مدينة الأمجاد

الأحد 3 غشت 2014 - 00:02

أيها الناس، البحر أمامكم و لا أعداء لكم، و إنها والله لنعمة كبيرة منّ الله عز و جل في علاه بها علينا في صيفنا المبارك هذا إن شاء الله.

القانون الجنائي يعاقب بالسجن كل من طاوعته نفسه قطع أو بتر نخلة، فبارك الله في عمر من غرس عشرة لينة بشكل دائري على شاطئ البحر مانعا بذلك الوحش العقاري من الامتداد إلى حد الشاطئ. لن تحجب إذا أية بناية منظر شاطئ البحر الجميل على الناس. شكرا للمحسن المؤمن المسلم الذي غرس الشجر النافع للمحافظة على جمال الطبيعة، فاقتدت به الأهالي التي باتت تزيّن ممرات عماراتها الخاصة و مجمعاتها السكنية بالنباتات الجميلة و كأنها هدية جارية لكل من مر بجوارها. فنعم الاهتمام و نعم التربية.

و يا سلام حقا على الإصلاح. كنا نحسب أن لا أحدا من العالمين يستطيع كفّ أذى الوادي الحار المكشوف الذي كان يصرف المياه العادمة على الهواء مباشرة، و يكب في الشاطئ دون التوغل فيه بعمق محترم. ولكن الله على كل شيء قدير، فهو يسلط الخير على الشر و ينصر الخير على الشر و يقدر، مهما بلغ الشر من جبروت و قوة و إحكام في التنظيم، و يجعل سبحانه لانتصار الخير سببا قد يتجسد في مجرد رجل يميل إلى فعل الخير أوامره مطاعة بإذن الله وسط أهله في بلده.

الوادي الحار كان كريه الرائحة خبيث المكونات -أعزكم الله- مما كان يجعل المستثمرين لا يجرؤون على الاقتراب، كما كان يجعل بعوضا بحجم الدبابات الحربية ينتعش و يفترس لحوم البشر نهارا و يروعهم ليلا، رغم كل الدفاعات المضادة للغارات الجوية التي كان يشيدها السكان لرد هجمات جيش البعوض المتوحش الشرس الضخم الجبان، الذي كان يشن الغارات تلوى الغارات دون توقف على السكان الآمنين العزل، و كأنه في حرب مقدسة لإرضاء الشيطان اللعين و حلفائه صهيون بني صهيون القتلة الإرهابيين الأولين الأساسيين المتسببين في كل الأشكال و الألوان الإرهابية عبر العالم بمجمله، فكان الناس كلما اشتد عليهم هجوم البعوض الخبيث يخرجون من منازلهم و يهرولون بعيدا بحثا عن ملجأ يقيهم شر البعوض، و قليلا ما كانوا يفرّون بجلودهم لأن البعوض الخبيث كان قد استولى على مساحات شاسعة. فتبّا لكل بعوض تافه و لكنه يخرج الناس من ديارهم، فوجب ما وجب من مقاومة نافعة طيبة ناجحة منتصرة بإذن الله.

أما اليوم و يا للمفاجأة السارة، فلقد أصبح كل ذلك الشر في خبر كان، لأن الأشغال النافعة للبلاد و العباد قضت على الوادي الحار الكريهة رائحته، حيث تم تطويقه و وضعه في قنوات محكمة الإغلاق و شيد فوقه ممرا مريحا للمارة نحو الشاطئ، و ما زالت أشغال الخير قائمة للاستمرار في تحويل المكان الذي كان قبيحا بشعا إلى مكان جميل و الله جميل يحب الجمال. يا سلام حقيقة. هكذا تكون الأشغال و إلا فلا.

ولكن كلما نعمنا بالخير، من استقرار و طمأنينة و سكينة و أشغال نافعة، و انطلاق أوراش هامة تعنى بالبيئة و تحافظ على جمال الطبيعة، كلما اشتد حزننا على أهل فلسطين، و خاصة أهل غزة الأبية الذين يحرقون حرقا و يقتلون و يقطعون أشلاء ليل نهار دون توقف من طرف الإسرائيليين الوحوش الإرهابيين السفاكين، أمام أنظار القوى العظمى المرعوبة التي لا قبل لها بإرهاب الإسرائيليين الذي يتخذ أشكالا متعددة خطيرة و الذي يستطيع الوصول إلى كل الأقطار و الإمارات و الديمقراطيات و جميع البلدان ضعيفة كانت أو قوية… … ولكن الغرب سيستيقظ من سباته العميق بإذن الله عزّ و جلّ في علاه. الحمد لله وحده لا شريك له، فالنصر النهائي العظيم على منبع الإرهاب الإسرائيلي بات قريبا جدا. الحمد لله الحمد لله، سيستيقظ الغرب إن شاء الله.

طيب.

كان الخطاب هذه السنة أيضا قويا. بل كان ثوريا. و ذكيا. نعم، ذكيا غاية في الذكاء. حفظ الله الرجل. فهو يقاوم التخلف رويدا رويدا حسب الاستطاعة، فليس من السهل بتاتا فرض الصواب على قوم اعتاد على أشياء و أشياء… حفظ الله الرجل الخيّر، نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحدا. فالمعادلة صعبة للغاية: “المحافظة على لمّ الشمل مع القطع مع كل تقليد منبوذ من طرف كل عارف عالم متزن حكيم”. هذه معادلة تلزم و تفرض الصبر على القوم لمن أراد الإصلاح بلا عنف و كان حكيما متزنا و الله أعلم. ما أصعب أن يلتزم المرء صاحب السلطة بالصبر على قومه. الله أعلم.

أدان الرجل بقوة و شجب الهجوم على غزة الأبية و نعم الموقف الشهم، و بادر بإرسال المعونات السخية حسب الاستطاعة. حفظ الله الرجل من مكر الماكرين. الحمد لله الذي شرّف بلدنا بهذا الموقف الرسمي، ف “نحن رجال في الوغى… نصرع كل من طغى…” الحمد لله وحده. و شكرا لرئيس الدولة المغربية البطل الشهم الشجاع أعانه الله سبحانه على المزيد من المواقف الطيبة، و يسّر له الأسباب لتحقيق الإصلاح الشامل السياسي و الاقتصادي في بلده.

اشتد وطيس المعركة ضد الفساد الاقتصادي، و توالت الهجمات على النزهاء المخلصين الأوفياء حتى صاروا قاب قوسين من الهزيمة، فنزل قائد الأمة في خطابه السنوي التاريخي هذا بكل ثقله شخصيا إلى الميدان، فاستغرب قائلا كيف لا يستفيد الجميع بصفة متساوية من المشاريع المدرة للثروة، طارحا بذلك مسألة توزيع الثروة الوطنية على الطاولة بكل جرأة و شجاعة. شكرا لقائد الأمة أمير المؤمنين رئيس الدولة ملك المغرب محمد السادس نصره الله و أعانه و يسّر له الأمور لرفع الظلم و المظالم على الناس.

لقد سبق و أن سمعنا كلاما و كلاما من طرف حزب من الأحزاب، كان كله كلاما جميلا و لكن سرعان ما أدبر الحزب و تولى فخذل ثم تنكر، و معذرة على الصراحة. فهمنا في ما بعد أن الكلام ذاك كان كله لغرض “انتخابوي” محض لا يمت بصلة بنيّة الإصلاح الحقيقي الصادق، و فهمنا بأن كل ما فعله الحزب ذاك هو أنه قام بتمييع الأجواء و خلط كل الأوراق، فلم يعد أحد يفهم أو يتوقع ما يدبّر و يحاك في الخفاء. و كل ما فعله الحزب ذاك لما ترأس الحكومة هو العزم على إنقاذ الصناديق المنهوبة، أو المتعرضة لسوء التسيير أو التدبير، على حساب المستهلك البريء تارة، و على حساب الموظفين العزّل الأبرياء تارة أخرى.

قام الحزب قائد الأحزاب بشن حملة هوجاء على الموظفين العموميين البسطاء و كأنهم -و يا للغرابة- من الأعداء، ثم شرع في تجريد الموظفين البسطاء من حقوقهم المكتسبة المستحقة في التقاعد و كأنهم سبب كل متاعب الأمة، و لم يعدل قط بطبيعة الحال، فالعدل يستلزم صفات غير صفات الحزب قائد الأحزاب كما كل الأحزاب المتواجدة في الساحة اليوم. كيف ذالك؟ مهلا، مهلا… هناك مثال:

ملف قضية معروضة على محكمة من المحاكم المدعي فيها موظف في وزارة المالية:

يكشف الملف، الذي تم تداول تفاصيله في بعض الجرائد القليلة، بأن المدعي يتقاضى علاوات كثيرة غير منطقية بالنظر إلى وضعية الموظفين في وزارات الداخلية و العدل و الصحة و التعليم و وزارات أخرى…:

” 15 ألف درهم كعلاوة مرتبطة برتبته الإدارية كل ثلاثة أشهر، و علاوته الربع سنوية المرتبطة بمنصبه كنائب مدير مركزي بمبلغ يزيد على 8 ملايين و نصف المليون سنتيم كل ثلاثة أشهر، و علاوته النصف سنوية بمبلغ سبعة ملايين و نصف المليون سنتيم كل ستة أشهر، إلى جانب التعويض الشهري عن السيارة بقيمة 3000 درهم”، و كلها علاوات لا علاقة لها بأجرته الشهرية الأصلية كمتصرف أو كمتصرف ممتاز أو كتقني أو كمهندس إلى آخره…

السيد الموظف المذكور سلفا كان في خصام مع السيد خازن المملكة و السيد وزير المالية السابق حيث كان قد فضح ما عرف صحفيا بتبادل العلاوات بين الاثنين، يعني بين السيد خازن المملكة و السيد وزير المالية السابق، و هي علاوات شهرية من عيار تسعة و ثمانية ملايين شهريا، و الكل يعمل لصالح وزارة المالية. طيب و لا يهم.

رأي البعض من علية القوم يقول بأن هؤلاء من الموظفين “الكبار”… … -و الكبير هو الله الواحد الأحد-.

أما بالنسبة للموظفين العاديين “الصغار” -و رحم الله من عرف قدره-، فلماذا موظف برتبة متصرف مساعد أو برتبة متصرف، مثلا، في وزارة الداخلية أو في وزارة العدل أو في وزارة الصحة أو في وزارة التعليم لا يتقاضى أية علاوة بالمرّة طيلة فترة خدمته التي يمكن أن تمتد لأربعين سنة، في حين أن الموظف بنفس الرتبة في وزارة المالية يتقاضى علاوات تجعل أجرته تفوق ثلاث أو أربع أضعاف أو خمسة أجرة نظيره في وزارة الداخلية و في وزارة العدل و في وزارة الصحة و في وزارة التعليم مثلا…؟ فما هذا الظلم الشنيع؟

فهل المتصرف، مثلا، في وزارة المالية أحسن و أفضل من المتصرف في وزارة الداخلية، و أفضل و أحسن من المتصرف في وزارة العدل، و أفضل و أحسن من المتصرف في وزارة الصحة و أحسن و أفضل من المتصرف في وزارة التعليم…؟ هل وحده المتصرف في وزارة المالية من يستحق العلاوات، هل هو أكثر وطنية و إخلاصا من المتصرف في وزارة الداخلية مثلا…؟ فهل الموظفون في وزارة الداخلية و وزارة العدل و وزارة الصحة و وزارة التعليم، مثلا، لا يحضون برضا الدولة…؟ هل وحدهم موظفو المالية من يحضون برضا الدولة دون غيرهم…؟

رأي البعض من علية القوم يقول بأن تلك قوانين ورثناها على عهد الاستعمار، و هي قوانين تجعل الموظف في وزارة المالية يساوي أربعة أو خمسة من الموظفين في وزارة الداخلية أو وزارة العدل أو وزارة الصحة أو وزارة التعليم. يا للهول و يا للمصيبة العظمى و يا للفضيحة القصوى. عذر أكبر من الزلة التي طال أمدها، يقول الناس أجمعين.

طيب.

إلى رئيس الحكومة المحترم السيد عبد الإله بنكيران زعيم حزب العدالة و التنمية، من مواطن مغربي بسيط ضعيف فقير :

لقد قمتم ببعض “الإصلاحات” التي تصب في غير مصلحة الموظفين العموميين المادية أساسا. فإذا كنا نعاني من أزمة اقتصادية خانقة أو من خطر إفلاس بعض الصناديق فلا بأس من التضحية، و لكن لما الاستمرار في ظلم الموظفين من غير موظفي وزارة المالية؟ الموظفون في وزارة المالية يتقاضون أربع مرات أكثر من نظرائهم في الوزارات الأخرى كوزارة الداخلية، و وزارة العدل و وزارة الصحة، و وزارة التعليم… فالعدل يقتضي أن يتقاضى الموظفون نفس الأجور حسب رتبهم و لا حق في تمتيع الموظفين في وزارة المالية وحدهم بالعلاوات و كأنهم وحدهم المخلصون الأوفياء للوطن. أما إذا كنا حقا في أزمة، فلما لا تحذف جميع العلاوات في وزارة المالية لإنقاذ الاقتصاد الوطني و لإحقاق العدل أيضا، و هو العدل نفسه الذي وعدتمونا إياه و الذي على أساسة ساندناكم مساندة كليّة إلى أن وصلتم إلى رئاسة الحكومة؟ و لا تخذلونا رجاء، فنحن في انتظار جوابكم، فمعلوم أن اللامبالاة ليست حلا بتاتا، خاصة و أنكم العالمون العارفون بأن الهروب من المشاكل يعمّقها و لا يحلها، و كما يقول المثل، ما معناه: أجب من دعاك. و شكرا مسبقا.

العلاوات. مما جاء في كتاب “كلمة قائد”، أو “حديث قائد”، -باللغة الفرنسية- الذي صدر في المغرب سنة 2005، أن كثيرا ما كانت تستعمل العلاوات كرشوة قانونية لتطويع رجال السلطة الذين كانت أجرتهم تناهز 9000 درهم ولكن باحتساب العلاوات، فما إن زاغ أحدهم عن الخط (…) إلا و حذفت علاواته فتتدحرج أجرته إلى 3500 درهم. و كان ما كان من تغيير في هذا الشأن(…) ولكن هذا موضوع يخص فئة رجال السلطة و ليس باقي الموظفين من متصرفين و غيرهم.

فأما في ما يتعلق اليوم بموضوع موظف وزارة المالية مفجر قضية العلاوات، فلقد طالب المحكمة، حسب الصحافة، باسترجاع كل علاواته النظامية و لم تستجب المحكمة لطلبه، فهل هذا يعني ما يعنيه لأنه فضح ما فضح…؟ فما الحل إذا؟

الحل في حذف العلاوات كلها في وزارة المالية مع مراجعة كل الأجور في كل الوزارات بشكل يحقق المساواة و العدل بين جميع الموظفين العموميين. فلا يعقل أن تستخدم العلاوات لخدمة المحسوبية أو لإسكات من يريد التلفظ بكلمة حق لصالح الإدارة و الدولة فإمارة المؤمنين، أو لتصفية بعض الحسابات… كما لا يعقل أن يظل موظفو وزارة المالية وحدهم من يتمتعون بالعلاوات كما لو كان موظفو وزارة الداخلية و موظفو وزارة العدل و موظفو وزارة الصحة و موظفو وزارة التعليم لا يستحقون رضا الدولة… فالعدل أساس الملك يا ناس. -في انتظار جواب السيد رئيس الحكومة المحترم عبد الإله بنكيران، و للتذكير، اسم كاتب المقال هو: يونس فنيش-.

فتحية صادقة لقائد الأمة رئيس الدولة أمير المؤمنين أعانه الله و نصره لإحقاق العدل، محمد السادس الذي نطق بكلمة حق في خطابه الأخير. و شكرا… شكرا على سعة الصدر و على كل ما صدر من خير. و الحمد لله الواحد الأحد وحده لا شريك له.

و آخر الكلام أن الحمد لله الذي هزم الأحزاب لوحده.

‫تعليقات الزوار

1
  • مؤسسات شرع وتبرع
    الأحد 3 غشت 2014 - 13:33

    طالما انه هناك فوارق اجتماعية صارخة بل إجرامية بين الأجور ،فأين هي هده النقابات ،اين الأموي اين محارق اين مجاهد ،واين الأندلسي واين خليفة بن الصديق ،اين تلك نقابات قوس قزح ،من ما فوق الخضراء فالصفراء والبرتقالية فآزرقاء الى ما تحت الحمراء ?اين مراقبة البرلمان ،اما ان هدا الأخير هو كبيرهم الدي علمهم السحر،لقد طرحت في ما مضى علاوات وزارة المالية ،وقيل لنا انهم يقومون بمجهودات جبارة ونوعية ،ولكن هده خرافة ،لان المعلوميات اصبحت تقوم بأعمال وأعباء عشرة موظفين ،وتانيا ،هناك أطر معطلة ويمكن إدماجها في الوزارات ،وإنجاز تلك الاعمال في ظروف قياسية وبنجاعة وبنفس الجودة المهنية ،ولكن سياسات احتكار السلط وقطع الطريق امام التشبيب بنهب ميزانية الدولة وبالقانون ،ومباركة المؤسسات من النقابات فالاحزاب عبر البرلمان ومصادقة الحكومات ومنها حكومة بنكيران التي تبحت عن الأشخاص ،متناسية ان الأهم هو تصحيح السياسات التفقيرية والعنصرية ،والتى طالت حتى جمعيات المجتمع المدني .

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب