اعترافا منهم بجميله في حياته واثناء خوض معركته الصامتة الرصينة .من منكم وقف ضد مصادرة حقه في القاء المحاضرات ببلده?في الوقت الذي كان مرحبا به في اعلى الجامعات تصنيفا عالميا.
    هؤلاء الذين يتخذون من شبكات التواصل منبرا لانهم لامنبر لهم من اجلهم ناضل المهدي ومن اجلهم نادى بالكرامة هؤلاء سيدي الخبير احترمهم المرحوم لان ايمانه راسخ بان الراي يحترم والفكرة تناقش فرحم الله امرءا عرف حق قدره.ففي الحياة ليس هناك عبد ولا سيد لان الله سمى الاشياء بمسمياتها فهناك ظالم ومظلوم ولا تكن بني ظالما باسم الخبيروالا اصبحت خاضعا للوصف المذيل لما كتبته من طرف "خبراء"

  • عبدالله
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 09:56

    الحرية حينما لا يعرف الإنسان حدودها تصبح فوضى و هذا ما وقع للذي حاول أو سيحاول الظهور على حساب المرحوم العالم الموسوعي الدكتور المهدي المنجرة فالجهل مصيبة و الأخطر عدم معرفة الإنسان بجهله

  • يا صباح الالهاءات
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 10:43

    استراتيجية الإلهاء كنمط جديد لتدبير الشأن العام

    فالتاريخ يعيد نفسه كما قال ابن خلدون، فلا يعقل في القرن الواحد والعشرين قرن المعرفة والعلم والتكنلوجيا أن يتم نقل المرحلة بعبثها وبتفاهة مشهدها السياسي في ظل النكوص الناجم عن تضخيم الأنانية و الذاتية المنتقمة لمصالحها ولسنوات الضياع ضدا على المصلحة العليا لهذا الوطن .

    جامع سموك

  • محمد
    الإثنين 16 يونيو 2014 - 10:59

    J'ai connu Jaouad, c'est quelqu'un de modeste et pas du tout arrogant. Je pense que l'article de mohamed socrate publié sur goud point ma l'a énervé , moi perso j'avais envie de vomir en lisant l'article de ce socrate qui se croit quelqu'un..

    Pour la commentatrice ci-dessus qui dit pourquoi il a mis expert, bien il doit mettre un titre pour publier l'article, ou tu veux qu'il met je suis rien chomeur ou tu lis l'arrogance où il 'y en a pas?
    salutations mon frère Jaoaud

  • brahim
    الإثنين 14 يوليوز 2014 - 16:37

    هنيئا لك قد قلت مافيه الكفاية, المنجرة اكبر من ان يتهمه الجهلا واصحاب الفكر المرتزق والمنافق

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 6

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال