هيب هوب!

هيب هوب!
الإثنين 17 شتنبر 2007 - 00:53


مثل معظمكم، كانت نظرتي للشباب، المعجبين والمغنين للراب نظرة دونية لا بأس بها. بسراويلهم المتهدلة وتلك المناديل التي يلفونها حول رؤوسهم والتي لا يعلم سوى الله من أين أتوا بها، وتلك الحركات التي لا أفهم لما يصرون على أن تكون عنيفة وكأنهم يلكمون شخصا ما تحت أقدامهم ألف مرة في الدقيقة.


بهذه المعطيات الظاهرية – أقول – لم أجد بدا من أن أشعر بنفور منهم ومما يصدحون به على مواقع الإنترنت في بادئ الأمر، وعلى سيديات محترمة مؤخرا.


كان يكفيني بنظرتي السابقة أن أرى تلك السراويل تتجرجر أرضا لأقول في نفسي أن هؤلاء بحثوا عن ذواتهم فوجدوها عند الفيفتي سانت.. هناك.. على بعد آلاف الكيلومترات.. حيث يغني لمجتمعه. فقاموا بتقليده كما ينبغي لشخص من العالم الثالث يحترم نفسه. وهاهي النتيجة المريعة أمامي. لو حسبنا عدد السراويل التي مزقت بسبب جرجرتها لاستطعنا كساء ألف فقير !!!


لكنني مدين لهؤلاء، أو لبعضهم في الواقع، بالاعتذار. مشكلتي، ومشكلة الغالبية منا، أننا نحكم مباشرة على الشيء وعلى أصحابه قبل أن نهدأ ونفكر. ومباشرة نحكم في القضية لصاحب النعجة الواحدة ونقول له أنه ظلم لما طلب منه ضم نعجته الواحدة إلى النعاج التسعة والتسعين.


فقبل شهور قليلة، قررت أن “أتواضع” وأستمع إلى أغاني فرقة طنجاوية ذات شهرة لا بأس بها تحمل إسم “الزنقة فلو”. وهنا أعترف أنني فوجئت. هؤلاء الشباب لا يلعبون أبدا. الكلمات التي يرددونها كلمات صادقة، معبرة، تحمل الكثير والكثير من الواقع المعاش.


هؤلاء الشباب ينتقدون ظواهر المجتمع بالكلمات التي يستعملها المجتمع نفسه، وبجرأة كبيرة لا نملكها حتى نحن أصحاب الأقلام في أحايين كثيرة. تستطيع أن تلمس الصدق في كلماتهم النابعة من صميم واقعهم المر.


مساجين، وأبناء حي عاطلين، ومهندسون أيضا، يتألمون ولا أحد يستمع لألمهم. وجاء الراب لكي يفك عقدة لسانهم وينطلقوا في نقد قوي جدا لكل ما يرونه معوجا.


فاجأوني فجلست أستمع وأفكر أنني أمام ظاهرة حقيقية، وليس مجرد شباب يتسلون بتقليد أبناء العام سام لعقدة في نفوسهم، بل إنهم يدركون ما يفعلون جيدا.


شخصيا، أحببتهم وتفاعلت مع ما يروونه. عالم “الزنقة” المليء بالأخطار والمصائب والمشاكل والظواهر الغريبة التي لن تسمع عنها أبدا إن لم تكن “إبن زنقة”. حملوا لي، على جناح الراب، عالمهم الذي يؤرق مضجعهم، نظرة الآخرين إليهم والتي تجعل كرههم للمجتمع المنافق تتضاعف.. إلخ.. إلخ


ماراقني أيضا، أنهم يرددون غير ما مرة كلمات غابت تماما من قاموسنا الفني، مثل: الرجولة، الشهامة، احترام الوالدين، احترام الأنثى..


لا أنكر أنني أتحفظ على بعض الكلمات النابية، وهي قليلة، وعلى بعض الأغاني التي تلمس فيها – بشكل غير مباشر – تشجيعا على دخول عوالم ” الزنقة”. لكنهم مثل غيرهم يحتاجون إلى النقد والتوجيه كي يستطيعوا تقديم فن هادف أكثر.



شخصيا، أعترف أنني أفضل أن أستمع إلى شخص يقسم أنه سيكسر أسنان من يمس كرامته بسوء على أن أستمع لآخر يتلوى على شاطئ البحر و”يسبل” عينيه، مشتكيا من ترك حبيبته له بدون سابق إنذار. أو لستم معي في هذا؟



Foras.maktoobblog.com


‫تعليقات الزوار

2
  • قرا أو سكت
    الإثنين 17 شتنبر 2007 - 00:55

    أنا مدوز 17 عام ديال الراب في المغرب و حيت كنغني تحت الأرض على الشعب و مشاكيلو و على الشباب و خصوصا على الزنقة أنا مامشهورش و الحمد الله و لكن كن كنت كنغني على الساطات و الفلوس و داكشي الزوين بحال أشكاين للي غير كيخورو فالراب و لا البيغ للي متناقد غير معا راسو كون راني تاأنا بحالهم و لكن أنا اختاريت راب كيهدر على داكشي للي كانعيشوا أنا براسي و دراري معاياأو واحد الحاجة الراب أصلا جا باش يوري الخيب و يعريه و يبينوا و رجعوا للقصة دراب و شوفو كيفاش دايرة و شوفوا هاذوا كيفاش حرفوه غير باش يتشهروا

  • محمد لتطواني
    الإثنين 17 شتنبر 2007 - 00:57

    هؤلاء مجرد مهرجين ومرضى ضحايا العولمة وعوض تشجيهم لابد من البحت عن علاج لهذا الوباء الخطير

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17

عريضة من أجل نظافة الجديدة

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج