متاجرة الأحزاب في الاستقرار والابتزاز بإجبارية التصويت

متاجرة الأحزاب في الاستقرار والابتزاز بإجبارية التصويت
الأربعاء 6 غشت 2014 - 22:00

عبد الإله بنكيران يعتبر حزبه ووصوله إلى الحكم سبب ترسيخ الاستقرار السياسي وتوطيد السلم الاجتماعي، وأن المظاهرات انسحبت من الشارع بعد تشكيل الحكومة. وأحزاب المعارضة تعتبر ذلك مجرد مزايدة وتزلف للقصر، فاعتبر عبد الحكيم بنشماس مثلا، أن استقرار المملكة معطى تاريخي، ولشكر أكد أن الحكومة الحالية ليس لها أدنى فضل في انقاد المغرب من فتنة الثورات، على حد تعبيره. أما شباط فقد اتهم بنكيران وحزبه بالتنسيق مع داعش وتهديد استقرار المغرب.

لهؤلاء جميعا نورد المعطيات الآتية:

كشف وزير الداخلية مؤخرا عند مناقشة موضوع تغيير اللوائح الانتخابية بأن عدد المغاربة الحاملين لبطاقة التعريف الوطنية بلغ حوالي 24 مليون مواطن، في حين من المعلوم أن عدد المسجلين في اللوائح لا يتعدى 13 مليون، مما يستشف منه أن ذلك من الأسباب الأساسية التي تدفع وزارة الداخلية إلى الإبقاء على اللوائح القديمة.

تقدر نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة سنة 2011 حسب التصريح الرسمي بلغت 45،6 في المائة، أي أن عدد المصوتين في الانتخابات حوالي 6 مليون. ونسبة الأصوات الملغاة والمرفوضة بلغت حسب ملاحظي المعهد الديمقراطي الوطني 25% على المستوى الوطني، أي أكثر من مليون ونصف صوت. في حين أن الحزب الذي يقود الحكومة والذي يسمى خطأ بالحزب الأغلبي بالكاد تجاوز مليون صوت.

الأسئلة المطروحة:

ما هي مشروعية الأحزاب السياسية على المستوى الديمقراطي والتمثيلي الفعلي للمواطنين والمواطنات، سواء في الحياة السياسية وتشكيل السلط التشريعية والتنفيذية، أو في تشكيل المؤسسات والمجالس الدستورية؟ وخارج الإطار الشكلي للعلاقة، هل تمثل الأحزاب الحالية فعلا مختلف أصوات الشعب وحساسياته واختياراته وكفاءاته وانتظاراته ومشاريعه؟

ومن يمثل حوالي 20 مليون من المواطنين والمواطنات المغاربة الحاملين لبطاقة التعريف الوطنية أي المتوفرين على السن القانوني، وغير المسجلين في اللوائح اللانتخابية وغير المعبرين عن أصواتهم وخيارهم في الانتخابات؟ فمن يؤطر هذا الحزب المسمى بحزب العزوف، وما هي أجهزته وآلياته التنظيمية ومشروعه السياسي والإيديولوجي؟ ألا يمكن أن يتحول فعلا إلى أكبر قوة سياسية إذا استطاع تجاوز تشرذمه وصراعاته وبناء إطار توافقي ديمقراطي لمختلف الحساسيات التي تشكله، خاصة اليسار والأمازيغيين والعدل والإحسان؟

انطلاقا مما سبق يطرح السؤال الذي تتجاهله الأحزاب السياسية الواهمة بتمثيل الشعب: بمن يرتبط استقرار البلاد، هل بحوالي 4 مليون ونصف صوت المعبر عنها، أو بقرابة 20 مليون العازفة أو الصامتة أو التائهة أم الرافضة…؟

فيما كان حزب العدالة والتنمية الحزب السباق إلى اقتراح ضرورة سن قانون إجبارية التصويت لفرض عقوبات على المواطنين المقاطعين للانتخابات والعازفين عن اللعبة ومن فيها، انضم إدريس لشكر بدوره أي حزب الاتحاد الاشتراكي إلى المؤيدين لإجبارية التصويت. ولهذين الحزبين وبقية الأحزاب التي ستلتحق بهما لا شك في مشروعهما الابتزازي والاستبدادي نورد الملاحظات الآتية:

إن مقاطعة الانتخابات هو موقف وتعبير سياسي، وإضافة إلى الأحزاب التي تتخذ هذا القرار وتدعو إلى المقاطعة، فأغلبية المقاطعين ينتمون إلى حركات وإطارات وتيارات في المجتمع لا تجد لنفسها وخطابها ومشروعها أي صدى في الإصلاحات والممارسة السياسية القائمة ولا في المعبرات الحزبية والبرامج المقدمة. كما أن الذهاب إلى صناديق الاقتراع ليس واجبا وطنيا كما يزعمون.

بدل أن تقدم وتعمل الأحزاب السياسية على النقد الذاتي وطرح السؤال الصعب: لماذا كسدت وانصرف المواطنون عنها؟ تنجر خلف التضخيم الإعلامي ووهم تمثيل الشعب والأمة، فتعتقد في نفسها الوصي الشرعي والممثل الوحيد للسياسة في البلاد، مما يدفعها إلى التفكير السهل في أدوات وإجراءات الاستبداد المغلف ومنها إرغام المواطنين على زيارة مكاتب التصويت يوم الاقتراع!

فالنسبة المهولة والمتزايدة للعزوف السياسي في المغرب تتجاوز إطار التنافس الحزبي وبين البرامج والوعود الانتخابية التي ألف المغاربة التسلية بها خلال كل خمس سنوات، حيث صارت أكبر ظاهرة وتعبير سياسي حقيقي في فضاء المجتمع، ومن تم ضرورة التفكير العميق والإقدام الجرئ والتغيير الفعلي بدل ” اخفاء الشمس بالغربال” والهاء المغاربة في مزيد من البوليمكات الحزبية والشعبوية المثيرة للاشمئزاز، أو تضخيم اعتقاد بعض “نخب” الأحزاب التي لا تمثل في الحقيقة سوى نفسها أو من يدور في فلكها الضيق جدا، ووصايتها على المجتمع المنفلت منها جميعها.

‫تعليقات الزوار

9
  • المسرحية
    الخميس 7 غشت 2014 - 00:03

    سعي السلطة للتحكم في الحقل السياسي ،وتخريب النخب والتنظيمات السياسية الحقيقية وخلق أحزاب وجمعيات ممسوخة ومدها بكل أشكال الدعم وتمكينها من المقاعد البرلمانية هو الذي جعل المغاربة يفقدون ثقتهم في العملية السياسية ككل,وهم متأكدون أن العملية السياسية في المغرب ليست سوى مسرحية لإيهام الخارج بوجود ديموقراطية في البلد.
    أضن أن فرض إجبارية التصويت سيكون خطأ فادحا لا يقل عن خطأ تفريخ الأحزاب وشراء النخب ،ذلك أنه من الحتمي أن تكون مقاطعة الإنتخابات كبيرة في الإستحقاقات المقبلة وستكون السلطة مجبرة إما بقبول الأمر الواقع ومن تم فشل إجبارية الناس على التصويت أو الدخول في صراع مع أغلبية الشعب الذي رفض التصويت وهما أمران أحلاهما مر.

  • فرد من الشعب
    الخميس 7 غشت 2014 - 00:53

    مقاطعة الانتخابات موقف من حقى .ولايمكننى التصويت اى تزكية حزب او اقول شخص فهى الاقرب واقعيا مادامت الاحزاب نفسها دكاكين ا لاسترزاق والانتهازية لاشخاص والتملص من الوعودوالنفاق السياسى والوصولية.ومادام الحال كما هو فسيستمر العزوف عن قناعة عبرة للجميع وليس غباء.

  • صامت
    الخميس 7 غشت 2014 - 01:05

    أضن أنها ضربة جزاء لشباط.التحليل موضوعي

  • الرياحي
    الخميس 7 غشت 2014 - 08:16

    كثيرا من الدول الديموقراطية ترغم الناس على التصويت وتغرمهم في حالة العزوف.لا اظن انه استبداد بل وجهة نظر لها مبررات.في دول اخرى مثل فرنسا اصبحت احزاب تطالب بالتصويت الاجباري لكن مع الاخد بالاعتبار بالصوت " الابيض"
    الحزب المذكور استفاد من ما يسمى الاقلية الفعالة.اجبار المغاربة على التصويت قد يكون الة من اليات محاربة الغش او التقليل منه. .استراليا بولفيا بلجيكا البرازيل …تلزم التصويت في فرنسا التسجيل في اللوائح اجباري.. اهم شيئ هو نزاهة الاقتراع لقد سامت الشعوب من 99% .
     

  • marrueccos
    الخميس 7 غشت 2014 - 11:36

    سبق للإخوان المسلمين في مصر أن صدقوا خرافة تمثيل الأغلبية الساحقة من المصريين ! وإتهموا الدولة ماضيا بمنعهم من حق التمثيل البرلماني للأغلبية الساحقة ! لكن وبعد إنتفاضة وإجراء أول إنتخابات رئاسية ! جاء الترتيب على الشكل التالي :
    1 " مرسي " ولم يقدمه الإخوان لتمثيلهم !!!!
    2 " شفيق " وهو عسكري من مجموعة " مبارك " !
    3 " البرادعي " من قوى الإنتفاضة !
    4 " صباحي " مرشح القوميين الناصريين !
    مرة " مرسي " و " شفيق " إلى الدور الثاني ونجح " مرسي " بفارق نسيط جدا بعد إصطفاف الإخوان وراءه ! أظهرت النتائج أن مجموع من شارك لم يتعدى 25 مليون ناخبة وناخب في مجتمع مجموع سكانه أكثر من 80 مليون نسمة !!!!!! هذا معناه أن مجموع ما حصل عليه " مرسي " يقل عن 13 مليون صوتا ! إذن فخرافة الإخوان سقطت ويظهر أن هذه النتائج هي من إستبقت قراءة إنهاء حكم " مرسي " والإخوان عامة !
    المصباح المغربي يعاني من مرض التضخم كما كل الأحزاب التي تدعي الوطنية والشرعية التاريخية ! الكل لا يساوي شيأ في البورصة الإنتخابية ليس لكونهم أحزابا ! إنما لخطابهم وشكل حملاتهم الإنتخابية البئيسة التي تعكس عتاقة قيادات الأحزاب !

  • الاغلبية الصامتة
    الخميس 7 غشت 2014 - 14:36

    فرض إجبارية التصويت، يكون في بعض البلدان ذات الانظمة الديموقراطية العريقة التي لا يستطيع أي شخص في العالم ان يشكك في مصداقيتها . ومن امثلة تلك الدول نجد (الدول الاسكندينافية الجمهوية والملكية ،و سويسرا، بجيكا …). أما عندنا في بلداننا العربية من المحيط إلى الخليج فما بيننا وبين الديموقراطية غير الخير والاحسان، بتالي عندما تفرض مثل هذه القوانين في بلد دكتاتوي يسوق لدمقراطية مزيفة ، ويعيش تعددية حزبية وحكومية شكلية فإنها ـ القوانين ــ ستتم قراءتها بشكل معاكس تماما ،اي انها ستعتبر شكلا ينضاف إلى اشكال القمع والاستبداد الممنهج من طرف الدولة ، على الآقل هكذا ستتم في نظري قراءتها داخليا من طرف الشعب المغربي وخارجيا من طرف الدول الديموقراطية والمنظمات الحقوقية الدولية .

  • مراد
    الخميس 7 غشت 2014 - 15:01

    الديمقراطية من انتاج الاحزاب التاريخية المغربية
    اجبار الناس على التصويت لتزكية الفساد والمفسدين, هذه ديمقراطية من نوع اخر. لقد فشلوا فشلا ذريعا بعد ان خسروا حتى اصوات المنخرطين في احزابهم. الان احزاب الريع والبيع والشراء في الاصوات يقترحون سن قانون يرغم المواطنين المغاربة بالتصويت عليهم. اذا لم تصوت علي او على حزبي سادخلك السجن

  • مغربي
    الخميس 7 غشت 2014 - 19:55

    تشكر يا استاذ رشيد الحاحي تناولك اخيرا المواضع العامة وابتعادك عن المواضع الىسابقة الخاصة بالهاوية . وهكذا سيستفيد جميع المغاربة من مقالاتك.

  • محمد أيوب
    الخميس 7 غشت 2014 - 22:00

    نادم وعازم:
    نادم أنا على تسجيل اسمي ضمن لوائح مسرحية الانتخابات والاستفتاءات المغشوشة والملغومة..وعازم ان شاء الله تعالى على التشطيب على اسمي.ولن أذهب للتصويت حتى لو وضعوا غرامة مالية لذلك اذا ما أقم بالتشطيب على اسمي.ان"ديموقراطيتنا"هي ديموقراطية مخزنية موجهة مسبقا بانتخاباتها واستفتاءاتها..وعقلاء جدا ألائك الذين لا يصوتون..لقد تبين بأن جل الدكاكين /الأحزاب السياسية تتشابه فيما بينها من حيث هرولتها وانبطاحيتها وانتهازيتها..جلها يتلهف على كعكة المخزن الذي يتفرج عليها وه يضحك ملء شدقيه..فقد عراها تماما واحدا بعد الآخر:من يساريين واسلاميين وغيرهم من الانبطاحيين..لقد جعلهم جميعا يركعون أمام رنين دراهمه ومناصبه وامتيازاته..لنفترض الزامية التصويت..ماذا ستقول هذه الدكاكين لو أن أغلبية المصوتين وضعوا ورقة بيضاء؟ماذا سيكون رد فعل الدكاكين عندها؟هل ستجبر المصوتين فيما بعد على التصويت لدكان ما؟ الواقع أن المطالبين باجبارية التصويت كان عليهم أن يكونوا متفقين مع مبدأ حرية التعبير الذي كثيرا ما ينادون بضرورة احترامه..فالامتناع عن التصويت وحتى عن التسجيل هو موقف من المواطن تجاه ما تعرضه الدكاكين..

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 24

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 3

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات