الإخفاق في تمرين حصيلة نصف الولاية..!

الخميس 31 يوليوز 2014 - 03:29

انتظر الرأي العام من مبادرة السيد رئيس الحكومة بتقديم حصيلة نصف الولاية تفعيلا للفصل 101 من الدستور ؛ غير ما تابع خلال جلسات طويلة منذ تقديم حصيلة نصف الولاية إلى آخر مراحلهاالتي ” أجاب ” فيها رئيس الحكومة عن مجموعة من الملاحظات التي قدمتها أساسا فرق المعارضة ؛ والتي أججت حرباً مزمنة بين رئيس الحكومة وأحزاب المعارضة والتي يمكن إدراج مجموعة من الملاحظات بشأنها ؛ ليس من منظور تقييم الحصيلة نفسه ؛ بل على الخصوص حول المنهجية من جهة وطريقة أداء هذا التمرين الدستوري ؛ فلاشك أن منهجية تقديم الحصيلة من طرف السيد رئيس الحكومة وجهت تفاعل المعارضة إلى حيث رسى ؛

فقد اتفق الجميع أن ماقدمه رئيس الحكومة لم يكن حصيلة بالمعنى الدقيق العلمي بل تعلق الأمر بقراءته السياسية للحصيلة ؛ الشيء الذي عضده طرح فريقه النيابي الذي عنون مجموعة من ملامح التدبير الحكومي في مضامين الصمود والثقة والأمل للخروج من زاوية التقييم الفعلي الذي أفضى حسب الجميع بمن فيهم رئيس الحكومة والمعارضة والأغلبية إلى أن الأداء الحكومي أضعف من المطامح والأهداف ؛ لأسباب كثيرة لم تنجح المعارضة المنفعلة في توضيحها ولم يشملها التفاعل المتشنج للسيد رئيس الحكومة ؛ ويتعلق الأمر خصوصا بغياب الموضوعية اللازمة وارتفاع مؤشر التأهب للهجوم والاستنشاق المفرط لغاز الانتخابات ؛

فهل كان السيد رئيس الحكومة موضوعيا وهو يصر على جعل نفسه صمام الاستقرار وضامنه باتراً المرحلة من سياقاتهاوهل كانت المعارضة منصفة في عدم تقدير الدور الذي لعبه حزب رئيس الحكومة في إنجاح مقاربة أسلمة السلطة التنفيذية وركوب المغرب ريح التناوب “الإسلامي ” واستقراء حزب رئيس الحكومة للدور الذي يجب أن يلعبه وانخراطه الكامل في طاعة الدولة مقابل السلطة ؛

ولماذا تطلب منه المعارضة مثلا أن يثور ويصعد ويفعل الدستور وهي لا تثور ولا تصعد ولا تعمل أيضاً على تفعيل المضمون الديمقراطي التقدمي للدستور ؛ وفي المقابل يعيب السيد رئيس الحكومة على المعارضة أنها لم تحاول أن تحمد للحكومة إنجازا وأنها جاحدة بشأن المكتسبات بل يدفعها إلى التصريح بأنها بعد تولي مقاليد السلطة ستتراجع عن قراراته “اللاشعبية ” وهنا يسخر التاريخ من ذاكرة السيد رئيس الحكومة ويخرج من داخل الأرشيف السياسي مرافعات تدور كلها حول الجحود والإنكار والتبخيس الذي مارسه حزب رئيس الحكومة ضد كل الإجراءات التي حاولت الحكومات السابقة إقرارها حيث تفنن

معارضو ذلك الزمن في إفراغ المنظور الحكومي وتوجيه سيول من القذف واللعن ؛ فكيف نغير واقع ممارسة معارضاتية طبعها تسطيح ذلك الفعل ورسمتها الأجندة الفوقية وطبقها حزب رئيس الحكومة ضمن آخرين ؛ من أين وكيف سيلتمس المعارضون الجدد موضوعية حذفت من قاموس المعارضة منذ حكومة التناوب ؛ ولماذا استاء رئيس الحكومة – كما استئنا – من سؤاله حول علاقته بداعش والموساد ؛ ألم يتهم هو وحزبه اليوسفي والاتحاديين بأنهم رجال مخابرات وطنية ودولية وأنهم منفذوا أجندة الصهيونية وأحيانا عرابي مافيا دعارة دولية ؛وكيف يريد السيد رئيس الحكومة أن يتحرى معارضوه النقط المضيئة في حصيلته وهو يبنيها أساسا على استمرارية لا يريد الاعتراف بها ولم يقدم بشأن معارضتها سابقاً نقدا ذاتيا يُجبر معارضيه على الركون الى العقلانية والموضوعية .

عاب السيد رئيس الحكومة تدني الخطاب المستعمل والسلوك العدائي ونظرات الشرر المتطاير من بعض أطياف المعارضة ؛ ولا شك أن المتتبع يعرف وقائع عدة جعلت مع الأسف من هذه السلوكات جزءا لا يتجزأ من البيئة السياسية ؛ فلنتذكر تاريخ السباب بين بعض السياسيين ؛ ولنستحضر التوصيفات التي بعثت بها بعض الفوهات المتنافسة خلال الانتخابات التشريعية الاخيرة ؛ لنذكر التهديد والوعيد والاتهامات المتبادلة ؛ ولنذكر التعابير التي تخرج من ألسنة أعضاء الحكومة ورئيسها ؛ ومن بعض قادة أحزاب المعارضة ؛ ولنذكر كيف تفاعل معها السيد رئيس الحكومة وكيف أغنى قاموسها وأطال حياتها ونفخ الروح فيها شأنه في ذلك شأن بعض أطياف المعارضة .

ولكن خلافا لما طبع التفاعل بين الحكومة والمعارضة بشأن الحصيلة من نكهة الصراع ًوالتنابز ؛ فإن مستوى الانسجام بينهما كان قويا ودالاً ويعكس الكثير من مظاهر التضامن المتواطىء؛ فالطيفين معاً سكتا عن مايقض مضجع البناء الديمقراطي في المغرب ؛ فكلاهما لم يشر إلى أن رهان تفعيل الدستور في الشق المتعلق بإصلاح الدولة ارتطم بالباب المسدود ؛ وأن ما عانته هندسة السلط في المغرب من تداخل لازال قائما بتعنت في وجه الدستور؛ وأن التوازن والتفصيل الذي حكت عنه الهندسة الدستورية الجديدة

أضحى ركاما على عتبة نمط الحكم العتيق ؛ وأن رئيس الحكومة ببساطة لا يكترث لهذا ؛ وأنه لم يفهم حسب عبارته “لماذا يريدون أن يفرقوا بيننا وبين الملك” في تلميح إلى وضع الصلاحيات المتنازٓل عنها ؛ وأن السلطة التنفيذية مبتورة الذهن والجناح ؛وأن المؤسسة التشريعية لا تعدو أن تكون غرفة تسجيل أنيقة فسيحة ؛ ولعبة الديمقراطية التمثيلية فجة غير قابلة للإبداع أو التطوير ؛ كما سكت الطرفان على تطبيعهما الإرادي مع المحركات الفعلية للدولة وأحيانا الإحتماء بها والإختباء وراءها ؛ كما توافقا على عدم التطرق للنظام الاقتصادي الذي يحمي المحتكرين والمستبدين ويقوي سطوتهم ؛ يظللهم بالسلطة والتنفذ والحماية ؛ ويسهل مسالكهم بالتشريع والتقنين وتوجيه الرأي العام؛ ويؤبد سراب العدالة الاجتماعية ؛ الغريمان المفترضان لم يتبادلا الاتهامات بشأن السعي الجماعي من أجل دفن السياسة ؛ ومواراتها آخر المثاوي بعد استحالة إعادة الإعتبار لها وفناء الثقة في ذمة الفاعل السياسي ؛ وأنهما معاً اتفقا على تمجيد الفعل الغير السياسي ؛ وأرسلا مراسيل مضمونة الوصول تؤكد محدودية الآفاق والمطالب الاصلاحية.

أخفقت الحكومة في الإقناع بحصيلة نصف ولايتها ؛ وأخفقت المعارضة في إقناع الجمهور بانتقاداتها ؛ إلا أنهما نجحا معا في تأبيد مرحلة الانتقال الديمقراطي ؛والاستزادة من الأشواط الإضافية والأوقات الميتة والجولات والصولات والتصفيات والمقابلات ؛و التي ستستمر و”تتسرمد ” في انتظار نخب جديدة تتفتق من مشاتل الربيع الديمقراطي داخل الهيئات الحزبية و تؤمن بأن استرجاع مفاتيح المشروع ليس حلماً مستحيلاً .

‫تعليقات الزوار

9
  • FOUAD
    الخميس 31 يوليوز 2014 - 08:13

    ا لمشكل سيدتي انه كما ختمت خصمكم اللدود عنده مشاتل و تمر مؤتمراته بطريقة طبيعية و لبققة و انتم عندكم قنابل تنفجر كلما حاولتم "الاجتماع" لوضع خطة لانقاذ "المغرب" عفوا الحزب!
    مشاتلكم قنابل انفجرت مرتين مع الكبار و مع الشبيبة seniors et
    geniors
    مشاتل الزايدي و الفريق البرلماني و النقابة و فروع الاقاليم و انسحابات لاطر وازنة لا تنقطع!
    و ما يقال عنكم يقال عن شباط و "هوادته"
    بيت القصيد انه يستحيل ان يسعد الابوان ابناءهم و هم في صراع لا ينقطع و خصام لا ينتهي!
    اخت حسناء! "فقد الشئ لا يعطيه"
    و اما الامر الاخر فقد اشرت اليه في تعليقات سابقة و هو محدد في موضوعين اثنين:
    اذا كنتم ضد خصم اجر المضربين فقولوا اذا وصلنا الى الحكم نزيله!
    نفس الشيء بالنسبة للمقاصة!
    ختاما pjd ساند اليوسفي حولين كاملين و انتم عارضموه من اول يوم! انسيت?
    Mon salam

  • marrueccos
    الخميس 31 يوليوز 2014 - 10:28

    منذ خروج عبارة ( الربيع العربي ) إلى التداول الإعلامي ! عبرت حينها أن ما يحدث في شمال أفريقيا جمع بين خريفين ولم يولد شتاء ا ولا ربيعا والله أعلم بمٱلاته !!! بعد ثلاث سنوات بدأت الصورة تتضح تدريجيا !!!
    سؤل " عصيد " في برنامج " mais encore " أول أمس على المغربية عن ( الربيع العربي ) فأجاب : " إنه يحمل إسمه " !!! أحسن رد سمعته إلى يومنا هذا !!! مشاهد القتل الجماعي والفوضى العارمة التي تجتازها منطقة " مينا " لا تضع المشاهد في حيرة من أمره !!! لم يكن مستغربا أن ينهي الملك محمد السادس خطاب العرش ل 2014 بٱية قرٱنية " ربي إجعل هذا البلد ٱمنا " !!!
    في الأخير ؛ أريد إحاطة السيدة " حسناء " بما يلي : " ما أسهل بناء مجتمع ديمقراطي لكون البناء مسلط عليه ما يكفي من الضوء كي لا يعثر في طريقه أحد ؛ وما أصعب بناء مجتمع مستبد لكونه يستنزف الجهد داخل عتمة الظلام كي لا يكشف مكره وخداعه أحد " !!!

  • عبدالغنى المساوي
    الخميس 31 يوليوز 2014 - 13:45

    للعلم السيدة البرلمانية .لم يتابع النقل التلفزى لحصيلة بن كيران سوى 9فى المائة من المشاهدين والاخرين التجاءوا الى قنوات اخرىاقل تفاهة .حوالى 300الف مغربى من.ولات وعمال وقواد ومناديب الوزارات وموظفون سامون. (المستفدون) اما عامة الشعب 91 فى المائة عافت السياسة مع اشباه السياسيين.عاودواالبعضكم .

  • brahim
    الخميس 31 يوليوز 2014 - 17:26

    سلام, تحية للاستاذ فؤادFOUAD1 واشكركم على تعليقاتكم الموضوعية التي نستفيد منها جميعا بل اعتقد انكم مرجعا سياسيا يمكن للهيئات السياسية الاستفادة منه, شخصيا اتتبع تعليقاتكم فهي دائما تاتي بالجديد وتكشف بعض خيوط اللعبة السياسية ببلادنا من اجل تجويدها واصلاحها لما فيه مصلحة البلاد واستقرارها بعيدا عن التعصب والجشع الذي ادى الى الخريف العربي في الكثير من الدول الشقيقة مع الاسف. لقد لقنت درسا للاستاذة حسناء بتذكيرها بمشاكل حزبها حيث يعرف انشقاقات ستستمر حتى تقضي على الاتحاد الاشتراكي او تقسيمه ونفس الشيء بممثل المعارضة الاخر وهو الاستقلال حيث ان المشكل يكمن في قياداتها المتعصبة واميتها الفكرية والسياسية, فلا يمكن ان يكون هناك حزبا قويا يسمح لشباط او لشكر بالزعامة فكما تكونوا يول عليكم. اتفق بان الحزب الوحيد الذي لم يعرف انشقاقات هو حزب المصباح حيث الانضباط والاحترام هو الاساس ولانه يومن بطاعة اولياء الامور ولان السياسة لديه لا تعني الكراسي والامتيازات بل خدمة الوطن واستقرارها فالوطن احوج ما يكون لقيادات مؤتمنة,"لا يمكن للصدق ان يتحزب وينقسم الى اغلبية ومعارضة" تأملوا هذا جيدا . شكرا

  • رضى
    الخميس 31 يوليوز 2014 - 23:41

    فيك صفات جميلة لا داعي لذكرها
    أما كلامك عن رئيس الحكومة فأرى فيه كثيرا من التجني…
    أنظري إلى الاتحاد الإشتراكي الذي صار مناضلوه يحسمون مشاكلهم الداخلية بالكريموجين والسواطير والسيوف، فكيف سيثق المغاربة بهم وبناضلهم الذي ما رأينا إلا انه اصبح نضالا مطلوب الثمن يدفعه الشعب من عرقه ودمه، وقد جرب الناس ذلك منكم لعشر سنين عجاف كنتم فيها في تدبير شأن المغاربة، وقد أخذتم الثمن وزيادة ـ أو على الأقل الكثيرون منكم ـ فلا تظني ايتها السيدة أن ذاكرتنا عليلة أو مصابة بالخرف…
    الله يهديك وخلاص.

  • med
    الجمعة 1 غشت 2014 - 00:27

    Je ne comprends jamais ce que veut dire cette parlementaire!!!! sauf qu'elle veut à tout pris critiquer le pjd et son président!!!!!
    Ce qui est nouveau c'est qu'elle a commencé à critiquer aussi l'Opposition dont elle fait partie……ce nouveau discours est sans doute en relation avec les problèmes qu'elle a avec les membres de son parti…..
    Ces problèmes d'ailleurs s'expliquent parce qu'elle veut à tout pris et "à toute vitesse";prendre les commandes de son parti, alors que son adhésion est récente et qu'elle n'a pas les compétences et le charisme…….

  • المصداقية والصراحة
    الجمعة 1 غشت 2014 - 03:00

    تأكدت ان المعلقين لايقرؤون المقالات بل يكتفون فقط بقراءة اسماء كاتبيها ويتذكر بعض التاريخ الخاوي بالله عليكم واش ركزتوا تعرفوا المقصود نتخاطر معاكم واش قريتو شيحاجة
    واحد كي عاود على بنكيران واحد على الاتحاد الاشتراكي آ الناس هادي نخبة جديدة تخرج من داخل ما فعل بحزب الاتحاد الاشتراكي أصوات الصدق والمصداقية والصراحة تعبر من موقع الرأي والموقف لاحول ولاقوة الا بالله

  • مواطن من بني ملال
    الجمعة 1 غشت 2014 - 16:17

    جاء في المقال ما يلي :* أخفقت الحكومة في الإقناع بحصيلة نصف ولايتها ؛ وأخفقت المعارضة في إقناع الجمهور بانتقادتها*
    لذلك نقول و نؤكد أن المغاربة فقدوا الثقة في الأحزاب ومنهم الحزب الذي تنتمي إليه السيدة الفاضلة صاحبة المقال…إننا بالفعل ننتظر جيل جديد من السياسيين يساير وتيرة و إيقاع الجيل الجديد لخطب ملك البلاد. تحياتي

  • مواطن من بني ملال
    السبت 2 غشت 2014 - 16:06

    السلام عليكم
    جاء في ختم المقال ما يلي :* أخفقت المعارضة في إقناع الجمهور بانتقاداتها*
    لذلك نقول إن المواطن المغربي لم يعد يثق بالأحزاب السياسية بما فيها الحزب الذي تنتمي إليه الأستاذة الفاضلة ، صاحبة المقال….
    مضت الفترة المثيرة للحزب المذكور في السبعينات عندما كنا طلاب بالجامعات المغربية(فترة المرحوم بوعبيد و فترة اليوسفي و اخرون) …..
    نريد رحيل جل* الزعماء الحاليين * نريد سياسيين من جيل جديد قادر على مواكبة إيقاع الجيل الجديد لخطب ملك البلاد….تحياتي

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | اعتقال العثماني
السبت 16 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | اعتقال العثماني

صوت وصورة
نكتاشفو بلادنا | نكهات بني ملال
السبت 16 مارس 2024 - 22:00 2

نكتاشفو بلادنا | نكهات بني ملال

صوت وصورة
التسول يستفحل في رمضان
السبت 16 مارس 2024 - 21:25 19

التسول يستفحل في رمضان

صوت وصورة
أزبال وروائح كريهة في سلا
السبت 16 مارس 2024 - 20:13 5

أزبال وروائح كريهة في سلا

صوت وصورة
الفهم عن الله | اليقين والرزق
السبت 16 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | اليقين والرزق

صوت وصورة
مهن وكواليس | حنان والفلاحة
السبت 16 مارس 2024 - 17:30 2

مهن وكواليس | حنان والفلاحة