'تمزيرت أفلا'

'تمزيرت أفلا'
الأحد 19 شتنبر 2010 - 23:59


خطوة في درب السينما الأمازيغية



تحاول الحركة الأمازيغية أن تجد لها موطئ قدم في كل المجالات للتعبير عن نفسها، في السياسة كما في المجال الفني، مثل المسرح والغناء، غير أن وزن الصورة يبقى طاغيا، لذا يحظى إنتاج الأفلام وتلقيها بأهمية خاصة، من طرف متلقي أمازيغي، لم يعد يعيش في عزلة بفضل كهربة العالم القروي وانتشار التلفزة والفسيدي.


وضمن هذه الحركية، عرض في 2009 ببعض قاعات السينما فيلم “تمزيرت أفلا” أي “بلدة الأعالي”، فيلم يصور محنة قرية معزولة في قمة جبل، يحلم أهلها بطريق تربطهم بالعالم الخارجي، يزروهم الشيخ (أمغار) مبعوثا من القايد، ويخبرهم من فوق بغله عن لجنة تقنية ستزور البلدة قصد الإعداد لإنشاء الطريق، يفرح الأهالي، ويطلب منهم الامغار، بناء على أوامر القايد، الترحيب باللجنة بل وإظهار الفرح، يستجيبون فورا، فيصحح لهم الأمغار أن الفرح لا يكون إلا بذبح بقرة.


ذهل القرويون واحتاروا، ليس لأن البقر تشابه عليهم، بل لأن القرية ليس فيها إلا بقرة واحدة، بقرة الأرملة فاظمة، وهي بقرة عجفاء فاقع لونها لا تسر الناظرين، ومع ذلك أصر الأمغار على ذبحها.


أكل أعضاء اللجنة جسم البقرة وقرروا أن إنجاز الطريق مستحيل تقنيا، وهكذا تعرقل التواصل مع العالم الذي يجري، بينما البلدة راكدة.


قرر الأهالي إنشاء الطريق جماعيا (التويزة)، حمل الرجال الفؤوس والرفوش وبدأت معالم الطريق تظهر، لكن من أين ستمر الطريق؟


أرض الحاج محمية، فالأعيان فوق الفلاحين.


بقيت أرض الأرملة، وهنا رفضت وشتمت الرجال الذين يحقرونها لأن ابنها هاجر إلى فرنسا منذ سنوات وانقطعت أخباره وذكرتهم بأكل بقرتها…


خجل الرجال من أنفسهم فتوقفوا عن الحفر ورجعوا إلى المقهى للعب الورق ومشاهدة التلفزيون، وقد فشل الطالب الجامعي، الحامل للوعي التاريخي في تعبئة الفلاحين لنجدة أنفسهم وتحسين شروط مستقبلهم، لذا غرقت البلدة في الانتظارية… وفجأة رجع ابن الأرملة بثروة كبيرة وقرر أن ينشئ الطريق بمفرده… عم الفرح، غير أن شكوكا حامت حول مصدر ثروته، اعتبرها بعض الرجال حراما واستنتجوا أن الطريق التي سينشئها حرام ولن يمروا بها… هكذا أصبح الدّين عامل تفرقة، هكذا تبدد الحل المستورد فجأة، لم تقع لا ثورة ولا قومة، وتبين أن الحرية كما قال بول باسكون “تؤخذ بالسير لا بانتظار الليلة الكبرى”.


دخلت البلدة في منعطف جديد… جاءت الفرنسية زوجة المهاجر ومعها طفله، وحينها نزل الأمغار من البغل ترحيبا بها في “تمازيرت أوفلا”… ومن خلال شخصية الأمغار وبغله، نتعرف على سلطة القايد المطلقة حتى دون أن يظهر، لأن الخوف من سلطة المخزن متجذر في الخلايا الوراثية للقرويين… ويترسخ هذا الوضع لأنهم يفقدون قواهم الحية، “فالشباب والمواهب والنقود تغادر البادية” كما قال باسكون، فالطالب يصطدم مع حبيبته التي تحرم الطريق على نفسها، فيدرك أن الحب المتبادل ليس طريقا مضمونا للوصول إلى التفاهم، لذا اختار طريق المعرفة، سافر إلى حيث الجامعة… فبقى الفقراء الجهلة والنساء تحت رحمة الأمغار والقايد والحاج.


هذا هو الخط الرئيسي للفيلم، وهو أقرب إلى الوثائقي في تصويره لنمط حياة البلدة، فيلم يظهر الكاميرا تفكر في المجتمع، الكاميرا تتدرب على ممارسة وظائف علم الاجتماع القروي، تكشف السوسيولوجيا السياسية للمغرب العميق، حيث الفلاحون الفقراء تحت رحمة الأعيان والسلطة التي يتحالفون معها، والنساء تحت رحمة الفلاحين الذين يقهرونهن للحفاظ على تقاليد الكرم في القبيلة. كرم من عرق النساء في الحقل.


فيلم بقليل من المشاهد الدرامية وكثير من المشاهد الوثائقية، وقد تم التصوير في مشاهد طبيعية جميلة، كما خلقها الله، لكن لهذا التصوير مشكلتين:


الأول أن هذا الجمال المبهج يخص عين السائح الذي يزور “بلدة الأعالي” مرة واحدة ليبتهج بالطبيعة البكر، هذه الطبيعة المؤذية التي يحس بها القروي في لحمه وعظمه. والجمال هنا لا يعوض القسوة. وهذا التناقض بين موقف الشخصيات وموقف الكاميرا مشوش. المطلوب هو أن يعكس موقع الكاميرا ذهنية الشخصيات.


المشكل الثاني أن تصوير الطبيعة ليس وظيفة سينمائية، وعندما تم استخدامها بكرا جاء تصوير ديكور المشاهد خاما، دون أي جهد إبداعي، ديكور لم تلمسه يد الفنان ليعبّر. الطبيعة الخام تعبر عن نفسها، الديكور المجهز – الذي لمسته يد الفنان- يعبر عن الشخصيات وعن الرؤية الفنية للمخرج.


جاءت معظم المشاهد في الفيلم إخبارية تقريرية، لم يتم بناؤها خطوة خطوة، وقد جرى استخدام اللقطات العامة بكثرة، وهي تعرض المشهد دون تفاصيله، وهي لقطات في كادرات عفوية تليق بفيلم هواة، لقطات طويلة تكون فيها الكاميرا ثابتة، بينما يصعد الممثلون الجبل صامتين، وهم يبدون صغارا من بعيد، لذا تغيب تفاصيل الوجوه ويجثم وقت ميت ثقيل… حينها تنبعث موسيقى شديدة مؤذية للأذن، موسيقى تصويرية ذات إيقاعات محلية، لكنها موسيقى خام ركّبت على الفيلم دون أن تُصقل لتلائم المشاهد، بل هناك تفاوت واختلال (décalage) بين الصوت والصورة، حتى أنه لا أثر لمهندس الصوت في الفيلم، لذا جاء الصوت خاما.


يقول المؤلف الموسيقي الايطالي نيكولا بيوفاني “في السينما على الموسيقى أن تبقى في الكواليس، عليها أن تشتغل في لا وعي المتفرج وعليها أن لا تكون واضحة بشكل مباشر”. ويتحقق هذا الاشتغال بمساهمة الموسيقى التصويرية في تكثيف اللقطات وزيادة مدى إحساس المشاهد بها. (مثال مضاد: كثيرون بكوا وهم يسمعون موسيقى فيلم تيتانيك).


عندما تصل شخصيات الفيلم إلى الأعلى، تصمت الموسيقى ليبدأ الحوار، حينها يتم تصوير مشاهد رتيبة، إذ يصطف كل القرويين جنبا إلى جنب أمام الكاميرا ويتحدثون، وهذا نقص في إدارة الممثلين وفي الإخراج (لاميز أونسين)، و”هو مخطط أو تصميم مؤلف من تنظيم وتوزيع الممثلين في اتصالهم ببعضهم البعض ومع المحيط أو المنظر… يتتبع الحياة والذاتية المميزة للشخصيات وحالتها السيكولوجية” (أندريه تاركوفسكي).


هذه أعالي لم تصلها السينما الأمازيغية بعد، لذا فبسبب ضعف الإمكانيات والسرعة في الإنجاز، هناك الكثير من الخام في “بلدة الأعالي”، خام في الصوت والصورة، ويبدو أنه يتوقع من النقد السينمائي أن يكون متفهما لخلو الساحة وتعثر البدايات وضعف ميزانية الإنتاج.


رغم كل شيء، يبقى الفيلم خطوة في درب السينما الأمازيغية، فيلم يقدم حكاية غنية بالأبعاد والقيم، يقدم قيم بطولة “جْماعة” شتتتها الخلافات، إذ تسبب العجز عن إدارة الحوار بين القرويين في فشلهم في تحقيق هدفهم وبالتالي استمرار العزلة والبؤس الرهيب الذي يعيشون فيه.


لم يبتكر القرويون طريقا ليتواصلوا فيما بينهم في عزلتهم الكريهة، لذا لم ينجحوا في شق طريق تضمن تواصلهم مع العالم. ومع ذلك، كلما تدهور وضعهم زاد تعاطف المتفرج معهم. وقد جاء السيناريو رتيبا في الثلث الأول من الفيلم، متوسطا في الوسط وتحسن كثيرا في القسم الأخير، لأن أطراف الصراع غدت واضحة، مما أنتج مشاهد مقنعة، عن بطولة جماعية لسكان بلدة من المغرب العميق، بلدة تريد التواصل مع العالم، وتنتظر يدا تمتد إليها…


كذلك تنتظر السينما الامازيغية أيدي كثيرة لإخراجها من نمطية الفيسيدي التي أفقرتها، أيدي ماهرة، في الكتابة والإخراج، من أجل تحميل المتخيل الجمعي في الثقافة الأمازيغية من الشفوي إلى الصورة، لأن الشفوي يتهدده الانقراض، بينما الصورة كحامل قوي، تسهل تخزين وتداول واستهلاك ذلك المتخيل، مما سيضمن وصوله إلى الأجيال الصاعدة.

‫تعليقات الزوار

13
  • أمغناس
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:03

    هذا جميل، الشكر للكاتب. ولكن لدي اعتراض على القول بأن الحركة الأمازيغية “تحاول أن تجد لها موطئ قدم” في كل المجالات. هذا سوء فهم للمجتمع ووسائل تعبيره الثقافية، وخلط بين الحركة الأمازيغية كحركة سياسية-ثقافية تحاول فرض نفسها كطرف في الصراع السياسي وتسعى إلى أن تحقق نجاحات من خلال مكتسبات ذات طبيعة سياسية-حقوقية، وبين أشكال من التعبير متعلقة أساسا بالمجتمع المروكي وتتخذ وسائل منها السينما والمسرح والغناء وغيرها، ولا أفق سياسي بمعناه الحقيقي لها.

  • fouklal
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:15

    السلام, اتمنى ان تكثر متل هده الافلام لانها تعبرعن واقع المغرب المنسي.وان تترجم بالدارجة والفرنسية لكي يشاهدها الجميع.

  • yassine
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:23

    السلام عليكم
    كالعادة, تحليل جيد ونقد بناء ممزوج بكثير من التفاؤل, أجمل متمنياتنا للسيمنا الأمازيغية ذات السيناريوهات الجميلة التي يجب على المخرجين المغاربة تبنيها لأنها من يحمل الهوية المغربية الحقيقية.

  • ابو البراء الامازيغي
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:13

    بصراحة مقالاتك مملة ولا رائحة ولا طعم لها
    واقول لك بتمازيغت ثيرانك ثمسوس ثكاالوض
    ثسموس ام اغي ندون دو اجنث…

  • SS NAZI
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:17

    السينما الامازيغية تطور نفسها بنفسها و تعتمد على المبادرات الفردية

  • مغربي
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:25

    هنيئا للكاتب, العودة الى ألصل أصل ,, ليس في دلك تشنج أو اتغلاق أو حقد على الآخر وهو جزء منا, تشكرات قوية للموقع هيسبريس على فتح نقاشات موضوعية تقرب المغربة أجمعين من موضوع الهوية ,,, وندكر أن الحركة الثقافية في مبادئها ضد الانغىق والتطرف ,, فهوية الآخر هي غنى لهويتنا ,,, اننا لا نطمح سوى الى تصحيح مسار الحركة الوطنية المغربية حتى لا يضيع شعبنا وقيمنا وسط الزحف الآتي شرقا وغربا ,, يحيى المغرب والتنوع الآصيل في سبيل الوحدة الوطنية بقيادة جلالة الملك حفظه الله,

  • مغربي
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:11

    نقرأ كثيرا تعابير مثل السينما الأمازيغية، والمسرح ألأمازيغي، والأغنية الأمازيغية، والضغر الأمازيغي، والصحافة الأمازيغية، واللئحة طويلة وقد تزداد طولا مع التسميات الجديدة، إلا أنني أتساءل عن تغييب الانتساب إلى المغرب، مثل القول، بالسينما المغربية الناطقة بالأمازيغية حتى نميزها عن سينمات دول أخرى قريبة أو بعيدة.
    نخاف أن يضيع إسم المغرب وهويته وتعدده الثقافي واللساني في شوفينيات ضيقة قد لا تنتهي إلا بحروب ستحرق الأخضر واليابس لا قدر الله.

  • AHMED. lycée oued eddahab. TIF
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:09

    بصراحة مقالاتك مملة ولا رائحة ولا طعم لها je te connais depuis que tu etais eleve a TIFLET une personne momile essais uen autre choes vendre les livres des des.. et essais de lire encore ‘cest possibel d’avoir …..meme si c’est loin

  • ahmed ait boudar
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:05

    في حقيقة الأمر لم أتصور يوما أنك ستبدي أهمية للمسألة الأماويغية خصوصا الجانب السينمائي منها, لأنك درست بعاصمة الأمازيغية بأكادير و لم أسمعك ذات يوم تعطي أهمية لهذه اللغة لغتي الام اللتي أفتخر و أعتز بكوني أحد أبنائها

  • محمد أيت الحافظ
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:01

    السلام عليكم ورحمة الله
    اولا : اريد ان ارد صاحب الرد رقم 4 (ابو البراء الامازيغي ) انت مال فمك مسرول ماكياغن إجا امينك اصاحبي نيغد غار أورتفهمت بات تماغت ستوميت , عفوا إخواني هده اللغة خاصة به المهم ان النقد لا يلحف بهذا الاسم الا بني على اسس صحيحة و معلومات علمية متينة اما كلمات السب و الشتم ما هي الا دليل مابعده دليل لى ضعف الشخصية و انعدام موقف محترم .
    ثانيا : بخصوص النقد فأحييه على مناقشته للفلم الامازيغي تمازيرت اوفلا الذي قرأت نصه قبل ان يصور بالفعل هو تجربة بمتابة لبنة تضاف الى تراكمات مسيرة السينما الامازيغية الا انني انوهك سيد محمد بنعزيز الى المزيد من الغوص في غمار هذا الفلم لانك أشرت فقط الى جانبين ان الموسيقى التصويرية خام ركّبت على الفيلم دون أن تُصقل لتلائم المشاهد، و الصور الطبيعية الطويلة المتناقضة مع المضمون التي اكتفى بها المخرج دون ان يحمل نفسه و المكلف باليكور أعباء الديكور ,
    اجمالا شكرا جزيلا اخي محمد على تحليلك وأتمنى ان لا تغض الطرف عن الجانب الاكثر هيمنة على الافلام الامازيغي الا وهي الساحة الكوميدية . تانميرت والسلام

  • AMIZIGH
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:21

    First thats for this Ben Aziz. I’d like to comment. We imazighen, sdand for ourselfes by ourselfes. Morccoan government always ignor us.
    This is the fruit of our work in and and outsid morrocco. thanks again I always like your reading thery really intersitng . We all want democratic county……

  • شاري الصداع
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:19

    الى التعليق 13
    حقيقة ماعنديش مع السنما لذا فلن اعلق على المقال ولكن لذي ملاحظة للمعلق رقم 13 . آخويا أش ذاك لشي نكليزة؟ التعليق كله اخطاء نحوية واملائية ماكيناش شي كلمة مكتوبة صحيحة.
    فعلا هناك اخوان يعلقون بالانكليزية ربما لانه يتعذر عليهم التعبير بالعربية . جميل ليس هناك مشكل. سؤالي اي اللغات تجيد. اكتب بالعربي واذا تعذؤة الامازيغية ولا لغة الاشارات افضل من ذيك الاتجليزية المحرحرة. ولا باغي تقول راك فالماريكان. وماشي نكليزة ذالماريكان. داخلت عليك بوجه لي عزيز عليك اشنوهيا : First thats for this هههههههههههه
    sdand for ourselfes by ourselfes
    والله ايلا راك مسخرة …. ignor us أش هاذ لعجينة fruit of our work in and and outsid
    وحتى سمية لبلاد ما عارفش تسبيليها : morrocco باراكا ولا نزيدك ؟ I always like your reading اش تتقصد بهاذي وحتى هاذي : thery really intersitng
    ايوا الله يهذيك اوخلاص زيدك حتا هاذي البهيمي : want democratic county
    يالله باركا عليك. قرا اصاحبي شوية هاذشي راه الشوهة . إنا ديموكراتي تتكلم عليها لو انك تعرف الديمفراطية ما كان عليك ان تكتب هذه المسخرة.

  • Massine
    الإثنين 20 شتنبر 2010 - 00:07

    I have Two Words for you, Nobady’s Perfect.

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز